Archive Pages Design$type=blogging

السيسي .... وحروب الرِدّة

كان يوم إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية وفوز السيسي بإكتساح يقارب الإجماع هى لحظة الذروة لقوى العهد القديم  الحالمة بوهم إستعادة النظام الذي...

كان يوم إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية وفوز السيسي بإكتساح يقارب الإجماع هى لحظة الذروة لقوى العهد القديم  الحالمة بوهم إستعادة النظام الذي سقط في 25 يناير, وقتها كان السيسي في قمة شعبيته المصطنعه الذي ساهم تحالف قوى القديم في صنعها, صنع البطل الذي أنقذ مصر من حرب أهلية كما تم الترويج له.

طوال سنوات بعد ثورة يناير المجيدة حاولت هذه القوى أن تجهض آمال وطموحات الشعب فأظهرت العداء للثورة ودعمت حسين طنطاوي على أمل التخلص من الرأس للإبقاء على النظام. وعند فشلها تكتلت بكل قواها خلف أحمد شفيق ليكون رئيس الجمهورية لكن بدون أن تشعر جمعت كل أعدائها على هدف واحد هو إسقاطه بصرف النظر عن تناقضاتها التي إنفجرت بعد ذلك.

قامت هذه القوى بكل ماتستطيع لإفشال التجربة الوليدة ووضع العراقيل أمامها وظهر بسببها مصطلح (الدولة العميقة) الذي ذاع صيته بعد ذلك  وساعدها في ذلك قلة خبرة الجيل الجديد من الشباب ونفاق وإنتهازية الإخوان المسلمين والقوى السياسة القديمة الإسلامية والعلمانية.

ورغم مسيرة مصر الديموقراطية العرجاء لم يقبل الشعب بالعودة للوراء. فتأكدت هذه القوى القديمة أن المجاهرة بالعداء للتغيير لم تعد تصلح فكان لابد من التفكير بمبدأ (أذا لم تستطيع القضاء عليهم فإنضم لهم) فأصبحو بين ليلة وضحاها هم الأمناء على الثورة وشجعت هذه القوى (حركة تمرد) للثورة على الإخوان الذين أصبحوا مسخ من نظام مبارك. فإختبأت خلف الشباب المثالي المتحمس مطمئنة أنها القوى الوحيدة الحقيقية المنظمة على الأرض.

كان فوز السيسي بالرئاسة ودخوله القصر الجمهوري بمثابة الضوء الأخضر لهذه القوى لتظهر وجهها القبيح الحقيقي لتصفية الحساب مع قوى الثورة الشابة, فبدأت المكائد تحاك بداية من قانون التظاهر لإثارة الشباب المتحمس لوضعه في السجون بحجة الإخلال بالقانون رغم أن قانون التظاهر لم يطبق إلا على الشباب فقط ولم يطبق على غيرهم.

وتسابق الجميع في البرامج الرياضية بتشويه روابط الألتراس وتجريم الإنضمام إليهم ولم يراعوا المؤامرة التي أودت بحياة 72 من إعضائهم من الشباب الطاهر في مذبحة بورسعيد.

وزادت عمليات الإغتيال المعنوي بتسريب المكالمات المنسوبة إلي النشطاء ولم يعرف حتى الآن الجهة التي قامت بالتسريب وتملك الأدوات للتصنت على خطوط الهاتف حتى وصلت عمليات الإغتيال الى الإختفاء القصري والحبس الإحتياطي والأحكام المبالغ فيها.

الآن وبعد أربع سنوات من حكم الرئيس السيسي هل وصلت هذه القوى القديمة الى مبتغاها وهل حققت أهدافها. من ينظر الى المشهد الآن يرى العكس. فكيف حدث هذا, لماذا رغم كل حملات التشويه لازالت قوى الشباب نابضة بالحياة ورغم تلفيق التهم لعلاء عبد الفتاح وأحمد ماهر ودومة جاءت النتيجة عكسية فقد اصبحو رموزا وأيقونات لجيلهم. رغم التضييق الأمني العسكري على المجتمع إزداد الإرهاب، ولم تستطع الشرطة إستعادة سطوتها كما تمنى أحد قادتها (سيعود الشعب ليقبل أيادينا) بل ماحدث وبدون مبالغة أن الشرطة هى من تسعى الآن لأن تقبل يد الشعب حتى لاتفقد الحاضنة الحامية لها.

أما الزعيم أو خليفة عبد الناصر كما تم الترويج له لإثارة الحنين لدى الشعب، فهو في أضعف حالاته، فطوال أربع سنوات لم يشعر الشعب بأي أثر لتحسن معيشته أو تحقيق لوعد من وعوده والذي لم يقصر الشعب في دعمها كما حدث في مشروع قناة السويس الجديدة الذي جمع من خلالها أكثر من 74 مليار جنيه مصر في خلال شهر.

إكتشف الشعب  وهم أمال القصور الكبيرة التي بناها فوق كتف عبد الفتاح السيسي بسبب العجز والسياسة العنادية في إصرار السيسي على إظهار إنتماءه للقوى القديمة بإعادة تعيين كثير من رموز نظام مبارك في السلطة وظهوره العلني مع حسين طنطاوي الذي يحمله الشباب أخطاء المرحلة الإنتقالية وإستقباله كل رموز المرحلة القديمة والذين بدأوا في إحتلال الصدارة مرة آخرى وإلتفوا حوله، بدون مراعاة مشاعر الجيل الجديد الذين ضحوا بحياتهم من أجل التغيير.



 

ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وبعد فترة من تحقيقه الحلم الذي ذُكر له بأنه سيصبح رئيس الجمهورية وبعد تعوده على عسل السلطة بدأ السيسي يشعر بوخز إبر النحل من بيروقراطية وفساد، وجد دولة بدون فكر ولاتوجه قال عنها الأستاذ هيكل (دولة الفساد).

فقد السيسي شعبيته رويداً رويداً ولم تسعفه بلاغته ولا كلامه المعسول، فليس كل الشعب من النساء الذي يستطيع التعامل معهم ويتمنوا أن يكون الرئيس السيسي هو ( بابا عبد الفتاح السيسي) كما قال في شرم الشيخ.

ساهمت قلة خبرة السيسي بالشئون السياسية وفشل بطانته نتيجة سوء الإختيار والإصرار على القديم، فلم يستطع ان يحدد رؤية للنظام فأصبح يتعامل بسياسة رد الفعل ويدير البلاد بأسلوب اليوم بيومه فعندما تتحسن الأمور المالية تظهر إستقلالية القرار ويصيح الجميع (لن نركع أو نخضع) وفي اليوم التالي يحدث العكس ونتجه الى طريق الخضوع المذل كما حدث في قضية تيران وصنافير والإذعان للمطالب السعودية السياسية والجغرافية وكما حدث في قضية السياحة الروسية المرهونة بتنازلات سياسية سيادية.

فقد السيسي الحلفاء تباعاً بسبب السياسة الإنتهازية الشبيهة بسياسة بائع البزار السياحي أو سمسار البورصة فتغيرت التوجهات السياسية وفقا لأسعار الدولار في البورصات العالمية.

أصبح السيسي وحيداً وضعيفاً وزاد من ضعفه إعفاء نسيبة المفاجئ من منصبه الهام (رئيس أركان القوات المسلحة) فكانت إشارة على أن التهديد أصبح أقرب إليه من حبل الوريد وأن الكل لم يعد موثوق في ولائهم له.

إنقضت الجوارح داخليا وخارجيا على السيسي فمن خالد علي والقوى الثورية التي تقف خلفه وتؤازه مروراً بالقوى الخارجية وعلى رأسها تركيا التي إعلن عن إكتشاف والقبض على شبكة من الجواسيس المتعاونين معها الى قطر المتحفذة للإنقضاض عليه بإمكاناتها المادية المسخرة عالمياً للنيل منه. نهاية بأحمد شفيق حليف الأمس ضد الإخوان والذي ينبئ ترشحة أن هناك إنقلاباً داخل القصر وصراع في التحالف القديم الذي وقف خلف السيسي طوال أربع سنوات.

لماذا لم ينجح التحالف القديم في تكريس إنتصاره والبناء عليه في طريقه لإستعادة النظام القديم حسب ماكان يتمنى تأسيا  وتقليدا لما حدث بعد إحتجاجات عام 1968 الشهيرة التى فجرتها كارثة وهزيمة 1967.

لماذا لم يتحقق الأمل والمراد في تكرار ماحدث هل السبب هو الفرق بين جمال عبد الناصر وعبد الفتاح السيسي أم أن السبب هو النظام وليس الحاكم أم الإختلاف في البطانة أو القصور في التفكير والسياسة. بالتأكيد هناك أسباب وجيهة وهى ماسوف نحاول توضيحها بعد هذه المقدمة الطويلة.

 

أركان النظام

أن  تحكم بلد فلابد أن تحكمه بنظام وليس بالقوة العسكرية أو كاريزما الزعيم. فكل نظام لابد له من ركائز و قواعد يرتكز عليها و مكونات فكرية ومادية وأدوات يتحكم بها, تماماً كما ذُكر عن الإسلام أنه بنى على خمس. فما هى ركائز النظام الشمولي الذي ظل يحكم مصر طوال 60 عاماً ويحاول الآن العودة, هل لازالت موجودة أم تهالكت وأصبحت أثر بعد عين.


 

قواعد النظام الشمولي

يرتكز النظام الشمولي أو الإستبدادي وفقاً لأي مسميات على ركائز متعددة أولها مدى تقبل الشعب لهذا الفكر والأرضية الإجتماعية الحاضنة له, فمن المعروف بدأً من التاريخ القديم أن المجتمعات تنتقل من مرحلة الديمقراطية أو الليبرالية وهي حكم الشعب وتكون فيها الفكرة هى الجامعة للمجتمع من خلال مشروع إجتماعي متوافَق عليه (سواء كان ديني أو بشري) ويعمل داخل هذا المشروع الشعب ويكون منظم لنشاطاته.

[mks_pullquote align="right" width="750" size="14" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]

لذلك فالقاعدة التاريخية العامة هى أنه عندما ينقلب الناس على الليبرالية تنشأ الديكتاتورية والعكس صحيح عندما ينقلب الناس على الديكتاتورية تنشأ الليبرالية. لذلك في مصر الآن وبعد 60 عام من الديكتاتورية لن تقبل باي حال من الأحوال الأجيال الجديدة أن يُبنى نظام ديكتاتوري على أنقاض نظام ديكتاتوري منهار. لذلك فإن الحاضنة الإجتماعية للفكر الشمولي غير موجودة.[/mks_pullquote]

 

ينتقل بعدها الشعب الى مرحلة الشمولية أو الديكتاتورية والتي يكون الأساس فيها هو الدولة والحكم على رأسها الحاكم القائد الزعيم الملهم. يتحول الشعب لهذه الفكرة المعاكسة بسبب أن المشروع الإجتماعي الذي يحكم المجتمع يصاب بالتفسخ والفوضى نتيجة تسلق أصحاب المصالح بنيان المجتمع وتغلبهم على أصحاب المبادئ فيبدأ الخلاف وتتقدم المطامع على المبادئ تبدأ الصراعات فتنتشر الفوضى. ينقلب المجتمع على كل هذه الإضطرابات وينشد النظام والإستقرار والسلام الإجتماعي ويطالب بعودة هيبة الدولة، هنا يتقدم الزعيم الذي يقضى على كل هذه الفوضى ليبدأ عصر الشمولية أو شعار الدولة أولاً.

بدأ هذا التحول منذ الفوضى التى أصابت مصر زمن إخناتون وإنقلاب قائد الجيش حورمحب عليه وتأسيس دولة الرعامسة (الدولة الشمولية الأولى في التاريخ) التي أفرزت رمسيس الثاني (فرعون موسى) وقصته التي نقرأها في القرآن وتجسد عناصر الدولة الشمولية الإستبدادية التي نراها أمام أعينا حتى الآن بل نقتبس آيات القرآن حولها عندما نشير إليها.

تكررت الفكرة مرات عديدة مع شعوب مختلفة وقادة عديدين في أزمنة وأماكن في كل العالم، مع يوليوس قيصر في روما في الزمن القديم وحتى حديثا مع هتلر وموسوليني ولينين مروراً بصلاح الدين الأيوبي والدولة العثمانية في القرون الوسطى.

لذلك فالقاعدة التاريخية العامة هى أنه عندما ينقلب الناس على الليبرالية تنشأ الديكتاتورية والعكس صحيح عندما ينقلب الناس على الديكتاتورية تنشأ الليبرالية. لذلك في مصر الآن وبعد 60 عام من الديكتاتورية لن تقبل باي حال من الأحوال الأجيال الجديدة أن يُبنى نظام ديكتاتوري على أنقاض نظام ديكتاتوري منهار. لذلك فإن الحاضنة الإجتماعية للفكر الشمولي غير موجودة.

قد يقول البعض وما الداعي للتأييد الشعبي والحاضنة الإجتماعية فيكفي الجيش وأدوات السلطة. لكن حتى هذه الأدوات لم تعد موجودة. ولتوضيح ذلك لأبد أن نعرف أن الأنظمة الشمولية ترتكز في الأساس على قاعدتين مهمتين يمثلان العمود الفقري للنظام.

 

القاعدة الأولى

القاعدة الأولى هى الفكرة أو الأيدولوجيا أو الهدف الذي يجتمع حوله الشعب وتشكل أساس التنظيم السياسي الوحيد في الدولة ويرأسه الزعيم القائد رمز الدولة، مثال الفكرة الشيوعية أو النازية أو الناصرية أو حتى فكرة الخلافة مثل الإخوان المسلمين أو ولاية الفقيه.

تترجم هذه الفكرة الى تنظيم مثل الحزب النازي أو الشيوعي أو الإتحاد الإشتراكي أو حزب البعث السوري وحتى في التنظيمات الشمولية مثل الإخوان المسلمين أو شباب الكنيسة القبطية أو حزب الله اللبناني.

هذا التنظيم يجمع المجتمع كله داخله فتصبح الدولة أكبر من الشعب وحاضنة له فتكون الدولة هى الشعب والشعب هو الدولة ومن يخرج على الدولة فهو يخرج عن الشعب وبالتالي عن البلد بأكملها.

لكن هذه الفكرة أو الأيدلوجيا لم تعد موجودة من زمن بعيد بعد عبد الناصر, فالإتحاد الإشتراكي أصبح إتحاد لاعلاقة له بالإشتراكية وتحول إسمه الى الحزب الوطني  وأصبح ملتقى لأصحاب المصالح مغلف بشيء من الفكر المبهم الغير مفهوم للإستهلاك الجماهيري. وظل الحرس القديم يتحكم بدفة الحزب حتى كشفت تحالفات أصحاب المصالح عن نفسها مع قدوم جمال مبارك للحزب وإنشاء لجنة السياسات والتخلص من الحرس القديم مثل صفوت الشريف وكمال الشاذلي وظهور طبقة رجال الأعمال ممسكين بمقاليد الأمور مثل أحمد عز ومحمد ابو العنين وعائلة منصور وغيرهم، لذلك بعد سقوط مبارك إنهار الحزب ولم تشفع محاولات حسين طنطاوي إيقاف الحزب على قدميه لأن الحزب كان قد مات من داخله من زمن بعيد وكانت الثورة إعلان الوفاة الرسمية له. حتى محاولات إنشاء بديل مثل تنظيم دعم مصر وتحالفاته لم تصلح لأنه ليس هناك رابط فكري ومعنوي يجمع بينهم ففقد النظام قاعدته الأولى.



 

حسناً إذا لم نستطع أن نبني تنظيم على فكر أو أيدولوجيا يتبقى لنا أن نبني تنظيم حول القائد مثلما فعل جمال عبد الناصر سابقأ.

هذا منطق سليم في النظام الشمولي، فمن المعروف أن النظام الشمولي يأتي على رأسه الزعيم الذي تتمحور حوله الدولة مثل مصر السادات ، سوريا حافظ الأسد ، مصر مبارك أوحتى مقولة رودلف هيس ( ألمانيا هى هتلر وهتلر هو ألمانيا). فيتحول الزعيم الذي تتجسد فيه كل الصفات الخارقة الحقيقية والأغلب مصطنعة الى صنم أو قديس أو أحد أولياء الله الصالحين وله كرامات ودراويش فالمطلوب من الزعيم أن يُغيّب العقل ويغلّب العاطفة مثلما حدث مع عبد الناصر وتجسدت هذه المشاعر في الأغاني التي ظهرت في الستينات. فيتحول الشعب الى قطيع يسير خلف القائد بدون تفكير حتى الى الهزيمة كما حدث في هزيمة 1967 وكما دمرت ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بسبب الفوهرر هتلر.

فهل عبد الفتاح السيسي هو هذا الزعيم كما تم الترويج له في البدء عندما كانت توضع صورة عبد الناصر في خلفية الإعلانات المؤيدة له.

في البدء لكي نحدد هذا علينا أولا أن نعرف لكي يكون هناك زعيم لابد أن يكون هناك تابعين مؤمنين بفكرة الزعيم الملهم. لكن هذه الفكرة إنهارت بعد ثورة الشعب على مبارك وإسقاطه. حدث هذا بسبب أن الدولة في السابق قامت بتشجيع الشعب على الإعتماد على الذات والتفكير بعيد عن الدولة رغبة منها في أن تزيح عن كاهلها عبء تحمل مسئولياتها الإجتماعية والإقتصادية. لكن لايمكن أن تجعل الشعب يفكر بإستقلالية وحرية إقتصادياً فقط وتجعله تابعاً فكرياً وسياسياً فالحرية لاتجزأ. كانت النتيجة أن ظهر جيل من الشباب فكر بإستقلالية في كل المجالات السياسية والإجتماعية والفنية وبدأ هذا الإستقلال في رفض الإنصياع لما هو قائم وأصبح كل فرد مستقل في التفكير ومعتد بأرائه وظهرت الاراء المتعددة والتيارات الفكرية ونتج عن هذا سقوط فكرة القطيع والرئيس الملهم الذي يعرف كل شئ ( لا رأي لكم إلا ماأرى وأنا ربكم الأعلى). لذلك عندما أرادت القوى القديمة إستعادة صورة الرئيس القديمة المهيبة لم تفلح رغم شعبية السيسي الكاسحة بعد 30 يونيو وأثار هذا إستغراب الجميع ولكن كل شئ له أسبابه.

لابد أن نعلم أن الشعبية ليست هى من تصنع الزعامة فالرئيس الأمريكي جون كنيدي كان ولازال أشهر رئيس في تاريخ أمريكا الحديث لكن عندما نتحدث عن الزعامة فهى تنتقل الى مارتن لوثر كينج زعيم السود في أميركا. فلماذا

الزعيم هو الشخص الذي أو التي يتجسد فيه الهدف الذي تجمع عليه الأمة وتتجمع حوله الجماهير, فجمال عبد الناصر تجسدت فيه فكرة الإستقلال الوطني، وغاندي تجسدت فيه فكرة المقاومة السلبية ونلسون مانديلا تجسدت فيه فكرة مقاومة الفصل العنصري. فلكى توجد زعيم عليك أن تبحث عن فكرة يجسدها شخص كما حدث بصورة باهتة مع أنور السادات بطل العبور الذي إستعاد الكرامة وحسنى مبارك صاحب الضربة الجوية التي فتحت الباب لنصر أكتوبرز

فما هى الفكرة التي يجسدها عبد الفتاح السيسي ويجتمع عليها الشعب. حتى نجد هذه الفكرة سيظل رئيس جمهورية فقط ولو كان جماهيريتة تفوق جماهيرية على عبد الناصر.

لذلك في كل الأحوال فقد النظام الشمولي قاعدته الفكرية التنظيمية على مستوى الزعيم ومستوى التنظيم ولايمكن إعادة بناءهما.

[caption id="attachment_8035" align="aligncenter" width="700"] عبد الناصر والجماهير في سوريا[/caption]

 

القاعدة الثانية

القاعدة الثانية للحكم الشمولي هو الجيش كأكبر قوة مسلحة في المجتمع. وخلاف لكل التوقعات لايمكن لأي جيش في العالم حكم دولة، فلكي تحكم لابد لك من فكر وذراع سياسي، والجيش لايملك أي منهما. فالجيش هو ذراع الدولة أو بتشبيه أدق عضلات الدولة, والعضلات تحتاج فكر وإرادة لكي تحركها وتوجهها وإلا كانت مثل المثل الشهير (الطوبجي الأعمى) فالجيش يسطيع أن يدمر مبنى أو مدينة أو حتى بلد مثل مافعل الجيش الأمريكي في العراق ولكن لايستطيع أن يبني دولة أو نظام دولة، حتى أن التوجيه الإستراتيجي للجيش الذي يكتبه ويحدد فيه أهداف العمل العسكري يكتبه المدينيين، ويؤكد هذا الفترة المضطربة التي مرت بها مصر تحت حكم المجلس العسكري وإقتنع فيها العسكر بإستحالة الإستمرار وقرّروا أخيراً تسليم الحكم للمدنيين ويكتفوا بأن يحركوا الأمور من خلف الستار.

لكي تحرك الأمور من خلف الستار تحتاج واجهة سياسية ولكن هذه الواجهة التي حاول الجيش أن يوجدها بعد الثورة بداية من تحالفه مع حزب الوفد في حكومة السلمي وبعد ذلك تحالف الكراهية الذي تشكل مع الإخوان المسلمين, كلها باءت بالفشل.

[mks_pullquote align="right" width="750" size="14" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]

خلاف لكل التوقعات لايمكن لأي جيش في العالم حكم دولة، فلكي تحكم لابد لك من فكر وذراع سياسي، والجيش لايملك أي منهما. فالجيش هو ذراع الدولة أو بتشبيه أدق عضلات الدولة, والعضلات تحتاج فكر وإرادة لكي تحركها وتوجهها[/mks_pullquote]

 

وبعد إنتخاب السيسي حاول العواجيز من مخلفات النظام السابق تقديم أنفسهم كبديل للحزب الوطني في صورة  تحالف دعم مصر وأحزاب لايسمع عنها أحد ولكن المحاولة لم يكتب لها النجاح وأصبحت مسخ للحزب القديم بسبب أنهم أصحاب مصالح لايتفقون على مبدأ وغير مستعدين للعطاء بل كل منهم يريد الأخذ فقط وتحقيق أهدافه الخاصة.

حتى المحاولات التي إستُخدم فيها الشباب مثل حركة تمرد وبعدها البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب وأخيراً مؤتمرات الشباب، فشلت من كافة الأوجه لأنها إفتقدت الفكر المتسق بين القديم والجديد، فلا يمكن التلاقي بين الماضي والمستقبل.

لم يقتصر هذا الفشل على محاولات السلطة بل تعداها الى المعارضة أيضا, ونموذج حزب مصر القوية لعبد المنعم أبو الفتوح وحزب حمدين صباحي ماثلين للعيان.

يتبقى أن الجيش لايمكن في الأوضاع الحالية الداخلية والخارجية أن يواجه التحديات على جبهتين. الجبهة الداخلية في دعم هياكل متهالكة تخطاها الزمن ونخر فيها سوس الفساد فأصبحت عبء عليه ولم تعد داعمة له وهو في أشد الحاجة لهذا الدعم بل أصبحت تسحب من رصيده الشعبي مما جعله يتدخل في أمور تشتت تفكيره مثل إقامة المنشأت وإصدار بطاقات التموين وحتى إنتاج لبن الأطفال.

[caption id="attachment_8031" align="aligncenter" width="800"] الجيش المصري ينتشر في سيناء[/caption]

 

والجبهة الأكثر خطورة الآن هى الجبهة الخارجية التي تراجع تأثير مصر فيها تراجع خطير بل أصبحت تؤثر عل مصر داخلياً في كما في الشرق في سيناء والغرب من ليبيا، وكان أداء الجيش المشغول بالشأن الداخلي مخيب للأمال حتى الآن ويُظهر أنه فقد المبادرة وهو ماشعر به الجميع خارجيا فلم يعد أحد يأخذ تحزيرات السلطة المصرية مأخذ الجد مثل تصريح رئيس وزراء أثيوبيا عن عدم تخوفة من التدخل العسكري في مشكلة سد النهضة بسبب إنشغال الجيش المصري بالإرهاب في سيناء، هذا الإنشغال ليس مع جيش آخر بل مع بضع ألآف من المتطرفين.

[caption id="attachment_8034" align="aligncenter" width="800"] الجيش يعتقل مشتبه بهم في سيناء[/caption]



ادوات النظام الشمولي

لقمة العيش

لم يفقد النظام الشمولي القديم قواعده فقط بل فقد أيضاً أدواته. فأدوات النظام التي كان يستخدمها في السيطرة على المجتمع وتوجيهه لما يريد وهى لقمة العيش أي الإقتصاد عن طريق السيطرة على كل وسائل الإنتاج من خلال القطاع العام والتأميم الذي طال كل شئ، والفكر عن طريق السيطرة على كل مؤسسات الفكر والإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، وإذا كان هناك مايستحق يتسرب من تلك الكماشة فهناك عصا السلطة ممثلة في أجهزة القمع أو مايطلق عليها تلطفاً أجهزة الشرطة.

بالنسبة للإقتصاد فمنذ تبني النظام للرأسمالية المتوحشة بداية التسعينات، إنتهت سيطرة الدولة على الإقتصاد من خلال القطاع العام الذي كان طوال 30 عاما منذ قرارات التأميم هو المهيمن على نشاط المجتمع الإقتصادي بداية من المؤسسات الصناعية الضخمة مثل الحديد والصلب وصناعة النسيج والسكر والألمونيوم وحتى جهاز الفول والطعمية الشهير أيام السادات.

ورغم المحاولات الخجولة لتطوير القطاع العام وإدخال المشاريع الإستثمارية وكذلك المشاريع المشتركة مع الجهات الخارجية خاصة في قطاع البترول, ظل القطاع الأكبر من الإقتصاد تحت سيطرة الدولة.

مع مشاريع الخصخصة التي شهدت أكبر مزاد لبيع مؤسسات الدولة الإقتصادية ومصدرها الأساسي للدخل والذي يساهم في تغطية تكاليف الأعباء الإجتماعية التي إلتزمت بها الدولة تجاه الشعب. إنتقل النشاط الإقتصادي وموارده وأرباحه الى أيدي المجتمع والأفراد سواء إقتصاد علني أو إقتصاد سري، حتى أصبح الإقتصاد الذي تملكه الدولة لايتعدى 25% من حجم الإقتصاد الكلي وهذه النسبة ترزح تحت بيروقراطية فاسدة.

نتيجة لهذا لم تعد الدولة تتحكم في لقمة العيش للمجتمع بعد ماكانت تهدد كل من يخالفها من العاملين لديها بالطرد من الوظيفة في مؤسساتها فيصبح مشرد لاعائل أو مصدر رزق له. بل أصبح المجتمع هو من يضغط على النظام بالتهديد بالإضراب أو التلاعب في السوق فلم تعد الدولة تجد سبيل إلا الإنصياع لطلبات الشركات ورجال الأعمال وجماعات الضغط التي بدأت في التشكل وخير مثال هو إضرابات عمال المحلة المتكررة وحتى رابطة منتجي الدجاج والبيض.

[caption id="attachment_8036" align="aligncenter" width="800"] إضراب عمال المحلة[/caption]

 

الفكر

أما بالنسبة للسيطرة على مؤسسات الفكر والإعلام فكانت التكنولوجيا كفيلة بالقضاء على هذه السيطرة، فمنذ تأميم المؤسسات الصحفية مثل الأهرام والأخبار وإنشاء غيرها مثل الجمهورية وغيرها من الصحف والمجلات كذلك إنشاء الإذاعات والتلفزيون، كان النظام الشمولي يتحكم في كل مايقال ويكتب ويشاهد لتوجيه الشعب لما يريد حتى أن وزارة الإعلام كان إسمها وزارة الإرشاد القومي. في تلك الأيام كانت وسائل الإعلام محكومة بالجغرافيا وكانت كالجزر المنعزلة ولم تكن هناك وسائل فعالة في التواصل بين الشعوب ماعدا المحطات الإذاعية السهل التشويش عليها.

مع ظهور الإرسال الفضائي في التسعينات وبدايات الأقمار الصناعية التي ترسل الإرسال التلفزيوني للمنازل مباشرة بدون محطات أرضية تتحكم بها الدول ورغم المبالغ المالية الطائلة التي كانت تدفع أنذاك لتركيب الصحون اللاقطة (الدش) أصبح منظر الأطباق المنتشر على أسطح المنازل مألوفاً، لم يستطيع النظام الوقوف أمام التطور التكنولوجي بل شجعة خاصة بعد إطلاق القمر المصري نايل سات فبدأت حبات العقد في الإنفراط ولم يعد النظام هو اللاعب الوحيد في الساحة الجديدة فدخل لاعبين جدد بأدوات أحدث للساحة. بدأت أولاً قناة الجزيرة من قطر وتبعتها قناة العربية السعودية التوجه وقناة سكان نيوز الإماراتية. مع التقدم التكنولوجي اكثر الذي أدى الى تخيفض تكاليف المحطات إنتقل إنشاء المحطات من الدول والمؤسسات الى الأفراد ومن الخليج الى مصر بداية بقناة دريم وقناة المحور ونهاية بطيف عريض من القنوات المتخصصة المملوكة لرجال الأعمال وأصحاب المصالح, وتوارى الإعلام الحكومي الى دائرة النسيان حتى أن الحكومة ورموزها لم تعد تتعامل معه وتفضل التعامل مع القنوات الخاصة الأكثر جاذبية وبدأ أصحاب المحطات الضغط على النظام لتحقيق مصالحهم وإبتزازه.

[caption id="attachment_8037" align="aligncenter" width="800"] وزيرة الإستثمار في قناة خاصة[/caption]

 

ودخلت الإنترنت مصر فإنتقلت صناعة الإعلام من رجال الأعمال الى المواطن العادي وأصبحت القنوات تنقل من الأخبار والأحداث المواقع الشخصية وبقى في الإمكان لأي شخص يحمل تليفون بكاميرا ومتصل بالإنترنت أن يتحول الى مراسل ومحطة إعلامية متنقلة فأصبح تأثير الأفراد على الإنترنت أقوى من أي مؤسسة إعلامية وظهر هذا جلياً أثناء ثورة 25 يناير عندما دخل الإعلام الجديد في صراع مع المؤسسات الإعلامية القديمة وإنتصر عليها. وإنتقل هذا الصراع بين الجيل القديم والجديد الى نقابة الصحفيين وشاهد الجميع كيف تكتلت المؤسسات والشخصيات القديمة لإيصال مرشحهم ومرشح الدولة لمنصب نقيب الصحفيين ولكنه إنتصار قد يكون الأخير ولأحد يعلم الى متى ستظل النقابة صامدة امام قوى التغيير.

[caption id="attachment_8039" align="aligncenter" width="800"] بتليفون وإنترنت تصبح مراسل إعلامي[/caption]

 

السلاح الأخير في يد النظام

مع تهالك أدوات النظام الشمولي جميعا لم يتبقى له إلأ الترهيب بأدوات القمع وهو الملاذ الأخير الذي لجأ اليه النظام، فأعطى صلاحيات واسعة لأجهزة الشرطة تحت مظلة قانون الطوارئ وبحجة مقاومة الإرهاب لتعيث هذه الأجهزة فسادأ في المجتمع. لكن سلاح القمع من كثرة إستخدامة لم يعد يخيف أحد، فالرعونة في إستخدام القوة المفرطة وعدم التفرقة بين الصالح والطالح أوصلت الشعب الى حالة اليأس، فأصبح الشعب بالتعبير الدارج (فاقد لايهمه أحد) ولسان حالة يقول (ضربوا الأعور على عينه قال خربانة). فاليأس يمكن أن يجعل المرء مستسلماً ولكن بالنسبة للشعب المصري يحفزه على التحرك فكان العنف الذي يُمارس من الشرطة والقمع المبالغ فيه هو الشرارة التي أطلقت ثورة 25 يناير.

والآن بعد الثورة وبعد ماقامت به من عنف ضد الشرطة وأجهزة القمع كرد فعل للعنف الذي وقع عليها سابقاً, أصبحت هذه الأجهزة تخاف من الشعب أكثر من إخافتها له خاصة بعد تحميلها كل الذنب في وقوع الثورة فلم تعد تجد من يحمي ظهرها فأصبحت تفكر أكثر من مرة عند إستخدامها القمع وتحاول بقدر المستطاع عدم إثارة غضب الشعب فيتكرر ماحدث لها سابقاً وهذا الموقف الجديد هو ماعبر عنه أحد قيادات الشرطة قبل إستقالته بقوله ( العملية بقت دبح من الرقبة وأنا أريد أن أموت وسط أولادي).

لذلك أصبحت الدولة تلوح بسلاح القمع وأيديها مرتعشة وعند ظهور أي بادرة على غضب شعبي لاتجد للشرطة أثر في الشارع بدعوى عدم إثارة المحتجين كما حدث في أحداث النوبة وإحتجاجات الشعب على شائعة تخيفض عدد الأرغفة وكما تم حصار نقابة الصحفيين بالشرطة العسكرية بدلاً من قوات الأمن التي إشتبكت في السابق مع المحتجين أمام النقابة في قضية تيران وصنافير.

[caption id="attachment_8032" align="aligncenter" width="800"] إحتجاجات الصحفيين ضد التنازل عن تيران وصنافير[/caption]

 

خاتمة

منذ أسلم المجتمع زمام أموره للسلطة وجمال عبد الناصر بعد ثورة 1952 وإرتضى أن يتحول الى قطيع من الخراف لم يواجه النظام الشمولي تحدي لوجوده كما حدث بعد ثورة 25 يناير. فالنظام الشمولي الذي ظل يحكم طوال 60 عام يحارب معركته الأخيرة أمام مجتمع أنتفض وأراد إسترداد إرادته وحقه في توجيه حياته ومصالحه كما يريد هو وليس أحد غيره.

لكن ذهاب القديم لن يكون بالسهل أو الهين، فسوف يحاول جاهداً البقاء لكنه لايحارب هذه المرة افراد بل يحارب أيضاً الزمن.

[mks_pullquote align="right" width="750" size="14" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]

منذ أسلم المجتمع زمام أموره للسلطة وجمال عبد الناصر بعد ثورة 1952 وإرتضى أن يتحول الى قطيع من الخراف لم يواجه النظام الشمولي تحدي لوجوده كما حدث بعد ثورة 25 يناير.[/mks_pullquote]

 

ولعدم إطالة أمد الصراع وإنهاءه في أقصر فترة ممكنة لابد للمجتمع الجديد أن يبلور إرادته ورغباته وأفكارة الى واقع مادي على الأرض من خلال تجسيد هذه الأفكار الى تنظيمات وبناء ودعم أفراد يؤمنون بتحقيق أماله وطموحاته مثلما أنتجت ثورة 1919 طلعت حرب في الإقتصاد وحزب الوفد في السياسة وغيرهم من مؤسسات وأفراد في كل المجالات مالايعد ولايحصى دشنت بهم الثورة عصر التنوير والتقدم.

[mks_pullquote align="right" width="750" size="14" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]

ما يحدث الآن في مصر ليس بشئ جديد أو مختلف عن سابقيه، فهو يحدث منذ بدء الخليقة كناموس في كل العصور عند حدوث تحول إجتماعي بعد أي ثورة. حدث هذا في صدر الإسلام، فبعد وفاة الرسول محمد صلعم حاولت قوى المجتمع القديمة في الجزيرة العربية إستعادة مكانتها التي فقدتها بسبب الدين الجديد فقامت بالعصيان المسلح الذي عرف بحروب الردة.[/mks_pullquote]

 

من هنا جاءت فكرة عنوان المقالة، فقد يقول أحدهم ماعلاقة عبد الفتاح السيسي بحروب الردة في عصور الإسلام الأولى، لكن التشابه واضح للجميع فما يحدث الآن في مصر ليس بشئ جديد أو مختلف عن سابقيه، فهو يحدث منذ بدء الخليقة كناموس في كل العصور عند حدوث تحول إجتماعي بعد أي ثورة. حدث هذا في صدر الإسلام، فبعد وفاة الرسول محمد صلعم حاولت قوى المجتمع القديمة في الجزيرة العربية إستعادة مكانتها التي فقدتها بسبب الدين الجديد فقامت بالعصيان المسلح الذي عرف بحروب الردة, تماماً كما يحدث الآن مع قوى وتحالفات المجتمع القديم الذي يقف خلف عبد الفتاح السيسي، لكن مصيرها سيكون كمصير حروب الردة التي فشلت في مسعاها لكن كان لها الفضل في تنقية وفرز كيان المجتمع الجديد وتنقيته من المنافقين والمتلونين وصقل الصادقين في مبادئهم.

وفي النهاية لن تستطيع هذه القوى الأفلة إلا أن ترفع الراية البيضاء أمام المستقبل ليبدأ مشروع إجتماعي جديد يضخ دماء شابة في شرايين المجتمع لينشئ دولته الجديدة ومستقبل جديد أرجو أن يكون مشرق وأفضل من القديم

 

الكاتب

المهندس حازم الأشهب
مهندس متخصص في تحليل وتصميم النظم ويطبق مبادئ هذا العلم على القضايا والمشاكل الإجتماعية

التعليقات

الاسم

أتاتورك أحياء إختراع أدوية إذاعة أرامكو أردوغان أسبانيا إستاكوزا إسرائيل أسلحة إصابات إعلام أفريقيا أقباط إقتصاد إكتشاف أكراد الأباء الإباحية الإبتكار الأبراج الأبناء الإتحاد الأوربي الأثرياء الأجانب الإجهاض الأحزاب الأخبار الأخوان الإخوان الأديان الأردن الأرض الإرهاب الإرهابيين الأزهر الإستجمام الأسرة الإسلام الإسلامية الإسلاميين الإصطناعي الأطفال الإعتداء الأعسر الإعلام الإغتيال الإغتيالات الأغنياء الأفلام الإباحية الأقباط الإقتصاد الأكراد الألتراء الألتراس الإلحاد الألعاب الإلكترونية الألمان الأم الفردية الأمارات الإمارات الإمارات العربية الأمازيغ الأمراض الأمم المتحدة الأمن الأمواج الأمومة الأميرة دايانا الإنتاج الإنتحاريين الإنترنت الإنتفاضة الإنجليز الإنفصال الانفلونزا الأهرام الأهلي الأوسكار البترول البحر البدو البشر البصرة البناء البنك المركزي البوذية البورصة البيئة التجميل التجنيد التحديث التحرش الترفيه التشدد التطرف التغيير التقشف التليفون التهرب الضريبي الثدي الثقافة الثورة الجاذبية الجامعات الجراثيم الجزائر الجسد الجفاف الجماعات الإسلامية الجماهير الجنس الجنسي الجنود الجنيه الجهاد الجيش الحاسب الحاسوب الحب الحرارة الحرب الحرس الثوري الحزب الجمهوري الحشد الشعبي الحكومة الحوثيون الختان الخديوي الخلافة العثمانية الخليج الخليج العربي الدانمارك الدولار الدولة الديكتاتورية الديمقراطية الدين الدينية الديون الذكاء الذكاء الإصطناعي الربيع العربي الرجل الرقمي الروبوت الروبوتات الروهينجا الري الزراعة السرطان السعودية السفر السكان السلام السلة السلطان السلطة السلطة الفلسطينية السلطوية السلفية السلفيين السمنة السموم السنة السود السودان السوريون السياحة السياسة السياسي السيسي السينما السيول الشباب الشرطة الشرق الشرق الأوسط الشريعة الشمس الشيعة الصحة الصحراء الصحف الصحفيين الصخري الصدر الصواريخ الصين الضرب الطاقة الطعام الطفل الطوارئ ألعاب العاصمة العاطفة العالم العثمانيون العدالة العدالة الإجتماعية العراق العرب العربي العسكر العقل العلاج العلم العلماء العلمانية العلويون العمال العمل العملة العنصرية العنف العنف الأسري الغاز الغذاء الغرب الفراعنة الفرعونية الفساد الفضاء الفضائيات الفقر الفلسطنيين الفلك الفن القاعدة القانون القاهرة القبائل القدس القذافي القوات المسلحة القومية العربية الكبد إلكترونيات الكنيسة الكنيسة اليونانية الكهنة الكواكب الكورة الكوليرا الكويت اللاجئين الليرة المال المانيا المتشددين المتطرفين المتوسط المثالي المجتمع المجلس العسكري المحمول المدينة المنورة المذبحة المرأة المراهقين المرض المريخ المساواة المستقبل المسلسلات المسلمون المسيحية المصريين المعلومات المغرب المقاتلون المقاولون المقبرة الملائ الأمن الملك توت المليشيات المناخ المنطقة العربية المنظمات الموبايل الموساد الموضة المياه الميراث النجوم النساء النظافة النظام النفايات النفط النووي النيل الهند الهوس الهوليجنز الهوية الوالدة باشا الوراثة الولادة الوليد بن طلال الوهابية اليابان ألياف ضوئية اليمن اليهود اليهودية اليورو اليونان أمراض أمريكا امريكا أموال أميركا اميركا أميريكا إنترنت إنجلترا أهرامات الجيزة أوربا اوربا أوروبا أوسكار إيبولا إيران إيفان الرهيب أيمن الظواهري بازل باسم يوسف باكستان براكين بريطانيا بنجلاديش بوتفليقة بوتن بوتين بووليود بيراميدز بينج تاريخي تجارة تحت المجهر ترامب تركيا تشارلز تشلسي تصوير تعليم تغير مناخي تكنولوجيا تليفزيون تونس تويتر ثروات جبهة النصرة جدة جراحة جنس جوته جوجول جونسون جيرتود بيل حاسب حزب الله حفتر حفريات حماس خاشقجي خامئني خداع خليفة حفتر خيال علمي دارفور داعش دبي دراما دوري السلة الأمريكي ديانا ديمقراطية ديناصور رأس رام الله رجل ألي رسوم روبرت ماردوخ روسيا روما رياضة زراعة زرع زواج ساعة أبل سامي عنان ستراتفور سرت سرطان سفينة فضاء سكن سنيما سوء التغذية سوريا سياسة سيف الإسلام القذافي سيناء سينما شارلز شعاع شفيق شمال أفريقيا شيخ الأزهر صحافة صحة صدام حسين صندوق النقد الدولي صنعاء صوت طائرات طاقة طاقة نووية طب طبي طعمية طفيل طلاق عبد القادر الجزائري عبد الناصر عدن عرب عسكرية عصابات عقل علاج علوم وصحة عمل عنان غاز غزة فحم فرعون فرنسا فضائيات فقر فلافل فلسطين فن فن وثقافة فنزويلا فوكس نيوز فيتنام فيديو فيروس فيروس سي فيس بوك فيصل فيضان فيورينتنا قارون قبرص قتل قش الأرز قطر قمع قنصوة قواعد كائنات كاس العالم كاسيني كافاليرز كافاليير كاميرا كتالونيا كربون كرة القدم كليوباترا كوكايين كيسنجر كيفين دورانت لاجئين لبنان لغة لوحات ليبرون جيمس ليبيا ليزر ليفربول لييبا مائير كاهانا ماري كوري مال وأعمال مايكروسوفت متجددة مجتمع مجتمع وإعلام مجتمعات مجلس الأمن محمد بن سلمان محمد صلاح مختبرات مخدرات مدرسة مراهقات مرتزقة مرض مركبات الفضاء مسلسل مسلسلات مسلمين مصر مصري مطلقات معارك معدل وراثيا معدن معرض مكة ملفات مليشيا مهاجرين موبايل موسى موسيقى مي تو مينمار نتنياهو نساء نسخ نظام الفقيه نفط نفظ نقابة نيكسون هاري هوليوود وباء وعد بلفور وقود ولي العهد وليام ياهو accessories animals anxiety art artist assignment attraction aviation bag beach beautiful destinations Best Catering Best Catering Services bicycle bicylce tours bigger bitter juice Blood Pressure botox brain brazilian buildings business Business Website cannes activity career cartoon Catering Services cave cheap hotels cheap loan cigarette climbing clothing communication Control Blood Control Blood Pressure cook cosmetic coursework craziness credit cremation deppression dermal Ease Stiffness education effective Engine Optimization entrepreneur ethnic wear europan explore eyes face finance fire damage focus food food tips fruit furniture garden gardening glasses gym hand tools health herbal Herbal Treatment High Blood home home loan home tips Hypertension Naturally immune system india Joint Pain Joint Pain Relief kindle life life hack loans marriage mba meal money movie music natural Natural Joint Natural Joint Pain occassion office Orthoxil Plus outdoor Pain Relief Pain Relief Treatment paris pets photographer pumpkin quality Reduce Hypertension Reduce Hypertension Naturally relationship relaxed Relief Treatment round face runner sea Search Engine Search Engine Optimization Search Engines self help self improvements shoes Side Effects sleep smoking snowboard social spain sports stories stress Stresx Capsules style success surgery travel trees vegetable voice voyage Website Design wi-fi winter work world zodiac sign
false
rtl
item
الجيل الجديد: السيسي .... وحروب الرِدّة
السيسي .... وحروب الرِدّة
http://geel25algadeed.com/wp-content/uploads/2018/09/السيسي-وحروب-الردة10.jpg
الجيل الجديد
https://geel25elgaded.blogspot.com/2018/09/blog-post.html
https://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/2018/09/blog-post.html
true
6246319857275187510
UTF-8
لايوجد اي تدوينة المزيد المزيد الرد اغلاق الرد حذف By الصفحة الرئيسية صفحة مقالة المزيد مواضيع ذات صلة التسميات الارشيف البحث لا يوجد اي تدوينة الصعود الى الاعلى Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago