في العام 2007، سمع أحد المسؤولين الحكوميين في فنزويلا محادثة بين هيوغو شافيز، الرئيس الفنزويلي آنذاك ووزير العدل ميغال شافين كانت كفيلة بتغي...
في العام 2007، سمع أحد المسؤولين الحكوميين في فنزويلا محادثة بين هيوغو شافيز، الرئيس الفنزويلي آنذاك ووزير العدل ميغال شافين كانت كفيلة بتغيير مسار خطوط تجارة الكوكايين في العالم إلى حدٍّ كبير، وتقاطعت عملياتها مع مصالح دول مشرقية كإيران، بحسب مصادر أمنية وحكومية في أميركا الجنوبية.
”كما تقوم وكالة الاستخبارات الأميركية CIA بإيذاء* (استخدم كلمة بذيئة) الجميع عبر عمليات علنية، سنقوم نحن بنفس الشيء للإمبراطورية الأميركية“، قال شافيز بحسب كارلوس، المسؤول الفنزويلي الذي رفض استعمال اسمه الحقيقي في مقابلة حصرية مع نيوزويك الشرق الأوسط.
يقول كارلوس إن شافيز قام بإعطاء ”تعليمات محددة لإقامة علاقات مع كارتيلات (مافيات) المخدرات الكولومبية بمباركة الحكومة الفنزويلية، لدعم تجارة المخدرات“، بهدف إغراق الأسواق الأميركية.
وبحسب يوهان أوبدولا، رئيس المنظمة الدولية للأمن والاستخبارات IOSO وهو كان عضواً في فريق مكافحة المخدرات في كولومبيا قبل ذلك، فإن شافيز “في العام 2005 بدأ بعملية كبيرة، وتحت جناح الحكومة في فنزويلا، تتعلق بالإتجار بالمخدرات على نطاق دولي. لقد أمر ميغال شافين، بإغراق أميركا وأوروبا بالكوكايين”.
شافيز، الذي كان قد تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة في العام 2002، بات منذ ذلك الوقت ولغاية وفاته في العام 2011، شخصاً يرتاب في أي شيء و “متطرفاً في أفكاره“ بحسب المسؤول الذي كان يعرفه حق المعرفة.
”في أثر تلك المحاولة باتت العلاقة بين شافيز وكوبا أكثر قرباً، كما وتعمّقت علاقاته مع (محمود) أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني السابق). كان أحمدي نجاد من اقترح على شافيز مهاجمة الدول الإمبريالية،“ يقول كارلوس، قبل أن يضيف أن الرئيس الإيراني السابق طرح اسم وسيط بين إيران وفنزويلا ويمثل حزب الله اللبناني في أميركا اللاتينية، وكان هذا الاسم هو طارق العيسمي.
أما عن العلاقة بين شافيز والعيسمي، فقد كانا متقاربين، فقد كان شقيق شافيز معلم العيسمي في الجامعة في ولاية ماريدا.
ويعتبر كارلوس أن العيسمي، ذو الأصول السورية-اللبنانية، هو خلية حزب الله النائمة التي أيقظتها إيران.
وفي العام 2007، بات العيسمي بين ليلة وضحاها نائب الرئيس المسؤول عن العلاقات الداخلية في فنزويلا قبل أن يتم تعيينه وزيراً للداخلية لاحقاً. في تلك الفترة كان للحكومة الفنزويلية تاجر مخدرات فنزويلي إسمه ”وليد ماكليد“ (وليد مقلد)، الذي لعب دور همزة الوصل بين الحكومة وتجار المخدرات، وعمل على تصدير المخدرات للخارج، منطلقاً من بويرتو كابيللو بحسب أوبدولا.
”في العام 2008، بات ماكليد مزعجاً للحكومة وتوقف عن الاستجابة لمطالب الرئيس ولمصالح الدولة، فتم إخراجه من اللعبة عبر إدخاله إلى السجن“، وتولى العيسمي مكانه ليصبح مسؤولاً عن كل ما له علاقة بالمخدرات بالتعاون مع نستور ريديرول“، يقول كارلوس قبل أن يضيف بضحكة استهزاء، أن ريديرول كان مدير مكتب الوطني لمكافحة المخدرات في فنزويلا.
ويؤكد أوبدولا هذه المعلومة لنيوزويك الشرق الأوسط، مضيفاً أن شافيز هو من أمر بسجن ماكليد الذي هرب إلى كولومبيا، ووضع العيسمي مكانه، وقام بإقصاء شافين وتعيين العيسمي وزيراً للداخلية والعدل، ليصبح العيسمي “المسؤول عن جميع العمليات المتعلقة بالمخدرات”، بحسب أوبدولا.
[caption id="attachment_6876" align="aligncenter" width="768"] الرجل الأقوى في فنزويلا: طارق العيسمي (نائب الرئيس الفنزويلي) مع الرئيس مادورو.[/caption]
وبحسب وزارة الخزانة الأمريكية فإن العيسمي سهل نقل شحنات ضخمة من المخدرات من فنزويلا عن طريق الجو والبحر. وتتهم الحكومة الأميركية العيسمي بالضلوع في تجارة المخدرات وبتلقيه الأموال من ماكليد، مقابل توفير الحماية لشحنات المخدرات المتعلقة بماكليد“.
كما قامت الولايات المتحدة الأميركية في 13 فبراير 2017 بإدراج إسم العيسمي في قائمة العقوبات المتعلقة بتجارة المخدرات بسبب ما وصفته بتسهيل العيسمي ”لتهريب المخدرات على المستوى الدولي“ وبالتالي تجميد أملاكه في الولايات المتحدة ومنعه من دخول أراضيها.
والعيسمي، المولود في فنزويلا في العام 1974، ينحدر من أب سوري من منطقة جبل الدروز وأم لبنانية، ودوماً ما ينفي علاقته بأي نشاط إجرامي.
ففي رسالة لصحيفة نيويورك تايمز في العام 2017، كتب العيسمي: “ليس لدي أي أملاك أو حسابات في الولايات المتحدة أو أية دولة في العالم. إنه من المثير للشفقة ومن الغباء أن تقوم الإدارة الأميركية –ومن دون تقديم أي دليل—بتبني إجراءات لتجميد أصول وأملاك لا أملكها على الإطلاق”.
كما وأن مادورو دافع عدة مرات عن العيسمي قائلاً إن الإتهام غير صحيح ومشبوه خاصة أن العيسمي ساهم في اعتقال عشرات تجار المخدرات في فنزويلا ومن بينهم أشخاص تم تسليمهم للولايات المتحدة.
يجدر التنويه أن أياً من المصادر الفنزويلية والكولومبية والأميركية الذين تحدثت إليهم نيوزويك الشرق الأوسط في هذا المقال، لم يقدموا دلائل حسية أو وثائق في وقت إرسال المقال للنشر، والتي كان من شأنها تأكيد المعلومات الواردة في هذا التقرير فيما خلا شهادتهم خلال توليهم مناصبهم الرسمية.
في المقابل، لم تنجح المحاولات للتواصل مع السفارة الفنزويلية أو مع المسؤولين الإيرانيين حتى موعد نشر هذا المقال.
[caption id="attachment_6877" align="aligncenter" width="700"]
من أعطى الأوامر؟ صورة أرشيفية للرئيس الإيراني محمو أحمدي نجاد[/caption]
حضور إيراني قوي في فنزويلا
تتقاطع المصادر الأمنية مع ادعاء كارلوس بالنسبة للحضور الإيراني في فنزويلا.
وبحسب كارلوس، عندما كان أحمدي نجاد في السلطة في إيران، كان للجيش الإيراني حضور قوي في فنزويلا.
لكن هذا الحضور قل مع الوقت وانتهى الأمر بوجود العسكر الروسي والفنزويلي، وهو أمر معتاد لناحية العلاقات الوطيدة بين روسيا وفنزويلا.
ويدّعي كارلوس بأن إيران موّلت فنزويلا بالمال في وقت ما.
”كان أعضاء من الجيش الإيراني متواجدين في فنزويلا. لم يكونوا هناك للتدريب بل لإعطاء الإستشارات العسكرية بحسب علمي. كان الإيرانيون يعطوننا الاستشارات والدعم الاستراتيجي والمالي“.
مخدرات وميليشيات
قبيل سقوط ماكليد، كان يوجد في فنزويلا عصابتين رئيسيتين للمخدرات هما كارتيل ديل سول، وكارتيل بوليفيارانا؛ ويقول البعض إن الكارتيلين هما في الحقيقة كيان واحد. وبعد سقوط ماكليد، وهو من كبار تجار المخدرات في فنزويلا، تم تقسيم إدارة الكارتيلين بين العيسمي ورجل أعمال فنزويلي يُدعى ”سامارك بيللو“، حيث تولى هذا الأخير إدارة كارتيل ديل سول، وهو الأكبر، بمساعدة أعضاء من الجيش الفنزويلي.
في المقابل تولى ريديرول والعيسمي، الذي أصبح منذ مطلع العام الماضي نائباً للرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو، إدارة كارتيل بوليفيارانا.
والمخدرات كانت تخرج علناً من موانئ الدولة إلى العالم وكأنها كأي بضاعة ثانية، وكان للعيسمي ضابط كولونيل يدعى خيمينيز داخل الموانئ يهتم له بموضوع المخدرات، وتم تعيينه مديراً بدلاً من الشخص الذي كان يدير الموانئ لرفض هذا الأخير الانخراط في لعبة المخدرات.
وبحسب ادعاء كارلوس، فإن المخدرات التي كانت تخرج من فنزويلا كانت تتجه لأميركا وأفريقيا، وتحديداً غامبيا، قبل أن يُصار لتوزيعها على دول أخرى منها الدوحة (قطر). أما السعودية فقد كان من الصعب إدخال الكوكايين إليها بسبب تشديد الرقابة.
“إن الإتجار بالمخدرات هو أفضل وسيلة للتمويل لدى حزب الله، فيما تُشكّل سلاحاً بيد إيران وورقة ضغط”، يقول أوبدولا.
ويضيف أن “حزب الله بات تاجر المخدرات الأول في القارة الأميركية”.
ويشير أوبدولا إلى أن تواجد حزب الله وإيران في فنزويلا وأميركا اللاتينية بشكل عام هو تواجد غير بريء ويرتكز على تدريب كارتيلات المخدرات، وتجارة المخدرات وتبييض الأموال الناجمة عنها لصالح تمويل العمليات الإرهابية في العالم.
“إن حزب الله كان يقدم التدريب العسكري لكارتيل لوس زيتاس في المكسيك”، والذي تم الإمساك ببعض أعضائه في العام 2011 من جملة من تم القبض عليهم بالإضافة لرجل أعمال إيراني-أميركي يُدعى منصور أربابسيار بتهمة التخطيط لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، والذي أصبح لاحقاً وزير خارجية المملكة العربية السعودية. كما ويدّعي أوبدولا أنه لحزب الله قاعدة عسكرية في جزيرة مارغريتا (إيسلا دي مارغريتا) في فنزويلا، حيث يتم تدريب ميليشيات الكارتيلات هناك.
غير أن هذه المعلومات تتعارض مع ما كشفه كارلوس لنا. فهو يقول بأن جزيرة دي مارغريتا كانت مجرد ”جسر للمخدرات ومقراً للجماعات الإرهابية التي كانت تستعملها كنقطة تلاقي استراتيجية“.
وبحسب أوبدولا والمصادر الأخرى فإن الحزب بات مسؤولاً أيضاً عن جلب الكوكايين إلى الشرق الأوسط فيما تقوم إيران بتبييض أموال المخدرات وتموّل حزب الله وغيرها “من الميليشيات التي تدعمها” بها.
في المقابل ينفي الحاج محمد عفيف، المسؤول الإعلامي لحزب الله في رسالة إلكترونية لنيوزويك الشرق الأوسط جملة الاتهامات التي تم سوقها ضد حزب الله، مؤكداً أن مثل هذه الاتهامات تنشط بين الحين والآخر لتشويه سمعة الحزب.
“إن موقف حزب الله واضح وحازم وأكيد في موضوع المخدرات، فهو يرفض رفضاً قاطعاً تعاطيها والإتجار بها، بل ويعتقد أن مروجيها مجرمون وقتلة وفاسدون يدمرون مجتمعاً بكامله ويجب محاربتهم والقضاء عليهم. إن تجارة المخدرات وتعاطيها محرم شرعاً في عقيدة حزب الله الدينية والثقافية”.
ويضيف عفيف نفي الحزب “لجميع الاتهامات الموجهة إليه في الخارج حول التجار بالمخدرات”، والتي يعتبرها “تهدف بالدرجة الأولى الإساءة إليه (الحزب) وتشويه سمعته وتقديمه كمنظمة إجرامية في سياق الحرب عليه. وهذه التهمة هي البديل الجديد عن سمة الإرهاب التي لم تعد ذات جدوى”.
[caption id="attachment_6878" align="aligncenter" width="600"]
الرئيسان الراحلان، الفرنسي جاك شيراك، والفنزويلي هيوغو شافيز في صورة أرشيفية. كان شافيز مرتاباً من أجندة الغرب بحسب مسؤولين حكوميين مقربين منه.[/caption]
تجنيس بالجملة
وبحسب كارلوس وأوبدولا، والمصدر الأميركي في إدارة مكافحة المخدرات الذين تكلمت معهم نيوزويك الشرق الأوسط، فإن تجنيس أعضاء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني خلال العقد الماضي، واستمرار تجنيسهم في فنزويلا، قد ساهم بتسهيل حركة تنقلات أولئك الأفراد حول العالم.
ويتهم كارلوس العيسمي بالضلوع والإشراف على عمليات تجنيس مئات العرب كفنزويليين.
يقول إن علاقات العيسمي وطيدة بحزب الله والسلطة في فنزويلا كوزير في الحكومة، وإن العيسمي لم يُخفِ الأمر يوماً ولم يَخَف من القول علانية إنه على علاقة قوية بحزب الله.
يُذكر أن العيسمي من المناصرين للقضية الفلسطينية ومن يسميهم “حركات المقاومة” بوجه الاحتلال الإسرائيلي، وله صور مع مسؤولين فلسطينيين.
”أقولها بكل ثقة لأنني رأيته بنفسي وأعرف أعضاء من الجيش شاركوا في الموضوع… بدءاً من العام 2011- 2012ولغاية 2014، تم تجنيس لعدد كبير من الأجانب ممن هم من أصل عربي. تم إعطاؤهم جوازات سفر وجنسية صحيحة. لست متأكداً إن كانوا من حزب الله أو إيران، لكنهم عرب، بعضهم أشقر وبعضهم أسمر ويقيمون في المنطقة العسكرية في ماراكاي. والهدف كان تسهيل حركتهم عالمياً حيث يستطيعون الدخول لأوروبا بدون تأشيرات“.
وبعض ممن تم تجنيسهم لم يذهب بتاتاً إلى العاصمة كاراكاس للحصول على جواز السفر، بل كانت الجوازات تصلهم لمكان إقامتهم في ماراكاي، وحتى في الباهاماس، ومن دون الدخول للأراضي الفنزويلية.
في المقابل، استفاد مادورو منهم حيث تستخدمهم الحكومة الفنزويلية في القيام بعمليات للإضرار ”بمصالح الدول الإمبريالية“.
التجنيس كان بمعدل ٢٠ شخصاً كل شهرين أو ثلاثة، و ”من المؤسف“، بحسب كارلوس، ”أن معظم من تم تجنيسه لا يتكلم اللغة الإسبانية، والموضوع مستمر حتى اليوم“.
ويعطي كارلوس إسم كاريس بيرتو كمسؤولة عن جوازات السفر ضمن حلقة مغلقة يترأسها العيسمي. وبحسب ما تنامى لكارلوس، قد تم القبض على بعض ممن تم تجنيسهم كفنزويليين في كندا وأميركا.
في المقابل، يقول أوبدولا إن “أهم قادة حزب الله، وهو غازي عاطف سلامة نصرالدين أبو علي، والمولود في لبنان، تم إعطاؤه الجنسية الفنزويلية.
[caption id="attachment_6879" align="aligncenter" width="600"]
العيسمي ينفي جميع الاتهامات التي ساقتها ضده الولايات المتحدة، فيما أن سجلّه يُظهر أنه ساهم بالقبض على عشرات تجار المخدرات وتسليم العديد منهم للولايات المتحدة.[/caption]
الخليج والدول العربية في خطر؟
عند ملاحقتنا لطرف الخيط في ادعاءات أوبدولا وكارلوس والمصدر الأميركي لناحية وصول الكوكايين إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبر إيران، لم نتمكن من تأكيد الرابط.
بيد أن مصادر أمنية إماراتية وعُمانية كشفت عن أن هناك حملات لإغراق الدول الخليجية بالمخدرات وأن معظم هذه السموم تصل عبر موانئ ومرافئ ومعابر الدول البرية والبحرية والجوية قادمة من الشرق وخاصة من دول آسيوية.
وتتقاطع هذه المعلومات مع تلك التي حصلت عليها نيوزويك الشرق الأوسط من مصادر أمنية لناحية ارتفاع حجم الكوكايين الذي تم ضبطه خلال السنوات الماضية في عدة دول عربية. فمؤخراً في لبنان تم ضبط نحو طن وربع الطن من مادة الكوكايين في عملية نوعية واحدة، شمال العاصمة بيروت وفي مدينة جبيل، إضافة لآلاف الكيلوهات من المخدرات المتنوعة ما بين حشيشة الكيف والهيرويين وحبوب الهلوسة وغيرها.
والكوكايين هو ما يعتبره أوبدولا “شامبانيا المخدرات” إذ أنه من أغلاها سعراً وبالتالي فهو منتشر بين الطبقات الميسورة والطبقات العليا، وبالتالي، فإن إغراق أسواق المنطقة، وخاصة الخليجية منها يعني أن هناك منهج لملاحقة مصادر الترف والعائلات الغنية. والكوكايين هو من المؤثرات العقلية المنشطة التي قد تبقي متعاطيها صاحياً لعدة أيام، ومن عوارضها إصابة متعاطيها بجنون الارتياب والإرهاق اللاحق بسبب قلة النوم والنشاط المفرط، والاكتئاب. كما وإنه عندما يتم خلط بودرة الكوكايين بالهيرويين، ينتج عنه مخدرات شديدة السمية تُباع بأسعار أقل.

وتتجلى محاولة إغراق الأسواق الخليجية بالمخدرات في حجم المضبوطات في الإمارات خلال العام 2017 مثلاً والتي تجاوزت 61 طناً.
فقد أعلن معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس مكافحة المخدرات على مستوى الإمارات، “أن حصيلة ضبطيات المخدرات والمؤثرات العقلية التي ضبطت من قبل أجهزة مكافحة المخدرات والشركاء في المنافذ الرسمية والحدود البرية والسواحل البحرية بالدولة خلال العام الماضي 2017، بلغت 61,6 طنا، منها 94% من الضبطيات كانت بجهود أجهزة الشرطة بوزارة الداخلية”.
وفي حديث خصّ به نيوزويك الشرق الأوسط، أكد الفريق ضاحي خلفان تميم أن حجم كبير من المخدرات المضبوطة تم تهريبه من دول آسيوية.
وفي نفس الوقت، أشار الفريق تميم إلى أن محاولات إغراق المنطقة بالمخدرات ليس بالأمر الجديد، فقد تم تهريب ملايين حبوب المخدرات والمؤثرات العقلية إلى الدول التي شهدت ثورات وصفها البعض بالربيع العربي فيما يعتبرها الكثيرون أنها كانت سبباً في خراب تلك الدول، ومنها ليبيا وغيرها.
“إن الثورات العربية (الربيع العربي) هي ثورات كبتاغون. لقد تحرك الشارع في الربيع العربي بتأثير من الكبتاغون،” يقول الفريق تميم لنيوزويك الشرق الأوسط.
[caption id="attachment_6881" align="aligncenter" width="810"]
مخدرات مضبوطة في الإمارات – الصورة من شرطة دبي[/caption]
يُذكر أن معمّر القذافي، الرئيس الليبي السابق الذي تم الإطاحة به في إحدى أعنف الثورات التي اجتاحت المنطقة في العام 2011، كان قد حذّر في خطابٍ رسميٍ له خلال الثورة الليبية من دخول آلاف الحبوب (لم يكن اسمها معروفاً من قبل وتبيّن لاحقاً أنها كبتاغون) عبر الحدود الليبية والتي قال أنها تُذهِب بعقل متعاطيها من الثوار.
مصطفى عوض و ليلى حاطوم
المصدر: مجلة نيوزويك الشرق الأوسط
http://ar.newsweekme.com/
”كما تقوم وكالة الاستخبارات الأميركية CIA بإيذاء* (استخدم كلمة بذيئة) الجميع عبر عمليات علنية، سنقوم نحن بنفس الشيء للإمبراطورية الأميركية“، قال شافيز بحسب كارلوس، المسؤول الفنزويلي الذي رفض استعمال اسمه الحقيقي في مقابلة حصرية مع نيوزويك الشرق الأوسط.
يقول كارلوس إن شافيز قام بإعطاء ”تعليمات محددة لإقامة علاقات مع كارتيلات (مافيات) المخدرات الكولومبية بمباركة الحكومة الفنزويلية، لدعم تجارة المخدرات“، بهدف إغراق الأسواق الأميركية.
وبحسب يوهان أوبدولا، رئيس المنظمة الدولية للأمن والاستخبارات IOSO وهو كان عضواً في فريق مكافحة المخدرات في كولومبيا قبل ذلك، فإن شافيز “في العام 2005 بدأ بعملية كبيرة، وتحت جناح الحكومة في فنزويلا، تتعلق بالإتجار بالمخدرات على نطاق دولي. لقد أمر ميغال شافين، بإغراق أميركا وأوروبا بالكوكايين”.
شافيز، الذي كان قد تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة في العام 2002، بات منذ ذلك الوقت ولغاية وفاته في العام 2011، شخصاً يرتاب في أي شيء و “متطرفاً في أفكاره“ بحسب المسؤول الذي كان يعرفه حق المعرفة.
”في أثر تلك المحاولة باتت العلاقة بين شافيز وكوبا أكثر قرباً، كما وتعمّقت علاقاته مع (محمود) أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني السابق). كان أحمدي نجاد من اقترح على شافيز مهاجمة الدول الإمبريالية،“ يقول كارلوس، قبل أن يضيف أن الرئيس الإيراني السابق طرح اسم وسيط بين إيران وفنزويلا ويمثل حزب الله اللبناني في أميركا اللاتينية، وكان هذا الاسم هو طارق العيسمي.
أما عن العلاقة بين شافيز والعيسمي، فقد كانا متقاربين، فقد كان شقيق شافيز معلم العيسمي في الجامعة في ولاية ماريدا.
ويعتبر كارلوس أن العيسمي، ذو الأصول السورية-اللبنانية، هو خلية حزب الله النائمة التي أيقظتها إيران.
وفي العام 2007، بات العيسمي بين ليلة وضحاها نائب الرئيس المسؤول عن العلاقات الداخلية في فنزويلا قبل أن يتم تعيينه وزيراً للداخلية لاحقاً. في تلك الفترة كان للحكومة الفنزويلية تاجر مخدرات فنزويلي إسمه ”وليد ماكليد“ (وليد مقلد)، الذي لعب دور همزة الوصل بين الحكومة وتجار المخدرات، وعمل على تصدير المخدرات للخارج، منطلقاً من بويرتو كابيللو بحسب أوبدولا.
”في العام 2008، بات ماكليد مزعجاً للحكومة وتوقف عن الاستجابة لمطالب الرئيس ولمصالح الدولة، فتم إخراجه من اللعبة عبر إدخاله إلى السجن“، وتولى العيسمي مكانه ليصبح مسؤولاً عن كل ما له علاقة بالمخدرات بالتعاون مع نستور ريديرول“، يقول كارلوس قبل أن يضيف بضحكة استهزاء، أن ريديرول كان مدير مكتب الوطني لمكافحة المخدرات في فنزويلا.
ويؤكد أوبدولا هذه المعلومة لنيوزويك الشرق الأوسط، مضيفاً أن شافيز هو من أمر بسجن ماكليد الذي هرب إلى كولومبيا، ووضع العيسمي مكانه، وقام بإقصاء شافين وتعيين العيسمي وزيراً للداخلية والعدل، ليصبح العيسمي “المسؤول عن جميع العمليات المتعلقة بالمخدرات”، بحسب أوبدولا.
[caption id="attachment_6876" align="aligncenter" width="768"] الرجل الأقوى في فنزويلا: طارق العيسمي (نائب الرئيس الفنزويلي) مع الرئيس مادورو.[/caption]
وبحسب وزارة الخزانة الأمريكية فإن العيسمي سهل نقل شحنات ضخمة من المخدرات من فنزويلا عن طريق الجو والبحر. وتتهم الحكومة الأميركية العيسمي بالضلوع في تجارة المخدرات وبتلقيه الأموال من ماكليد، مقابل توفير الحماية لشحنات المخدرات المتعلقة بماكليد“.
كما قامت الولايات المتحدة الأميركية في 13 فبراير 2017 بإدراج إسم العيسمي في قائمة العقوبات المتعلقة بتجارة المخدرات بسبب ما وصفته بتسهيل العيسمي ”لتهريب المخدرات على المستوى الدولي“ وبالتالي تجميد أملاكه في الولايات المتحدة ومنعه من دخول أراضيها.
والعيسمي، المولود في فنزويلا في العام 1974، ينحدر من أب سوري من منطقة جبل الدروز وأم لبنانية، ودوماً ما ينفي علاقته بأي نشاط إجرامي.
ففي رسالة لصحيفة نيويورك تايمز في العام 2017، كتب العيسمي: “ليس لدي أي أملاك أو حسابات في الولايات المتحدة أو أية دولة في العالم. إنه من المثير للشفقة ومن الغباء أن تقوم الإدارة الأميركية –ومن دون تقديم أي دليل—بتبني إجراءات لتجميد أصول وأملاك لا أملكها على الإطلاق”.
كما وأن مادورو دافع عدة مرات عن العيسمي قائلاً إن الإتهام غير صحيح ومشبوه خاصة أن العيسمي ساهم في اعتقال عشرات تجار المخدرات في فنزويلا ومن بينهم أشخاص تم تسليمهم للولايات المتحدة.
يجدر التنويه أن أياً من المصادر الفنزويلية والكولومبية والأميركية الذين تحدثت إليهم نيوزويك الشرق الأوسط في هذا المقال، لم يقدموا دلائل حسية أو وثائق في وقت إرسال المقال للنشر، والتي كان من شأنها تأكيد المعلومات الواردة في هذا التقرير فيما خلا شهادتهم خلال توليهم مناصبهم الرسمية.
في المقابل، لم تنجح المحاولات للتواصل مع السفارة الفنزويلية أو مع المسؤولين الإيرانيين حتى موعد نشر هذا المقال.
[caption id="attachment_6877" align="aligncenter" width="700"]

حضور إيراني قوي في فنزويلا
تتقاطع المصادر الأمنية مع ادعاء كارلوس بالنسبة للحضور الإيراني في فنزويلا.
وبحسب كارلوس، عندما كان أحمدي نجاد في السلطة في إيران، كان للجيش الإيراني حضور قوي في فنزويلا.
لكن هذا الحضور قل مع الوقت وانتهى الأمر بوجود العسكر الروسي والفنزويلي، وهو أمر معتاد لناحية العلاقات الوطيدة بين روسيا وفنزويلا.
ويدّعي كارلوس بأن إيران موّلت فنزويلا بالمال في وقت ما.
”كان أعضاء من الجيش الإيراني متواجدين في فنزويلا. لم يكونوا هناك للتدريب بل لإعطاء الإستشارات العسكرية بحسب علمي. كان الإيرانيون يعطوننا الاستشارات والدعم الاستراتيجي والمالي“.
مخدرات وميليشيات
قبيل سقوط ماكليد، كان يوجد في فنزويلا عصابتين رئيسيتين للمخدرات هما كارتيل ديل سول، وكارتيل بوليفيارانا؛ ويقول البعض إن الكارتيلين هما في الحقيقة كيان واحد. وبعد سقوط ماكليد، وهو من كبار تجار المخدرات في فنزويلا، تم تقسيم إدارة الكارتيلين بين العيسمي ورجل أعمال فنزويلي يُدعى ”سامارك بيللو“، حيث تولى هذا الأخير إدارة كارتيل ديل سول، وهو الأكبر، بمساعدة أعضاء من الجيش الفنزويلي.
في المقابل تولى ريديرول والعيسمي، الذي أصبح منذ مطلع العام الماضي نائباً للرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو، إدارة كارتيل بوليفيارانا.
والمخدرات كانت تخرج علناً من موانئ الدولة إلى العالم وكأنها كأي بضاعة ثانية، وكان للعيسمي ضابط كولونيل يدعى خيمينيز داخل الموانئ يهتم له بموضوع المخدرات، وتم تعيينه مديراً بدلاً من الشخص الذي كان يدير الموانئ لرفض هذا الأخير الانخراط في لعبة المخدرات.
وبحسب ادعاء كارلوس، فإن المخدرات التي كانت تخرج من فنزويلا كانت تتجه لأميركا وأفريقيا، وتحديداً غامبيا، قبل أن يُصار لتوزيعها على دول أخرى منها الدوحة (قطر). أما السعودية فقد كان من الصعب إدخال الكوكايين إليها بسبب تشديد الرقابة.
“إن الإتجار بالمخدرات هو أفضل وسيلة للتمويل لدى حزب الله، فيما تُشكّل سلاحاً بيد إيران وورقة ضغط”، يقول أوبدولا.
ويضيف أن “حزب الله بات تاجر المخدرات الأول في القارة الأميركية”.
