في تسعينيات القرن الماضي، كانت مسلسلات الفانتازيا المبنية على قصص وأساطير مسيطرة بصورة كبيرة جدًا، مثل: مسلسل Hercules ،Xena ،Beast Master ،...
في تسعينيات القرن الماضي، كانت مسلسلات الفانتازيا المبنية على قصص وأساطير مسيطرة بصورة كبيرة جدًا، مثل: مسلسل Hercules ،Xena ،Beast Master ،The Adventure of Sinbad … إلخ، لكن هذه المسلسلات قد اختفت فجأةً، ولم تدم لأكثر من موسمين أو ثلاثة وحل محلها مسلسلات واقعية كـ Friends و Prison Break و Breaking Bad، ومسلسلات خيال كـ Lost و Walking dead وأمثاله، لتعود بعدها المسلسلات ذات الطابع التاريخي بالانتشار مرةً ثانية، لكن العديد من محاولات إعادة تقديم النمط الأسطوري فشلت كان بينها مسلسل عقيم لشخصية سندباد. ليأتي بعدها مسلسل Vikings ومسلسل Game of thrones الذي يعتبر المسلسل ذو الطابع الأسطوري الأنجح.
فخلال السنتين الماضيتين انتشر مسلسل Game of thrones كالنار في الهشيم في الساحة العربية، وأعتقد أنّ الغالبية العظمى من مستخدمي الإنترنت قد سمعوا باسمه على الأقل، لكن ما هي الأسباب التي أدّت لهذا النجاح الكبير للمسلسل، وما النقط المميزة التي غفلت عنها باقي المسلسلات ذات الطابع التاريخي، والتي كانت حاضرةً بقوة في صراع العروش؟
أرجو الملاحظة إلى أنّني لا أناقش الأسباب التي جعلته أفضل مسلسل في التاريخ، وإنما الأسباب التي جعلته أحد أنجح الأعمال في تاريخ التلفزيون.
تنبيه: يوجد حرق لأحداث المسلسل
الشخصيات النسائية
بعد انتهاء الموسم السابع، لا بد أنّ الجميع قد أدرك مدى أهمية الشخصيات النسائية في هذا المسلسل، شخصيات قيادية مرعبة جعلت من رجال ويستروس تركع لهنّ خوفًا وطاعةً. أبرز تلك الشخصيات هي وبدون شك شخصية سيرسي لانستر التي تؤديها الممثلة لينا هيدي، والتي تألّقت بجبروتها وطغيانها على قادة الممالك السبعة، وخاصةً في الموسم السابع.
وبعد سيرسي نأتي إلى سانسا وآريا، هل يمكنك تخيّل القصة بدون التطوّر الرائع في كلا الشخصيتين؟ وخاصةً شخصية آريا التي تطورت بشكل كبير جدًا عن أول المسلسل، ولن ننسى أم التنانين التي قامت بحرق نصف جيش الأموات بتنانينها. العنصر النسائي في هذا المسلسل هو المحرّك الأساسي للقصة، بعكس أغلب المسلسلات المختلفة. وكيف لا، فإنّ من بدأ القصة من الأساس ومن أشعل فتيل الحرب هي ليانا ستارك، أخت نيد ستارك!
كلّ شيء ممكن

من الأمور التي غفلت عنها أغلب المسلسلات التلفزيونية هي عنصر المفاجأة. لعلّ أغلب المسلسلات تجري في مسار متوقع ليعيش الأخيار في النهاية و تعمّ السعادة، أو ينجو البطل بأعجوبة بعد أن يعرضوا لنا الصعاب والأذى الجسدي الذي لحق به، إلّا أنّه سينجو غالبًا. جميعهم ينجون ويتزوّجون من حبهم الأبدي.
هذه القاعدة غير موجودة في صراع العروش، ومن المستحيل توقع الأحداث، فهذا البطل الذي سينجو بالتأكيد في المسلسلات الثانية، لن تتوقع أبدًا إذا كان سيعيش في عالم ويستروس أم لا، وهذا الجيش الذي يبدو أنّه سيحرق الأخضر واليابس، لن تحزر أنّه خلال ثوان سيتحوّل فجأةً إلى رماد وأشلاء. ربما من الرفاهيات أن تكون لم تشاهد المسلسل بعد ولم تحرق على نفسك أي شيء منه؛ لأنّ مقدار المفاجآت والأحداث الغير متوقعة سيذهلك بالتأكيد.
التنانين والمخلوقات الأسطورية

