أسفرت نتائج قمة الاتحاد الأوروبي عن إعطاء تركيا أملا مجددا حول انضمامها لعضوية الاتحاد، حيث خذل قادة الدول الأعضاء، المستشارة الألمانية، ورف...
أسفرت نتائج قمة الاتحاد الأوروبي عن إعطاء تركيا أملا مجددا حول انضمامها لعضوية الاتحاد، حيث خذل قادة الدول الأعضاء، المستشارة الألمانية، ورفضوا مطلبها بوقف مفاوضات انضمام تركيا.
ولم تقدم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الأغلبية اللازمة لوقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقررت القمة التي ضمت رؤساء دول وحكومات 28 عضوا في الاتحاد الأوروبي مواصلة مفاوضات الانضمام، وعقب القمة ذكرت الدول الأعضاء في أن العمل بدأ لمراجعة المساعدات المالية التي قدمت لتركيا في عمليه التفاوض.
ومع ذلك، فإن إرسال 257 مليون يورو فقط من أصل 4.5 مليار يورو في الفترة من 2014 إلى 2020 يجعل بالفعل خفض المساعدات المالية الناحية العملية أمرا ممكنا، بالإضافة إلى ذلك فإن تناقض النتائج لا يقتصر على هذا، فرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر قال "إن قادة الاتحاد الأوروبي بدوا متشككين في امكانية انضمام تركيا إلى الاتحاد".
لماذا إذن تبدو امكانية ضم تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي شبه مستحيلة أو حتى ضمها إلى جدول أعمال دول الاتحاد؟ أو بعبارة أخرى، لماذا لا يزال الاتحاد الأوروبي يترك الباب على مصراعيه أمام تركيا، التي أصبحت الهدف الأكبر ليس فقط للتيارات السياسات الشعبوية المتصاعدة في ألمانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا، ولكن أيضا في الدور القيادي للاتحاد الأوروبي؟، والسؤال الأهم بطبيعة الحال هل تركيا لا تزال حريصة على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟
كل هذه التساؤلات طرحتها وكالة "سبوتنيك" (النسخة التركية) في تقرير أعدته ويجيب فيه سياسيون وخبراء في الشؤون التركية والاتحاد الأوروبي حول الإبعاد المختلفة للأزمة بين تركيا والاتحاد.
ذكر نائب رئيس حزب العدالة والتنمية بإسطنبول محمد مينتير مراجعة المساعدات المالية قبل انضمام تركيا للاتحاد "لا يوجد أي تفسير من أوروبا يثير الدهشة لنا ونحن على دراية بما يريدون القيام به، وفي حالة الاهتمام بمحور أوربا فإن التصريحات التي تأتي من مسؤولين الاتحاد الأوروبي توضح كيف يحاولون قمع تركيا".
وأوضح مينتير أن تركيا لن تتخلي عن هدفها من الاتحاد الأوروبي قائلا: "نحن لم نتخلى عن هذا الهدف، حتي إننا لم نفكر في التخلي أيضا ولكن تصرف الاتحاد الأوروبي يزعجنا .. فليتخذوا قرارا حاسما هل ستنضم تركيا للاتحاد أم لا؟، ولن نقبل موقف أوروبا في حل الخاتمة السياسية بسياسية قمعها، فلتعلم أوروبا إننا لسنا دولة خاضعة فلابد من الاحترام.
وأضاف مينتير، علاوة على ذلك من يحترمنا نحترمه ونقدره لكنهم جعلونا ننتظر على الأبواب لسنوات طويلة من أجل العضوية، أن كانوا سيعطوننا العضوية فليفعلو وإن لن يتم إعطائها فليتخذوا القرار بشأن ذلك ويخبروننا به، فنحن نعلم دوما طريقنا، ونحن على دراية بالخطة الرجعية لتصريحات ممثلي دول أعضاء الاتحاد، فلينسوا هذه المواقف ويتخلوا عنه.
[caption id="attachment_3138" align="aligncenter" width="1000"] الرئيس التركي أردوغان والمستشارة الألمانية ميركل[/caption]
طموح أنقرة في مواجهة الارهاب
وعقب القمة أوضح ميتنر رد فعله حول تصريح رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك الذي ذكر فيه: "نريد فتح الباب لأنقرة ولكن الواقع في تركيا الآن يجعل الأمر صعبا" سائلا أي واقع يجعل الأمر صعبا؟، فإن كان هناك مبادرة بإطاحة الحكومة في أي بلد أوروبية كيف ستتصرف دول الأعضاء بشكل مختلف؟ وأي من دول الأعضاء يتعامل باختلاف في مواجهة الإرهاب، لقد أعُلنت حالة الطواري في فرنسا بسبب وجود ثلاثة أو خمس مرفقعات، ولو كان هناك مبادرة الإطاحة بالحكومة الألمانية، فكيف سيكون رد فعل ألمانيا جراء ذلك وكيف سيكون تصرفها أيضا إن أرادات أي قطعة من الأراضي الألمانية الانفصال عنها؟ وماذا سيكون موقف ألمانيا إن كان هناك حزب ينشط لدعاية سياسية أو لمنظمة انفصالية مسلحة في البرلمان الألماني؟ .
وانتقد ميتنر دول الاتحاد قائلا: "فليعتنوا بأنفسهم أولا "، "عدو تركيا هي كثرة المنظمات الارهابية ونحن نتحدث عن أوروبا التي تنشر تلك المنظمات في بلدانها وتحمي أولئك الذين قاموا بالانقلاب وتستغلهم وتدعمهم أيضا وتستأجر لهم المنازل كما أن وكالات المخابرات تحافظ عليهم، فجميع عناصر المنظمات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني في أوروبا تحت حمايته الحكومات، فأي نوع من الديمقراطية هذا؟، ولو قمنا بنفس الشيء مع أوروبا كيف سيكون موقفها؟ فلنقل مثلا لنهتم بمنظمة إرهابية تعمل على الإطاحة بالحكومة في فرنسا أو ألمانيا كيف سيكون رد فعل الاتحاد الأوروبي من ذلك؟ ولو أهتمنا أيضا بمنظمة إرهابية أيضا تحاول انفصال منطقة ألمانية عن ألمانيا وقمنا بحمايتها كيف سيكون موقف الاتحاد الاوربي تجاهنا؟
وجوب اتخاذ قرار واضح وصارم بشأن تركيا
أعرب ميتينر عضو لجنة التحقيق الحقوق الإنسان للبرلمان التركي عن نقده لمفهوم حقوق الإنسان بالنسبة للاتحاد الأوروبي قائلا " هناك مشكلات بخصوص حقوق الإنسان ومن هنا فنحن نتعامل مع حزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله جولن، ونعمل على حماية دولتنا وبلادنا، وعندما تحل أحد هذه الاحداث لأوروبا سنري كيف تضع نظام حالة الطوارئ، وهل سيسمح بوجود حزب سياسي يعمل على دعاية سياسية لمنظمة إرهابية مسلحة وانفصالية في ألمانيا؟ فلماذا يجبرونا على فعل ما لا يريدون لأنفسهم؟
"هذه ليست الديمقراطية، نحن لن نقبل انسحاب تركيا وخضوعها لديمقراطية أوروبا ومفهوما لحقوقها للإنسان، فليبحثوا عن حقائق أخري لأنفسهم، والحالة الراهنة لتركيا لا تمثل بأي حال من الأحوال عائقا أمام عضويتنا في الاتحاد الأوروبي، فليفكر الاتحاد الأوروبي وليتخذ القرار أما بتنفيذ المسار أو اتخاذ طريق أخر".
وقال ميتينر إن الاتحاد الأوروبي لم يغلق الباب مع تركيا بل يصر عليها، وأضاف أن "فتح الباب لتركيا من ناحية وتجميد الأمور ليست طريقة أخلاقية، فالأوروبيون يفعلون ذلك كثيرا، وتركيا ليست دولة خائفة ولا تقبل الخضوع والاستسلام ونحن نتوقع احتراما علي أساس المساواة والعضوية، فليقرر الاتحاد الاوروبي بشأن هذا الموضوع أولا ويعمل ما بوسعه وطبقا لذلك سنتخذ موقفا".
العضوية بعيدا عن المناقشة
ووفقا لما قاله ميتينر حول تمكن الاتحاد الأوروبي من اتخاذ قرار سريع بشأن عضوية تركيا، قال دكتور سيزجين ميركان عضو هيئة التدريس في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باسكنت إن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ليست احتمال حقيقي، فاتخاذ مثل هذا القرار صعب للغاية.
وأشار ميركان أن إصرار تركيا على العضوية بلا فائدة لأن الاتحاد الأوروبي لم يرحب بذلك الأمر لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في أي وقت، وقول الاتحاد بإن لن يمكن أن تكون تركيا عضوا في الاتحاد "فهذا يثير قلق تركيا".
وذكر ميركان أن الاتحاد الأوروبي يبحث عن نموذج جديد للعضوية وأن فرنسا وألمانيا وهولندا اقترحت نموذجا للاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم "بولندا" ولكن هذا لم يلقي اهتمام بعض الدول، ولا يزال هناك جدال بين دول الاعضاء في الاتحاد بخصوص أن تركيا ستكون متكاملة تماما مع الاتحاد أم لا؟
[caption id="attachment_3137" align="aligncenter" width="1000"]
الرئيس التركي والرئيس الفرنسي[/caption]
ماذا بعد بدء المفاوضات
قال ميركان إن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي تمر بفترة عصيبة، بينما كانت تركيا تطمح في الانضمام للاتحاد منذ بدء المفاوضات عام 2014 والآن كل منهم يبتعد عن الاخر، وأن الأزمات الإقليمية والدولية وأيضا الأزمات داخل الاتحاد الأوروبي والظروف التي تمر بها تركيا تسببت في هذا البعد، ويحول هذا لجدل من وقف مد هذه المفاوضات.
وأوضح ميركان أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وأردوغان الذي شارك في قمة حلف الناتو في شهر مايو اتفقوا على جدول زمني مدته 12 شهرا ولكن لم يقدروا الإطار الزمني بشكل صحيح.
تركيا أردوغان ضد أوروبا
كانت جملة "ليس تركيا بل تركيا أردوغان" التي احتوي عليها بيان ممثلي دول الاعضاء ملفتة للانتباه عقب القمة، وأوضح ميركان أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي أصبحت شخصية وغير جيدة، وهناك حملة ضد ممارسات الحكومة وسياستها وضد رئيس الجمهورية أيضا، لكن يوجد حكومة منتخبة في تركيا وسواء كانت هذه الحكومة ناجحة أم لا أو ساهمت في علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي أم لا، فلا يمكن تقييمها إلا من الشعب التركي.
وبالرغم من أن الطبيعي أن يتبع الاتحاد الأوروبي بلدا في عملية التفاوض، لكن من غير المألوف أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلد وأن يقوم بالتقييمات والتي تتعارض مع قيم تركيا نفسها، كما أصبحت العملية غير صحية، ويجب أن يتحرر كلا الجانبين من هذه القيود والبحث عن طرق بناءه.
هل هناك بديل لتركيا
أشار ميركان ان يجب على تركيا ذكر كل ما تريده من الاتحاد الأوروبي وأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة الذين لا يريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في تركيا تصل إلى 80 في المائة وانخفضت نسبة دعم المقدم لتركيا داخل الاتحاد الأوروبي، كما ضرت التوترات والأزمات الأخيرة روح التحالف.
كما أوضح أن الاتحاد الأوروبي لم يظهر أهمية بدول الأعضاء الجديدة عن تلك الدول القديمة وهذا يعني أن مشروع السلام للاتحاد الأوروبي غير كافي، وتبحث الدول المتحالفة مع الاتحاد عن الرفاهية والعدالة الاجتماعية والمساواة في الدخل ولم يعد الاتحاد الأوروبي قادرا على تلبية هذه الطموحات، ومن ناحية أخري يكافح أزمات كبري وعلي رأسهم أزمة اللاجئين، ولابد من خلق توقعات جديدة تعطي أملا للدول المرشحة الجديدة للاتحاد، وعقب رغبة دول البلقان في عضويتها الكاملة من الاتحاد الأوروبي فهي تكمن في تحولات مؤسسية خاصة بهم داخل الاتحاد، ولكن طموحات تركيا كانت أكثر من ذلك، فالاتحاد لن يكون قادرا على تلبيتها.
لماذا يترك الاتحاد الأوروبي الباب مفتوحا لتركيا؟
قال ميركان إن الجواب على هذا السؤال يمكن العثور عليها في آليه عمل الاتحاد الأوروبي كمؤسسة بيروقراطية، "من الممكن أن نشهد الشعور ببيروقراطية الاتحاد الأوروبي في عمليه التفاوض التي تجريها تركيا معه، وعلى وجه الخصوص، أثارت بلدان مثل ألمانيا والنمسا وهولندا توترات العلاقات، ولكن هناك لجنه تابعه للاتحاد الأوروبي تطلب انضمام تركيا إلى الاتحاد، لكن استكمال عمليه التفاوض تعد معيارا ناجحا بين مفوضيه الاتحاد الأوروبي.
(رابط النص الأصلي)
https://tr.sputniknews.com/turkiye/201710231030713488-ab-turkiye-avrupa-birligi-zirve-almanya-angela-merkel-recep-tayyip-erdogan-mali-yardim-kesinti-juncker-gorus-analiz
ولم تقدم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الأغلبية اللازمة لوقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقررت القمة التي ضمت رؤساء دول وحكومات 28 عضوا في الاتحاد الأوروبي مواصلة مفاوضات الانضمام، وعقب القمة ذكرت الدول الأعضاء في أن العمل بدأ لمراجعة المساعدات المالية التي قدمت لتركيا في عمليه التفاوض.
ومع ذلك، فإن إرسال 257 مليون يورو فقط من أصل 4.5 مليار يورو في الفترة من 2014 إلى 2020 يجعل بالفعل خفض المساعدات المالية الناحية العملية أمرا ممكنا، بالإضافة إلى ذلك فإن تناقض النتائج لا يقتصر على هذا، فرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر قال "إن قادة الاتحاد الأوروبي بدوا متشككين في امكانية انضمام تركيا إلى الاتحاد".
لماذا إذن تبدو امكانية ضم تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي شبه مستحيلة أو حتى ضمها إلى جدول أعمال دول الاتحاد؟ أو بعبارة أخرى، لماذا لا يزال الاتحاد الأوروبي يترك الباب على مصراعيه أمام تركيا، التي أصبحت الهدف الأكبر ليس فقط للتيارات السياسات الشعبوية المتصاعدة في ألمانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا، ولكن أيضا في الدور القيادي للاتحاد الأوروبي؟، والسؤال الأهم بطبيعة الحال هل تركيا لا تزال حريصة على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟
كل هذه التساؤلات طرحتها وكالة "سبوتنيك" (النسخة التركية) في تقرير أعدته ويجيب فيه سياسيون وخبراء في الشؤون التركية والاتحاد الأوروبي حول الإبعاد المختلفة للأزمة بين تركيا والاتحاد.
ذكر نائب رئيس حزب العدالة والتنمية بإسطنبول محمد مينتير مراجعة المساعدات المالية قبل انضمام تركيا للاتحاد "لا يوجد أي تفسير من أوروبا يثير الدهشة لنا ونحن على دراية بما يريدون القيام به، وفي حالة الاهتمام بمحور أوربا فإن التصريحات التي تأتي من مسؤولين الاتحاد الأوروبي توضح كيف يحاولون قمع تركيا".
وأوضح مينتير أن تركيا لن تتخلي عن هدفها من الاتحاد الأوروبي قائلا: "نحن لم نتخلى عن هذا الهدف، حتي إننا لم نفكر في التخلي أيضا ولكن تصرف الاتحاد الأوروبي يزعجنا .. فليتخذوا قرارا حاسما هل ستنضم تركيا للاتحاد أم لا؟، ولن نقبل موقف أوروبا في حل الخاتمة السياسية بسياسية قمعها، فلتعلم أوروبا إننا لسنا دولة خاضعة فلابد من الاحترام.
وأضاف مينتير، علاوة على ذلك من يحترمنا نحترمه ونقدره لكنهم جعلونا ننتظر على الأبواب لسنوات طويلة من أجل العضوية، أن كانوا سيعطوننا العضوية فليفعلو وإن لن يتم إعطائها فليتخذوا القرار بشأن ذلك ويخبروننا به، فنحن نعلم دوما طريقنا، ونحن على دراية بالخطة الرجعية لتصريحات ممثلي دول أعضاء الاتحاد، فلينسوا هذه المواقف ويتخلوا عنه.
[caption id="attachment_3138" align="aligncenter" width="1000"] الرئيس التركي أردوغان والمستشارة الألمانية ميركل[/caption]
طموح أنقرة في مواجهة الارهاب
وعقب القمة أوضح ميتنر رد فعله حول تصريح رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك الذي ذكر فيه: "نريد فتح الباب لأنقرة ولكن الواقع في تركيا الآن يجعل الأمر صعبا" سائلا أي واقع يجعل الأمر صعبا؟، فإن كان هناك مبادرة بإطاحة الحكومة في أي بلد أوروبية كيف ستتصرف دول الأعضاء بشكل مختلف؟ وأي من دول الأعضاء يتعامل باختلاف في مواجهة الإرهاب، لقد أعُلنت حالة الطواري في فرنسا بسبب وجود ثلاثة أو خمس مرفقعات، ولو كان هناك مبادرة الإطاحة بالحكومة الألمانية، فكيف سيكون رد فعل ألمانيا جراء ذلك وكيف سيكون تصرفها أيضا إن أرادات أي قطعة من الأراضي الألمانية الانفصال عنها؟ وماذا سيكون موقف ألمانيا إن كان هناك حزب ينشط لدعاية سياسية أو لمنظمة انفصالية مسلحة في البرلمان الألماني؟ .
وانتقد ميتنر دول الاتحاد قائلا: "فليعتنوا بأنفسهم أولا "، "عدو تركيا هي كثرة المنظمات الارهابية ونحن نتحدث عن أوروبا التي تنشر تلك المنظمات في بلدانها وتحمي أولئك الذين قاموا بالانقلاب وتستغلهم وتدعمهم أيضا وتستأجر لهم المنازل كما أن وكالات المخابرات تحافظ عليهم، فجميع عناصر المنظمات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني في أوروبا تحت حمايته الحكومات، فأي نوع من الديمقراطية هذا؟، ولو قمنا بنفس الشيء مع أوروبا كيف سيكون موقفها؟ فلنقل مثلا لنهتم بمنظمة إرهابية تعمل على الإطاحة بالحكومة في فرنسا أو ألمانيا كيف سيكون رد فعل الاتحاد الأوروبي من ذلك؟ ولو أهتمنا أيضا بمنظمة إرهابية أيضا تحاول انفصال منطقة ألمانية عن ألمانيا وقمنا بحمايتها كيف سيكون موقف الاتحاد الاوربي تجاهنا؟
وجوب اتخاذ قرار واضح وصارم بشأن تركيا
أعرب ميتينر عضو لجنة التحقيق الحقوق الإنسان للبرلمان التركي عن نقده لمفهوم حقوق الإنسان بالنسبة للاتحاد الأوروبي قائلا " هناك مشكلات بخصوص حقوق الإنسان ومن هنا فنحن نتعامل مع حزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله جولن، ونعمل على حماية دولتنا وبلادنا، وعندما تحل أحد هذه الاحداث لأوروبا سنري كيف تضع نظام حالة الطوارئ، وهل سيسمح بوجود حزب سياسي يعمل على دعاية سياسية لمنظمة إرهابية مسلحة وانفصالية في ألمانيا؟ فلماذا يجبرونا على فعل ما لا يريدون لأنفسهم؟
"هذه ليست الديمقراطية، نحن لن نقبل انسحاب تركيا وخضوعها لديمقراطية أوروبا ومفهوما لحقوقها للإنسان، فليبحثوا عن حقائق أخري لأنفسهم، والحالة الراهنة لتركيا لا تمثل بأي حال من الأحوال عائقا أمام عضويتنا في الاتحاد الأوروبي، فليفكر الاتحاد الأوروبي وليتخذ القرار أما بتنفيذ المسار أو اتخاذ طريق أخر".
وقال ميتينر إن الاتحاد الأوروبي لم يغلق الباب مع تركيا بل يصر عليها، وأضاف أن "فتح الباب لتركيا من ناحية وتجميد الأمور ليست طريقة أخلاقية، فالأوروبيون يفعلون ذلك كثيرا، وتركيا ليست دولة خائفة ولا تقبل الخضوع والاستسلام ونحن نتوقع احتراما علي أساس المساواة والعضوية، فليقرر الاتحاد الاوروبي بشأن هذا الموضوع أولا ويعمل ما بوسعه وطبقا لذلك سنتخذ موقفا".
العضوية بعيدا عن المناقشة
ووفقا لما قاله ميتينر حول تمكن الاتحاد الأوروبي من اتخاذ قرار سريع بشأن عضوية تركيا، قال دكتور سيزجين ميركان عضو هيئة التدريس في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باسكنت إن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ليست احتمال حقيقي، فاتخاذ مثل هذا القرار صعب للغاية.
وأشار ميركان أن إصرار تركيا على العضوية بلا فائدة لأن الاتحاد الأوروبي لم يرحب بذلك الأمر لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في أي وقت، وقول الاتحاد بإن لن يمكن أن تكون تركيا عضوا في الاتحاد "فهذا يثير قلق تركيا".
وذكر ميركان أن الاتحاد الأوروبي يبحث عن نموذج جديد للعضوية وأن فرنسا وألمانيا وهولندا اقترحت نموذجا للاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم "بولندا" ولكن هذا لم يلقي اهتمام بعض الدول، ولا يزال هناك جدال بين دول الاعضاء في الاتحاد بخصوص أن تركيا ستكون متكاملة تماما مع الاتحاد أم لا؟
[caption id="attachment_3137" align="aligncenter" width="1000"]

ماذا بعد بدء المفاوضات
قال ميركان إن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي تمر بفترة عصيبة، بينما كانت تركيا تطمح في الانضمام للاتحاد منذ بدء المفاوضات عام 2014 والآن كل منهم يبتعد عن الاخر، وأن الأزمات الإقليمية والدولية وأيضا الأزمات داخل الاتحاد الأوروبي والظروف التي تمر بها تركيا تسببت في هذا البعد، ويحول هذا لجدل من وقف مد هذه المفاوضات.
وأوضح ميركان أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وأردوغان الذي شارك في قمة حلف الناتو في شهر مايو اتفقوا على جدول زمني مدته 12 شهرا ولكن لم يقدروا الإطار الزمني بشكل صحيح.
تركيا أردوغان ضد أوروبا
كانت جملة "ليس تركيا بل تركيا أردوغان" التي احتوي عليها بيان ممثلي دول الاعضاء ملفتة للانتباه عقب القمة، وأوضح ميركان أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي أصبحت شخصية وغير جيدة، وهناك حملة ضد ممارسات الحكومة وسياستها وضد رئيس الجمهورية أيضا، لكن يوجد حكومة منتخبة في تركيا وسواء كانت هذه الحكومة ناجحة أم لا أو ساهمت في علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي أم لا، فلا يمكن تقييمها إلا من الشعب التركي.
وبالرغم من أن الطبيعي أن يتبع الاتحاد الأوروبي بلدا في عملية التفاوض، لكن من غير المألوف أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلد وأن يقوم بالتقييمات والتي تتعارض مع قيم تركيا نفسها، كما أصبحت العملية غير صحية، ويجب أن يتحرر كلا الجانبين من هذه القيود والبحث عن طرق بناءه.
هل هناك بديل لتركيا
أشار ميركان ان يجب على تركيا ذكر كل ما تريده من الاتحاد الأوروبي وأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة الذين لا يريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في تركيا تصل إلى 80 في المائة وانخفضت نسبة دعم المقدم لتركيا داخل الاتحاد الأوروبي، كما ضرت التوترات والأزمات الأخيرة روح التحالف.
كما أوضح أن الاتحاد الأوروبي لم يظهر أهمية بدول الأعضاء الجديدة عن تلك الدول القديمة وهذا يعني أن مشروع السلام للاتحاد الأوروبي غير كافي، وتبحث الدول المتحالفة مع الاتحاد عن الرفاهية والعدالة الاجتماعية والمساواة في الدخل ولم يعد الاتحاد الأوروبي قادرا على تلبية هذه الطموحات، ومن ناحية أخري يكافح أزمات كبري وعلي رأسهم أزمة اللاجئين، ولابد من خلق توقعات جديدة تعطي أملا للدول المرشحة الجديدة للاتحاد، وعقب رغبة دول البلقان في عضويتها الكاملة من الاتحاد الأوروبي فهي تكمن في تحولات مؤسسية خاصة بهم داخل الاتحاد، ولكن طموحات تركيا كانت أكثر من ذلك، فالاتحاد لن يكون قادرا على تلبيتها.
لماذا يترك الاتحاد الأوروبي الباب مفتوحا لتركيا؟
قال ميركان إن الجواب على هذا السؤال يمكن العثور عليها في آليه عمل الاتحاد الأوروبي كمؤسسة بيروقراطية، "من الممكن أن نشهد الشعور ببيروقراطية الاتحاد الأوروبي في عمليه التفاوض التي تجريها تركيا معه، وعلى وجه الخصوص، أثارت بلدان مثل ألمانيا والنمسا وهولندا توترات العلاقات، ولكن هناك لجنه تابعه للاتحاد الأوروبي تطلب انضمام تركيا إلى الاتحاد، لكن استكمال عمليه التفاوض تعد معيارا ناجحا بين مفوضيه الاتحاد الأوروبي.
(رابط النص الأصلي)
https://tr.sputniknews.com/turkiye/201710231030713488-ab-turkiye-avrupa-birligi-zirve-almanya-angela-merkel-recep-tayyip-erdogan-mali-yardim-kesinti-juncker-gorus-analiz