ويشير أوبدولا إلى أن تواجد حزب الله وإيران في فنزويلا وأميركا اللاتينية بشكل عام هو تواجد غير بريء ويرتكز على تدريب كارتيلات المخدرات، وتجارة المخدرات وتبييض الأموال الناجمة عنها لصالح تمويل العمليات الإرهابية في العالم.
“إن حزب الله كان يقدم التدريب العسكري لكارتيل لوس زيتاس في المكسيك”، والذي تم الإمساك ببعض أعضائه في العام 2011 من جملة من تم القبض عليهم بالإضافة لرجل أعمال إيراني-أميركي يُدعى منصور أربابسيار بتهمة التخطيط لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، والذي أصبح لاحقاً وزير خارجية المملكة العربية السعودية. كما ويدّعي أوبدولا أنه لحزب الله قاعدة عسكرية في جزيرة مارغريتا (إيسلا دي مارغريتا) في فنزويلا، حيث يتم تدريب ميليشيات الكارتيلات هناك.
غير أن هذه المعلومات تتعارض مع ما كشفه كارلوس لنا. فهو يقول بأن جزيرة دي مارغريتا كانت مجرد ”جسر للمخدرات ومقراً للجماعات الإرهابية التي كانت تستعملها كنقطة تلاقي استراتيجية“.
وبحسب أوبدولا والمصادر الأخرى فإن الحزب بات مسؤولاً أيضاً عن جلب الكوكايين إلى الشرق الأوسط فيما تقوم إيران بتبييض أموال المخدرات وتموّل حزب الله وغيرها “من الميليشيات التي تدعمها” بها.
في المقابل ينفي الحاج محمد عفيف، المسؤول الإعلامي لحزب الله في رسالة إلكترونية لنيوزويك الشرق الأوسط جملة الاتهامات التي تم سوقها ضد حزب الله، مؤكداً أن مثل هذه الاتهامات تنشط بين الحين والآخر لتشويه سمعة الحزب.
“إن موقف حزب الله واضح وحازم وأكيد في موضوع المخدرات، فهو يرفض رفضاً قاطعاً تعاطيها والإتجار بها، بل ويعتقد أن مروجيها مجرمون وقتلة وفاسدون يدمرون مجتمعاً بكامله ويجب محاربتهم والقضاء عليهم. إن تجارة المخدرات وتعاطيها محرم شرعاً في عقيدة حزب الله الدينية والثقافية”.
ويضيف عفيف نفي الحزب “لجميع الاتهامات الموجهة إليه في الخارج حول التجار بالمخدرات”، والتي يعتبرها “تهدف بالدرجة الأولى الإساءة إليه (الحزب) وتشويه سمعته وتقديمه كمنظمة إجرامية في سياق الحرب عليه. وهذه التهمة هي البديل الجديد عن سمة الإرهاب التي لم تعد ذات جدوى”.
[caption id="attachment_6878" align="aligncenter" width="600"]

تجنيس بالجملة
وبحسب كارلوس وأوبدولا، والمصدر الأميركي في إدارة مكافحة المخدرات الذين تكلمت معهم نيوزويك الشرق الأوسط، فإن تجنيس أعضاء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني خلال العقد الماضي، واستمرار تجنيسهم في فنزويلا، قد ساهم بتسهيل حركة تنقلات أولئك الأفراد حول العالم.
ويتهم كارلوس العيسمي بالضلوع والإشراف على عمليات تجنيس مئات العرب كفنزويليين.
يقول إن علاقات العيسمي وطيدة بحزب الله والسلطة في فنزويلا كوزير في الحكومة، وإن العيسمي لم يُخفِ الأمر يوماً ولم يَخَف من القول علانية إنه على علاقة قوية بحزب الله.
يُذكر أن العيسمي من المناصرين للقضية الفلسطينية ومن يسميهم “حركات المقاومة” بوجه الاحتلال الإسرائيلي، وله صور مع مسؤولين فلسطينيين.
”أقولها بكل ثقة لأنني رأيته بنفسي وأعرف أعضاء من الجيش شاركوا في الموضوع… بدءاً من العام 2011- 2012ولغاية 2014، تم تجنيس لعدد كبير من الأجانب ممن هم من أصل عربي. تم إعطاؤهم جوازات سفر وجنسية صحيحة. لست متأكداً إن كانوا من حزب الله أو إيران، لكنهم عرب، بعضهم أشقر وبعضهم أسمر ويقيمون في المنطقة العسكرية في ماراكاي. والهدف كان تسهيل حركتهم عالمياً حيث يستطيعون الدخول لأوروبا بدون تأشيرات“.
وبعض ممن تم تجنيسهم لم يذهب بتاتاً إلى العاصمة كاراكاس للحصول على جواز السفر، بل كانت الجوازات تصلهم لمكان إقامتهم في ماراكاي، وحتى في الباهاماس، ومن دون الدخول للأراضي الفنزويلية.
في المقابل، استفاد مادورو منهم حيث تستخدمهم الحكومة الفنزويلية في القيام بعمليات للإضرار ”بمصالح الدول الإمبريالية“.
التجنيس كان بمعدل ٢٠ شخصاً كل شهرين أو ثلاثة، و ”من المؤسف“، بحسب كارلوس، ”أن معظم من تم تجنيسه لا يتكلم اللغة الإسبانية، والموضوع مستمر حتى اليوم“.
ويعطي كارلوس إسم كاريس بيرتو كمسؤولة عن جوازات السفر ضمن حلقة مغلقة يترأسها العيسمي. وبحسب ما تنامى لكارلوس، قد تم القبض على بعض ممن تم تجنيسهم كفنزويليين في كندا وأميركا.
في المقابل، يقول أوبدولا إن “أهم قادة حزب الله، وهو غازي عاطف سلامة نصرالدين أبو علي، والمولود في لبنان، تم إعطاؤه الجنسية الفنزويلية.
[caption id="attachment_6879" align="aligncenter" width="600"]

الخليج والدول العربية في خطر؟
عند ملاحقتنا لطرف الخيط في ادعاءات أوبدولا وكارلوس والمصدر الأميركي لناحية وصول الكوكايين إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبر إيران، لم نتمكن من تأكيد الرابط.
بيد أن مصادر أمنية إماراتية وعُمانية كشفت عن أن هناك حملات لإغراق الدول الخليجية بالمخدرات وأن معظم هذه السموم تصل عبر موانئ ومرافئ ومعابر الدول البرية والبحرية والجوية قادمة من الشرق وخاصة من دول آسيوية.
وتتقاطع هذه المعلومات مع تلك التي حصلت عليها نيوزويك الشرق الأوسط من مصادر أمنية لناحية ارتفاع حجم الكوكايين الذي تم ضبطه خلال السنوات الماضية في عدة دول عربية. فمؤخراً في لبنان تم ضبط نحو طن وربع الطن من مادة الكوكايين في عملية نوعية واحدة، شمال العاصمة بيروت وفي مدينة جبيل، إضافة لآلاف الكيلوهات من المخدرات المتنوعة ما بين حشيشة الكيف والهيرويين وحبوب الهلوسة وغيرها.
والكوكايين هو ما يعتبره أوبدولا “شامبانيا المخدرات” إذ أنه من أغلاها سعراً وبالتالي فهو منتشر بين الطبقات الميسورة والطبقات العليا، وبالتالي، فإن إغراق أسواق المنطقة، وخاصة الخليجية منها يعني أن هناك منهج لملاحقة مصادر الترف والعائلات الغنية. والكوكايين هو من المؤثرات العقلية المنشطة التي قد تبقي متعاطيها صاحياً لعدة أيام، ومن عوارضها إصابة متعاطيها بجنون الارتياب والإرهاق اللاحق بسبب قلة النوم والنشاط المفرط، والاكتئاب. كما وإنه عندما يتم خلط بودرة الكوكايين بالهيرويين، ينتج عنه مخدرات شديدة السمية تُباع بأسعار أقل.

وتتجلى محاولة إغراق الأسواق الخليجية بالمخدرات في حجم المضبوطات في الإمارات خلال العام 2017 مثلاً والتي تجاوزت 61 طناً.
فقد أعلن معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس مكافحة المخدرات على مستوى الإمارات، “أن حصيلة ضبطيات المخدرات والمؤثرات العقلية التي ضبطت من قبل أجهزة مكافحة المخدرات والشركاء في المنافذ الرسمية والحدود البرية والسواحل البحرية بالدولة خلال العام الماضي 2017، بلغت 61,6 طنا، منها 94% من الضبطيات كانت بجهود أجهزة الشرطة بوزارة الداخلية”.
وفي حديث خصّ به نيوزويك الشرق الأوسط، أكد الفريق ضاحي خلفان تميم أن حجم كبير من المخدرات المضبوطة تم تهريبه من دول آسيوية.
وفي نفس الوقت، أشار الفريق تميم إلى أن محاولات إغراق المنطقة بالمخدرات ليس بالأمر الجديد، فقد تم تهريب ملايين حبوب المخدرات والمؤثرات العقلية إلى الدول التي شهدت ثورات وصفها البعض بالربيع العربي فيما يعتبرها الكثيرون أنها كانت سبباً في خراب تلك الدول، ومنها ليبيا وغيرها.
“إن الثورات العربية (الربيع العربي) هي ثورات كبتاغون. لقد تحرك الشارع في الربيع العربي بتأثير من الكبتاغون،” يقول الفريق تميم لنيوزويك الشرق الأوسط.
[caption id="attachment_6881" align="aligncenter" width="810"]

يُذكر أن معمّر القذافي، الرئيس الليبي السابق الذي تم الإطاحة به في إحدى أعنف الثورات التي اجتاحت المنطقة في العام 2011، كان قد حذّر في خطابٍ رسميٍ له خلال الثورة الليبية من دخول آلاف الحبوب (لم يكن اسمها معروفاً من قبل وتبيّن لاحقاً أنها كبتاغون) عبر الحدود الليبية والتي قال أنها تُذهِب بعقل متعاطيها من الثوار.
مصطفى عوض و ليلى حاطوم
المصدر: مجلة نيوزويك الشرق الأوسط
http://ar.newsweekme.com/