تنانين طائرة؟ هل تمزح؟ هذه عبارتي التي قلتها حرفيًا لصديقي ألان عندما أخبرني عن المسلسل قبل عدّة سنوات، في السنة الثانية من الجامعة البائسة التي ندرس بها. هنالك نسبة كبيرة من المشاهدين الذين يكرهون الفانتازيا والخيال، لكن مع الوقت سيصبح لظهور التنانين أثر مبهج في القلب، وكذلك الموتى السائرين. تناقض غريب أليس كذلك؟ وفي الموسم الثامن سنرى الفيلة التي ذهب يورون جريجوي بـ أسطوله لإحضارهم من قارة أيسوس مع العشرين ألف مقاتل. أتساءَل كيف ستكون أشكالهم وأحجامهم؟
عدد كبير جدًا من القصص

أحيانًا أتساءَل، كيف لكاتب أن يبتكر عالمًا خياليًا بشخصياته التي لا تحصى، والعائلات المتعددة التي لكل منها تاريخها وعاداتها الخاصة، والتي تتقاطع جميع شخصياتها مع بعضهم البعض ضمن تسلسل وحبكة متقن. ما جعل صراع العروش أحد المسلسلات المميزة في هذا التداخل الكبير في القصص، فعلى عكس مسلسل Vikings الرائع أيضًا، والذي يركز على شخصية واحدة وقصة واحدة، فإنّ صراع العروش يحتوي عشرات القصص التي تخدم قصته الأساسية: العرش الحديدي.
شمولية الشخصيات

شخصيات تتسم بالشر المطلق، وتجد لذّةً بممارسة التعذيب والقتل، وشخصيات اتسم عليها النبل والخير والعدل، شخصيات خبيثة وشخصيات خيّرة، جميع أنواع الشخصيات الجيّدة والمختلّة والخبيثة والطيّبة والحكيمة والغبية والجبانة، وحتى المنحرفة ستجدها معًا في هذا المسلسل، جميعهم تتقاطع طرقهم مع بعضهم البعض بما يخدم حبكة العمل.
السياسة

في نهاية المطاف فإنّ القصة الأساسية لصراع العروش تتكلم عن العرش الحديدي، ومن سيحصل عليه ليحكم الممالك السبعة، فهو مسلسل سياسي لكنه ليس كأي مسلسل سياسي آخر. لذلك، لا يمكن مقارنته بشكل كلّي بـ House of cards مثلًا، وإنما يمكن مقارنة بعض الأمور الجزئية كالحيل والمكر والخباثة التي كانت كثيرةً جدًا في صراع العروش، فالغاية التي هي العرش الحديدي برّرت الوسائل التي مازالت مستمرةً للوصول إليه. هذه هي السياسة غاية أساسية تُمارس من أجلها كافة أنواع الوسائل الخبيثة.
الاقتباسات والحوار

لا يمكن أن يختلف اثنان على أنّ مسلسل صراع العروش مليء بأعظم الأداءات الحوارية والاقتباسات في تاريخ التلفزيون، والمأخوذة أساسًا عن الروايات الأساسية للكاتب جورج أر. أر. مارتن. اقرأ المقال التالي المكتوب خصيصًا عن اقتباسات المسلسل.
العمارة والتخطيط العمراني
كما ذكرت سابقًا فإنّ لكل عائلة من عائلات المسلسل تاريخًا خاصًا بها ومملكةً تابعةً لها، واستطاع المسلسل أن يبيّن التصميم المعماري الرائع لكل مملكة من تلك الممالك. في المقالة التالية قمت بالتوسع أكثر عن العمارة في مسلسل Game of thrones.
في النهاية، أريد أن أؤكد مرةً ثانيةً على أنّ المقالة تتحدث عن الأسباب التي جعلت من المسلسل أحد أنجح المسلسلات في التاريخ، وليس الأنجح على الإطلاق، فلكلّ منا مسلسله المفضل حسب ذوقه الخاص. شخصيًا فإنّ مسلسلي المفضل في المرتبة الأولى هو مسلسل Lost! ماذا عنك؟
حسين جلدر
المصدر: موقع أراجيك فن
https://www.arageek.com/art/2018/03/11/how-game-of-thrones-rebel-other-legendary-series.html
فخلال السنتين الماضيتين انتشر مسلسل Game of thrones كالنار في الهشيم في الساحة العربية، وأعتقد أنّ الغالبية العظمى من مستخدمي الإنترنت قد سمعوا باسمه على الأقل، لكن ما هي الأسباب التي أدّت لهذا النجاح الكبير للمسلسل، وما النقط المميزة التي غفلت عنها باقي المسلسلات ذات الطابع التاريخي، والتي كانت حاضرةً بقوة في صراع العروش؟
أرجو الملاحظة إلى أنّني لا أناقش الأسباب التي جعلته أفضل مسلسل في التاريخ، وإنما الأسباب التي جعلته أحد أنجح الأعمال في تاريخ التلفزيون.
تنبيه: يوجد حرق لأحداث المسلسل
الشخصيات النسائية
بعد انتهاء الموسم السابع، لا بد أنّ الجميع قد أدرك مدى أهمية الشخصيات النسائية في هذا المسلسل، شخصيات قيادية مرعبة جعلت من رجال ويستروس تركع لهنّ خوفًا وطاعةً. أبرز تلك الشخصيات هي وبدون شك شخصية سيرسي لانستر التي تؤديها الممثلة لينا هيدي، والتي تألّقت بجبروتها وطغيانها على قادة الممالك السبعة، وخاصةً في الموسم السابع.
وبعد سيرسي نأتي إلى سانسا وآريا، هل يمكنك تخيّل القصة بدون التطوّر الرائع في كلا الشخصيتين؟ وخاصةً شخصية آريا التي تطورت بشكل كبير جدًا عن أول المسلسل، ولن ننسى أم التنانين التي قامت بحرق نصف جيش الأموات بتنانينها. العنصر النسائي في هذا المسلسل هو المحرّك الأساسي للقصة، بعكس أغلب المسلسلات المختلفة. وكيف لا، فإنّ من بدأ القصة من الأساس ومن أشعل فتيل الحرب هي ليانا ستارك، أخت نيد ستارك!
كلّ شيء ممكن

من الأمور التي غفلت عنها أغلب المسلسلات التلفزيونية هي عنصر المفاجأة. لعلّ أغلب المسلسلات تجري في مسار متوقع ليعيش الأخيار في النهاية و تعمّ السعادة، أو ينجو البطل بأعجوبة بعد أن يعرضوا لنا الصعاب والأذى الجسدي الذي لحق به، إلّا أنّه سينجو غالبًا. جميعهم ينجون ويتزوّجون من حبهم الأبدي.
هذه القاعدة غير موجودة في صراع العروش، ومن المستحيل توقع الأحداث، فهذا البطل الذي سينجو بالتأكيد في المسلسلات الثانية، لن تتوقع أبدًا إذا كان سيعيش في عالم ويستروس أم لا، وهذا الجيش الذي يبدو أنّه سيحرق الأخضر واليابس، لن تحزر أنّه خلال ثوان سيتحوّل فجأةً إلى رماد وأشلاء. ربما من الرفاهيات أن تكون لم تشاهد المسلسل بعد ولم تحرق على نفسك أي شيء منه؛ لأنّ مقدار المفاجآت والأحداث الغير متوقعة سيذهلك بالتأكيد.
التنانين والمخلوقات الأسطورية

تنانين طائرة؟ هل تمزح؟ هذه عبارتي التي قلتها حرفيًا لصديقي ألان عندما أخبرني عن المسلسل قبل عدّة سنوات، في السنة الثانية من الجامعة البائسة التي ندرس بها. هنالك نسبة كبيرة من المشاهدين الذين يكرهون الفانتازيا والخيال، لكن مع الوقت سيصبح لظهور التنانين أثر مبهج في القلب، وكذلك الموتى السائرين. تناقض غريب أليس كذلك؟ وفي الموسم الثامن سنرى الفيلة التي ذهب يورون جريجوي بـ أسطوله لإحضارهم من قارة أيسوس مع العشرين ألف مقاتل. أتساءَل كيف ستكون أشكالهم وأحجامهم؟
عدد كبير جدًا من القصص

أحيانًا أتساءَل، كيف لكاتب أن يبتكر عالمًا خياليًا بشخصياته التي لا تحصى، والعائلات المتعددة التي لكل منها تاريخها وعاداتها الخاصة، والتي تتقاطع جميع شخصياتها مع بعضهم البعض ضمن تسلسل وحبكة متقن. ما جعل صراع العروش أحد المسلسلات المميزة في هذا التداخل الكبير في القصص، فعلى عكس مسلسل Vikings الرائع أيضًا، والذي يركز على شخصية واحدة وقصة واحدة، فإنّ صراع العروش يحتوي عشرات القصص التي تخدم قصته الأساسية: العرش الحديدي.
شمولية الشخصيات

شخصيات تتسم بالشر المطلق، وتجد لذّةً بممارسة التعذيب والقتل، وشخصيات اتسم عليها النبل والخير والعدل، شخصيات خبيثة وشخصيات خيّرة، جميع أنواع الشخصيات الجيّدة والمختلّة والخبيثة والطيّبة والحكيمة والغبية والجبانة، وحتى المنحرفة ستجدها معًا في هذا المسلسل، جميعهم تتقاطع طرقهم مع بعضهم البعض بما يخدم حبكة العمل.
السياسة

في نهاية المطاف فإنّ القصة الأساسية لصراع العروش تتكلم عن العرش الحديدي، ومن سيحصل عليه ليحكم الممالك السبعة، فهو مسلسل سياسي لكنه ليس كأي مسلسل سياسي آخر. لذلك، لا يمكن مقارنته بشكل كلّي بـ House of cards مثلًا، وإنما يمكن مقارنة بعض الأمور الجزئية كالحيل والمكر والخباثة التي كانت كثيرةً جدًا في صراع العروش، فالغاية التي هي العرش الحديدي برّرت الوسائل التي مازالت مستمرةً للوصول إليه. هذه هي السياسة غاية أساسية تُمارس من أجلها كافة أنواع الوسائل الخبيثة.
الاقتباسات والحوار

لا يمكن أن يختلف اثنان على أنّ مسلسل صراع العروش مليء بأعظم الأداءات الحوارية والاقتباسات في تاريخ التلفزيون، والمأخوذة أساسًا عن الروايات الأساسية للكاتب جورج أر. أر. مارتن. اقرأ المقال التالي المكتوب خصيصًا عن اقتباسات المسلسل.
العمارة والتخطيط العمراني
كما ذكرت سابقًا فإنّ لكل عائلة من عائلات المسلسل تاريخًا خاصًا بها ومملكةً تابعةً لها، واستطاع المسلسل أن يبيّن التصميم المعماري الرائع لكل مملكة من تلك الممالك. في المقالة التالية قمت بالتوسع أكثر عن العمارة في مسلسل Game of thrones.
في النهاية، أريد أن أؤكد مرةً ثانيةً على أنّ المقالة تتحدث عن الأسباب التي جعلت من المسلسل أحد أنجح المسلسلات في التاريخ، وليس الأنجح على الإطلاق، فلكلّ منا مسلسله المفضل حسب ذوقه الخاص. شخصيًا فإنّ مسلسلي المفضل في المرتبة الأولى هو مسلسل Lost! ماذا عنك؟
حسين جلدر
المصدر: موقع أراجيك فن
https://www.arageek.com/art/2018/03/11/how-game-of-thrones-rebel-other-legendary-series.html