طوال السنين الماضية اعتاد المصريون على أحداث الدوري المصري لكرة القدم الى درجة الملل بسبب رتابة أحداثه والمتوقعة سلفاً. فالأهلي سيفوز بالدور...
طوال السنين الماضية اعتاد المصريون على أحداث الدوري المصري لكرة القدم الى درجة الملل بسبب رتابة أحداثه والمتوقعة سلفاً. فالأهلي سيفوز بالدوري كالعادة والزمالك سيغير المدربين والإسماعيلي سيشكو الظلم الذي يمنعه من الفوز وباقي الفرق تلعب أداء واجب. وزاد على ملل الدوري منع روابط المشجعين والذين كانوا يعطون حياة للمباريات من الحضور.
لكن هذا العام حدث شيء مختلف ولاحظ المصريون هذا فالأجواء أصبحت حماسية بسبب وافد جديد مدعوم مالياً بسخاء وقد يكون مدعوم سياسياً ويحرك المياه الراكدة وهو نادي بيراميدز.
فماهى حكاية هذا النادي وهل سيكون نعمة أم نقمة على الكرة المصرية.
في مؤتمر صحفي مبهر على غرار مؤتمرات شركة "أبل" الأمريكية وقف محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي متقمصاً شخصية "ستيف جوبز" لكي يشرح طموحاته ومشاريعه القادمة للنادي الأهلي كبناء الإستاد الجديد الذي يحتوى على منطقة اقتصادية ستدر دخل إضافي للنادي وغيرها من الطموحات.
لم يعرف الحضور وقتها أن الممول الرئيسي خلف كل هذه الأحلام والأماني ليس النادي الأهلي بل أحد القيادات الشابة السعودية التي دفع بها التغيير في المملكة وهو "تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ" أو تركي آل الشيخ كما يُعرف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم.
كان من الواضح غضب الأمير السعودي من تجاهل قيادات الأهلي لدوره في تمويل هذه الطموحات ويبدو أنه لم يكتفي بدور المانح السخي على غرار التبرع لمستشفى 57357 بل أراد نصيبه من التقدير ويا حبذا أن يكون كل التقدير، خاصة أنه كما يعتقد كان سببًا في فوز الخطيب برئاسة النادي، كما صرّح عقب أزمته الأولى مع النادي.
ففي مايو الماضي أصدر تركي آل الشيخ بيانًا أعلن فيه اعتذاره عن الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي بعد أن شهدت العلاقة توترًا بين جماهير الأهلي والرئيس الفعلي للنادي محمود الخطيب، الذي قدم تركي كرئيس شرفي، وتلقى منه الكثير من الدعم المالي للإنفاق على الفريق.
وربما كان تدخل آل الشيخ في إدارة النادي الأهلي قد فجّر غضبًا كبيرًا ضد "مجلس الخطيب"، لا سيّما أنّ "الأحمر" عُرف تاريخيًّا بأنّه عصيّ على التدخل الخارجي أو يقوده أحد من خارج مجلس إدارته، وفقًا لمبادئ النادي الحاكمة.
وقد انبعث الغضب من أنّ الأزمة لم تنتهِ بإعلان تركي اعتذاره عن المنصب الشرفي، لكنّه كشف أمام جمهور القلعة الحمراء ما وصفها بـ"الحقائق"، التي أثّرت على "مجلس بيبو" الذي رفع "روح الفانلة الحمراء" شعارًا في حملته الانتخابية.
بدأ الخلاف المكتوم بين الطرفين بسبب توقعات كل طرف المختلفة عن الآخر في الظهور على السطح بين الخطيب والنادي الأهلى من جهة والأمير السعودي من جهة أخرى، انتهى باعتذار آل الشيخ عن الرئاسة الشرفية للقلعة الحمراء، وأصدر بيانَا مطولًا سرد فيه كل الأسباب التي أدت لظهور هذا الخلاف على الملأ.
أول أسباب الرئيس الشرفي السابق للأهلى لاعتذاره عن المنصب الرفيع بأكبر نادي في إفريقيا، كانت أنه شعر بتهميش دوره وحصره في دفع الأموال وفقط، وبدأ الفتور يصيب علاقته بمجلس إدارة النادي وعلى رأسهم محمود الخطيب، وكشف تركي آل الشيخ في بيانه أنه أنفق الملايين حبًا في النادي.
البيان كاملاً: https://goo.gl/cvJUoU
بيانٌ تبعه بيان وكشف للحقائق، وكأن رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية لا يستطيع أخذ أى خطوة أو إجراء قانوني ضد النادي الأهلي، وأقصى ما يمكنه فعله هو الخروج على منصة التواصل الاجتماعي " فيس بوك" والتنفيس عما يعتلج بصدره.
وورد في بيان تركي أنّه هو من قرر دعم الأهلي وتواصل مع مرشحي الرئاسة محمود الخطيب ومحمود طاهر، ثم قرر أن يكون الدعم من خلال محمود الخطيب بعد أن زاره في الرياض وطلب منه ذلك، وأنّه تمّ دعم الخطيب ماديًا خلال الانتخابات بـ5 ملايين جنيه، وكذا الاعتماد المادي الكامل خلال فترة رئاسة الخطيب على تركي آل الشيخ، سواء في جلب الصفقات أو التجديد أو إنهاء بعض المشاكل العالقة كأزمة قناة النادي مع شركة مسك، أو حتى في احتراف لاعبي الأهلي بأرقام مادية جيدة.
لم يرد مجلس إدارة القلعة الحمراء على بيانات وتصريحات آل الشيخ، والتزم الصمت إعلاميًا، بعدها أرسل خطابًا رسميًا لخالد عبد العزيز وزير الرياضة آنذاك، وطالبه بتشكيل لجنة مالية لحصر الأموال التي تبرع بها تركي والتأكد إذا كانت دخلت الحسابات البنكية للنادي بإعتمادات رسمية وأُنفقت في الأوجه المخصصة لها بمستندات موجودة وموثقة أم لا.
تدخل العقلاء لتهدئة الطرفين بعد ذلك، فظهرت التصريحات الودية التي تكن الإحترام لكل طرف، وفي مداخلة هاتفية لتركي آل الشيخ مع برنامج " كورة بلدنا" أعلن عن مبادرة صلح بينه وبين المارد الأحمر، وتنازله عن القضايا المرفوعة ضد النادي كافة، ليرُد مجلس إدارة الخطيب ببيانٍ يُشدد فيه على إعلاء قيمة الروح الرياضية، على اعتبار أنه أكبر الكيانات الرياضية في إفريقيا والوطن العربي، وليُظهر حُسن نيته تمنى التوفيق لتركي وشركائه في تجربتهم الجديدة في الدوري، ولكن كان في القلب مايخالف الظاهر لتبدأ بعد ذلك قصة نادي "بيراميدز"، الذي فسر البعض نشأته بالإرادة القوية من المستشار السعودي في الانتقام من النادي الأكثر شهرة في إفريقيا، ومجلس إدارته ولاعبيه، وجماهيره إذا لزم الأمر.
[embed]https://www.youtube.com/watch?v=EisXwnwjcks&t=277s[/embed]
مداخلة تركي آل الشيخ مع عبد الناصر زيدان https://www.youtube.com/watch?v=EisXwnwjcks&t=277s
بيان الأهلي ردًا على مبادرة تركي https://goo.gl/afDQH3
ولادة نادي " بيراميدز"
ظهر اسم "بيراميدز" في عالم الكرة المصرية في يونيو الماضي، عندما توصلت شركة "صلة" السعودية لاتفاق لشراء نادى الأسيوطي سبورت برعاية تركى آل الشيخ، دون أن يتم الإعلان عن قيمة الصفقة وقتها من قبل مالكه السابق محمود الأسيوطي الذى أكد أن صفقة البيع لم تتضمن المنتجع السياحي، واقتصرت على بيع الفريق وقطاع الناشئين.
وفي خبر صغير لم يلفت الإنتباه وقتها لإنشغال الشعب المصري بكأس العالم وتداعياتها أُعلن عن بيع نادي "الأسيوطي سبورت" الى شركة استثمارية بمبلغ 5 مليون دولار وهو مبلغ ضخم بالجنية المصري ولكنه تافه بالمقارنة بالأسعار العالمية فهو يبلغ أقل من ثمن لاعب محترف عادي المستوى.
[caption id="attachment_8013" align="aligncenter" width="823"] تركي أل الشيخ مع فريق نادي بيراميدز[/caption]
طُرحت في بداية الأمر الكثير من الشائعات حول سعي تركي آل الشيخ لشراء نادي "وادي دجلة"، لكن سرعان ما نفى ماجد سامي رئيس النادي ذلك تمامًا، وظل الغموض يحاوط تركي وطرحه أن يبتاع نادٍ ينافس به أندية الدوري المصري، حتى أصدر محمود الأسيوطي بيانًا يوضح بيعه لفريقه وسبب هذه الخطوة..
ضعف الرعاية والتوزيع غير العادل - حسب وصف الأسيوطي - لحقوق البث على الأندية واستفادة الكبار في الدوري فقط أمثال الأهلي والزمالك من عروض الرعاية والإعلانات، كانت في صدارة الأسباب التي سردها "محمود الأسيوطي" في بيانه، علاوة على أنّ دخول الاستثمار سيطور من الكرة المصرية ويرفع من قيمة النادي التسويقية.
لكنّ أمرًا مثيرًا بدى وكأنّه حرّك الأمور في الباطن، وهو "سر الأسيوطي" نفسه، لا سيّما أنّ فرقًا أخرى ربما أكثر شهرة، كانت متاحة إلا أن البيع لم يحدث، وهنا طافت على السطح "شياطين الأفكار"، ومفادها الموقف من النادي الأهلي، وربما هذا ما جعله يشغل فكر المستشار السعودي، ولمّا لا وهو الفريق الذي هزم المارد الأحمر في كأس مصر بهدف دون رد برئاسة أحد أبنائه " علي ماهر" في تجربته التدريبية الأولى، ليقُصي أصحاب القلعة الحمراء من البطولة.
استغرب الجمهور وتساءل عن المشتري لنادي لا يملك تاريخ في دوري مهمل طواه النسيان ولادخل مادي منتظر منه وبدأ الجمهور يلتفت لهذا النادي ومالكه المُبهم، مع الإنفاق بسخاء على شراء اللاعيبن المصرييين والأجانب وبدأ الهمس يزداد بعد سيناريو إحتراف وليد أزارو وهل هو محطة لإنضمامه للنادي أم لا، قبل رفض الأهلي رحيل مهاجمه المغربي.
قضايا أثارها " بيراميدز"
ليبدأ النادي مع نشاطاته في إثارة القضايا المختلف عليها داخل الوسط الكروي، القضية الأولى هي مبدأ " اللعب المالي النظيف" الذي طبقه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم " يويفا"، والذي لم يلتزم به مجلس إدارة " بيراميدز" حتى الآن.
اللعب المالي النظيف
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]القضية الأولى شراء اللاعبين هل هو إستثمار أم سيرفع سقف المطالب وتعاني باقي الأندية وماذا عن اللعب النظيف في شراء اللاعبين[/mks_pullquote]
فور بيع النادي للمستثمر السعودي استقدم " بيراميدز" أربعة لاعبين برايليين بمبلغ 22 مليون دولار، كما ذكر موقع TransferMarket المختص بشؤون كرة القدم، أغلاهم ثمنًا هو " كينو" 10 مليون دولار، وستة لاعبين مصريين بتكلفة 7 مليون دولار.
خلق النادي المثير للجدل حالة من الحِراك داخل الوسط الرياضي لا شك، خاصة مع القدرة المالية الضخمة لمالكه أو الشركة المالكة إذا صح التعبير، هذا الحراك هو ما أحدث المنافسة بين الفرق الأخرى على شراء لاعبين لتدعيم صفوفها لخوض مسابقة الدوري والطمع في الظفر باللقب، لكن مع ارتفاع سقف طموح اللاعبين والمحترفين على وجه الخصوص، قد يُثقل كاهل الأندية الصغيرة أو ذوي الميزانيات المتواضعة.
[caption id="attachment_8014" align="aligncenter" width="700"] نجم الفريق كينو ثمنه يساوي ثمن فريق الأهلي[/caption]
الاستثمار الرياضي
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]القضية الثانية الإستثمار الرياضي هل تم تقنينه أم دخول المستثمرين الأجانب وخلفهم الأموال الحكومية سوف يؤدى الى خروج الأندية الجماهيرية وماذا عن التأثير على المشاعر في المكسب والخسارة والتلاسن بين الجماهير[/mks_pullquote]
ما حدث مع نادي " بيراميدز" من بيع اسم الفريق وموقعه في الدوري أمر يسمح به القانون، فبحسب المادة 11 من قانون الرياضة فإنه يشجع على الاستثمارفي هذا المجال، فيمكن للهيئات الرياضية ممارسة نشاطها الرياضي طبقًا لأحكام القانون، وعلى الوزير المختص تسهيل الإجراءات ووضع القواعد والشروط اللازمة لاتمام العملية.
وبعيدًا عن فكرة الجماهيرية، فإن نصوص هذه المادة أو فكرة الاستثمار لا تنطبق على الأندية أمثال الأهلي والزمالك، لأن ببساطة قانون الرياضة يمنع بيع أسماء الأندية الحكومية أو التصرف فيها من قِبل المستثمرين، لكن في الوقت نفسه يمكن فتح فروع جديدة من هذه الفرق بشراكة المستثمرين.
[caption id="attachment_8016" align="aligncenter" width="750"] إدارة النادي بأكملها من أبناء النادي الأهلي[/caption]
هل سيفتح هذا الباب أمام تمويل قطري أو حتى إسرائيلي للأندية بغرض التأثير على الجماهير
ما ينص عليه قانون الرياضة الجديد ويدعمه وزير الشباب والرياضة " أشرف صبحي"، ومن قبله رئيس الجمهورية " عبد الفتاح السيسي"، من استثمار في مجال حديث أو ظهر مؤخرًا في مصر وهو الاستثمار الرياضي، قد يفتح الباب على مصرعيه أمام أي مستثمر محلي كان أو أجنبي، فربما نشاهد في السنوات القليلة القادمة فرقًا تمولها دولٌ بعينها حتى ولو من الباطن إذا كانت هناك مشاحنات بين البلدين.
في السنوات الماضية دخلت قطر على سبيل المثال مجال الاستثمار الرياضي بقوة، " فمؤسسة قطر للاستثمار الرياضي" تمتلك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي يرأسه رجل الأعمال " ناصر الخليفي، وكذلك مواطنه رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، الذي يمتلك نادي " ملقة" الإسباني، ومن الوارد أن يلمع في أعينهم الدوري المصري بعد مشاركة المنتخب في كأس العالم الماضية.
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]قناة بيراميدز وشراء الدوري المصري هل سيسمح للنادي الأهلي بشراء الدوري وماذا عن إحتكار كل النقاد للعمل في القناة هل سيؤثر على أراءهم التحليلية وهل عمل علي ماهر وإبراهيم حسن وشائعات عمل مجدي عبد الغني سيؤثر على المنافسة الشريفة وغلق قناة دي إم سي وعلاقة هذه القنوات بالمستثمرين العرب[/mks_pullquote]
ما أن انتقلت ملكية نادي بيراميدز إلى المستثمر السعودي، وتعامل الإعلام والشعب المصري مع النادي على أنه أمر واقع لا فرار منه، حتى شرع النادي في لفت الأنظار إليه، وبين ليلة وضحاها أُعلن عن اطلاق قناة فضائية تحمل نفس الاسم لتكون منصته الإعلامية التي تتحدث عنه كما هو الحال مع النادي الأهلي وقناته التي انطلقت نهاية عام 2008.
وفي يوم الخميس 2 أغسطس انطلقت القناة في ثاني أيام الموسم الجديد من الدوري المصري، وقد حصلت على حقوق بث مباريات ناديها كاملة في البطولة المحلية وكأس مصر، بالإضافة عشر مباريات في الدوري من اختيارها وخمس مباريات في الكأس، وأربع مواجهات للأهلي مع فرق أخرى منافسة، وحرصت القناة الوليدة على أن يكون لقاء حامل اللقب للنسخة الماضية مع وصيفه الإسماعيلي أول المباريات المذاعة لجذب أنظار جماهير الفريقين إليها.
أحدثت قناة " بيراميدز" جدلًا واسعًا منذ انطلاقها، وتساءل الجميع هل تجهيز استديوهات وشراء أو تأجير مقر للقناة، وتكوين فريق عمل كامل، واطلاق تردد فضائي عبر القمر الصناعي بهذه السهولة، ولو كان حقًا، لما لم يستطع نادي بحجم الزمالك على سبيل المثال اطلاق واحدة بدلًا من اللجوء إلى شراء أوقات في قنوات أخرى؟.
ظهر في الإعلان الدعائي للقناة عبر موقع " يوتيوب"، قامات إعلامية ومحللين رياضيين منهم المستقلين ومنهم من يتولى تدريب فرق منافسة للنادي في الدوري أمثال " على ماهر، والتوأم إبراهيم"، بالإضافة إلى رضا عبد العال، وحسام البدري المدير رئيس فريق العمل بالنادي، وحسن المستكاوي الذي تعرض لهجوم شديد لمجرد ظهوره وإعلانه الانضمام إلى فريق المحللين في القناة التابعة للنادي.
يبدو أن الهجوم كان قاسيًا على المستكاوي ليقرر بعدها الاعتذار عن العمل في القناة رغم ظهوره في "البرومو" الذي استخدمته القناة حتى بعد اعتذاره، وبرر رئيس مجلس إدارة نادي وادي دجلة أنه اعتقد أن القناة عامة كأي قناة رياضية، فهو عمل لفترة في الاستوديو التحليلي الخاص بـ dmc sports، وأن لا يجوز أن يجمع بين إدراته لدجلة، ويظهر في قناة تابعة لمنافسه.
انتقال أحمد عفيفي المذيع السابق في قناة dmc sports وزميله إبراهيم فايق للعمل في قناة " بيراميدز"، جعل الكثير يربط بين نشأة القناة الوليدة وغلق دي ام سي سبورت، لافساح المجال أمام الأولى لسد الفراغ الإعلامي في الحقل الرياضي، رغم تصريحات " هشام سليمان" رئيس شبكة dmc بأن غلق القناة جاء ترشيدًا للنفقات.
لم تقف الإثارة والغموض حول قناة " بيراميدز" عند شراء مباريات الأهلي بأثمان باهظة، أو تعيين محللين يدربون فرقًا منافسة فقط، بل زاد الأمر تعقيدًا حين انتشرت أنباء تشير إلى إمكانية انضمام " عصام عبد الفتاح" رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم، إلى فريق العمل بالقناة، وهو ما يؤثر سلبًا على المنافسة الشريفة، مما أعطى انطباعًا لدى متابعي الكرة في مصر أن هذا المستثمر لا يهدف إلى نهضة القطاع الرياضي وجذب المزيد من الاستثمارات.
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]هل الأفكار الحالية عن كرة القدم والقوانين والمؤسسات التي تديرها مناسبة للوضع الجديد أم نحن نحتاج الى منظومة جديدة لإدارة كرة القدم فكريا وأندية جماهيرة وتمويل وتوضيح الحقوق والواجبات[/mks_pullquote]
أصبحت كرة القدم صناعة عالمية ومجال عمل مُربح للغاية، لأسباب عديدة منها أنها الرياضة الأكثر شعبية في العالم كله، ويمكنها تحقيق ما لا تفعله السياسة، كأن تضعك في مصاف الدول الأعلى من الناحية الاقتصادية، فبلد مثل البرازيل مثلًا يعتمد في الأساس على هذه الصناعة وما يحيط بها من المواد الخام، والكوادر البشرية من لاعبين ومدربين، لذا نجد لاعب بحجم " نيمار" ورغم سنه الصغيرة إلا أنه أصبح أغلى لاعب في العالم بعد صفقة كلفت "مؤسسة قطر للاستثمار الرياضي" التي تملك نادي "باريس سان جيرمان" 222 مليون يورو.
ويؤكد " هاني عبد الصبور" الصحفي والمحلل الرياضي، أن المنظومة الحالية لكرة القدم في مصر لا تحتاج إلى تغيير وجوه وأسماء، إنما بحاجة إلى الرغبة في التطوير وفقاً لفكر يتناسب مع الظروف الجديدة التي طرأت على مجال كرة القدم، وأشار خلال حديثه إلى مهارة الإنسان المصري في ابتكار أفكارًا جديدة تصب في إطار مواكبة الاستثمار وعالم الاحتراف اللذان تشهدهما الكرة في العصر الحالي.
ويذكر أن من أحدث الطفرة في كرة القدم في دولة الإمارات وغيرها من دول الخليج، هم المصريون، ودول الخليج لا تنكر هذا، كذلك " محمود الجوهري" وتجربته مع منتخب " النشامى" والوصول بالأردن إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية عام 2004 في الصين للمرة الأولى في تاريخه، ولكن ما ينقصنا الآن هو العمل بروح الفريق والتعاون المشترك، من أجل هدف واحد فقط وهو إعلاء قيمة الكرة المصرية عاليًا بين الدول الأوروبية.
الخاتمة
سيظل نادي بيراميدز سواء نجح أم أخفق في تحقيق طموحاته نقطة تحول للرياضة المصرية وخاصة كرة القدم فهو ألقى بحجر في المياه الراكدة ولفت النظر إلى قيمة الكرة المصرية تمامًا كما فعلت روتانا في لفت النظر الى تراث السينما المصرية التي نحاول الآن أن نستعيده فهل يلحق بها الدوري المصري وأنديته ونستيقظ يومًا لنجد أن الدوري المصري أصبح اسمًا فقط؟
أسماء بدر
لكن هذا العام حدث شيء مختلف ولاحظ المصريون هذا فالأجواء أصبحت حماسية بسبب وافد جديد مدعوم مالياً بسخاء وقد يكون مدعوم سياسياً ويحرك المياه الراكدة وهو نادي بيراميدز.
فماهى حكاية هذا النادي وهل سيكون نعمة أم نقمة على الكرة المصرية.
في مؤتمر صحفي مبهر على غرار مؤتمرات شركة "أبل" الأمريكية وقف محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي متقمصاً شخصية "ستيف جوبز" لكي يشرح طموحاته ومشاريعه القادمة للنادي الأهلي كبناء الإستاد الجديد الذي يحتوى على منطقة اقتصادية ستدر دخل إضافي للنادي وغيرها من الطموحات.
لم يعرف الحضور وقتها أن الممول الرئيسي خلف كل هذه الأحلام والأماني ليس النادي الأهلي بل أحد القيادات الشابة السعودية التي دفع بها التغيير في المملكة وهو "تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ" أو تركي آل الشيخ كما يُعرف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم.
كان من الواضح غضب الأمير السعودي من تجاهل قيادات الأهلي لدوره في تمويل هذه الطموحات ويبدو أنه لم يكتفي بدور المانح السخي على غرار التبرع لمستشفى 57357 بل أراد نصيبه من التقدير ويا حبذا أن يكون كل التقدير، خاصة أنه كما يعتقد كان سببًا في فوز الخطيب برئاسة النادي، كما صرّح عقب أزمته الأولى مع النادي.
ففي مايو الماضي أصدر تركي آل الشيخ بيانًا أعلن فيه اعتذاره عن الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي بعد أن شهدت العلاقة توترًا بين جماهير الأهلي والرئيس الفعلي للنادي محمود الخطيب، الذي قدم تركي كرئيس شرفي، وتلقى منه الكثير من الدعم المالي للإنفاق على الفريق.
وربما كان تدخل آل الشيخ في إدارة النادي الأهلي قد فجّر غضبًا كبيرًا ضد "مجلس الخطيب"، لا سيّما أنّ "الأحمر" عُرف تاريخيًّا بأنّه عصيّ على التدخل الخارجي أو يقوده أحد من خارج مجلس إدارته، وفقًا لمبادئ النادي الحاكمة.
وقد انبعث الغضب من أنّ الأزمة لم تنتهِ بإعلان تركي اعتذاره عن المنصب الشرفي، لكنّه كشف أمام جمهور القلعة الحمراء ما وصفها بـ"الحقائق"، التي أثّرت على "مجلس بيبو" الذي رفع "روح الفانلة الحمراء" شعارًا في حملته الانتخابية.
بدأ الخلاف المكتوم بين الطرفين بسبب توقعات كل طرف المختلفة عن الآخر في الظهور على السطح بين الخطيب والنادي الأهلى من جهة والأمير السعودي من جهة أخرى، انتهى باعتذار آل الشيخ عن الرئاسة الشرفية للقلعة الحمراء، وأصدر بيانَا مطولًا سرد فيه كل الأسباب التي أدت لظهور هذا الخلاف على الملأ.
أول أسباب الرئيس الشرفي السابق للأهلى لاعتذاره عن المنصب الرفيع بأكبر نادي في إفريقيا، كانت أنه شعر بتهميش دوره وحصره في دفع الأموال وفقط، وبدأ الفتور يصيب علاقته بمجلس إدارة النادي وعلى رأسهم محمود الخطيب، وكشف تركي آل الشيخ في بيانه أنه أنفق الملايين حبًا في النادي.
البيان كاملاً: https://goo.gl/cvJUoU
بيانٌ تبعه بيان وكشف للحقائق، وكأن رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية لا يستطيع أخذ أى خطوة أو إجراء قانوني ضد النادي الأهلي، وأقصى ما يمكنه فعله هو الخروج على منصة التواصل الاجتماعي " فيس بوك" والتنفيس عما يعتلج بصدره.
وورد في بيان تركي أنّه هو من قرر دعم الأهلي وتواصل مع مرشحي الرئاسة محمود الخطيب ومحمود طاهر، ثم قرر أن يكون الدعم من خلال محمود الخطيب بعد أن زاره في الرياض وطلب منه ذلك، وأنّه تمّ دعم الخطيب ماديًا خلال الانتخابات بـ5 ملايين جنيه، وكذا الاعتماد المادي الكامل خلال فترة رئاسة الخطيب على تركي آل الشيخ، سواء في جلب الصفقات أو التجديد أو إنهاء بعض المشاكل العالقة كأزمة قناة النادي مع شركة مسك، أو حتى في احتراف لاعبي الأهلي بأرقام مادية جيدة.
لم يرد مجلس إدارة القلعة الحمراء على بيانات وتصريحات آل الشيخ، والتزم الصمت إعلاميًا، بعدها أرسل خطابًا رسميًا لخالد عبد العزيز وزير الرياضة آنذاك، وطالبه بتشكيل لجنة مالية لحصر الأموال التي تبرع بها تركي والتأكد إذا كانت دخلت الحسابات البنكية للنادي بإعتمادات رسمية وأُنفقت في الأوجه المخصصة لها بمستندات موجودة وموثقة أم لا.
تدخل العقلاء لتهدئة الطرفين بعد ذلك، فظهرت التصريحات الودية التي تكن الإحترام لكل طرف، وفي مداخلة هاتفية لتركي آل الشيخ مع برنامج " كورة بلدنا" أعلن عن مبادرة صلح بينه وبين المارد الأحمر، وتنازله عن القضايا المرفوعة ضد النادي كافة، ليرُد مجلس إدارة الخطيب ببيانٍ يُشدد فيه على إعلاء قيمة الروح الرياضية، على اعتبار أنه أكبر الكيانات الرياضية في إفريقيا والوطن العربي، وليُظهر حُسن نيته تمنى التوفيق لتركي وشركائه في تجربتهم الجديدة في الدوري، ولكن كان في القلب مايخالف الظاهر لتبدأ بعد ذلك قصة نادي "بيراميدز"، الذي فسر البعض نشأته بالإرادة القوية من المستشار السعودي في الانتقام من النادي الأكثر شهرة في إفريقيا، ومجلس إدارته ولاعبيه، وجماهيره إذا لزم الأمر.
[embed]https://www.youtube.com/watch?v=EisXwnwjcks&t=277s[/embed]
مداخلة تركي آل الشيخ مع عبد الناصر زيدان https://www.youtube.com/watch?v=EisXwnwjcks&t=277s
بيان الأهلي ردًا على مبادرة تركي https://goo.gl/afDQH3
ولادة نادي " بيراميدز"
ظهر اسم "بيراميدز" في عالم الكرة المصرية في يونيو الماضي، عندما توصلت شركة "صلة" السعودية لاتفاق لشراء نادى الأسيوطي سبورت برعاية تركى آل الشيخ، دون أن يتم الإعلان عن قيمة الصفقة وقتها من قبل مالكه السابق محمود الأسيوطي الذى أكد أن صفقة البيع لم تتضمن المنتجع السياحي، واقتصرت على بيع الفريق وقطاع الناشئين.
وفي خبر صغير لم يلفت الإنتباه وقتها لإنشغال الشعب المصري بكأس العالم وتداعياتها أُعلن عن بيع نادي "الأسيوطي سبورت" الى شركة استثمارية بمبلغ 5 مليون دولار وهو مبلغ ضخم بالجنية المصري ولكنه تافه بالمقارنة بالأسعار العالمية فهو يبلغ أقل من ثمن لاعب محترف عادي المستوى.
[caption id="attachment_8013" align="aligncenter" width="823"] تركي أل الشيخ مع فريق نادي بيراميدز[/caption]
طُرحت في بداية الأمر الكثير من الشائعات حول سعي تركي آل الشيخ لشراء نادي "وادي دجلة"، لكن سرعان ما نفى ماجد سامي رئيس النادي ذلك تمامًا، وظل الغموض يحاوط تركي وطرحه أن يبتاع نادٍ ينافس به أندية الدوري المصري، حتى أصدر محمود الأسيوطي بيانًا يوضح بيعه لفريقه وسبب هذه الخطوة..
ضعف الرعاية والتوزيع غير العادل - حسب وصف الأسيوطي - لحقوق البث على الأندية واستفادة الكبار في الدوري فقط أمثال الأهلي والزمالك من عروض الرعاية والإعلانات، كانت في صدارة الأسباب التي سردها "محمود الأسيوطي" في بيانه، علاوة على أنّ دخول الاستثمار سيطور من الكرة المصرية ويرفع من قيمة النادي التسويقية.
لكنّ أمرًا مثيرًا بدى وكأنّه حرّك الأمور في الباطن، وهو "سر الأسيوطي" نفسه، لا سيّما أنّ فرقًا أخرى ربما أكثر شهرة، كانت متاحة إلا أن البيع لم يحدث، وهنا طافت على السطح "شياطين الأفكار"، ومفادها الموقف من النادي الأهلي، وربما هذا ما جعله يشغل فكر المستشار السعودي، ولمّا لا وهو الفريق الذي هزم المارد الأحمر في كأس مصر بهدف دون رد برئاسة أحد أبنائه " علي ماهر" في تجربته التدريبية الأولى، ليقُصي أصحاب القلعة الحمراء من البطولة.
استغرب الجمهور وتساءل عن المشتري لنادي لا يملك تاريخ في دوري مهمل طواه النسيان ولادخل مادي منتظر منه وبدأ الجمهور يلتفت لهذا النادي ومالكه المُبهم، مع الإنفاق بسخاء على شراء اللاعيبن المصرييين والأجانب وبدأ الهمس يزداد بعد سيناريو إحتراف وليد أزارو وهل هو محطة لإنضمامه للنادي أم لا، قبل رفض الأهلي رحيل مهاجمه المغربي.
قضايا أثارها " بيراميدز"
ليبدأ النادي مع نشاطاته في إثارة القضايا المختلف عليها داخل الوسط الكروي، القضية الأولى هي مبدأ " اللعب المالي النظيف" الذي طبقه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم " يويفا"، والذي لم يلتزم به مجلس إدارة " بيراميدز" حتى الآن.
اللعب المالي النظيف
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]القضية الأولى شراء اللاعبين هل هو إستثمار أم سيرفع سقف المطالب وتعاني باقي الأندية وماذا عن اللعب النظيف في شراء اللاعبين[/mks_pullquote]
فور بيع النادي للمستثمر السعودي استقدم " بيراميدز" أربعة لاعبين برايليين بمبلغ 22 مليون دولار، كما ذكر موقع TransferMarket المختص بشؤون كرة القدم، أغلاهم ثمنًا هو " كينو" 10 مليون دولار، وستة لاعبين مصريين بتكلفة 7 مليون دولار.
خلق النادي المثير للجدل حالة من الحِراك داخل الوسط الرياضي لا شك، خاصة مع القدرة المالية الضخمة لمالكه أو الشركة المالكة إذا صح التعبير، هذا الحراك هو ما أحدث المنافسة بين الفرق الأخرى على شراء لاعبين لتدعيم صفوفها لخوض مسابقة الدوري والطمع في الظفر باللقب، لكن مع ارتفاع سقف طموح اللاعبين والمحترفين على وجه الخصوص، قد يُثقل كاهل الأندية الصغيرة أو ذوي الميزانيات المتواضعة.
[caption id="attachment_8014" align="aligncenter" width="700"] نجم الفريق كينو ثمنه يساوي ثمن فريق الأهلي[/caption]
الاستثمار الرياضي
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]القضية الثانية الإستثمار الرياضي هل تم تقنينه أم دخول المستثمرين الأجانب وخلفهم الأموال الحكومية سوف يؤدى الى خروج الأندية الجماهيرية وماذا عن التأثير على المشاعر في المكسب والخسارة والتلاسن بين الجماهير[/mks_pullquote]
ما حدث مع نادي " بيراميدز" من بيع اسم الفريق وموقعه في الدوري أمر يسمح به القانون، فبحسب المادة 11 من قانون الرياضة فإنه يشجع على الاستثمارفي هذا المجال، فيمكن للهيئات الرياضية ممارسة نشاطها الرياضي طبقًا لأحكام القانون، وعلى الوزير المختص تسهيل الإجراءات ووضع القواعد والشروط اللازمة لاتمام العملية.
وبعيدًا عن فكرة الجماهيرية، فإن نصوص هذه المادة أو فكرة الاستثمار لا تنطبق على الأندية أمثال الأهلي والزمالك، لأن ببساطة قانون الرياضة يمنع بيع أسماء الأندية الحكومية أو التصرف فيها من قِبل المستثمرين، لكن في الوقت نفسه يمكن فتح فروع جديدة من هذه الفرق بشراكة المستثمرين.
[caption id="attachment_8016" align="aligncenter" width="750"] إدارة النادي بأكملها من أبناء النادي الأهلي[/caption]
هل سيفتح هذا الباب أمام تمويل قطري أو حتى إسرائيلي للأندية بغرض التأثير على الجماهير
ما ينص عليه قانون الرياضة الجديد ويدعمه وزير الشباب والرياضة " أشرف صبحي"، ومن قبله رئيس الجمهورية " عبد الفتاح السيسي"، من استثمار في مجال حديث أو ظهر مؤخرًا في مصر وهو الاستثمار الرياضي، قد يفتح الباب على مصرعيه أمام أي مستثمر محلي كان أو أجنبي، فربما نشاهد في السنوات القليلة القادمة فرقًا تمولها دولٌ بعينها حتى ولو من الباطن إذا كانت هناك مشاحنات بين البلدين.
في السنوات الماضية دخلت قطر على سبيل المثال مجال الاستثمار الرياضي بقوة، " فمؤسسة قطر للاستثمار الرياضي" تمتلك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي يرأسه رجل الأعمال " ناصر الخليفي، وكذلك مواطنه رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، الذي يمتلك نادي " ملقة" الإسباني، ومن الوارد أن يلمع في أعينهم الدوري المصري بعد مشاركة المنتخب في كأس العالم الماضية.
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]قناة بيراميدز وشراء الدوري المصري هل سيسمح للنادي الأهلي بشراء الدوري وماذا عن إحتكار كل النقاد للعمل في القناة هل سيؤثر على أراءهم التحليلية وهل عمل علي ماهر وإبراهيم حسن وشائعات عمل مجدي عبد الغني سيؤثر على المنافسة الشريفة وغلق قناة دي إم سي وعلاقة هذه القنوات بالمستثمرين العرب[/mks_pullquote]
ما أن انتقلت ملكية نادي بيراميدز إلى المستثمر السعودي، وتعامل الإعلام والشعب المصري مع النادي على أنه أمر واقع لا فرار منه، حتى شرع النادي في لفت الأنظار إليه، وبين ليلة وضحاها أُعلن عن اطلاق قناة فضائية تحمل نفس الاسم لتكون منصته الإعلامية التي تتحدث عنه كما هو الحال مع النادي الأهلي وقناته التي انطلقت نهاية عام 2008.
وفي يوم الخميس 2 أغسطس انطلقت القناة في ثاني أيام الموسم الجديد من الدوري المصري، وقد حصلت على حقوق بث مباريات ناديها كاملة في البطولة المحلية وكأس مصر، بالإضافة عشر مباريات في الدوري من اختيارها وخمس مباريات في الكأس، وأربع مواجهات للأهلي مع فرق أخرى منافسة، وحرصت القناة الوليدة على أن يكون لقاء حامل اللقب للنسخة الماضية مع وصيفه الإسماعيلي أول المباريات المذاعة لجذب أنظار جماهير الفريقين إليها.
أحدثت قناة " بيراميدز" جدلًا واسعًا منذ انطلاقها، وتساءل الجميع هل تجهيز استديوهات وشراء أو تأجير مقر للقناة، وتكوين فريق عمل كامل، واطلاق تردد فضائي عبر القمر الصناعي بهذه السهولة، ولو كان حقًا، لما لم يستطع نادي بحجم الزمالك على سبيل المثال اطلاق واحدة بدلًا من اللجوء إلى شراء أوقات في قنوات أخرى؟.
ظهر في الإعلان الدعائي للقناة عبر موقع " يوتيوب"، قامات إعلامية ومحللين رياضيين منهم المستقلين ومنهم من يتولى تدريب فرق منافسة للنادي في الدوري أمثال " على ماهر، والتوأم إبراهيم"، بالإضافة إلى رضا عبد العال، وحسام البدري المدير رئيس فريق العمل بالنادي، وحسن المستكاوي الذي تعرض لهجوم شديد لمجرد ظهوره وإعلانه الانضمام إلى فريق المحللين في القناة التابعة للنادي.
يبدو أن الهجوم كان قاسيًا على المستكاوي ليقرر بعدها الاعتذار عن العمل في القناة رغم ظهوره في "البرومو" الذي استخدمته القناة حتى بعد اعتذاره، وبرر رئيس مجلس إدارة نادي وادي دجلة أنه اعتقد أن القناة عامة كأي قناة رياضية، فهو عمل لفترة في الاستوديو التحليلي الخاص بـ dmc sports، وأن لا يجوز أن يجمع بين إدراته لدجلة، ويظهر في قناة تابعة لمنافسه.
انتقال أحمد عفيفي المذيع السابق في قناة dmc sports وزميله إبراهيم فايق للعمل في قناة " بيراميدز"، جعل الكثير يربط بين نشأة القناة الوليدة وغلق دي ام سي سبورت، لافساح المجال أمام الأولى لسد الفراغ الإعلامي في الحقل الرياضي، رغم تصريحات " هشام سليمان" رئيس شبكة dmc بأن غلق القناة جاء ترشيدًا للنفقات.
لم تقف الإثارة والغموض حول قناة " بيراميدز" عند شراء مباريات الأهلي بأثمان باهظة، أو تعيين محللين يدربون فرقًا منافسة فقط، بل زاد الأمر تعقيدًا حين انتشرت أنباء تشير إلى إمكانية انضمام " عصام عبد الفتاح" رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم، إلى فريق العمل بالقناة، وهو ما يؤثر سلبًا على المنافسة الشريفة، مما أعطى انطباعًا لدى متابعي الكرة في مصر أن هذا المستثمر لا يهدف إلى نهضة القطاع الرياضي وجذب المزيد من الاستثمارات.
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]هل الأفكار الحالية عن كرة القدم والقوانين والمؤسسات التي تديرها مناسبة للوضع الجديد أم نحن نحتاج الى منظومة جديدة لإدارة كرة القدم فكريا وأندية جماهيرة وتمويل وتوضيح الحقوق والواجبات[/mks_pullquote]
أصبحت كرة القدم صناعة عالمية ومجال عمل مُربح للغاية، لأسباب عديدة منها أنها الرياضة الأكثر شعبية في العالم كله، ويمكنها تحقيق ما لا تفعله السياسة، كأن تضعك في مصاف الدول الأعلى من الناحية الاقتصادية، فبلد مثل البرازيل مثلًا يعتمد في الأساس على هذه الصناعة وما يحيط بها من المواد الخام، والكوادر البشرية من لاعبين ومدربين، لذا نجد لاعب بحجم " نيمار" ورغم سنه الصغيرة إلا أنه أصبح أغلى لاعب في العالم بعد صفقة كلفت "مؤسسة قطر للاستثمار الرياضي" التي تملك نادي "باريس سان جيرمان" 222 مليون يورو.
ويؤكد " هاني عبد الصبور" الصحفي والمحلل الرياضي، أن المنظومة الحالية لكرة القدم في مصر لا تحتاج إلى تغيير وجوه وأسماء، إنما بحاجة إلى الرغبة في التطوير وفقاً لفكر يتناسب مع الظروف الجديدة التي طرأت على مجال كرة القدم، وأشار خلال حديثه إلى مهارة الإنسان المصري في ابتكار أفكارًا جديدة تصب في إطار مواكبة الاستثمار وعالم الاحتراف اللذان تشهدهما الكرة في العصر الحالي.
ويذكر أن من أحدث الطفرة في كرة القدم في دولة الإمارات وغيرها من دول الخليج، هم المصريون، ودول الخليج لا تنكر هذا، كذلك " محمود الجوهري" وتجربته مع منتخب " النشامى" والوصول بالأردن إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية عام 2004 في الصين للمرة الأولى في تاريخه، ولكن ما ينقصنا الآن هو العمل بروح الفريق والتعاون المشترك، من أجل هدف واحد فقط وهو إعلاء قيمة الكرة المصرية عاليًا بين الدول الأوروبية.
الخاتمة
سيظل نادي بيراميدز سواء نجح أم أخفق في تحقيق طموحاته نقطة تحول للرياضة المصرية وخاصة كرة القدم فهو ألقى بحجر في المياه الراكدة ولفت النظر إلى قيمة الكرة المصرية تمامًا كما فعلت روتانا في لفت النظر الى تراث السينما المصرية التي نحاول الآن أن نستعيده فهل يلحق بها الدوري المصري وأنديته ونستيقظ يومًا لنجد أن الدوري المصري أصبح اسمًا فقط؟
أسماء بدر