خلال شهر يوليو/تموز الماضي سيطرت قوات النظام السوري وحليفتها الروسية على كامل محافظة درعا جنوب سوريا (مهد الثورة السورية). يأتي ذلك رغم تحذي...
خلال شهر يوليو/تموز الماضي سيطرت قوات النظام السوري وحليفتها الروسية على كامل محافظة درعا جنوب سوريا (مهد الثورة السورية). يأتي ذلك رغم تحذير الولايات المتحدة الأمريكية للنظام وحلفائه من انتهاك اتفاق خفض التصعيد الذي تم الاتفاق عليه بين الرئيسين دونالد ترامب و”فلاديمير بوتين في فيتنام.
لم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات حاسمة ومناسبة لحماية حلفائها من قوات المعارضة السورية المعتدلة التي أشرفت بنفسها على تدريبها وتسليحها منذ منتصف عام 2013 رغم وعودها في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية بفعل ذلك. وقد أبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية “ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري”.
بداية تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم حلفائها من قوات المعارضة السورية بدأت قبل ذلك في الشمال السوري حين جمّدت إدارة الرئيس دونالد ترامب العام الماضي برنامج دعم المعارضة السورية نظراً “لانعدام جدوى هذا البرنامج وضخامته وخطورته” كما برر حينها الرئيس الأمريكي.
في مقابل الدعم الروسي والإيراني المطلق لقوات الأسد، والذي مكنها خلال العام الماضي من السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، خففت الولايات المتحدة من موقفها تجاه بقاء الأسد في السلطة. ونقلت مجلة نيويوركر الأمريكية في تقرير سابق لها عن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين اشارتهم إلى اختلاف توجهات الإدارة الأمريكية حول مصير بشار الأسد، وعدم ممانعتها بقائه بالسلطة حتى عام 2021. حيث تراجعت وتيرة المطالبات الأمريكية برحيل الأسد، وتطور هذا الموقف مع وقف تقديم الدعم العسكري واللوجيستي والمالي للمعارضة السورية السياسية منها والعسكرية.
وفي الشهر الماضي، علقت الولايات المتحدة الجمعة مساهمتها في مشاريع إحلال الاستقرار في سوريا، والتي كانت تقدر بـ 230 مليون دولار، وذلك بعد أن حصلت واشنطن على تعهدات من دول حليفة بالمساهمة في تلك المشاريع بمبلغ 300 مليون دولار. لم تكتفي واشنطن بهذا، بل سحبت قبل مدة أيضاً معظم مشاريعها الانسانية والتنموية (من بينها مشاريع مخصصة لدعم المجالس المحلية والاعلام والدفاع المدني) في مناطق سيطرة المعارضة رغم الحاجات الانسانية الملحة في هذه المناطق.
ومع إعادة سيطرة قبضته الأمنية على معظم أنحاء البلاد، تتوجه أنظار الأسد وقواته حالياً نحو الشرق، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الحليف الرئيسي لواشنطن على ما نسبته 28% من مساحة البلاد، وهي معظم المناطق التي استعادت السيطرة عليها من تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي.
وفي مقابلة صحفية مع قناة “روسيا اليوم” قال رئيس النظام السوري بشار الأسد” إن واشنطن تخسر أوراقها في سوريا، وإن الوضع يقترب من خط النهاية”. وأشار الأسد إلى أنّ “أعداء سوريا وخصومها في الغرب الذي تقودهم واشنطن يحاولون جعل نهاية الحرب أبعد مع كل تقدّم للجيش السوري”، واعتبر أن المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات قسد، وأنه سيتم التعامل معها عبر خيارين: المفاوضات أو القوة.
لمواجهة تخلي واشنطن عن دعمها، بدأت المعارضة السورية في التقرب والاعتماد على تركيا، حيث انضمت معظم الفصائل العسكرية للمعارضة السورية لغرفة عمليات غصن الزيتون التي شكلتها تركيا للسيطرة على عفرين قبل أشهر. وكشفت مصادر عن تلقى فصائل الجيش الحر العاملة في محافظة إدلب دعماً مالياً من قبل تركيا، كبديل عن برنامج الدعم الأميركي السابق. هذه الفصائل بدورها انضمت لغرفة عمليات “دحر الغزاة”. واشترطت تركيا تقسيم نشاط هذه الفصائل بين جبهات الريف الشرقي لإدلب ومنطقة عفرين للمشاركة في عملية غصن الزيتون.
تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها الأكراد ليس مستبعداُ أيضاً وفق مؤشرات سابقة. يدرك الأكراد كما يقول الصحفي السوري أنس العبد الله لمدونة مصدر سوريا أنّ واشنطن غير معنية بمطالبهم، وهو ما دفعهم للبحث عن مخرج من هذه الأزمة، لا سيما وأنّ اهتمام الإدارة الأمريكية الحالية مقتصر على قتال ما تبقى من قوات تنظيم داعش في سوريا، وبالتالي فإن انتهاء هذا الهدف سيتركهم عرضة لضغوط الأسد وروسيا.
في مارس/آذار الماضي، تركت واشنطن حلفائها الأكراد في مواجهة الهجوم التركي على مدينة عفرين السورية، كما عقدت اتفاقاُ أحادياً مع تركيا ينص على خروج قوات قسد من مدينة منبج شمال شرق البلاد. وفي العراق، غضت الولايات المتحدة الأمريكية الطرف عن هجوم القوات العراقية على إقليم كردستان العراق، إثر إعلان الاقليم نيته اجراء استفتاء حول الاستقلال عن حكومة بغداد، وذلك رغم الدور الكبير الذي لعبته القوات الكردية سابقاُ في قتال تنظيم داعش.
لمواجهة هذا الأمر، تحرك الأكراد من جانبهم لمفاوضة دمشق، وأرسلوا وفداً لزيارة مسؤولي النظام لأول مرة منذ عام 2011، واعترف الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” رياض درار في مقابلة مع وكالة رويترز أنّ عليهم حل المشكلة بأنفسهم مضيفاّ أنّ قوات قسد التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري لديهم ما يفاوضون عليه.
تسيطر قوات قسد على قرابة ربع مساحة سوريا وحقول النفط والثروات الزراعية التي تقع معظمها في المناطق التي تسيطر عليها بدعم من التحالف الدولي. يسعى النظام السوري لاستعادة سيطرته على حقول النفط من أجل تأمين احتياجاته.
وعلى الأرض، هناك مؤشرات على قرب انسحاب قوات قسد من بعض المناطق التي سيطرت عليها بالفعل لصالح قوات النظام، وأبرزها مدينة الرقة عاصمة تنظيم داعش السابقة في سوريا. وفي منتصف الشهر الماضي نشر موقع عنب بلدي السوري تقريراً أشار فيه إلى دلائل قرب عودة النظام إلى مدينة الرقة، التي فقدها قبل خمس سنوات، ومنها إزالة الكثير من صور وأعلام الأحزاب الكردية وشعاراتها، وتجهيز أماكن يقال إنها ستصبح مربعات أمنية تابعة للنظام، وهو الأمر الذي قوبل بمظاهرات من الأهالي.
ويدلل الصحفي العبد الله على ذلك بالمعطيات الميدانية على الأرض وتفوق النظام عسكرياً واستعادته مناطق واسعة من البلاد، وعودة مؤسسات الدولة لتعمل بشكل فاعل في مناطق سيطرة قوات قسد. على سبيل المثال تم تسليم سد الفرات لمهندسين أرسلهم النظام لإدارته.
وفي ظل العلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة ومطالبة أنقرة الدائمة بإبعاد قوات قسد عن حدودها، وتهديدها الدائم بعمل عسكري ضدها، فإن خيار تسليم الأكراد المناطق الحدودية لقوات النظام قد لا يكون مستبعداَ خاصة إن لم يمانع الطرف الأمريكي بهذا الطرح.
خلال سنوات الحرب الماضية عمل النظام والأكراد على تفادي أي معركة بينهما، لكنّ تغيّر الأوضاع الميدانية على الأرض وسيطرة كلاهما على المساحات الأكبر من البلاد، ووجود آبار النفط في المناطق الكردية، لن يترك الأمور على ما هي عليه. يهدد النظام باستمرار بعملية عسكرية ضد الأكراد في حال رفضهم تسليم مناطق سيطرتهم له. بالفعل وقعت معارك بين قوات النظام وقوات قسد في أبريل/نيسان الماضي في دير الزور الغنية بالنفط.
إن ما يمنع النظام من شن عملية عسكرية كبيرة ضد القوات الكردية هو التفاهمات الروسية الأمريكية. وفي حال غياب هذا التفاهم وعدم دعم واشنطن للأكراد، فإن المجال سيكون مفتوح لمثل هذه المعركة، خاصة في ظل إصرار الأكراد على التمتع بحكم ذاتي في مناطق سيطرتهم.
يطمح أكراد سوريا حالياُ لحكم لامركزي في المناطق التي يسيطرون عليها، لكنّ نظام الأسد يبدو أنه غير موافق على هذا الأمر. فقبل أيام قليلة فقط طرد مسؤولو النظام وفداُ من حزب الاتحاد الديمقراطي جاء لمناقشة الأمر، وأصدر مذكرات اعتقال بحق أعضاء الوفد، قبل أن تتدخل روسيا وتعيد الوفد وفق ما نقله موقع يكيتي ميديا الكردي.
مصير أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا يبدو أنه سيكون متشابهاً. فواشنطن يبدو أنها مصممة على التخلي عن جميع حلفائها في المعارضة السورية لصالح ما يتم الترويج له تحت مسمى “الحل الواقعي” في سوريا، والمتمثل في بقاء الأسد في السلطة.
حسام الجبلاوي
المصدر: مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط
http://www.achariricenter.org/washington-and-its-friends-in-syr-ar/
لم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات حاسمة ومناسبة لحماية حلفائها من قوات المعارضة السورية المعتدلة التي أشرفت بنفسها على تدريبها وتسليحها منذ منتصف عام 2013 رغم وعودها في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية بفعل ذلك. وقد أبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية “ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري”.
بداية تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم حلفائها من قوات المعارضة السورية بدأت قبل ذلك في الشمال السوري حين جمّدت إدارة الرئيس دونالد ترامب العام الماضي برنامج دعم المعارضة السورية نظراً “لانعدام جدوى هذا البرنامج وضخامته وخطورته” كما برر حينها الرئيس الأمريكي.
في مقابل الدعم الروسي والإيراني المطلق لقوات الأسد، والذي مكنها خلال العام الماضي من السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، خففت الولايات المتحدة من موقفها تجاه بقاء الأسد في السلطة. ونقلت مجلة نيويوركر الأمريكية في تقرير سابق لها عن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين اشارتهم إلى اختلاف توجهات الإدارة الأمريكية حول مصير بشار الأسد، وعدم ممانعتها بقائه بالسلطة حتى عام 2021. حيث تراجعت وتيرة المطالبات الأمريكية برحيل الأسد، وتطور هذا الموقف مع وقف تقديم الدعم العسكري واللوجيستي والمالي للمعارضة السورية السياسية منها والعسكرية.
وفي الشهر الماضي، علقت الولايات المتحدة الجمعة مساهمتها في مشاريع إحلال الاستقرار في سوريا، والتي كانت تقدر بـ 230 مليون دولار، وذلك بعد أن حصلت واشنطن على تعهدات من دول حليفة بالمساهمة في تلك المشاريع بمبلغ 300 مليون دولار. لم تكتفي واشنطن بهذا، بل سحبت قبل مدة أيضاً معظم مشاريعها الانسانية والتنموية (من بينها مشاريع مخصصة لدعم المجالس المحلية والاعلام والدفاع المدني) في مناطق سيطرة المعارضة رغم الحاجات الانسانية الملحة في هذه المناطق.
ومع إعادة سيطرة قبضته الأمنية على معظم أنحاء البلاد، تتوجه أنظار الأسد وقواته حالياً نحو الشرق، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الحليف الرئيسي لواشنطن على ما نسبته 28% من مساحة البلاد، وهي معظم المناطق التي استعادت السيطرة عليها من تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي.
وفي مقابلة صحفية مع قناة “روسيا اليوم” قال رئيس النظام السوري بشار الأسد” إن واشنطن تخسر أوراقها في سوريا، وإن الوضع يقترب من خط النهاية”. وأشار الأسد إلى أنّ “أعداء سوريا وخصومها في الغرب الذي تقودهم واشنطن يحاولون جعل نهاية الحرب أبعد مع كل تقدّم للجيش السوري”، واعتبر أن المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات قسد، وأنه سيتم التعامل معها عبر خيارين: المفاوضات أو القوة.
لمواجهة تخلي واشنطن عن دعمها، بدأت المعارضة السورية في التقرب والاعتماد على تركيا، حيث انضمت معظم الفصائل العسكرية للمعارضة السورية لغرفة عمليات غصن الزيتون التي شكلتها تركيا للسيطرة على عفرين قبل أشهر. وكشفت مصادر عن تلقى فصائل الجيش الحر العاملة في محافظة إدلب دعماً مالياً من قبل تركيا، كبديل عن برنامج الدعم الأميركي السابق. هذه الفصائل بدورها انضمت لغرفة عمليات “دحر الغزاة”. واشترطت تركيا تقسيم نشاط هذه الفصائل بين جبهات الريف الشرقي لإدلب ومنطقة عفرين للمشاركة في عملية غصن الزيتون.
تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها الأكراد ليس مستبعداُ أيضاً وفق مؤشرات سابقة. يدرك الأكراد كما يقول الصحفي السوري أنس العبد الله لمدونة مصدر سوريا أنّ واشنطن غير معنية بمطالبهم، وهو ما دفعهم للبحث عن مخرج من هذه الأزمة، لا سيما وأنّ اهتمام الإدارة الأمريكية الحالية مقتصر على قتال ما تبقى من قوات تنظيم داعش في سوريا، وبالتالي فإن انتهاء هذا الهدف سيتركهم عرضة لضغوط الأسد وروسيا.
في مارس/آذار الماضي، تركت واشنطن حلفائها الأكراد في مواجهة الهجوم التركي على مدينة عفرين السورية، كما عقدت اتفاقاُ أحادياً مع تركيا ينص على خروج قوات قسد من مدينة منبج شمال شرق البلاد. وفي العراق، غضت الولايات المتحدة الأمريكية الطرف عن هجوم القوات العراقية على إقليم كردستان العراق، إثر إعلان الاقليم نيته اجراء استفتاء حول الاستقلال عن حكومة بغداد، وذلك رغم الدور الكبير الذي لعبته القوات الكردية سابقاُ في قتال تنظيم داعش.
لمواجهة هذا الأمر، تحرك الأكراد من جانبهم لمفاوضة دمشق، وأرسلوا وفداً لزيارة مسؤولي النظام لأول مرة منذ عام 2011، واعترف الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” رياض درار في مقابلة مع وكالة رويترز أنّ عليهم حل المشكلة بأنفسهم مضيفاّ أنّ قوات قسد التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري لديهم ما يفاوضون عليه.
تسيطر قوات قسد على قرابة ربع مساحة سوريا وحقول النفط والثروات الزراعية التي تقع معظمها في المناطق التي تسيطر عليها بدعم من التحالف الدولي. يسعى النظام السوري لاستعادة سيطرته على حقول النفط من أجل تأمين احتياجاته.
وعلى الأرض، هناك مؤشرات على قرب انسحاب قوات قسد من بعض المناطق التي سيطرت عليها بالفعل لصالح قوات النظام، وأبرزها مدينة الرقة عاصمة تنظيم داعش السابقة في سوريا. وفي منتصف الشهر الماضي نشر موقع عنب بلدي السوري تقريراً أشار فيه إلى دلائل قرب عودة النظام إلى مدينة الرقة، التي فقدها قبل خمس سنوات، ومنها إزالة الكثير من صور وأعلام الأحزاب الكردية وشعاراتها، وتجهيز أماكن يقال إنها ستصبح مربعات أمنية تابعة للنظام، وهو الأمر الذي قوبل بمظاهرات من الأهالي.
ويدلل الصحفي العبد الله على ذلك بالمعطيات الميدانية على الأرض وتفوق النظام عسكرياً واستعادته مناطق واسعة من البلاد، وعودة مؤسسات الدولة لتعمل بشكل فاعل في مناطق سيطرة قوات قسد. على سبيل المثال تم تسليم سد الفرات لمهندسين أرسلهم النظام لإدارته.
وفي ظل العلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة ومطالبة أنقرة الدائمة بإبعاد قوات قسد عن حدودها، وتهديدها الدائم بعمل عسكري ضدها، فإن خيار تسليم الأكراد المناطق الحدودية لقوات النظام قد لا يكون مستبعداَ خاصة إن لم يمانع الطرف الأمريكي بهذا الطرح.
خلال سنوات الحرب الماضية عمل النظام والأكراد على تفادي أي معركة بينهما، لكنّ تغيّر الأوضاع الميدانية على الأرض وسيطرة كلاهما على المساحات الأكبر من البلاد، ووجود آبار النفط في المناطق الكردية، لن يترك الأمور على ما هي عليه. يهدد النظام باستمرار بعملية عسكرية ضد الأكراد في حال رفضهم تسليم مناطق سيطرتهم له. بالفعل وقعت معارك بين قوات النظام وقوات قسد في أبريل/نيسان الماضي في دير الزور الغنية بالنفط.
إن ما يمنع النظام من شن عملية عسكرية كبيرة ضد القوات الكردية هو التفاهمات الروسية الأمريكية. وفي حال غياب هذا التفاهم وعدم دعم واشنطن للأكراد، فإن المجال سيكون مفتوح لمثل هذه المعركة، خاصة في ظل إصرار الأكراد على التمتع بحكم ذاتي في مناطق سيطرتهم.
يطمح أكراد سوريا حالياُ لحكم لامركزي في المناطق التي يسيطرون عليها، لكنّ نظام الأسد يبدو أنه غير موافق على هذا الأمر. فقبل أيام قليلة فقط طرد مسؤولو النظام وفداُ من حزب الاتحاد الديمقراطي جاء لمناقشة الأمر، وأصدر مذكرات اعتقال بحق أعضاء الوفد، قبل أن تتدخل روسيا وتعيد الوفد وفق ما نقله موقع يكيتي ميديا الكردي.
مصير أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا يبدو أنه سيكون متشابهاً. فواشنطن يبدو أنها مصممة على التخلي عن جميع حلفائها في المعارضة السورية لصالح ما يتم الترويج له تحت مسمى “الحل الواقعي” في سوريا، والمتمثل في بقاء الأسد في السلطة.
حسام الجبلاوي
المصدر: مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط
http://www.achariricenter.org/washington-and-its-friends-in-syr-ar/