post-feature-image
الصفحة الرئيسيةمصرروسيا

صعود مثيري الشغب (الهوليجنز) من النازيين الجدد في روسيا

في اليوم الذي شارك فيه دينيس نيكيتين ، وهو نازي روسي جديد يزعم أنه كان يحتفظ في وقت ما بصور فوتوغرافية لجوزيف جوبلز في غرفة نومه ، في أول قت...

نادي بيراميدز نعمة أم نقمة
إصابات كرة القدم… ما الحل؟
إصابات كرة القدم… ما الحل؟
في اليوم الذي شارك فيه دينيس نيكيتين ، وهو نازي روسي جديد يزعم أنه كان يحتفظ في وقت ما بصور فوتوغرافية لجوزيف جوبلز في غرفة نومه ، في أول قتال له في الشارع ، كانت معه وجبة جاهزة أعدتها له والدته. وخلال السنوات الـ 12 الماضية ، أصبح مقاتل فنون القتال المتنوعة في موسكو نجمًا صاعدًا في اليمين المتطرف ، بعد أن شق طريقه صعودًا في صفوف إحدى أكبر روابط المشجعين العنيفة في روسيا. لكن في ذلك اليوم ، يقول نيكيتين ، كان مثل تلميذ في رحلته الأولى. فوالدته ، التي اعتقدت أن ابنها البالغ من العمر 22 عاما سيشاهد مباراة لكرة القدم ، ويملأ حقيبة ظهرة بالوجبات الجاهزة والملابس الدافئة.

استغرقت رحلة نيكيتين بالحافلة مدة 6 ساعات لحضور المباراة، لكنه لم يشتري تذكرة. (زملائه من رابطة التشجيع الهوليجنز قالوا مازحين ، في العقد الماضي ، كان  نيكيتين داخل ملعب لكرة القدم أقل من خمس مرات.)

منذ أن انتقلت عائلته من موسكو إلى ألمانيا قبل بضع سنوات ، تركزت اهتماماته على السياسات اليمينية المتطرفة والعنف . كان فريق نيكيتين يزور هامبورغ - المدينة التي كان مؤيدوها اليساريين هدفا مفضلا لدى مثيري الشغب من اليمين المتطرف- من مدينة كولونيا. توافقت إهتمامات نيكيتين مع كرة القدم.

في حوالي منتصف الليل ، عندما اقتربت حافلتان تحملان مشجعي فريق كولونيا من هامبورغ ، صاح أحدهم: "إنهم هنا". رأى نيكيتين عبرالنافذة حوالي 30 من مشجعين مثيري الشغب الهوليجنز لفريق هامبورج أمام السيارة. وبدا الأمر غريباً - فقد فاق عدد 90 شخصا من مثيري الشغب لفريق كولونيا في الحافلات أعدادا مشجعي هامبورج في الخارج. لن تكون معركة عادلة. قفز نيكيتين من الحافلة  وركض إلى الأدغال المجاورة ، ووضع حقيبة ظهره تحت الأغصان. ثم نظر أعلى سور جسر للمشاة، رأى مجموعة من الظلال - ما لا يقل عن 70 رجلاً ، بالإضافة إلى الثلاثين أمام الحافلة. لقد كان كمين.

يتذكر نيكيتين أنه ركض تجاه مشجعي نادي هامبورج (الهوليجنز). اختار هدفه الأول ، وضربة بلكمة من الخلف. بينما كان الرجل يتألم من جانبه ، أدرك نيكيتين أنه ضرب أحد زملاءه.  صرخ نيكيتين "أوه ، اللعنة ،" وأعتذر للرجل "آسف، آسف، آسف، يارجل." كانت المعركة فوضوية. في الظلام كان من الصعب تحديد ألوان الفريق أو الشارات أو الأوشحة لمناصري فريقك. وبفزع الشخص الذي يريد أن يصحح خطأه، قفز نيكيتين على خيال رجل أخر وبدأ بضربه في رأسه. لكنه كان أيضا من مشجعي فريقه فريق مدينة كولونيا.

إحمر وجه نيكيتين خجلاً من حماقته ، وأنتظر وهو يرتدي كوفية تحمل شارات ناديه  لعلامات واضحة تظهر مشجعي فريق هامبورج. بعد لحظات ركض أحد مشجعي فريق هامبورغ (الهوليجانز) بإتجاهه وهو يصرخ بعدوانية.  ضربه نيكيتين، بقفازاته المبطنة بكريات معدنية. سقط الرجل على الأرض بعد تلقيه اللكمة القوية. عاد نيكيتين لضربة مرة آخرى. قبل أن يجذب أحد مشجعي هامبورج نيكيتين من كوفيته، وبدأ في ضرب وجهه. إستطاع نيكيتين أن يحرر نفسه وبدأ في الجري صوب الحافلات،  على أرض تناثرت عليها الهواتف المحطمة وحافظات النقود الساقطة. وبإستئناف المسير ، لم يكن هناك إلا حافلة واحدة بعد فرار سائقي باقي الحافلات.

عندما إبتعدت الحافلة المتبقية، نظر نيكيتين إلى الرجال المحيطين به، كانت وجوههم مليئة بالدم المختلط بالتراب ، فشعر بالنشوة تجتاحة. لم تمر الأمور دون أن يلاحظ أنه كان من آخر الرجال الذين عادوا لركوب الحافلة. وبإيماءة أعجاب من قادته ، شعر نيكيتين بأول إحساس غامر ليس فقط بالانتماء بل  بشيء قريب من المهنية. قال لي في العام الماضي: "تروج وسائل الإعلام بأن الناس مثلي سينتهي بهم الأمر  في السجن وحيد ، أو كمدمن كحول أو مكتئب". "هذا هو مصيرك المحتوم كمشجع هوليجينز في كرة القدم. إنها كذبة."

في صيف عام 2016 ، ظهر مشجعي كرة القدم الروسية الهوليجنز ، الذين كانوا في السابق يرهبون الملاعب الروسية كمشاغبين قرويين سذج ، على الساحة الدولية في بطولة أوروبا في فرنسا. في 10 يونيو وصل حوالي 150 روسيًا إلى ميناء مرسيليا القديم. تحرك المشجعين في أشكال منتظمة ، وقابلوا أي من أنصار منتخب إنجلترا الذي واجههم بالعنف البالغ. أصيب أحد مشجعي انجلترا بوتر أخيل. ودخل رجلان إنجليزيان في غيبوبة ، أحدهما أصيب بالشلل في جانبه الأيسر (تم اعتقال مهاجمه المزعوم ، الذي كان مطلوباً للشروع في القتل ، في ألمانيا في فبراير). وورد أن رجلاً آخر عاد إلى منزله على متن "يوروستار" مع بقايا زجاجة محطمة لا تزال أثارها في عنقه.

[caption id="attachment_7654" align="aligncenter" width="800"] يهاجم الهوليجنز الروس المشجعين الإنجليز بعد مباراتهما في بطولة أوروبا في مرسيليا ، 2016[/caption]

 

قال تشوت ستيب ستيف نيل ، من شرطة نورثامبريا ، وهو واحد من عدة ضباط تم نشرهم من إنجلترا لمساعدة الشرطة الفرنسية في ذلك اليوم ، لشبكة سكاي نيوز: "لم يكن كأي شيء رأيته من قبل". “جاء الروس بنية جادة لتنفيذ عنف بربري. لقد كانوا منظمين بشكل كبير وفعالين جدا. لقد شاهدنا شغبًا في كرة القدم على مستوى مختلف ". وقال أحد الهوليجنز الروس الذين شاركوا في القتال في وقت لاحق لوكالة الأنباء الفرنسية:" يقول الإنجليز دائمًا أنهم هم الهوليجنز الرئيسيون في كرة القدم. "لقد ذهبنا لإظهار أن الهوليجنز الإنجليز هم مجرد فتيات."

زعم بعض السياسيين الروس أن إلقاء اللوم على بلدهم تم بشكل غير متناسب من قبل وسائل الإعلام والسلطات (تم سجن اثنين من المشجعين الإنجليز بسبب دورهم في العنف). فيتالي موتكو نائب رئيس الوزراء، الذي كان حينها وزير الرياضة الروسي ، ذهب إلى حد وصف الأحداث بـ "المكيدة". أشادت شخصيات عامة روسية أخرى بالمشجعين الهوليجنز الذين أظهروا صورة قوية ومسالمة عن بلدهم للعالم. ، صرح يغور ليبيديف ، نائب رئيس البرلمان الروسي على تويتر "أنا لا أرى أي شيء خطأ في مشاجرات المشجعين" , "بالعكس, الفتيان محترمون ، استمروا في ذلك"

في البداية ، تساءل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بإبتسامة مصتنعة ، عن كيف يمكن لـ 200 من أنصار روسيا أن يتجاهلوا "بضعة آلاف من الانجليز".  لكن الكرملين يدرك أيضا أن هؤلاء الرجال قد يحرجون الأمة إذا اندلع العنف بصورة جماعية في كأس العالم 2018 ، وهي البطولة التي ستستضيفها روسيا للمرة الأولى ، حاولت الحكومة بشكل متأخر أن تنأى بنفسها عن مثيري الشغب (الهوليجنز). فبعد اجتماع مع قادة وكالات الأمن الروسية، شدد بوتين علناً على "الحاجة للتعلم من التجربة الفرنسية".

حازت الشرطة الروسية على صلاحيات جديدة تصنف هذه الأحداث حتى لو كانت جرائم بسيطة ، مثل إطلاق الألعاب النارية في مباريات كرة القدم ، كأعمال إرهابية. ووفقا لتقارير الصحف الروسية ،  داهم أكثر من 100 من ضباط الشرطة وأعضاء من جهاز الأمن الروسية في ديسمبر 2016  منازل المشاغبين (الهوليجنز). وتم إعتقال بعضهم ،  وكان من بينهم أليكسي يرونوف ، رئيس رابطة إف. سي. لوكوموتيف فيكنج، الذي قضى بالفعل عدة أشهر في سجن فرنسي قبل أن يعود إلى روسيا. إجمالاً ، تم منع أكثر من 200 من مثيري الشغب (الهوليجنز) بأوامر من المحكمة من حضور مباريات كرة القدم حتى نهاية كأس العالم.

لقد وصلت ظاهرة الهوليجنز متأخرة نسبياً الى كرة القدم الروسية، والتي ظهرت في أوائل التسعينات كنسخة محلية من النسخة الإنجليزية التي مضى عليها عقود من الزمن. – بصفاتها القبيحة مثل ملصقات الملابس العنصرية والهتافات والأناشيد العرقية. ففي بلد يخرج من الكآبة السوفييتية بحثا عن تأكيد هوية جديدة، بدا أن أعمال الشغب التي يقوم بها الهوليجنز تقدم للشباب مثل نيكيتين إحساس بالهوية قومية والإنتماء المستقر، بالإضافة إلى تجمع ذكوري قوي يوفر المكانة والانتماء. قدمت مجموعات الهوليجنز أيضا شيئا من مستقبل مهني ينفتح من خلال أنقاض اقتصاد ما بعد السوفييتية. لقد رأى السياسيون ، خاصة الذين ينتمون الى أقصى اليمين ، في عصابات كرة القدم في موسكو مجموعة قوية من الناخبين المحرومين ، وشرعوا في التودد لهؤلاء الشبان ، فقدموا وسائل النقل المجانية لحضور المباريات البعيدة ، ودفعوا أموالاً لأعضاءًها للعمل كحراس شخصيين أو فتوات شوارع ، وحتى  في بعض الأحيان وظيفة مسوؤل حزبي بمرتب مغري.

مع الوقت كان تقليد النموذج الإنجليزية يتحول إلى أسلوب جديدة للبلطجة. في كتاب "بين البلطجية" - وهو الكتاب الذي أظهر ووضح أعمال الشغب في إنجلترا ، والذي نشر عام 1990- وصف الكاتب بيل بوفورد مشجعي كرة القدم المشاغبين (الهوليجنز) بأنهم "إطار خارجي من اللحم و الشحم لجالونات والجالونات من البيره وكميات لا يمكن حسابها من رقائق البطاطس بنكهة لحم الخنزير المقدد". على النقيض من ذلك ، فإن الروس وضعوا مشروباتهم جانباً وبدأوا يتدربون بشكل جدي، ليس فقط في صالة الألعاب الرياضية، ولكن أيضًا في معارك القتال السرية التي تنظم في الغابات المحلية ، حيث كان الهوليجنز الشباب من مشجعي الفرق المتنافسة يتشاجرون في ضباب الفجر.

في أحدى تجمعات الهوليجنز ، بعد دعوة تلقاها من زميل الصالة الرياضية ، إلتقى نيكيتين مع الهوليجنز مثيري الشغب لأول مرة، وبدأ في تعلم فن شجار الغوغاء ، أولا من خلال المشاهدة ، ثم بدأ في المشاركة. مثل العديد من نظرائه ، ومع إزدياد الثقة في نكيتين ، بدأ  في المشاركة في الشجارات وحتى تنظيم دورات في فنون القتال المختلطة.

إجمالاً ، أصبح المشاغبون الروسيون أكثر إحترافية. قال لي عندما التقينا في الخريف الماضي: "في مرحلة ما ، انتقلت أعمال الشغب الروسية بعيداً عن الهواة". في المقابل ، أصبحت المعارك أكثر فتكًا: ففي نوفمبر 2017 ، توفي رجل عمره 30 عامًا بعد أن انكسرت رقبته خلال صدام بين الهوليجنز مثيري الشغب المرتبطين بفرق سيبير نوفوسيبيرسك ويينيسي كراسنويارسك.

وكانت هذه القوة المدربة جيداً هي التي ظهرت لأول مرة بهذه الطريقة الوحشية على المسرح الدولي في مرسيليا. ومع اقتراب موعد إقامة كأس العالم ، ازدادت الضغوط أكثر على مجموعات الهوليجنز مثيري الشغب في روسيا. أصيب الكرملين بالذعر بعد إذاعة فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية العام الماضي بعنوان جيش الهوليجنز الروسي - والذي تم فيه تصوير الزعيم السابق لرابطة سبارتاك ، جلادليترز ، فاسيلي "ذا كيلر" ستيبانوف ، سراً قائلاً إن مثيري الشغب في موسكو هم جنود المشاه للرئيس بوتين. بعض الرجال الذين تمت مقابلتهم في البرنامج قالوا إنه يحتوي على أخطاء حقيقية (تم إنتساب نيكيتين إلى رابطة خطأ، على سبيل المثال ، وزعم ستيبانوف أن وجهات نظره تم عرضها بشكل خاطئ) - ولكن في روسيا ، كما أخبرني أحد كبار الهوليجنز ، كان الأمر "كإنفجار قنبلة".

نشرت الشرطة الروسية أرقام هاتفية ليستطيع أي شخص ظهر في الفيلم الوثائقي ان يتصل بالجهات المحلية للتوقيع على نماذج تفيد بأنهم أكرهوا على الوقوف أمام الكاميرات في البرنامج الذي بثته محطة هيئة الاذاعة البريطانية. (رفع مشجعي سبارتاك لافتة بانورامية في مباراة في الشهر التالي تحاكي شعار بي بي سي ، جنبا إلى جنب مع عبارة " قناة بلاه بلاه ") خصص الكرملين في العام الماضي ، مندوب من جهاز الأمن الروسي لكل من الأندية ال 11 في موسكو ، حيث يتم تواصل ضابط إتصال مع المعجبين - عادة ما يكون أحد كبار الأعضاء في كل رابطة - في محاولة للسيطرة على أعضائهم.

[caption id="attachment_7658" align="aligncenter" width="800"] مشجعي سبارتاك موسكو يحملون لافتة عملاقة خلال مباراة لوكوموتيف موسكو. ضد BBC عام2017. [/caption]

 

بالنسبة لمثيري الشغب الذين حصلوا لسنوات على دعم السلطات- ضمنيًا وصراحًا- يبدو هذا الانقلاب وكأنه خيانة. قال ألكساندر شبريجن، الذي شارك في معارك الهوليجنز بداية من عام 1994 ، واستأجر طائرة للهوليجنز من مثيري الشغب الروسيين إلى مرسيليا وكان أحد أعضائهم في عام 2016: "دعمنتا الحكومة ،على مدار 10 سنوات ولكن بعد فرنسا, توقفت عن دعمها لنا".

لكن الهوس الذي اصاب الجميع بخصوص إحتمال وقوع أعمال عنف في كأس العالم - ليس أقلها من صحف التابلويد في المملكة المتحدة - قد طغى على المغزى الحقيقي لروابط الهوليجنز الروسية. فعلى مدى عقدين من الزمان ، كانت روابط الهوليجنز الروسية بمثابة آلة لتجنيد الشبان المتطرفين في التيارات اليمينية، مما أدى الى زرع بذور الفكر العنصري في ثقافة تشجيع كرة القدم في البلاد. قد تكون روابط الهلوجينز الروسية القوية أجبروا على العمل تحت الأرض ، لكن من غير المحتمل أن تختفي – وسيتطلب محو نفوذها عقودا. قال لي شيبريجين: "بعد هذا الصيف ،" سينسانا الجميع. "

أول مباراة لكرة القدم تم إبعاد شيبريجنين عن حضورها كانت في سن التاسعة. كان قد حضر لمشاهدة فريقه " إف سي دينامو " وهو يلعب في ملعب "دينامو ستاديوم" في موسكو ، ولكن تم منع الأطفال الذين لم يصاحبهم ذويهم من الدخول. لذلك في الأسبوع التالي ، أقنع رجل كبير السن يقف خارج البوابات أن يدعي أنه والده. وبمجرد دخوله ، يتذكر شيبريجين ، إنه إنجذب على الفور الى المشجعين المتعصبين والأعلى صوتاً - الألتراس – وبدأ يجلس بينهم بانتظام.

شاباً منعزلاً ومع قليل من الفرص الوظيفية ، كان شيبريجين هدفاً مثاليًا لروابط الهوليجنز. ففي أغسطس 1993 ، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره ، اقترب منه أحد كبار السن وأخبره عن خطة لتأسيس واحدة من أولى روابط الهولجنز في روسيا "بلو وايت ديناميت". ومع ازدياد عضويتها ، بدأ أعضاء الرابطة في البحث عن روابط الألتراس المنافسة ومهاجمتهم. في البداية ، كانت هذه الاشتباكات ، التي كانت تتم عادة في محطات مترو الأنفاق في موسكو ، متواضعة. لكن عندما شكل مشجعو نادي سبارتاك المشهور في موسكو رابطة ألتراس منافسة ، تصاعد العنف في المدى والشدة. اشتباكات شارك فيها 500 مشارك في بعض الأحيان. "بحلول عام 1995 ، كان لكل نادي كرة قدم في موسكو رابطة التراس" ، كما يتذكر شيبريجين. "أصبحت المعارك أكبر من ذلك بكثير".

ومع تضخم الأرقام ، إنفصلت روابط صغيرة عن الروابط الأكبر، مما أدى إلى إنشاء شبكة من العصابات البارزة والمترابطة. أما اليوم ، فإن أكبر نادي من نوادي كرة القدم الـ11 في العاصمة الروسية ، سبارتاك موسكو ، لديه ثلاث روابط كبرى - وهي يونيون والشوكولا والمصارعين - لكل منها رابطة ناشئين مرتبطة بها. وبالإضافة إلى ذلك ، تعمل نخبة صغيرة متفرعة من الرابطة تحت مظلة  نادي ’’سبارتاك‘‘. ويقدر أحد المشجعين الكبار أن هناك ما يصل إلى 500 عضو نشط في الروابط التابعة لنادي ’’سبارتاك‘‘. من خلال التعاون مع بعضها البعض حسب الحاجة ، يمكن لروابط ’’سبارتاك‘‘ حشد جيش صغير تحت راية فريقهم.

تم إستعراض هذه القوة المجمعة لأول مرة في عام 1999 ، عندما لعب فريق "سبارتاك" مباراة خارج ملعبه ضد فريق "ساترن رامنسكوي". عندما أحرز فريق سبارتاك هدفه الأول في الدقيقة الثالثة والعشرين، بدأ العنف يتصاعد في المدرجات ، حيث بدأ ببعض الإحتكاكات وضرب باللكمات ، وفي نهاية المطاف تحول الى شغب واسع النطاق. ولأول مرة في تاريخ كرة القدم الروسية، تتوقف المباراة بسبب القتال في المدرجات. وتُظهر لقطات لأعمال الشغب بعض رجال الشرطة وهم يضربون جماهير سبارتاك بالهراوات على رؤوسهم ، بينما يكافح آخرون لسحب زملائهم المصابين بعيداً.

زعم شيبريجين - في أغسطس / آب 1998- الذي كان في ذلك الوقت محررًا لمجلة مشجعي فريق "دينامو" ، أنه تلقى رسالة على جهاز "البيجر" يطلب منه أن يتصل برقم مجهول. كان  المطلوب ترتيب اجتماع مع سياسي معارض بارز ينتمي الى التيار اليميني. ويزعم شيبريجين أنه زار مجلس الدوما، مجلس النواب الاتحادي في روسيا في اليوم التالي. حيث رأى في البهو أحد قادة الهوليجنز لفريق "سبارتاك موسكو". تم إرشاد الثنائي إلى مكتب أحد السياسيين وعرض عليهما العمل كمساعدين له.

كانت وظيفة شيبرينجن هو أن يكون حلقة وصل بين السياسي ورابطة النادي، الذين كانوا يوفرون الأمن لحزبه بشكل روتيني. "لم نكن أبداً بلطجية للحزب فقط " ، كما أوضح شبرينجين ، عندما التقينا في حانة يرتادها مشجعي كرة القدم في موسكو. لكنه يزعم أنها تقدم الحماية للسياسيين، وفي المقابل، سيدفع حزبه تكاليف إنتقال رابطة الهوليجنز بالحافلات والقطارات عند السفر لأماكن بعيدة. لم يكن الأمر كدفع إكرامية ، ولكن شبرينجين يوضح إن التفاهمات كانت واضحة: فالمشجعون سيصوتون بعد ذلك للحزب في الانتخابات ، ويقاتلون عندما يتم استدعاؤهم.

أثبتت هذه التفاهمات فائدتها في حياة شبرينجن. ففي عام 2007، أسس شبرينجن بناء على توصية من جهاز الأمن الوطني رابطة مشجعين تسمى اتحاد المشجعين الروس.

ورغم إزدياد صعود فرصه السياسية في ذلك الوقت (تم تصوير شيبريجين مع بوتين في ثلاث مناسبات منفصلة على الأقل ، قبل تورطه المزعوم في عنف مرسيليا الذي أدى إلى اعتقاله) واصل شبريجن التورط بنشاط في عنف الشوارع. فبعد وقت قصير من تأسيس الرابطة ، دُعي شبرينجن وأعضاء آخرين من مؤسسته من قبل مجموعة من اليمين المتطرف من جماعة حليقي الرؤوس للاجتماع في حديقة محلية. وأوضح أن الخطة كانت مهاجمة عازفين موسيقى الهيب هوب أثناء مغادرتهم لموقع الإحتفال. أخبرني شبرينجين، على سبيل التوضيح أن: "موسيقى الراب هي موسيقى السود". "لذلك ذهبنا إلى الحديقة وانتظرنا". في تلك الليلة شارك في أول مشاجرة في الشارع كانت تستهدف أشخاصًا  من خارج مجال كرة القدم.

يقول ميخائيل أخميتييف ، الأستاذ في جامعة سوفا ، وهي مؤسسة فكرية مقرها موسكو تدرس القومية والعنصرية في روسيا: "أن تطور مستقبل شبرينجين أمر شائع. فكثير من الألتراس متعاطفون مع القوميين المتطرفين وبعضهم يشاركون في أنشطتهم " وقال: "إن "إيفان" الرئيس السابق لجماعة "فراتريا" لمشجعي "سبارتاك"، كاتاناييف رئيس جماعة "كومبات" "، و فاسيلي رئيس رابطة" المصارعين " وستيبانوف رئيس رابطة "القتلة " "يشاركون في أنشطة يمينية عنصرية للغاية". حدثت زيادة ملحوظة في ما يسمى هجمات "العربة البيضاء" في السنوات الأخيرة، حيث تقوم مجموعات من العنصريين يرتدون أقنعة الجراحين وأقنعة يستخدمها سائقي القطارات تظهر العينين فقط بمهاجمة أي شخص من أصل غير سلافي. أظهر تقرير نشرته جامعة سوفا في عام 2014 أن عمليات العربة البيضاء قاصرة -جزئيا على الأقل- على مشجعي كرة القدم" ، "والإحتمال الأكثر أن تحدث في أيام المباريات". بالنسبة للشبان ، مثل شبريجين ، الذين إعجبوا بالمشجعين الأكبر سنا في المباريات ، فإن الطريق إلى التطرف سريع وواضح ، ولم يكن هناك نقص في الكيانات السياسية التي تتوق إلى المشاركة والاستفادة من هؤلاء المعجبين.

وبالنسبة "لنيكيتين"، فإن الشغب لا ينفصل عن النشاط اليميني المتطرف. فبعد عودته إلى روسيا في بداية الألفية الجديدة ، وتحوله الى التطرف بسبب مشاجراته وسط الهوليجنز الألمان ، ازداد تورطه في العنف ضد المهاجرين. فقد قسم وقته بين قتال الهوليجنز الأخرين ومهاجمة الأقليات في الشوارع. عندما سألت "نيكيتين" ، خلال أحد اجتماعاتنا في موسكو في العام الماضي ، عما إذا كان هناك فرق بين عنف الهوليجنز والعنف العنصري ، طلب منى أن أغلق جهاز التسجيل الخاص بي وقال بعد أن وافق على إمكانية التسجيل مرة أخرى. "إذا قتلنا مهاجرًا واحدًا يوميًا ، معناه 365 مهاجرًا في السنة" ، لكن عشرات الآلاف سيأتون على أية حال. لقد أدركت أننا نحارب النتائج ، وليس السبب الرئيسي. لذا فنحن نقاتل الآن من أجل العقول، ليس في الشارع، لكن على وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد كانت كرة القدم ، مع تجمعاتها العشائرية ورموزها العسكرية، ساحة معركة للتأثير على العقول. وصفت ورقة بحث لوزارة الداخلية حول أعمال الشغب هوليجنز كرة القدم الإنجليزية، نُشرت في أكتوبر 2000، الأجواء في المباريات الدولية في إنجلترا بأنها "مشاهدة مباراة كرة قدم خلال مسيرة نورمبرج" - مناخ معاد إستمر عقود من الزمن- ففي عام 1981، على سبيل المثال ، نشرت "الجبهة الوطنية" مجلة حول الموسيقى والرياضة شملت قسمًا بعنوان "إتحاد اللوتس" ، دعا فيه مثيري الشغب (الهوليجنز) للتنافس على جعل ناديهم يصنف كالأكثر عنصرية في بريطانيا. تم تشجيع القراء على رمي الموز على أرض الملعب عندما ينزل اللاعب الأسود الى أرض الملعب. وكما قال ديريك هولاند ، أحد منظمي المجموعة اليمينية المتطرفة ، إن الهدف من استهداف مشجعي كرة القدم  للتأثير عليهم هو "كسب قلوب وعقول الشباب".

يقول مارك بيريمان ، وهو أكاديمي بريطاني ومؤلف كتاب "حروب هوليجنز": "كان مطلب الجبهة الوطنية القديم في إنجلترا هو عدم إحتساب الأهداف التي يسجلها اللاعبون السود". "فقد كان هناك عنصرية معممة وكراهية للأجانب في السبعينيات انعكاسًا لشعبية الجبهة الوطنية التي كانت تتمتع بقاعدة قوية في بعض الأندية". أصبح بعض مثيري الشغب في كرة القدم أعضاءً في المنظمات النازية الجديدة في ذلك الوقت ، مثل القتال 18، في حين، كان يزود أعضاء منظمة "هيدنترز"، وهي واحدة من أشهر روابط المشجعين في تشيلسي في أوائل التسعينيات، العضلات للأحداث الفاشية. بدأ يهدأ العنف العنصري في مجال كرة القدم فقط بعد حملات مستمرة ضد الفاشية في الأندية الإنجليزية.

في روسيا، يقول ماكسيم سولوبوف، وهو صحفي شارك في المصادمات المناهضة للفاشية مع مثيري الشغب الروسيين بين عامي 2006 و 2010، "لم تواجه عنصرية الهوليجنز بشكل عام معارضة إيديولوجية منظمة.: "كان عددهم أكبر بكثير من أعدادنا". نقل المناهضون للفاشية مثل سولوبوف المعركة إلى الشوارع بسبب عدم تدخل الشرطة لإيقاف عنصرية الهوليجنز، فوضعوا مخبرين لهم في كل مجموعات روابط المشجعين المختلفة. وقال: "كانوا سيخبروننا أين ستظهر مجموعاتهم". "القاعدة الأولى هي الانخراط أولاً. كنا نحاول دائما المبادرة بالمعارك، لمنحنا ميزة عليهم ".

[caption id="attachment_7655" align="aligncenter" width="800"] مكسيم سولوبوف[/caption]

 

شهد سولوبوف أول قتال شوارع ، في خريف عام 2006 ، في وسط موسكو ، خارج مكاتب وزارة الشؤون الداخلية. ويتذكر قائلاً: "كان لدينا فتيات يعملن كمراقبات". "عندما وصل الهوليجنز اقترب منه صف من المعادين للفاشية بمسدسات الغاز. وكسر سلوبوف، الذي كان يقف في الصف الثاني ، زجاجة فوق رأس أحد النازيين الجدد. قال لي: "لقد توقف الوقت, مر عشر ثواني كالدهر, كان بإمكاني رؤية كل شيء يحدث ، كل التفاصيل الدقيقة ". ويقول إن مثيري الشغب اليمينيين المتطرفين (الهوليجنز) كانوا يشهرون السكاكين. وكانوا يهاجمون الناس ليس فقط للتخويف، ولكن ليقتلوهم."

إستمر التطرف اليميني في كرة القدم الروسية بسبب عدم وجود مقاومة منظمة من الأندية. ووفقًا لتقرير عام 2017 الصادر عن "فيري" ، وهي شبكة من المجموعات التي تم إنشاؤها لمحاربة التمييز في اللعبة وحولها "فلا تزال الصور النازية منتشرة في المدرجات" ، "يستخدم مشجعو كرة القدم رموزًا مختلفة للنازيين الجدد مثل الصليب السلتي وشعار منظمة الإس اس النازية ورموز الشعارات اليمينية السلافية ". وشوهد كذلك شعارات نازية تاريخية ، مثل" شرفى هو الولاء "- شعار منظمة الإس إس - و " لكل ما يستحقه "، مثل ألمانى مكتوب فوق البوابات"

ويشير التقرير نفسه إلى أنه خلال موسم 2015-16 ، فإن الهجمات المعادية للأجانب في المباريات "زادت بشكل ملحوظ". زعم أرتور غريغوريانتس رئيس اللجنة التأديبية للاتحاد الروسي لكرة القدم , في مايو 2017 ، أنه لم يكن هناك "مظاهر عنصرية" خلال موسم 2016 - 2016 ، لكن كاتبي تقرير "فيري" أوضحوا أنه "كان يعني في الحقيقة عدم وجود تقليد لصوت القردة في المدرجات ". (إذا كان هذا صحيحًا ، فحتى هذا التوقف لم يدم طويلاً: ففي الشهر الماضي كانت هناك تقليد لصيحات القردة موجهة نحو لاعبين سود فرنسيين في مباراة ودية في سان بطرسبرج.)

استأجر الكرملين وكالات العلاقات العامة لتغيير المفهوم الدولي عن عشاق كرة القدم الروسية ، التي روجت لصورة ما يسمى المشجع اللطيف الذي يوزع الحلويات ، والشاي الدافئ والبطانيات في المباريات ويضع صوره السيلفي المبتهجة على موقع إنستجرام. على الرغم من هذه العروض الدعائية ، لازال البعض يعتقد أن الحكومة لا تزال تدعم الهوليجنز في الخفاء. يقول سولوبوف: "صحيح أن الحكومة تحاول تحسين صورة كرة القدم قبل نهائيات كأس العالم, لكنهم قلقون أكثر من احتمال حدوث شيء هنا مثل الثورة الأوكرانية، وإذا حدث ذلك ، فإن الهوليجنز اليمينيين سوف يخرجون إلى الشوارع ضد السلطات. لذلك ، ما زالوا يدعمون روابط المشجعين العنيفة في الخفاء. أعتقد أن القوة السياسية لا تزال في أيدي المشجعين اليمينيين.

يقول بافيل كليمينكو ، الذي يعمل في فيري : إن تعيين ضابط إتصال مع المشجعين في كل ناد يظهر أن الكرملين يعتقد أنه يستطيع السيطرة على الهوليجنز، فالأندية تعيّن قادة حقيقيين في روابط المشجعين لأنهم يأملون في إبقاء المشاغبين تحت السيطرة في المباريات الهامة وليس من الواضح مدى فعالية النظام ، أو حتى كيفية عمله.

ويقول يوري أبرشوف ، وهو كولونيل سابق بالشرطة ، وهو الآن المدير التنفيذي لهيئة سلامة المناسبات الرياضية ، وهي هيئة حكومية تقوم بتنظيم الاحتفالات في المناسبات الرياضية: "قد يكون من الصعب على الدولة التحكم في ما كانت تغض الطرف عنه في السابق, اعتقدت الدولة أن [جماعات الهوليجنز] قوة منظمة يمكن استخدامها للحفاظ على النظام". "لكن هذه الجماعات قدمت وعوداً لم يتم الوفاء بها".

يقول كليمينكو "على الرغم من مراقبة جهاز الأمن الروسي ، والحظر والجهود الأخرى للقضاء على نشاطات مجموعات الهوليجنز اليمينية المتطرفة، لا يزال هناك خطر محتمل لإندلاع العنف في كأس العالم, قد لا يكون هناك أي هجمات منظمة مخططة مسبقا لأن الهوليجنز يخافون من الأجهزة الأمنية ، لكن الطريقة التي تعمل بها هياكلهم التنظيمية تعني أنه ليس من السهل السيطرة على الجميع".

رافقت نيكيتين في فترة ما بعد الظهيرة الرطبة في أكتوبر ، 40 دقيقة خارج مركز موسكو ، بالقرب من محطة قطار روستوكينو، على طول مسارات السكك الحديدية أسفل منحدر ، في الغابة ، إلى موقع شعبي لمعارك الهوليجنز في الغابات. على الرغم من أن البلاشفة في عام 1917 قاموا بتجريم مباريات القتال بدون قفازات، إلا أن الهوليجنز قاموا بإعادة إحياء التقاليد القومية في الغابات الروسية المعروفة باسم "ستينكا نا ستينكا". وقد انتشرت هذه الممارسة ، التي توفر بوابة دخول قليلة المخاطر للمقاتلين الشبان للانضمام إلى النظام التراتبي لروابط الهوليجنز، في جميع أنحاء أوروبا ، وأصبحت معارك الغابات الآن جزءًا من ثقافة المشاغبين الهوليجنز من أوكرانيا إلى سويسرا. يقول نيكيتين: "في بعض الأحيان تسمع بالوفيات". "لكنني لا أعتقد أن أي شخص قد مات. ومع ذلك ، اضطررت في الآونة الأخيرة إلى مساعدة رجل مصاب بطعنة في رئته.

عندما سمع نيكيتين لأول مرة عن معارك الغابات ، لم يكن لديه أي اهتمام بكرة القدم أو العنف (كان ، كما يعترف ،"مهتم بالبريك دانس "). يقول: "بدا الأمر غبيًا جدًا". "من المؤكد أن الأغبياء فقط هم الذين ليس لديهم شيء أفضل للقيام به." ثم ، عندما كان عمره 23 عامًا ، دعاه صديق - في صالة الألعاب الرياضية المحلية- إلى غابة. "بدا وكأنه رجل عادي ، لذلك أصبحت مهتم. بدأت أسأله أسئلة وقال لي إنها أفضل هواية يمكن لأي شخص أن يتابعها. كان نيكيتين ، الذي يقول إنه نادرا ما يقاتل في المدرسة ، كان أمرا طبيعيا أنني. "أحببت الجو ، تصاعد الأدرينالين ، الحاجة إلى أن تكون في حالة تأهب". ساحة محاطة بالأشجار تستخدم في تنظيم المعارك تقع في ضواحي ميدان موسكو

[caption id="attachment_7656" align="aligncenter" width="800"] ساحة وسط الغابات في موسكو تستخدم في التدريب على القتال[/caption]

 

يحمل نيكيتين الكثير من الأثار وشبكة من الندوب على جبينه. وبينما كنا نسير ، كان يضع أحدى يديه في جيب الصدر في السترة التي تشبه سترة الانتحاري ، حيث يحتفظ بسكين. تعثرنا على طول المسار الطيني حتى وصلنا في نهاية المطاف ، على بعد بضع مئات من الأمتار من خط الأشجار في الأفق ، توقف نيكيتين وأشار إلى الساحة المنبسطة التي كنا ننظر إليها.

هنا - يشرح نيكيتين - كل بضعة أسابيع في الصباح الباكر ، سيجتمع 30 رجل تقريبا . يصلون في مجموعات منفصلة ، مقسمة حسب فريق كرة القدم الذي يشجعونه (في قتال الشوارع الفوضوي يستخدم الهوليجنز كلمة سر لإظهار الجانب الذي ينتمون إليه) ، ويجتمع الحشد في أي من طرفي الساحة لمناقشة تكتيكات القتال. بعد فترة ، يشكل الرجال خطين متعارضين يفصل بينهما 20 مترا. البعض يقوم بإحماء عضلاته على الفور. بينما يقرّب آخرون علب الأمونيا إلى أنوفهم ، لزيادة حواسهم. حول الساحة يقف أخرون ، الرجال الأكبر سنا ، مكتوفي الأيدي، لمشاهدة ما يحدث بإنتباه لإكتشاف الموهوبين. يصوّر البعض هذا النشاط ، ليتم مراجعته لاحقًا - تظهر مقاطع من هذه الأحداث على اليوتيوب أحيانًا.

تطلق الصفارة وتقترب المجموعتان  من بعضهما البعض, يتحركون ببطء في البداية ، يصفقون بأيديهم لإظهار أنهم لا يحملون أسلحة ، قبل أن يسرعوا بالعدو. تتداخل الخطوط  في بعضها البعض ، قبل أن تتحول الي مناوشات فردية. بعض المقاتلين يسقطون بسهولة ، ربما على أمل تجنب الأضرار الجسيمة. عدم طموحهم يلاحظ قبل الكشافين فلا يتم دعوتهم مرة أخرى. آخرون يتلقون إصابات حقيقية. بعد دقائق معدودة ، يتضح لنا الجانب الذي لا يزال لديه مقاتلون يقفون على أقدامهم وتحقق له الفوز. بعضهم يعود الى المنزل وهو يعرج والبعض الآخر يذهب إلى المستشفى. أولئك الذين أثبتوا موهبتهم في العنف في الساحة قد يتم دعوتهم إلى الإنضمام الى الرابطة ، ومن هذا المعسكر التدريبى ينتقلوا إلى الشارع.

بدأ نيكيتين يبحث عن فريق جديد يشجعة ورابطة ينضم إليها عندما عادت عائلته إلى روسيا في بداية الألفية. تساءل مالك متجر لبيع الملابس ، كان نيكيتين يبيع له ملابس من شركة "ثور شتاينار" - وهي شركة ألمانية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمجموعات النازية الجديدة - عما إذا كان يرغب في الانضمام إلى رابطة فريق "سبارتاك" ، التي كان من المقرر أن تتقاتل مع فريقًا آخر من سان بطرسبرج. "لكن قبل أن تقع المعركة ، دعاني صديق آخر للقتال من أجل فريق آخر ، فريق "سسكا" ، كما يتذكر. "لذلك بدأت للتو القتال من أجل الجانب الآخر. لم يكن لدى أدنى إهتمام بفرق كرة القدم ، كما تعلم؟

بمجرد اختيار أحد المشاغبين الهوليجنز فريقه ، لايكون بإمكانه تغييره. فعندما تحول أحد مشجعي سبارتاك قبل بضعة أعوام ، كانت رابطته السابقة تهدده بشكل لافت بوضع راية ضخمة تحمل اسمه ووجهه في المباراة التالية. سرعان ما بدأت رتبة نيكيتين في الارتفاع في رابطة فريق "سيسكا موسكو" ففي عام 2016 ، حصل على  دبوس شارته ، وهو وسام شرف منحته له خدمته الطويلة والفعالة ، وحسب تقديراته ، فإن20٪ فقط من مثيري الشغب الهوليجنز في الفريق قد حصلوا على هذا التكريم.

إدعى نيكيتين أن غالبًا ما يكون قتال الغابات مجرد بداية للعنف الذي يقع بالنهار وذلك أثناء انتظرنا سيارة لتقلنا للعودة الى وسط موسكو  مع حلول الليل ،. "بعد قتال الغابات ، كنت أقول في كثير من الأحيان للشباب:" حسنا ، من يريد أن يركل بعض المهاجرين؟ "، كما يتذكر. "معظمهم سوف يجيب:" نعم ، يمكننا القيام بذلك ".

أوضح نيكيتين بعد بضعة أيام ، في مطعم على نمط الفايكنج في وسط موسكو ، وسكينه موضوعة على الطاولة ، أنه في الأشهر الأخيرة ، فقد اهتمامه بممارسة العنف في الشوارع لأنه أصبح يدرك أنها طريقة غير فعالة لنشر وتنفيذ وجهات نظره. "في جميع أنحاء أوروبا الشغب هو في ارتفاع مفرط في الوقت الراهن ، لكن في روسيا ، الأمر في تراجع" - ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الاهتمام غير المرغوب به ببطولة كأس العالم هذا الصيف.

أطلق نيكيتين علامته الخاصة للألبسة ، "وايت ريكس" للمساعدة في إلهام جيل جديد من مثيري الشغب في كرة القدم ، والتي يتم تسويقها إلى مثيري الشغب والنازيين الجدد. (في عام 2013 ، قام مجرم مدان أطلق على نفسه اسم "تيساك" بارتداء قميص وايت ركس في مقطع فيديو صوره بنفسه وهو يهاجم رجلاً شاذًا). من الصالة الرياضية ، إلى الغابة ، إلى الشارع ، تم ترسيخ إيديولوجية اليمين المتطرف لنيكيتين. وتم إحتضانها ورعايتها وتقويتها وسط روابط الهوليجنز. والآن يقوم بترويج هذه القيم إلى الرجال الأصغر سناً من خلال عمله الخاص ، بعضهم يستأجرهم ليصنعوا ملابس علامته التجارية.

وكما خُففت قبضة العنصرية على كرة القدم الإنجليزية ببطء منذ تسعينات القرن الماضي ، قد تتبدل الأوضاع في روسيا أيضًا في النهاية، لكن الأمر قد يستغرق عقودا من الزمن للتراجع عن العوامل التي ساعدت على إيجاد روابط الهوليجنز. أخبرني بعض الناس أن مواقف المشجعين الأصغر سناً قد بدأت بالفعل في التغير. يقول سولوبوف ، المتظاهر السابق المناهض للفاشية، والذي تحول الى صحفي: "البعض بدأ يفقد الاهتمام بحركة اليمين". "إنهم يريدون فقط متابعة كرة القدم. إنه هذا يحدث ببطء، لكنهم أصبحوا غير سياسيين ".

لكن هؤلاء المشجعين الشباب سينشأون في ثقافة كرة القدم غارقة في العنصرية القومية والعنف اللأخلاقي. إن الحملة الحالية على مثيري الشغب الهوليجنز في موسكو قد توقف العنف الذي يضع روابط المشجعين الروس في دائرة الضوء. لكن الهوس المستقر لدى البعض حول إمكانية مواجهة مشجعي الفريق الإنجليزي مع روابط الهوليجنز في فولغوغراد يجعلهم يتغافلون عن القضية الأكبر من ذلك بكثير وهى كيف أن الدعم الانتهازي من الحكومة لروابط الهوليجنز ، والتي تحاول الآن وضعهم تحت السيطرة ، عززت وشرّعنت عنصرية التيارات اليمينية.

في فترة ما بعد الظهيرة المشمسة الكسولة ، ركض فريق سبارتاك الثاني إلى الملعب لملاقاة فريق لوش. فلاديفوستوك. اثنان من الصحافيين الرياضيين ضعاف الجسم منهمكين في تدوين ملاحظاتهم في دفاتر أمامهم ، يجلس خط من الرجال المسنين في سترة رياضية من البيج  يشربون من زجاجات المياه. خلف حارس مرمى فريق فلاديفوستوك ، بدأت بالهتاف مجموعة من مشجعي فريق سبارتاك الشباب ، مرتبة في صفوف منظمة .

ناشئوا الألتراس الذين ظهروا لدعم ناشئى الفريق في الملعب ربما كانوا 15 فتى، تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 سنة.. غنى مشجعي فريق سبارتاك حوالي خمسة هتافات. بعض الهتافات الغير منغمة التي تعرفت عليها كانت كهتافات كرة القدم الإنجليزية وأعيدت كتابتها بكلمات روسية غير متسقة. وهتافات أخرى مثل الأغاني الشعبية السوفيتية القديمة. كان يقود الغناء أركادي (ليس  هذا اسمه الحقيقي) ، وهو صبي ذو صوت أجش غير محبب. يرقص بخطوات رقصات الروك  ويضرب برجليه الأرض، وعيناه مغلقتان تقريبا ، في حين كان الأولاد الآخرين يتبعوا إشاراته.

[caption id="attachment_7657" align="aligncenter" width="800"] مشجعون يهتفون في مباراة لفريق الناشئين لسبارتاك[/caption]

 

إنطلقت صافرة نهاية الشوط الأول ، فهدأ ناشئي سبارتاك واستقروا في كراسيهم البلاستيكية. طلب المذيع بأدب ، من خلال الإذاعة الداخلية ، أن يمتنع المشجعين عن الهتاف والشعارات العنصرية. أركادي - بإعترافه - هو كبير مشجعي فريق "سبارتاك". يقول "أقف في الجزء غير السياسي من الاستاد". "إن روابط الهوليجنز ومعارك الغابات ليست لي. فقد تم منع الكثير من هؤلاء الرجال من المجيء إلى المباريات ".

لكن الأولاد مثل "أركادي" تعلموا ما يعنيه أن تكون مشجعاً لكرة القدم في مناخ يحدده رجال مثل نيكيتين وشبريانجين. في الشوط الثاني ، كان لاعب سبارتاك البارز "سيلفانوس نيميلي" - مهاجم يبلغ من العمر 19 عاما من ليبيريا - واحد من لاعبين أسودين فقط في الملعب ، أظهر حماس لا يكل حتى بعد أن لعب فريقه بعشرة رجال. وفي إحدى المراحل ، عندما انطلق نيملي إلى الأمام مع الكرة ، انزلق لاعب من فلاديفوستوك من الخلف ، وعرقل الدولي الليبيري الذي سقط على الأرض على ظهره بينما كان زملاؤه يتجمعون حوله. همس أركادي بشيئ متفق عليه لزملائه ثم انحنى إلى الوراء وقلد صوت التوجع "أووووه"  بصوت منخفض وتصاعدت النغمة وإرتفعت مع إضافة كل صبي صوته. ثم ، وبصورة منسجمة ، وبوجههم البريئة مثل الملائكة ، بدأوا في غناء أغانيهم العنصرية.

سايمون باركن

المصدر: صحيفة الجارديان الإنجليزية
https://www.theguardian.com/news/2018/apr/24/russia-neo-nazi-football-hooligans-world-cup
الاسم

أتاتورك أحياء إختراع أدوية إذاعة أرامكو أردوغان أسبانيا إستاكوزا إسرائيل أسلحة إصابات إعلام أفريقيا أقباط إقتصاد إكتشاف أكراد الأباء الإباحية الإبتكار الأبراج الأبناء الإتحاد الأوربي الأثرياء الأجانب الإجهاض الأحزاب الأخبار الأخوان الإخوان الأديان الأردن الأرض الإرهاب الإرهابيين الأزهر الإستجمام الأسرة الإسلام الإسلامية الإسلاميين الإصطناعي الأطفال الإعتداء الأعسر الإعلام الإغتيال الإغتيالات الأغنياء الأفلام الإباحية الأقباط الإقتصاد الأكراد الألتراء الألتراس الإلحاد الألعاب الإلكترونية الألمان الأم الفردية الأمارات الإمارات الإمارات العربية الأمازيغ الأمراض الأمم المتحدة الأمن الأمواج الأمومة الأميرة دايانا الإنتاج الإنتحاريين الإنترنت الإنتفاضة الإنجليز الإنفصال الانفلونزا الأهرام الأهلي الأوسكار البترول البحر البدو البشر البصرة البناء البنك المركزي البوذية البورصة البيئة التجميل التجنيد التحديث التحرش الترفيه التشدد التطرف التغيير التقشف التليفون التهرب الضريبي الثدي الثقافة الثورة الجاذبية الجامعات الجراثيم الجزائر الجسد الجفاف الجماعات الإسلامية الجماهير الجنس الجنسي الجنود الجنيه الجهاد الجيش الحاسب الحاسوب الحب الحرارة الحرب الحرس الثوري الحزب الجمهوري الحشد الشعبي الحكومة الحوثيون الختان الخديوي الخلافة العثمانية الخليج الخليج العربي الدانمارك الدولار الدولة الديكتاتورية الديمقراطية الدين الدينية الديون الذكاء الذكاء الإصطناعي الربيع العربي الرجل الرقمي الروبوت الروبوتات الروهينجا الري الزراعة السرطان السعودية السفر السكان السلام السلة السلطان السلطة السلطة الفلسطينية السلطوية السلفية السلفيين السمنة السموم السنة السود السودان السوريون السياحة السياسة السياسي السيسي السينما السيول الشباب الشرطة الشرق الشرق الأوسط الشريعة الشمس الشيعة الصحة الصحراء الصحف الصحفيين الصخري الصدر الصواريخ الصين الضرب الطاقة الطعام الطفل الطوارئ ألعاب العاصمة العاطفة العالم العثمانيون العدالة العدالة الإجتماعية العراق العرب العربي العسكر العقل العلاج العلم العلماء العلمانية العلويون العمال العمل العملة العنصرية العنف العنف الأسري الغاز الغذاء الغرب الفراعنة الفرعونية الفساد الفضاء الفضائيات الفقر الفلسطنيين الفلك الفن القاعدة القانون القاهرة القبائل القدس القذافي القوات المسلحة القومية العربية الكبد إلكترونيات الكنيسة الكنيسة اليونانية الكهنة الكواكب الكورة الكوليرا الكويت اللاجئين الليرة المال المانيا المتشددين المتطرفين المتوسط المثالي المجتمع المجلس العسكري المحمول المدينة المنورة المذبحة المرأة المراهقين المرض المريخ المساواة المستقبل المسلسلات المسلمون المسيحية المصريين المعلومات المغرب المقاتلون المقاولون المقبرة الملائ الأمن الملك توت المليشيات المناخ المنطقة العربية المنظمات الموبايل الموساد الموضة المياه الميراث النجوم النساء النظافة النظام النفايات النفط النووي النيل الهند الهوس الهوليجنز الهوية الوالدة باشا الوراثة الولادة الوليد بن طلال الوهابية اليابان ألياف ضوئية اليمن اليهود اليهودية اليورو اليونان أمراض أمريكا امريكا أموال أميركا اميركا أميريكا إنترنت إنجلترا أهرامات الجيزة أوربا اوربا أوروبا أوسكار إيبولا إيران إيفان الرهيب أيمن الظواهري بازل باسم يوسف باكستان براكين بريطانيا بنجلاديش بوتفليقة بوتن بوتين بووليود بيراميدز بينج تاريخي تجارة تحت المجهر ترامب تركيا تشارلز تشلسي تصوير تعليم تغير مناخي تكنولوجيا تليفزيون تونس تويتر ثروات جبهة النصرة جدة جراحة جنس جوته جوجول جونسون جيرتود بيل حاسب حزب الله حفتر حفريات حماس خاشقجي خامئني خداع خليفة حفتر خيال علمي دارفور داعش دبي دراما دوري السلة الأمريكي ديانا ديمقراطية ديناصور رأس رام الله رجل ألي رسوم روبرت ماردوخ روسيا روما رياضة زراعة زرع زواج ساعة أبل سامي عنان ستراتفور سرت سرطان سفينة فضاء سكن سنيما سوء التغذية سوريا سياسة سيف الإسلام القذافي سيناء سينما شارلز شعاع شفيق شمال أفريقيا شيخ الأزهر صحافة صحة صدام حسين صندوق النقد الدولي صنعاء صوت طائرات طاقة طاقة نووية طب طبي طعمية طفيل طلاق عبد القادر الجزائري عبد الناصر عدن عرب عسكرية عصابات عقل علاج علوم وصحة عمل عنان غاز غزة فحم فرعون فرنسا فضائيات فقر فلافل فلسطين فن فن وثقافة فنزويلا فوكس نيوز فيتنام فيديو فيروس فيروس سي فيس بوك فيصل فيضان فيورينتنا قارون قبرص قتل قش الأرز قطر قمع قنصوة قواعد كائنات كاس العالم كاسيني كافاليرز كافاليير كاميرا كتالونيا كربون كرة القدم كليوباترا كوكايين كيسنجر كيفين دورانت لاجئين لبنان لغة لوحات ليبرون جيمس ليبيا ليزر ليفربول لييبا مائير كاهانا ماري كوري مال وأعمال مايكروسوفت متجددة مجتمع مجتمع وإعلام مجتمعات مجلس الأمن محمد بن سلمان محمد صلاح مختبرات مخدرات مدرسة مراهقات مرتزقة مرض مركبات الفضاء مسلسل مسلسلات مسلمين مصر مصري مطلقات معارك معدل وراثيا معدن معرض مكة ملفات مليشيا مهاجرين موبايل موسى موسيقى مي تو مينمار نتنياهو نساء نسخ نظام الفقيه نفط نفظ نقابة نيكسون هاري هوليوود وباء وعد بلفور وقود ولي العهد وليام ياهو accessories animals anxiety art artist assignment attraction aviation bag beach beautiful destinations Best Catering Best Catering Services bicycle bicylce tours bigger bitter juice Blood Pressure botox brain brazilian buildings business Business Website cannes activity career cartoon Catering Services cave cheap hotels cheap loan cigarette climbing clothing communication Control Blood Control Blood Pressure cook cosmetic coursework craziness credit cremation deppression dermal Ease Stiffness education effective Engine Optimization entrepreneur ethnic wear europan explore eyes face finance fire damage focus food food tips fruit furniture garden gardening glasses gym hand tools health herbal Herbal Treatment High Blood home home loan home tips Hypertension Naturally immune system india Joint Pain Joint Pain Relief kindle life life hack loans marriage mba meal money movie music natural Natural Joint Natural Joint Pain occassion office Orthoxil Plus outdoor Pain Relief Pain Relief Treatment paris pets photographer pumpkin quality Reduce Hypertension Reduce Hypertension Naturally relationship relaxed Relief Treatment round face runner sea Search Engine Search Engine Optimization Search Engines self help self improvements shoes Side Effects sleep smoking snowboard social spain sports stories stress Stresx Capsules style success surgery travel trees vegetable voice voyage Website Design wi-fi winter work world zodiac sign
false
rtl
item
الجيل الجديد: صعود مثيري الشغب (الهوليجنز) من النازيين الجدد في روسيا
صعود مثيري الشغب (الهوليجنز) من النازيين الجدد في روسيا
https://geel25elgaded.com/wp-content/uploads/2018/05/صعود-مثير-الشغب-الروس1.jpg
الجيل الجديد
https://geel25elgaded.blogspot.com/2018/05/blog-post_31.html
https://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/2018/05/blog-post_31.html
true
6246319857275187510
UTF-8
لايوجد اي تدوينة المزيد المزيد الرد اغلاق الرد حذف By الصفحة الرئيسية صفحة مقالة المزيد مواضيع ذات صلة التسميات الارشيف البحث لا يوجد اي تدوينة الصعود الى الاعلى Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago