Archive Pages Design$type=blogging

تسونامي الفن المصري

[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]ك...

[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]كتب هذا الموضوع مباشرة بعد مذبحة الأمراء السعوديين, وعند نشره إنقسم فريق التحرير الى رأيين: الأول يعتقد أن ماحدث خاص بالسعودية ولن يؤثر على المجال الفني في مصر وستعود الأمور كما كانت مع الوقت ولاداعي للإستعجال في النشر

والثاني يؤكد أن هذا الحدث منعطف في الفن المصري وسيؤدي الى تداعيات ستساهم في تشكيل مستقبل الفن وغيره من مجالات وهذا هو الوقت المناسب لتوضيح الموقف للقارئ.

لم يستقر فريق التحرير على نشر الموضوع أم تأجيله, وأخذتنا الأحداث وتطورات الوضع في مصر والمنطقة ولكن مع مرور الوقت إتضح صواب الرأي الثاني خاصة بعد ظهور تداعيات الأحداث على مستوى تمويل مسلسلات رمضان الماضي والحركة النشطة المبهمة في تغير ملكية القنوات الفضائية وأخر هذه التطورات مايحدث على الساحة الرياضة.

لذلك قررنا نشر الموضوع كبداية لموضوعين أخرين يتناولا الإعلام الفضائي وآخر عن تدمير الكرة المصرية وكيفية إنقاذها لنضع الصورة كاملة من وجهة نظرنا أمام القاريء. [/mks_pullquote]

 

"في محل تحف وأنتيكات في وسط البلد، ينم على الأناقة والرقى تمامًا مثل صاحبته التي تجلس خلف المكتب لتكمل الصورة الجميلة، دخلّت وحيتها فردت على بإبتسامة مجاملة وعيون قلقة وهى تتابع على تليفونها المحمول أنباء القبض على الأمراء السعوديون."

لم تكن تتخيل "س.ع" أن يجري لها ما جرى، عاشت سنوات عدة تربح من تأجير "الأنتيكات" إلى الأعمال الفنية لا سيّما المسلسلات التي أُنفق عليها الملايين، لكنّ المصيبة حلّت.

ساات الليل الطويل الذي ضرب السعودية قبل أيام، أنهك قلب "السيدة المصرية"، التي تابعت بقلق ممزوج بخوف على مستقبلها، لم يكن الخوف في حاجة إلى تفسير، إذ أنّ القبض على رجال أعمال سعوديين، وُصفوا كثيرًا بـ"الأباطرة"، هم أصحاب قنوات فضائية عرف عنها كثرة الإنفاق، مثّل ذلك حالة سوداوية في قلبها، إذ لا يمكن توقع – على الأقل في المستقبل القريب – أن تشتري مثل هذه القنوات الأعمال الفنية التي دأبت على شرائها، وبالتالي وجدت "س" نفسها في أزمة عاصفة.

كان لافتًا أو مثيرًا للاندهاش أنّ تتابع بخوف وترقب شديدين هذه التطورات في المملكة، لكنّها ذكرت أنّها تهتم بثلاثة فقط من الموقوفين، "هم الوليد بن طلال, ومحمد إبراهيم, وصالح كامل"، فالثلاثة لهم حضور قوي على الساحة المصرية ليس بسبب مشروعاتهم الاقتصادية بل بحجم التأثير والهيمنة الذي مارسوه على الثقافة والفن والرياضة المصرية طوال عقود.

ذكرت "السيدة الأنيقة" بعض التأثر الذي انعكس عليها فهي تورّد الأثاث القديم في ديكورات المسلسلات وكيف أنّ عملها قد تأثر بصورة كبيرة ليس وحدها؟، لكنّ هناك حالة من الهلع والترقب في الوسط الفنى بسبب فقدان حالة الاستقرار والتعود على المال الخليجي والسعودي لسنوات عدة، وأنّ هناك حالة من إعادة الحسابات والتوازنات تحسبًا للمستقبل غير المعلوم.

مارس "الثلاثة" تأثيرًا كبيرًا على الثقافة والفن والرياضة المصرية، وتساءلت هل كان تأثيرًا إيجابيًّا أم سلبيًّا، وأين كان المصريون حتى يصل الأمر إلى هذا الحد؟، وهل كانت مصر مستباحة لكل من معه أموال لذلك.. كل هذه التساؤلات دفعت للبحث عن أجوبة لإعادة ترتيب الأوراق من جديد.

 

اعتقالات.. زلزال كبير بلا تدمير

لا يبدو أنّ المنطقة العربية في حاجة إلى زلزال، يضاهي "تسونامي مدمر"، فكثيرةٌ هي الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط، تؤدي إلى حالة من انقلاب الموازين، وإحداث هزات كبيرة، وكان لزامًا أن يؤثر مثل هذا التطور الخطير على أصعدة عديدة.

في مكان ما في الرياض، يقبع من لم يكن يتوقعون يومًا أن يكون هذا موضعهم.. تحوّل فندق شهير لما يشبه سجنًا، وُضع فيه الأمراء والوزراء ورجال الأعمال الذين اعتقلتهم السعودية، ضمن حملة مكافحة للفساد.

زلزال كبير بلا تدمير، بأوامر ملكية ضرب المملكة، أطاح بوزراء وأمراء رجال أعمال من الأباطرة سواء داخليًّا في المملكة أو على صعيد العالم العربي، أبرزهم الملياردير الوليد بن طلال صاحب "روتانا" سلسلة فنادق وقنوات فضائية، وصالح كامل مالك شبكة "art"، ووليد الإبراهيم رئيس مجلس إدارة "mbc" وقناة "العربية".

 

الفن.. تأثير الزلزال

مصر - البلد الأول غرب السعودية - طالها تأثير مزلزل لهذه الحملة، ليس فقط سياسيًّا أو اقتصاديًّا، بل فنيًّا أيضًا.

رغم الهالة الكبيرة التي يُعامل بها الفن المصري، وأنّ كل من يرغب في النجومية فعليه أنّ يقدم إلى مصر من شتى البقاع العربية، إلا أنّها لم تعد تملك فنها على الصعيد المالي كثيرًا، بل أصبح في أغلب حالاته بقبضة رجال أعمال، وبالأخص سعوديين.

تقول الناقدة الفني ماجدة خير الله إنّ القبض على رجال الأعمال السعوديين قد يقلّل من المسلسلات التي يتم إنتاجها بمبالغ ضخمة.

هذه المسلسلات - توضح "ماجدة" - ستكون أقل في الفترة المقبلة، كما أنّ عدد الأعمال التي كان قد تم التعاقد عليها مؤخرًا ستتراجع، لكنّها شدّدت على أنّ الفن المصري في شكله المباشر لن يتأثر بمثل هذه القرارات.

وأرجعت ذلك إلى أنّ رجال الأعمال السعوديين لم يكونوا صناع فن، لكنّهم مارسوا عمليات الشراء أو التمويل، موضحةً أنّ صانعي الفن سيجدون مخارج ومصادر أخرى للتمويل كما حدث في سنوات ماضية.

 

أصل الحكاية.. "البداية من السبعينات"

بدأ تأثير المال السعودي بدايةً من منتصف السبعينات بعد الطفرة البترولية، وكانت مصر منهكة من عقود من الحروب لم تجنِ منها إلا الدمار والخراب وجنى غيرها الثروات وبدؤا استخدام هذه الثروة ضدها.

تعلم السعوديون مدى تأثير الإعلام على العقول بسبب معاناتهم من إذاعة صوت العرب وصحف بيروت والفن المصري الذي استخدمه جمال عبد الناصر كسلاح ضد مخالفيه، فكان لابد من استخدام سلاح العقول مع سلاح القلوب ممثلًا في الأماكن المقدسة وكذلك سلاح البطون ممثلًا في العمالة المصرية في الخليج.

عانت السعودية كثيرًا من سلاح الإعلام طوال فترة الستينات والجميع من جيل الجدود يتذكر خطب عبد الناصر والتحريض من خلال الفن والثقافة المصرية مثل فيلم "الإمام أحمد" لصلاح منصور وغيره الكثير، فظلّت السعودية تضع أعينها على هذا الكنز، لكن كانت الأبواب مغلقة بسبب تحكم الدولة في المؤسسات الإعلامية والفنية، فكانت بيروت ولندن ساحتين جانبيتين لهذا الصراع على القلوب والعقول، وتم تمويل جريدة الحياة وإنشاء المؤسسة السعودية للتسويق الناشرة لجريدة الشرق الأوسط ومجلة المجلة وإستخدمت كل أدوات العصر الجديدة وأنفق عليها بسخاء.

لكنّ كان كل هذا بعيدًا عن مصر عن القلب المؤثر، وجاءت الفرصة بعد التقارب المصري السعودي أيام السادات وانتهاج سياسة الانفتاح، وبدأ المال السعودي يتدفق على مصر فيصنع نجومًا ويسقط آخرين، وبدأ عصر جديد لم تستطيع فيه المؤسسات القديمة أن تواجه التيار والفكر الجديد فبدأ انحسار الضوء عنها حتى أصبحت كقصر البارون أو معابد الأقصر مجرد آثار لا يوجد بها روح وحياة.



في منتصف السبعينات بدأ باكورة المال السعودي مع إصدار أول مجلة خاصة اجتماعية باسم "كل الناس"، وكان صاحبها هو عماد الدين أديب ورئيس تحريرها الدكتورة هالة سرحان اللذان سيصبحان من نجوم الإعلام بعد ذلك.

تفرغت الدكتورة هالة سرحان لعملها الجديد لأنّه سيعطيها المال والشهرة وارتبطت طوال حياتها حتى الآن بالأموال السعودية وحتى الزوج السعودي فتنقلت بين مؤسساتها وخدمتها بإخلاص من تلفزيون العرب للشيخ صالح كامل وحتى روتانا للأمير الوليد بن طلال.

[caption id="attachment_8194" align="aligncenter" width="720"] هالة سرحان وعماد أديب وإبنهما في حفل تخرجه[/caption]

 

كانت مجلة "كل الناس" هى البوابة التي فتحت الطريق للإعلام تحت الهيمنة السعودية والذي بدأ في استقطاب المثقفين المصرين وكانت الانطلاقة للثلاثة لكي يبدؤا رحلتهم في السيطرة على الفن والثقافة والرياضة المصرية مستخدمين أدوات العصر الشريفة وغير الشريفة في منافسة مؤسسات تعودت على حماية الدولة فأصبحت بلا مناعة وتيبست عضلاتها فأصبحت كالديناصورات وظلت تعيش في زمن إنتهى.

فمن هم الذي ظلوا طوال السنين الماضية يتحكموا في الفن المصري

 



الشيخ صالح كامل

أحد الموقوفين في الرياض هو رجل الأعمال الملياردير الشيخ صالح كامل، الذي جاء اسمه ضمن قائمة الأثرياء العرب لعام 2017 حيث بلغت ثروته 2.6 مليار دولار، ليحتل المرتبة 936 على الصعيد العالمي، كما أن له استثمارات في 40 دولة حول العالم.

آخر زوجات صالح كامل هي الممثلة المصرية صفاء أبو السعود، التي عملت لسنوات في قنوات ART، وأنجب منها ثلاثة أبناء وله أبناء من زواج سابق.

يعد صالح كامل أحد أهم وأوائل المستثمرين السعوديين في المجال الإعلامي، فكان أول من أنشأ مؤسسة للإنتاج الإعلامي والتي تعرف بـ"الشركة العربية للإنتاج الإعلامي"، وبدأت شبكة راديو وتلفزيون العرب ببث إرسالها من خلال خمس قنوات في عام 1993 إلى أوروبا والشرق الأوسط، والآن تنتج أكثر من 6 آلاف برنامج، بالإضافة إلى قناة "إمبيسي" التي كان شريكًا فيها مع رجل الأعمال السعودي وليد الإبراهيم حيث بدأ هذا المشروع من لندن ولكن طبقًا لمجلة "فوربس" قام ببيع حصته وأسّس راديو وتلفزيون العرب والتي انتقلت من مقرها بروما في إيطاليا إلى مدينة الإنتاج الإعلامي في الأردن.

انضمت هالة سرحان إلى مؤسسة جديدة هى راديو وتلفزيون العرب لصاحبها الشيخ صالح كامل الذي أكمل انتماءه الجديد للفن بزواجة من الممثلة صفاء أبو السعود التي اعتزلت الفن واكتفت بإدارة إستوديو للتسجيلات وأصبحت مقدمة برامج لايعرف عن برامجها أحد، ثم بدأت المؤسسة الوليدة في التغلغل في المجال الفني.

[caption id="attachment_8175" align="aligncenter" width="700"] الشيخ صالح كامل وزوجته صفاء أبو السعود[/caption]

 

تاريخ من الصفقات

يحكي التاريخ المصري للسينما أنّ عام 1927 شهد أول عرض لفيلمين صامتين وهما "قبلة في الصحراء" و"ليلى"، وفي عام 1932 كان أول عرض ناطق وذلك لفيلم "أولاد الذوات".

"ستوديو مصر" تم إنشاؤه عام 1935، ومن هنا توالت صناعة الأفلام وزاد الاهتمام بهذا المجال، إلاأنّ شيئًا ما حدث كان له أن يغيّر مجرى الفن.. "صفقات البيع".

بدأ "بيع الأفلام"، بعد قرار تأميم السينما المصرية، في ذلك الوقت أعُلن في مزاد علني بيع أكثر من ألف فيلم من إنتاج الأربعينات والخمسينات.

كانت هذه الأفلام ملك "ستوديو مصر"، وكان سعر بيع نيجاتيف الفيلم الواحد لم يتعدَ 200 جنيه، وكان السبب وراء ذلك هو الدكتور حسن الجزيري الذي كان مسؤولًا عن التراث السينمائي، كما مثّل نظام الاحتكار علامة فارقة أخرى، وهو احتكار الفيلم الواحد لمدة 99 عامًا من الورثة بسعر 5 آلاف جنيه، وهذا الأمر جعل ملاك وورثة هذه الأفلام يقاضون التلفزيون، ليكون حكم القضاء بتقليص مدة الاحتكار 49 عامًا.

بسبب نظام الاحتكار الذي كان يفرضه التلفزيون المصري، ونتيجة تلف نيجاتيف الكثير من الأفلام تتولى شركة شراء هذا التراث من الورثة مقابل 20 ألف جنيه للفيلم الواحد،هي شركة "سانيلاند" القبرصية، وكان رئيس مجلس إدارتها رجل الأعمال اللبناني محمد ياسين، إلا أنّه بعد فترة تبيّن أنّها تابعة لرجل الأعمال صالح كامل صاحب راديو وتلفزيون العرب "ART"، وكان الهدف هو شراء نيجاتيف واحتكار عرض الأفلام المصرية، بالإضافة إلى شراء كل الأفلام، التي قامت زوجته الفنانة صفاء أبو السعود بالتمثيل فيها.

بلغ عدد الأفلام المصرية التي يمتلكها "صالح كامل" ألفي فيلم، بينها 1500 فيلم قديم و500 جديد.

أعطى شراء هذه الأفلام لشركات أغلبها خليجية وتحديدًا سعودية، دلالة وكأنّها يقع في قبضة "رجال الأعمال"، وهو ما طرح تساؤلات عدة عن مدى تأثير ذلك، لا سيّما ما يتعلق بالمحتوى المقدم.



لكنّ الناقدة الفنية ماجدة خير الله أجابت على ذلك ، إذ قالت إنّ "سيطرة المال الخارجي" لم تؤثر في أي فترة من الفترات على المحتوى الذي تُقدم بالأعمال الفنية.

سبب رئيسٌ ساقته "ماجدة" لهذه الحالة، وهو أنّ الرقابة المصرية هي التي توافق أو ترفض على إنتاج الأعمال.

لن توافق الرقابة مثلًا – كما تقول الناقدة الفنية - لرجل أعمال سعودي يعرض عملًا فنيًّا يحمل إساءة لمصر أو يهدم ثقافتها، فسيكون مفهومًا لدى الجميع أنّ العمل سيحمل مردودًا سيئًا وبالتالي لن يُقبل.

زلزال كهذا يحمل من المؤكد الكثير من التحديات على الساحة الفنية المصرية، وأعادت إلى الأذهان حالات مشابهة أطلت برأسها وهدّدت بالخطر على هذا المجال العريض، الذي يرزق منه كثيرون بـ"قوت يومهم".

الناقدة ماجدة خير الله ذكّرت بأنّ السينما والدراما في مصر مرّت بما يشبه ذلك الوضع في فترات سابقة، حيث كانت هذه الصناعة في قبضة أجانب بفترة الستينات، وبعد خروجهم لم يتأثر الفن في مصر.

كما أنّ خروج السعوديين من المشهد حمل رسالة عاجلة إلى رجال أعمال مصريين بإمكانية الدخول وبقوة إلى هذه السوق، على نحوٍ يمثل استثمارًا يعطي دفعة قوية إلى الاقتصاد.

"خير الله" تحدثت عن أثرياء مصريين وأصحاب قنوات وشركات يمكنهم لعب هذا الدور، معتبرةً أنّ من مصالحها صناعة المسلسلات من أجل العثور على مادة للعرض.

في الفن– توضح "الناقدة الفنية" – يوجد إنتاج وتوزيع، وبالتالي فإنّ السعوديين كونهم يمتلكون أموال كثيرة فهم يشترون الأعمال الفنية ويعرضونها، ما يجعل شركات الإنتاج المصرية تجد أمامها الفرصة سانحة للتكسب من هذا العمل.

لفتت "ART" الأنظار بقوة، بما قدمته من برامج متميزة وانفرادها بالعديد من الأحداث وعرضها للأحداث الرياضية والأفلام حصريًّا، وقُدّر عدد المشتركين بها نحو مليون مشترك مما يحقق كمًا هائلًا من الأرباح سنويًّا.

وكانت القناة الرياضية الأولى التابعة لشبكة راديو وتلفزيون العرب بدأت بثها من العاصمة الإيطالية روما في 1993، وكانت تنقل أهم الأحداث الرياضية في العالم، وفي 1994 بثت مباريات كأس العالم مجانًا قبل تشفيرها عام 1996، ولاحقًا توسعت في 2001 وأصبحت تضم أكثر من تسع قنوات مختصة بكرة القدم بالإضافة إلى الرياضات الأخرى،

لكي ينجح الشيخ صالح كامل في مسعاه كان لابد من السيطرة على أكبر سوق في المنطقة وهو السوق المصري وكذلك النادي الأكثر جماهيرية في العالم العربي والمقصود النادي الأهلي.

[caption id="attachment_8179" align="aligncenter" width="500"] أولى الباقات المشفرة التي تم توزيعها في مصر[/caption]

 

وبدأت إستراتيجية الشيخ صالح كامل بالإتفاق مع إتحاد الإذاعة والتلفزيون على تشفير قناة النيل للرياضة مقابل 1.5 مليون دولار وأن يتم توزيع قنوات الشيخ عن طريق شركة أنشئت باسم ""CNE وتكون الباقة باسم "الأوائل" نظير عمولة للشركة.

والجميع يعلم ماتسرب في ذلك الوقت من أخبار ذكرها الإتحاد الأفريقي بأنه كان يعرض بيع البطولات الخاصة به على التلفزيون المصري ولكن التلفزيون كان يتخلى عن شراء البطولات لصالح قنوات الشيخ صالح كامل.

اختصت شبكة "ART" بعرض مباريات أغلب البطولات القارية والدولية، بشكل حصري على قنواتها المشفرة، ما مثل سيطرةً لسنوات عدة، حالت دون متابعة أكثر العرب للبطولات بشكل يسير.

وفي نفس الوقت دشن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي في ذلك الوقت بتمويل من الشيخ صالح كامل قناة النادي الأهلي التي كان يعتقد الطرفان أنها سوف تبث حصرياً مبارايات النادي الأهلى وبالإمكان بعد ذلك تشفير القناة. ويتذكر الجميع ماحدث في ذلك الوقت من تجاذبات بين النادي ووزارة الرياضة حول هذا الموضوع الذي أفشل المشروع ولازال النادي الأهلي في قضايا مع أولاد الشيخ صالح كامل بخصوص الأموال التي أنفقت وأدت هذه القضايا الى تعطيل تحويل أموال بيع اللاعب رمضان صبحي.

وفي جانب آخر من التأثير، لعبت المملكة دورًا كبيرًا في تدشين البطولة العربية للأندية، ونقلت مبارياتها حصريًّا شبكة "ART"، ورغم أنّ لها عوائد مادية لكنّها حملت تأثيرات سلبية تضمّنت إرهاق الأندية المصرية لا سيّما أنّ مسابقاتها المحلية لم تكن منتظمة، فضلًا عن المشاركات الإفريقية، وهو ما حمل إرهاقًا كبيرًا على الأندية المشاركة، قادت كثيرين إلى اعتبارها أضرّت أكثر مما نفعت.

تغلب المصريون على إحتكار قنوات الشيخ صالح كامل عن طريق إبتكار "وصلة الدش" التي تمثل بديل الغلابة للإشتراك الباهظ الثمن في القنوات المشفرة. إنتشرت هذه الفكرة في مصر حتى وصلت الى القرى حتى أن الشيخ صالح خرج بتصريحات في برنامج تلفزيوني بأن حوالي 6 ملايين مصري يسرقون قنواته بواسطة الوصلة.

بدأت قنوات "art sport" تتراجع منذ سطوع نجم "الجزيرة الرياضية" في 2009. في ذلك العام، تم بيع باقة قناة "art sport" الرياضية لقناة الجزيرة الرياضية بجميع البرامج والبطولات بعد مفاوضات دامت قرابة الشهر ونصف الشهر، وانتهت الصفقة ببيع القنوات الـ6 إلى شبكة الجزيرة مقابل مليارين و750 مليون دولار.

وقد قال الشيخ صالح كامل في برنامج "نقطة تحول" بقناة "MBC": "مغادرة الإعلامي الرياضي كان خطئًا، وقد خسرت الكثير".

 



الوليد بن طلال


ارتبطت المملكة، كذلك بالإعلامي عماد الدين أديب، الذي ترأس مجلس إدارة شركة "جود نيوز" السعودية، ضمّت شركات متخصصة هي جود نيوز فور فيلمز "إنتاج سينمائي"، وجود نيوز فور ميوزيك "إنتاج موسيقي"، وجود نيوز فور سينماز "دور عرض سينمائية"، وجود نيوز فور مي "متخصصة في الإعلام الرقمي ومحتوى وتطبيقات الإنترنت"، وجود نيوز فور فايننشال، وجود نيوز للخدمة اللحظية للأخبار والمال، وجود نيوز فور تكنولوجي، وجود نيوز للراديو والتليفزيون، وجود نيوز فور ميديا.

كما أدارت الشركة، عددًا من الصحف والمجلات منها مجلة "بارتي" و"كل الناس" و"Good news cinema" و"Good news TV" وصحف العالم اليوم ونهضة مصر.

هذه الشركة التي أنتجت أعمال فنية شهيرة، وكثيرٌ منها أثار الجدل إلى حد بعيد، طاردتها مؤسسة "الأهرام" الصحفية (حكومية) قبل سنوات، إذ اتهمت عماد الدين أديب عبر بلاغ بمكتب الإنتربول الدولى، بصفته رئيس مجلس إدارة المجموعة، لـ"إصداره شيكات بنكية لدى المؤسسة تزيد قيمتها على 16 مليون جنيه تبين أن تلك الشيكات مرتدة"، حسب البلاغ.

[caption id="attachment_8187" align="aligncenter" width="800"] عماد أديب[/caption]

 

ماذا حملت الألفية الجديدة؟

دخلت حالة الفن مرحلةً أخرى بحلول عام 2002،حين تأسّست شركة "فنون" القابضة، وهي مملوكة لرجل الأعمال الأردني علاء الخواجة، وتديرها زوجته الفنانة إسعاد يونس ورجل الأعمال أحمد كامل، وكانت هذه الشركة ضمن مجموعة شركات "هيرمس"، التي اشترت عددًا كبيرًا من الأفلام، ثم باعت 580 نيجاتيف فيلم لرجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، حتى بات "الأخير" يمتلك نحو 1300 فيلم، بينها أعمال ساهمت شركته "روتانا" في إنتاجها.

[caption id="attachment_8173" align="aligncenter" width="640"] إسعاد يونس[/caption]

وهنا احتج عدد كبير من المثقفين وصناع السينما، حينما اتهموا الشركة العربية ببيع التراث المصري، وأن الأفلام مثلها مثل القطع الأثرية لا يحق لأحد أن يبيعها.

لم تتوقف أعمال الوليد بن طلال على الأفلام فقط، بل اشترى أيضًا جزءًا من التراث الغنائي، بواقع 11 ألف دقيقة من الحفلات الغنائية للمشاهير، وقد بيع سعر الدقيقة الواحدة للأغنية بـ10 دولارات، رغم أنّ سعرها الحقيقي يتراوح بين 500 و600 دولار،بل من الممكن أن تصل إلى 1000 دولار، حسب لائحة الأسعار الخاصة بالتلفزيون المصري.

[caption id="attachment_8195" align="aligncenter" width="740"] هالة سرحان[/caption]

 

ضمن سلطتها على الغناء المصري، فإنّ شركة "روتانا" المملوكة للوليد بن طلال تعاقدت مع "الهضبة" عمرو دياب، في تعاون استمرّ لـ11عامًا، أسفر عن تقديم ثمانية ألبومات ناجحة، حتى انفجرت الأزمات والخلافات بين الطرفين ودارت بينهما اتهامات متبادلة بإخلال كل طرف ببنود تعاقده إلى أن وصل الأمر للقضاء ليحكم بينهما.

وبعد أن أثبت عمرو دياب قوة موقفه وتحديه للشركة، بل ورفض القضاء لدعوات التعويض التي رفعتها "روتانا" ضده، عادت الشركة السعودية ونظمت له جلسة صلح لم يعلن عنها قبلها.



 

وفي 2008، قالت صحيفة "القبس" الكويتية إنّه بعد رفض عمرو دياب تجديد عقده من جديد مع "روتانا" إلا بعد موافقتها على الشروط التي وضعها لمدة ثلاث سنوات بمبلغ 20 مليون دولار يقدم خلالها ثلاثة ألبومات، وأن يكون له مطلق الحرية في اختيار أغنياتها من دون تدخل من الشركة، مع إحياء عدد من الحفلات، وإجراء لقاءات تلفزيونية تعرض على قنوات روتانا حصريًّا، وهي الشروط التي رفضها فريق تفاوض "روتانا"، حيث اعتبرها البعض أنّها شروط تعجيزية يطرحها "الهضبة" بسبب رغبته في التعاقد مع شركة إنتاج أخرى.

كما انتقلت الشركة إلى التعاقد مع منافسه الأكبر على الساحة تامر حسني، وهو ما تسبّب حينها في إثارة التوتر بين "النجمين".



 

لعبت برامج هالة سرحان دورًا كبيرًا في الترويج للتعاقد مع نجوم ذلك العصر مثل عمرو دياب وغيرهم، وكان الهدف كما أعلن بعد ذلك الأمير بنفسه هو فتح الباب أمام الغناء الخليجي ليحل مكان الغناء المصري، لكن فشل هذا التخطيط وحدث العكس حيث فتح الباب لجيل جديد من المطربين مثل تامر حسني ومصطفى قمر وخسارة الجيل الجديد لشعبيته، وكذلك تحكم هوى الأمير في من يتقدم الصفوف في الغناء ومن ينال الشهرة ومن يوضع في الثلاجة مما أدي لانفصال عمرو دياب عن الشركة ومحاولة استعادة شهرته السابقة.



 

وفيما بدى جليًّا توجّهًا سياسيًّا في الحركة الفنية، كانت أزمة فيلم "محمد علي" خير شاهد على هذا النحو وتحديدًا في 2009، فبالبرغم من أنّه تمّ الإعلان أكثر من مرة في هذه الفترة، عن اقتراب بدء تنفيذ الفيلم الذي وصفته شركة "جود نيوز" بأنّه سيكون الإنتاج الأضخم في تاريخ السينما العربية، فوجئ الجميع بتأجيله لأكثر من مرة، إلى أنّ تم تجميد الفكرة، دون الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك.

[caption id="attachment_8174" align="aligncenter" width="648"] الدكتور أحمد بهجت[/caption]

 

في حوار صحفي منسوب لها، كشفت الكاتبة الدكتورة لميس جابر أنّ السبب الرئيسي وراء تأجيل ثم إلغاء إنتاج الفيلم، يعود إلى رفض السعوديين الذين يمثلون الممول الرئيسي بشركة "جود نيوز" تقديم الفيلم، لكرههم لـ"إبراهيم باشا" الذي قاد حملات تاريخية شهيرة فضت على الحركة الوهابية بالجزيرة السعودية وقضى على قادتها.

وأضافت لميس حسبما نقلت عنها صحيفة "صوت الأمة"، أنّها بدأت تشك في هذا الأمر منذ فترة، وكانت تشعر بأنّ هناك ضغوطًا سعودية لإيقاف المشروع، بعد الظروف الغريبة والتخبط الذي عايشها العمل، أدّت إلى تعثر إنتاجه، وبخاصةً أنّ القصة ستتطرق لمثل هذه الأحداث.

[caption id="attachment_8191" align="aligncenter" width="800"] قناة دريم الذي كان سبب ظهورها الرد على الوليد بن طلال[/caption]

 

يذكر أنّ "إبراهيم باشا" ابن محمد علي، كان وراء القضاء على الحركة الوهابية، التي قادها آنذاك محمد بن عبد الوهاب، والتي كانت تهدف إلى الانفصال بشبه الجزيرة العربية عن الخلافة العثمانية، وقضي تماما على زعاماء الحركة وهزمهم هزيمة ساحقة.

(ملحوظة تكرر هذا الأمر مع الفنان محمد هنيدي هذا الموسم بمنع مسلسله من العرض في رمضان بسبب إشتراك الكاتب إبراهيم عيسى المغضوب عليه من السعودية في المسلسل فحاول المخرج إستبداله)



لم يتوقف الأمر على محاولة فرض أصحاب الشركات رغباتهم على الفن المصري ولكن إستيقظ المصريون على أكبر كوابيسهم, فقد أعلنت شركة روتانا التي وضعت يدها على أغلب تراث السينما المصرية أنها باعت جزء من الشركة الى "روبرت مردوخ" اليهودي الصهيوني وأحد أساطير الإعلام العالمي وشريك الوليد بن طلال في شركة "نيوز كورب".

[caption id="attachment_8183" align="aligncenter" width="940"] روبرت مردوخ شريك الوليد بن طلال[/caption]

 

صدم المصريون من كون أن تراث السينما المصرية كان في أيدي غير أمينة وأن لغة المال لاتعرف هوية عن العرب وتساؤلو عن إمكانية أن تتحول ملكية هذا التاريخ الى أيدي اليهود ومن الى إسرائيل وهل سيأتي يوم تستأذن مصر إسرائيل في حالة رغبتها في إذاعة فيلم مصري وهل سيتم التلاعب في الذاكرة الفنية للأجيال القادمة.

 



وليد الإبراهيم

 في تسعينات القرن الماضي، تمّ توقيع اتفاقية الطائف التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية بعد 15 سنة، وتشوق اللبنانيون لعودة بلدهم واحة الثقافة، لكن كان هناك عائق هي الثقافة المصرية فكان هجوم اللبنانيون على الفن المصري من خلال برامج استضافت ممثلين مثل تحية كاريوكا لكي تنشر أسرار الفن القبيحة على الملأ، وحاولت محطة نائشة في ذلك الوقت اسمها تلفزيون الشرق الأوسط ويعرفها الناس بـ"إم بي سي" إنشاء تحالف مع اللبنانيون بديل عن الدراما المصرية كما أعلن اللبنانيون، وافتخروا بذلك علنًا وهو ما حاولته قطر بعد ذلك مع الدراما السورية.

لم يكن صاحب المحطة غريبًا على الفن المصري، بل كانت له ذكريات سيئة معه، وهنا الحديث تحديدًا عن "فضيحة ممدوح الليثي" التي أخرجته من التلفزيون المصري.

وطوال هذه السنوات، ظلّ صاحب المحطة يشاهد من بعيد نجاحات الاثنين الآخرين ويتحين الدخول إلى السوق المصري حتى جاءت ثورة 25 يناير كفرصة ذهبية له فبسبب سيولة الوضع تم ضخ ملايين الدولارات لكي يضع كل فرد قدم له في المستقبل الجديد في مصر من خلال تمويل محطات ذات واجهة مصرية، وبعد فتره تحول التلميح إلى تصريح حيث تمّ إنشاء محطتي "إم بي سي مصر" الأولى والثانية، وجمعت كل من كان يحقق نجاح في المحطات الأخرى.

دخلت الشبكة السعودية عالم الاستثمار الفني المصري سريعاً، وأنفقت المليارات على أفلام ومسلسلات وبرامج ترفيهية، جعلتها تحتل صدارة المشهد، ومن هول ما دفعت كانت لها السيطرة الأوسع في محيطها الإقليمي، لا سيّما مصر، حيث تعرض المواد الأكثر مشاهدة، ما جعل القبض على مالكها وليد الإبراهيم علامة فارقة فيما هو قادم.

كان "الإبراهيم" لا يزال في العشرينيات من عمره عندما أسّس شركة "MBC" التي استحوذت على الشركة المفلسة "يونايتدبرس إنترناشونال" بمبلغ 3.95 مليون دولار في 1992 لتعزيز نطاق جمع الأخبار.



وفي وقت لاحق، أدخلت المحطة العديد من قنوات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية العربية بما في ذلك "mbc 1"، و"mbc 2"، و"mbc 3"، و"mbc 4"، ومؤخرًا تم إطلاق قناتين هما "mbc فارس"، التي تضع ترجمة بالفارسية للمعروض على القناة، والأخرى هي "mbc بوليود" التي تهتم بالسينما والدراما الهندية المترجمة للعربية والمدبلجة، وفي فبراير 2003 أطلق الإبراهيم قناة "العربية".

ويعد الإبراهيم واحدًا من أغنى أغنياء الشرق الأوسط، ففي 2009 كانت ثروته تقدر بـ2.9 مليار دولار، لكنها تقدر حاليًا بأكثر من 6 مليارات دولار.

تسبّب انتشار هذه القناة والأموال الكبيرة التي أنفقت على برامجها، في كوارث لقنوات أخرى، بينها قناة الحياة التي بلغت حد الإفلاس وأخذت منها "تياترو مصر" الذي حقّق أرباحًا كثيرة للقناة قبل أن تشتريه المحطة السعودية، التي تعرض حصريًّا كذلك برنامج رامز جلال، وكذا انتقلت إليها الإعلامية منى الشاذلي من قناة "دريم"، كما اشترت الكثير من المسلسلات، وهو ما أدّى إلى تأكل القنوات المصرية، وانتقلت "إم بي سي" إلى الصدارة على الصعيد الإقليمي خلال فترة وجيزة.

[caption id="attachment_8178" align="aligncenter" width="800"] أصبحت إم بي سي الأولى على أكتاف الفن المصري[/caption]

 

لا يعرف أي مستقبل بالتحديد ينتظر هذه المؤسسات الإعلامية التي ضربتها هزة عنيفة، ومدى تأثير كل ذلك على آلاف العاملين بها، فأغلبها عبارة حصص مساهمة، وإن كانت الحصص الرئيسية فيها تعود إلى رجال أعمال أثرياء بعينهم.

يعيش موظفو "mbc" على أعصابهم بعد اعتقال "الإبراهيم"، ومع حالة الترقب هذه أرسل المدير التنفيذي في الشبكة سامبارنيت إيميل لكل العاملين فيها بمختلف المكاتب الرئيسية في كل من مصر والإمارات ولبنان.

مواقع أنباء نقلت عن مصدر لم يسمه: "لا يتجاوز الإيميل سطرين، تحدَّث فيه المدير التنفيذي عن أن الأمور تجري كماهي عليه، ولا تغييرات في العمل، باختصار حاول طمأنة العاملين، ولكن الهدف مما أرسله لا يزال غامضًا".

اللافت هنا أنّه لم يتم الكشف عن مصير القناة، بعد القبض على مالكها وهو الذي يعتبر من أغنى رجال السعودية.

العاملون في "مكتب مصر" كانت لهم رواية أخرى "لم يتم التأكد منها في ظل عدم الإعلان رسميًّا"، أحدهم قال إنّ مكاتب المجموعة في القاهرة ستُغلق، ويتم نقلها نهائيًّا إلى دبي لنهاية العام.

صحفي بالقناة قال إنّ عددًا من الموظفين وبعض الإعلاميين غادروا الشبكة، لكنّ الأمر ردّ عليه أحد العاملين في قناة "العربية" التي يمكلها الإبراهيم أيضًا، بالقول: "كل الاحتمالات تبقى مفتوحة"، وهذا الرد مفاده أنّه لا يمكن الجزم بما سيؤول إليه الأمر، لكنّ الثابت أنّ الزلزال وقع.

[caption id="attachment_8192" align="aligncenter" width="723"] تحولت الإم بي سي من محطة الى أخطبوط محطات في كل المجالات[/caption]

 

كما تحدثت مصادر عن أنّ حالةً من السرية فرضتها الإدارة على العاملين بها، ما يشير إلى حالة عدم استقرار وتخوف من المرحلة المقبلة.

ورغم أنّ مالكهما واحد، إلا أنّ الوضع مختلف بين "العربية" و"mbc"، إذ تحوّلت "الأولى" لقناة شبه رسمية، باتت البوق الإعلامي الأول المدافع عن سياسات المملكة، تخطت في ذلك - بحسب محللين - القناة "الإخبارية" (الرسمية)، وهو ما يجعل أمر استمرارها مستقرًا إلى حد بعيد، كما أنّ المتابعين للمشهد الإعلامي لاحظوا استقرارًا نوعًا ما في القناة منذ "تسونامي الاعتقالات".

إلا أنّ "mbc" يكتنفها الغموض إلى حد بعيد، ما جعل مستقبلها على المحك، شأنها في ذلك شأن "روتانا" و"ART"، حيث من المؤكد سيتأثران بالقبض على "سلطتها المالكة"، وهذا يعني أنّها أمام أحد خيارين، إما الإغلاق وتشريد آلاف العاملين بها وخسارة استثمارات بالمليارات، أو أن تحوّل ملكيتها إلى الدولة، بعد اتهام مالكيها بـ"الفساد".

بالعودة إلى الشأن المصري، فإنّ الصيت الكبير الذي لاقته "MBC" والملايين التي أنفقتها على الأعمال الفنية والترفيهية، أثّر كثيرًا في السوق المصرية، إلى حدٍ جعل قنوات فضائية خاصة، تنهار ماليًّا وتشرّد مئات العاملين بها، جرّاء التراجع الشديد في المشاهدات وبالتالي المواد الإعلانية، التي تقوم عليها الفضائيات.

[caption id="attachment_8180" align="aligncenter" width="710"] سيطرة الإم بي سي على النجوم المصريين[/caption]

 

رصد من حديث مع بعض العاملين في قنوات مصرية، طالبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الموقف، أنّ الأموال التي ضخّتها القنوات السعودية تحديدًا في السوق الإعلامية، قادت إلى تأثير سلبي كبير على الفضائيات المصرية الخاصة.

التأثير الكبير الذي أحدثته القنوات السعودية جعلها "تأكل الجو" من الفضائيات المصرية، على حد تعبير هؤلاء العاملين، لكنّهم أشاروا إلى أنّ المسؤولين في هذه الفضائيات لم يتملكوا الجرأة اللازمة للاعتراف بهذا الوضع، وإن كانت اجتماعاتهم فيما بينهم لا تخلو من الإقرار بهذا الأمر.

المال السعودي فرض أيضًا ما يمكن اعتبارها أجندةً على المواد التي يتعرض لها المشاهد المصري، لا سيّما برامج الترفيه، وهو ما يؤثر على نحو كبير على شخصية المتابع، كما أنّ قوة المواد والجاذبية الكبيرة التي تتمتع بها تؤدي إلى تراجع كبير في الأنشطة اليومية الهامة مثل القراءة وممارسة الرياضة والتفاعل مع الأسرة والنمو الاجتماعي السليم، وهو ما يؤثر على هوية المجتمع، لا سيّما أنّ مثل هذه القنوات تعرض محتويات تناسب فئات عديدة في المجتمع، ومنهم قطعًا الأطفال.

[caption id="attachment_8193" align="aligncenter" width="800"] تحول البرنامج الناجح تياترو مصر الى محطة الإم بي سي[/caption]

ولاحظ الجميع أن المحتوى الفني المصري قد تضاءل لصالح المحتوى العربي الغير محدد الملامح والمنقول من مسلسلات أجنبية أو تقليد للمسسلات التركية وتزايد المحتوى اللبناني الترفيهي مما يؤثر على الشخصية المصرية وجعلها أكثر سطحية.

كل هذا الوضع المشتبك، ليس فنيًّا فقط بل أيضًا سياسيًّا واقتصاديًّا، جعل البعض أنّ جميع أطرافه لن تنجو من آثاره السلبية، وبالتالي فما حدث في السعودية (حملة الاعتقالات) لم ينتهِ بعد، وأنّ ما جرى هو الفصل الأول، وبالتالي فاحتمالات التسوية وإيجاد حل بناء على التفاوض يمثل أمرًا واردًا إلى حد بعيد.

كما أنّ هذه المؤسسات لديها استثمارات كبيرة فيما يتعلق بالعلامات التجارية التي تحملها، وإذا توقفت إلى وسيلة إعلام عن الصدور فإنها تخسر مردود العلامة التي تحملها، وهو ما يجعل التخلي عنها أمرًا صعبًا.

ويوضح أحد خبراء الأعلام أنّ هذه الوسائل تخدم النظام السعودي منذ تسعينيات القرن الماضي، وبالتالي فهي تمثل استثمارات للمملكة بشكل عام، وأيًّا كان حالة الملكية فإنّه سيكون من الصعب التضحية بها.

هذه الأسباب جعلت من رأي الخبير إلى اعتبار أنّ القبض على رجال الأعمال سيكون لها آثار هامشية وليست جوهرية، وبالتالي فإنّ التأثير الذي سيطال مصر لن يكون استراتيجيًّا إلى حد بعيد.

ورأى أنّه من الوارد عودة هذه المؤسسات الإعلامية بقوة كما كانت من قبل، معيدًا التوضيح أنّه رغم القناعة بأنّ هذه التأثيرات ستطال السوق المصرية لكنّها ستكون بشكل غير جوهري، لكنّها مجرد "تأثيرات تكتيكية".

 

كيف سينتهي الأمر؟

أطلّ هذا السؤال برأس أغلب المتابعين للتطورات السعودية، فربطها بالواقع السياسي أمر غير مستبعد تمامًا، فتتحدث تقارير عديدة عن "دور شعبوي" يطمح إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تحت شعار مكافحة الفساد، كما أنّ يطمح إلى التخلص من أصوات معارضة في الأسرة الحاكمة بالمملكة، فالوليد بن طلال منسوبة إليه تصريحات لا يحبذها بالقطع "الملك المنتظر"، منها مثلًا دفاعه عن ولي العهد المطاح به "محمد بن نايف".

يقول الكاتب فرانك فوجل المؤسس المشارك لمنظمة الشفافية الدولية في مقال لمجلة "ذا جلوبال ست "الأمريكية، إنّ محمد بن سلمان، المدعو من والده الملك سلمان بن عبد العزيز،يسعى إلى تعزيز سلطته من خلال خطابه الشعبوي مستغلًا في ذلك "محاربة الفساد"، وأشار إلى أنّ ما يتم حاليًّا ما هو إلا فصل واحد منقصة، إمّا تقود السعودية إلى اقتصاد أكثر تنوعًا، أو ينتهي بها الحال في فوضى مطلقة.

إذًا، بلغ الصدام مرحلة قوية في السعودية، وهو ما كشفت عنه وكالات أنباء بحالة غضب قوية انتابت أعضاء في الأسرة الحاكمة جرّاء هذه الحملة، كما هدّد اعتقال هذا الكم من رجال الأعمال وتجميد كل هذه الأرصدة البنكية وصلت إلى نحو 1700 حساب بنكي وثروات مالية قدرت بالمليارات.

هذا الرقم الضخم يحمل تهديدًا للاقتصاد السعودي، وهو سببٌ جعل يُتوقع أنّ الأمر سينتهي باستمرار هذه القنوات الفضائية حتى لا يؤدي الأمر إلى خسائر فادحة للاستثمارات التي تم ضخها فيها خلال السنوات الماضية، كما أنّها تمثل دائمًا أداةً لخدمة النظام السعودي الحاكم، وبالتالي ينظر إليها باعتبارها من المقدرات الوطنية للمملكة، ما يعني أنّ التسوية ستشملها.

لكن الثابت من كل هذه التطورات أنّ دورًا مصريًّا لابد أن تتضح معالمه في المرحلة المقبلة، وهنا نتذكر ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنّ الدولة تعتزم إطلاق وسيلة إعلام دولية.

ووضع أربعة عناصر لتضاهي هذه القناة الوسائل العالمية، وهي الإرادة السياسية والموارد المالية والكوادر الفنية والقدرات الاحترافية، مشيرًا إلى أنّه إذا ما توفرت هذه الأمور فإنّ هذه الفكرة ستنجح بشكل كبير.

وشدد على أنّ مصر تعج بالكوادر البشرية المؤهلة من أجل هذه الصناعة الإعلامية، فضلًا عن التمويل اللازم، لكنّ الأمر يتوقف على "الإرادة السياسية"، وكذا من يتولى الإشراف على هذه القناة وإدارتها.

 

بدائل مصرية

الحديث عن بدائل مصرية في هذا المجال جعلت الأنظار تتوجه إلى الأبرز على الساحة، ولعلّ آخر مثال على ذلك هو مهرجان الجونة السينمائي الذي نظّمه رجل الأعمال نجيب ساويرس، وهو توجه ربما يحمل جديدًا في المستقبل القريب، مفاده هو الاعتماد على المال المصري في الأعمال التي تشكل هوية المجتمع وثقافته.

يثير هذا الوضع، تساؤلات، فهل يمكن للمال المصري أن يحل مكان المال الخليجي على النحو الذي يحافظ على الجودة المقدمة في مثل هذه الأعمال، أم تظل الحاجة قائمة إلى طرف خارجي يساهم في التمويل.

كما تبرز تجربة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة مالك شبكة قنوات "ON"، فالمحطة التي كان يملكها ساويرس في السابق، اختلف محتواها ومضمونها، فضلًا عن الاعتماد على إعلاميين كبار مثل عمرو أديب ومدحت شلبي، إضافة إلى سلسلة برامج متنوعة، جذبت الأنظار بشدة، كما لا يبتعد عن ذلك أيضًا عرض قناة "ON SPORT" لبعض مباريات منتخب مصر، وآخرها أمام الكونغو، وهي المباراة التي حسمت تأهل منتخب مصر إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عامًا.

[caption id="attachment_8188" align="aligncenter" width="710"] عمرو أديب إنتقل الى إم بي سي ليصبح أعلى أجراً بين الإعلاميين[/caption]

 

مثّل عرض مثل هذه المباريات نقلة نوعية غير مسبوقة، فمثل هذه الأحداث الرياضية اعتادت ؟أن تبثها شبكة "ART" بشكل حصري، ومن بعدها الجزيرة الرياضية، التي تسمى حاليًّا "BEIN SPORT"، وبات الحديث عن محاولات جادة لنقل مباريات المنتخب بكأس العالم، ما يمثل تطورًا تاريخيًّا ينهي معاناة يتكبدها المصريون بسبب الشبكة السعودية أولًا ومن بعدها القطرية.

(ملحوظة تم كتابة هذا الموضوع قبل بيع هذه القنوات الى مالك جديد هو كما هو مرجح جهة إستثمارية إماراتية)

تسونامي الاعتقالات في السعودية، وتحديدًا القبض على "الأمراء الثلاثة" سيظل منعطفًا خطيرًا ومهمًا في تاريخ الفن والثقافة المصرية، منهيًّا حقبة وبادئ حقبة ويبدو أنّ التغيير الذي يحدث في مصر لن يكون قاصرًا على الجانب السياسي فقط، بل يشمل كل جوانب المجتمع، وهنا يتساءل كثيرون عن شكل المجتمع المصري، وهل سيكون المستقبل مشرقًا أم أكثر ظلمة.

لكن في كل الأحوال، يتفق مصريون على أنّ صنع المستقبل يجب أن يكون في أيديهم، ولن يكون مقبولًا الوقوف متفرجين على الآخرين لصنع مستقبل مصر وتحديد مصيرها، والوعي جيدًا بقول أحمد شوقي "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".

الكاتب:المهندس: حازم الأشهب
مهندس تحليل وتصميم نظم يطبق قواعد هذا العلم على المشاكل الإجتماعية

مادة صحفية أحمد علاء

التعليقات

الاسم

أتاتورك أحياء إختراع أدوية إذاعة أرامكو أردوغان أسبانيا إستاكوزا إسرائيل أسلحة إصابات إعلام أفريقيا أقباط إقتصاد إكتشاف أكراد الأباء الإباحية الإبتكار الأبراج الأبناء الإتحاد الأوربي الأثرياء الأجانب الإجهاض الأحزاب الأخبار الأخوان الإخوان الأديان الأردن الأرض الإرهاب الإرهابيين الأزهر الإستجمام الأسرة الإسلام الإسلامية الإسلاميين الإصطناعي الأطفال الإعتداء الأعسر الإعلام الإغتيال الإغتيالات الأغنياء الأفلام الإباحية الأقباط الإقتصاد الأكراد الألتراء الألتراس الإلحاد الألعاب الإلكترونية الألمان الأم الفردية الأمارات الإمارات الإمارات العربية الأمازيغ الأمراض الأمم المتحدة الأمن الأمواج الأمومة الأميرة دايانا الإنتاج الإنتحاريين الإنترنت الإنتفاضة الإنجليز الإنفصال الانفلونزا الأهرام الأهلي الأوسكار البترول البحر البدو البشر البصرة البناء البنك المركزي البوذية البورصة البيئة التجميل التجنيد التحديث التحرش الترفيه التشدد التطرف التغيير التقشف التليفون التهرب الضريبي الثدي الثقافة الثورة الجاذبية الجامعات الجراثيم الجزائر الجسد الجفاف الجماعات الإسلامية الجماهير الجنس الجنسي الجنود الجنيه الجهاد الجيش الحاسب الحاسوب الحب الحرارة الحرب الحرس الثوري الحزب الجمهوري الحشد الشعبي الحكومة الحوثيون الختان الخديوي الخلافة العثمانية الخليج الخليج العربي الدانمارك الدولار الدولة الديكتاتورية الديمقراطية الدين الدينية الديون الذكاء الذكاء الإصطناعي الربيع العربي الرجل الرقمي الروبوت الروبوتات الروهينجا الري الزراعة السرطان السعودية السفر السكان السلام السلة السلطان السلطة السلطة الفلسطينية السلطوية السلفية السلفيين السمنة السموم السنة السود السودان السوريون السياحة السياسة السياسي السيسي السينما السيول الشباب الشرطة الشرق الشرق الأوسط الشريعة الشمس الشيعة الصحة الصحراء الصحف الصحفيين الصخري الصدر الصواريخ الصين الضرب الطاقة الطعام الطفل الطوارئ ألعاب العاصمة العاطفة العالم العثمانيون العدالة العدالة الإجتماعية العراق العرب العربي العسكر العقل العلاج العلم العلماء العلمانية العلويون العمال العمل العملة العنصرية العنف العنف الأسري الغاز الغذاء الغرب الفراعنة الفرعونية الفساد الفضاء الفضائيات الفقر الفلسطنيين الفلك الفن القاعدة القانون القاهرة القبائل القدس القذافي القوات المسلحة القومية العربية الكبد إلكترونيات الكنيسة الكنيسة اليونانية الكهنة الكواكب الكورة الكوليرا الكويت اللاجئين الليرة المال المانيا المتشددين المتطرفين المتوسط المثالي المجتمع المجلس العسكري المحمول المدينة المنورة المذبحة المرأة المراهقين المرض المريخ المساواة المستقبل المسلسلات المسلمون المسيحية المصريين المعلومات المغرب المقاتلون المقاولون المقبرة الملائ الأمن الملك توت المليشيات المناخ المنطقة العربية المنظمات الموبايل الموساد الموضة المياه الميراث النجوم النساء النظافة النظام النفايات النفط النووي النيل الهند الهوس الهوليجنز الهوية الوالدة باشا الوراثة الولادة الوليد بن طلال الوهابية اليابان ألياف ضوئية اليمن اليهود اليهودية اليورو اليونان أمراض أمريكا امريكا أموال أميركا اميركا أميريكا إنترنت إنجلترا أهرامات الجيزة أوربا اوربا أوروبا أوسكار إيبولا إيران إيفان الرهيب أيمن الظواهري بازل باسم يوسف باكستان براكين بريطانيا بنجلاديش بوتفليقة بوتن بوتين بووليود بيراميدز بينج تاريخي تجارة تحت المجهر ترامب تركيا تشارلز تشلسي تصوير تعليم تغير مناخي تكنولوجيا تليفزيون تونس تويتر ثروات جبهة النصرة جدة جراحة جنس جوته جوجول جونسون جيرتود بيل حاسب حزب الله حفتر حفريات حماس خاشقجي خامئني خداع خليفة حفتر خيال علمي دارفور داعش دبي دراما دوري السلة الأمريكي ديانا ديمقراطية ديناصور رأس رام الله رجل ألي رسوم روبرت ماردوخ روسيا روما رياضة زراعة زرع زواج ساعة أبل سامي عنان ستراتفور سرت سرطان سفينة فضاء سكن سنيما سوء التغذية سوريا سياسة سيف الإسلام القذافي سيناء سينما شارلز شعاع شفيق شمال أفريقيا شيخ الأزهر صحافة صحة صدام حسين صندوق النقد الدولي صنعاء صوت طائرات طاقة طاقة نووية طب طبي طعمية طفيل طلاق عبد القادر الجزائري عبد الناصر عدن عرب عسكرية عصابات عقل علاج علوم وصحة عمل عنان غاز غزة فحم فرعون فرنسا فضائيات فقر فلافل فلسطين فن فن وثقافة فنزويلا فوكس نيوز فيتنام فيديو فيروس فيروس سي فيس بوك فيصل فيضان فيورينتنا قارون قبرص قتل قش الأرز قطر قمع قنصوة قواعد كائنات كاس العالم كاسيني كافاليرز كافاليير كاميرا كتالونيا كربون كرة القدم كليوباترا كوكايين كيسنجر كيفين دورانت لاجئين لبنان لغة لوحات ليبرون جيمس ليبيا ليزر ليفربول لييبا مائير كاهانا ماري كوري مال وأعمال مايكروسوفت متجددة مجتمع مجتمع وإعلام مجتمعات مجلس الأمن محمد بن سلمان محمد صلاح مختبرات مخدرات مدرسة مراهقات مرتزقة مرض مركبات الفضاء مسلسل مسلسلات مسلمين مصر مصري مطلقات معارك معدل وراثيا معدن معرض مكة ملفات مليشيا مهاجرين موبايل موسى موسيقى مي تو مينمار نتنياهو نساء نسخ نظام الفقيه نفط نفظ نقابة نيكسون هاري هوليوود وباء وعد بلفور وقود ولي العهد وليام ياهو accessories animals anxiety art artist assignment attraction aviation bag beach beautiful destinations Best Catering Best Catering Services bicycle bicylce tours bigger bitter juice Blood Pressure botox brain brazilian buildings business Business Website cannes activity career cartoon Catering Services cave cheap hotels cheap loan cigarette climbing clothing communication Control Blood Control Blood Pressure cook cosmetic coursework craziness credit cremation deppression dermal Ease Stiffness education effective Engine Optimization entrepreneur ethnic wear europan explore eyes face finance fire damage focus food food tips fruit furniture garden gardening glasses gym hand tools health herbal Herbal Treatment High Blood home home loan home tips Hypertension Naturally immune system india Joint Pain Joint Pain Relief kindle life life hack loans marriage mba meal money movie music natural Natural Joint Natural Joint Pain occassion office Orthoxil Plus outdoor Pain Relief Pain Relief Treatment paris pets photographer pumpkin quality Reduce Hypertension Reduce Hypertension Naturally relationship relaxed Relief Treatment round face runner sea Search Engine Search Engine Optimization Search Engines self help self improvements shoes Side Effects sleep smoking snowboard social spain sports stories stress Stresx Capsules style success surgery travel trees vegetable voice voyage Website Design wi-fi winter work world zodiac sign
false
rtl
item
الجيل الجديد: تسونامي الفن المصري
تسونامي الفن المصري
http://geel25algadeed.com/wp-content/uploads/2018/09/تسونامي-الفن.jpg
الجيل الجديد
https://geel25elgaded.blogspot.com/2018/09/blog-post_29.html
https://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/2018/09/blog-post_29.html
true
6246319857275187510
UTF-8
لايوجد اي تدوينة المزيد المزيد الرد اغلاق الرد حذف By الصفحة الرئيسية صفحة مقالة المزيد مواضيع ذات صلة التسميات الارشيف البحث لا يوجد اي تدوينة الصعود الى الاعلى Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago