ليس هناك مسمى لما فعله ولي العهد السعودي في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أسابيع ، لكنه كان يقوم بالكثير . في الوقت الذي سيغادر فيه محمد بن سل...
ليس هناك مسمى لما فعله ولي العهد السعودي في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أسابيع ، لكنه كان يقوم بالكثير . في الوقت الذي سيغادر فيه محمد بن سلمان ، البالغ من العمر 32 عاماً ، سيكون قد زار خمس ولايات ، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا ، وأربعة رؤساء ، وخمس جرائد ، وأقطاب في مجالهم لا حصر لهم ، وأوبرا. نشاط لم تشهد أميركا مثله منذ أن وصل رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروشوف في سبتمبر 1959 في توبوليف 114 بها تشققات في جسم الطائرة طاف بها في جميع أنحاء البلاد لمدة 13 يومًا ، مما وضع وجهًا إنسانيًا متفاعلاً على عدو أمريكا الأكثر خطورة.
إستقل بن سلمان طائرة بوينج 747 مكتوب عليها "بارك الله فيكم" ، أسفل قمرة القيادة باللغتين العربية والإنجليزية. والمملكة التي هو حاكما الحقيقي بقبضة من حديد – كولي عهد لوالده المريض الملك سلمان ، البالغ من العمر 82 عاماً – تعرف بـ "الصديق العدو".
كان تجواله في الولايات المتحدة (أطول بأسبوع من رحلة خروشوف) واسع النطاق كإرتياب الأمريكيين بمملكته ( 55٪ من الأمريكيين يستنكرون أفعال المملكة العربية السعودية ، وفقاً لاستطلاع جالوب الأخير).
في السبعينيات من القرن الماضي ، دبرت ونظمت السعودية الحظر النفطي الذي جعل الأمريكيون ينتظرون في خطوط أمام محطات البنزين. في التسعينيات، ذهبت القوات الأمريكية إلى الصحراء لإنقاذ السعوديين في حرب الخليج الأولى. وعندما وضعت العائلات الأمريكية إجراءات السلامة الطارئة في خريف عام 2001 ، كان ذلك بسبب الهجمات الإرهابية التي نظمها أحد السعوديين ، "أسامة بن لادن" ، والذي كان مواطنوه يمثلون 15 من أصل 19 شخصًا نفذوا الهجمات. أشياء كثيرة هامة تغيرت بسبب هولاء الرجال بجلباهم الأبيض وأوشحتهم بمربعاتها الحمراء والبيضاء
لذلك لا يمكن أن يكون هناك سؤال أكثر إلحاحاً من السؤال الذي أثاره تصرف بن سلمان عندما كان يجلس في جناح الفندق لكي يلتقط له صورة رسمية ، بمجرد انتهاء جلسة التصويرقال: "هل يمكنني خلع هذه الأشياء؟"
إن التحوّل الفوري الذي تلى ذلك – خلع الوشاح ، والعباءة وتسليمها لأحد المساعدين - تختزل الصورة المراد إيصالها بزيارته: تسويق خطته الجريئة الخطيرة لتحديث المملكة العربية السعودية وإعادة تأكيد أولويتها في الشرق الأوسط للأمريكيين المتشككين.
على مدار ثلاث سنوات منذ أن أصبح والده ملكاً ، قام بن سلمان بلا هوادة بتعزيز سيطرته على مراكز القوة الاقتصادية والأمنية في المملكة. لقد دعم تحرر اجتماعي معتدل وصعد حرب بالوكالة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة ، نتج عنها أزمة إنسانية في اليمن المجاورة. وهو يدعو لعدم إعتماد المملكة على صادرات النفط وتنويع اقتصادها لمستقبل ما بعد النفط.
إذا نجح ، فإن ثورة بن سلمان المفترضة يمكن أن تحول واحدة من أكثر الأنظمة الاستبدادية ورجعية في العالم من مصدر للنفط والإيديولوجية الإرهابية إلى قوة للتقدم العالمي. لكن التغيير المفاجئ غالباً ما ينتهي بشكل مأساوي في الشرق الأوسط ، وتنبه إشارات تحذيريه من تصرفات ولي العهد في الداخل والخارج. "إنه شاب طموح يرغب في التصرف بشكل حازم وحاسم لتعزيز السلطة" ، يقول تشاس دبليو فريمان جونيور ، وهو سفير أمريكي سابق في الرياض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش. "[لكن] المشكلة في التهور في الكثير مما يفعله ولي العهد - إنه تغيير جذري"
[caption id="attachment_7167" align="aligncenter" width="800"]
الأمير محمد بن سلمان الذي صور في فندق بلازا في مدينة نيويورك في 29 مارس.[/caption]
أثناء الـ 75 دقيقة التي قضاها مع صحفي التايم في فندق بلازا في مدينة نيويورك ، لا تزال القنابل السعودية تسقط على اليمن ، ويبقى المدونون السعوديون في السجن و 3 من كل 4 مواطنين سعوديين ما زالوا يحصلون على راتب من مملكة حيث تشغل العمالة الأجنبية الأكثر فقراً 84٪ من الوظائف الحقيقية. لكن الرجل المسؤول لا يبدو أنه يعرف ذلك العالم. جالساً في زاوية من الأريكة في ثوب بني ، يبدو وكأنه شخص تعرفه من الجامعة ، شخص كبير يدور حول شيء يبدو مهمًا بالنسبة له. شعره غير مصفف. ويحمل علبة مشروب كوكاكولا خالي من السكر.
إن الهدف الأساسي الذي حمله معه ولي العهد هو أنه يأمل بإقتناع شامل بثقته وإندفاع في افكاره التي قد تكون البداية. يبحث بن سلمان في جزء كبير منها عن المال ، والأموال الأجنبية هي عنصر حاسم في رؤية 2030 ، خطته التي تعد بالتوفيق بين المجتمع الإقطاعي والعالم من حوله. وبقدر ما كان من الصعب أن يتخيل المرء المطالب مجتمعة ، فإن انهيار أسعار النفط ، والمطالب الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تفجر الشباب ، يتطلب إصلاحًا اقتصاديًا. لكن رغم سلطانه وثروته ، يحتاج بن سلمان إلى مساعدة خارجية للقيام بذلك.
هذا جزئيا لأن السعوديين هم أنفسهم مقاومون للتغيير. فمن صحراء قاحلة فقيرة ، منذ قرابة قرن من الزمان ، أصبحت المملكة العربية السعودية تهيمن على الثروة النفطية خلال عقود من التغيير.
يقول بن سلمان عن الجيل التأسيسي: "من الصعب جداً إقناعهم أن هناك شيئاً آخر يمكن القيام به" ، لأن التطور الذي حدث في وقتهم ، خلال 50 أو 60 عاماً ، هو مثل التطور الذي حدث في آخر 300 أو 400 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية ". ولكن بن سلمان ولد في هذا العالم الحديث فسبعة من كل 10 سعوديين هم أصغر منه سناً. وعندما يرفعون نظرهم عن هواتفهم ، فإنهم أقل تأثراً بما يفعله. "فأعيننا تركز على مانفتقده" كما يقول بن سلمان.
لكن أيضاً لأن ما يقترحه ربما يزعزع الإستقرار يقصد بن سلمان يقول أيضاً لأن ما يقترحه ربما يزعزع الاستقرار. يتحدث بن سلمان عن إنكار حقيقة ليس فقط اعتماد الأمة على تصدير النفط ، ولكن أيضا تصدير المملكة لمنتج رئيسي الآخر: الأصولية الدينية ، التي غذت القاعدة وطالبان وجماعة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية الإسلامية على مدى عقود. "نحن نعتقد أن المعيشة اليومية في عدد قليل من البلدان ، من بينها المملكة العربية السعودية ، ليست المعيشة الإسلامية" ، كما يقول للتايم. "إنها ممارسة الأشخاص الذين اختطفوا الإسلام بعد عام 1979". لكن منذ شهر سبتمبر ، أرسل ولي العهد عشرات من رجال الدين المسالمين والمفكرين الإسلاميين إلى السجن ، مما دفع المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين إلى التساؤل عما إذا كان حديثه عن الإصلاح يخفي حملة على المعارضة. يقول أحد كبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض: "قد يشعر المزيد من الناس اليوم بتحسن حال بلدهم ، وخاصة الشباب". لكن الناس يعانون ، فلم يضعف القمع السياسي. هذا ليس إصلاحًا ديمقراطيًا ".
في الولايات المتحدة ، وجد بن سلمان بعض المؤيدين المهمين ، رغم ذلك ، بما في ذلك الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير. لم يقم الرئيس فقط بتحالف أكثر صرامة مع المملكة واعتنقه كحائط صد ضد قوة إيران المتصاعدة. بل روج بقوة لشخصية ولي العهد شخصياً ، حيث قام بتغريدات تطمينية حول موضوعات خلافية. لكن إذا كان دعم البيت الأبيض فقط كافياً للحصول على دعم لإصلاحاته ، لما إحتاج بن سلمان الى التنتقل من واشنطن إلى بوسطن ونيويورك وسياتل ووادي السليكون. وبيفرلي هيلز ودالاس.
السؤال هو ما إذا كان الآخرون سيشترون ما قام البيت الأبيض بالتوقيع عليه . "هل هذه صفقة ذكية من قِبل شاب يعرف أن بلده يجب أن تتغير ، ولكن من هو الذي ينوي الحفاظ على سيطرة صارمة وسلطوية في الداخل ، أم أن هذا التحول سوف يغير بشكل جذري المفهوم الأمريكي للسعودية؟" يتسأل آرون ديفيد ميلر ، مسؤول وزارة الخارجية في مركز وودرو ويلسون. "عندما كنت في وزارة الخارجية ، كنا نصلي من أجل قائد مثل هذا. [لكن] احذر من الرغبة في شيء لا تريده حقاً".
[caption id="attachment_7168" align="aligncenter" width="758"]
"بن سلمان يلتقي مع جيمس ماتيس وكريستين لاجارد في واشنطن ، ومايكل بلومبرج في مدينة نيويورك [/caption]
بوفاة أو تنازل والد بن سلمان ، سوف يتخطى العرش تخطي جيلاً كاملاً - مئات من الأمراء في منتصف العمر- ليصل إليه. ولي العهد رجل في عجلة من أمره. "أنا لا أريد أن أضيع وقتي ،" يقول. "أنا صغير السن".
إن الحالة الحرجة للمملكة تتناسب مع نفاد صبره. فبحلول عام 2015 ، عندما وصل التاج إلى والد بن سلمان ، كان الاقتصاد النفطي السعودي يعمل على تخيلات. فسعر برميل النفط ، الذي توقع السعوديون بقاءه عند 100 دولار على الأقل للبرميل ، انخفض إلى 50 دولاراً ، والاحتياطي النقدي الهائل يقف على بعد بضع سنوات من النفاذ. في نفس الوقت ، لم تعد الولايات المتحدة ، بعد أن اقتربت أكثر من استقلال الطاقة بالغاز الطبيعي والنفط الصخري ، بحاجة إلى الرياض كما كانت سابقاً ، وكانت أقل إهتماماً بما تفعله بشكل ملحوظ. وما يثير القلق أكثر من ذلك ، أن الرئيس باراك أوباما ، على عكس الرؤساء السابقين الآخرين ، كان على استعداد بإصرار للإرتباط مع إيران ، الخصم الرئيسي للسعوديين.
إيران ، على الرغم من أنها بقيت شوكة في جانب واشنطن ، فإنها تتفق مع الولايات المتحدة في رغبتها في تدمير داعش ، والمتطرفين السنة الذين أعدموا الأمريكيين أمام الكاميرا واستخدموا الكتب المدرسية السعودية في مدارسهم.
في مواجهة هذه المشهد العام ، قام الأمير الشاب بهدوء ولكن بصلابة السلطة في هذا النوع من الضربات جريئة التي من شأنها أن تجعل ميكافللي يشعر بالخجل.
في وقت ارتقاء الملك سلمان ، كان ابنه مجهولاً خارج المملكة لدرجة أن عمره كان موضع تكهنات (كان عمره 29 سنة) ، ومع ذلك فإن الملك الجديد كان يراهن عليه بكل شيء. لقد جعل بن سلمان وزير الدفاع ، والمسؤول عن ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم ، بعد الولايات المتحدة والصين ، فأطلق الأمير الشاب حربًا على الفور ، تهاوى على أثرها المتمردين المدعومين من إيران في اليمن. كما تم تعيينه رئيساً لشركة أرامكو ، شركة النفط الحكومية العملاقة ، ورئيس التنمية الاقتصادية ونائب ولي العهد.
وقد جعل هذا اللقب الأمير بن سلمان في الترتيب الثاني للتاج ، خلف ابن عمه محمد بن نايف ، البالغ من العمر 55 عاماً ، والذي نجا في وقت سابق من هجوم قام به أحد سجناء تنظيم القاعدة عن طريق تفجير إنتحاري بواسطة قنبلة مخبأة داخل المستقيم الخاص به. لكن بن نايف لم يكن متوافق مع ما يطمح اليه ابن عمه. ففي يونيو / حزيران 2017 ، عزل الملك بن نايف من ولاية العهد واستبدله بمحمد بن سلمان.
وبعد خمسة أشهر ، قام بن سلمان بمراهنة أخرى وسجن عشرات الأشخاص ، كان منهم الأمراء والمساعدين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض بتهمة الفساد ، على الرغم من عدم إتخاذ إجراءات قانونية رسمية وعدم وجود الشفافية في هذه الإتهامات. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن واحد من المحتجزين على الأقل ، توفي وقد ظهرت عليه علامات الاعتداء الجسدي. يقول روبرت مالي كبير الموظفين في البيت الأبيض في رئاسة باراك أوباما: "لقد كان أقوى بكثير من أشخاص كان المفترض أن يكونوا أقوى من ذلك فقد كانت المعارضة أضعف بكثير".
إستخدمت تهم الفساد كأداة سياسية في المملكة العربية السعودية ، حيث كان دائما ًالإختلاس من المال العام فعلا ًمرادفاً للعائلة المالكة.
في عام 2001 ، أعلن الأمير بندر السلطان أن حوالي 50 مليار دولار قد تم تحويلها إلى حسابات خاصة للعائلة المالكة منذ تأسيس المملكة. وزعمت حكومة بن سلمان أنها استعادت ضعف هذا المبلغ من الأشخاص الذين تحتجزهم ، لكن بن سلمان لم يخجل من حجم نفقاته. فقد دفع أكثر من نصف مليار دولار لشراء يخت و 300 مليون دولار ثمن قصر مرصع بالذهب بالقرب من فرساي ، بأموال يصر أنه يكسبها بمجهوده. "إذا كنت فاسداً ، فالرجاء إظهار الدليل" ، كما يقول. ’’من المعروف عن الملك سلمان وأبنائه وفريقه أنهم نظيفون للغاية الجميع في المملكة العربية السعودية يعرف ذلك‘‘.
سواء كان ذلك بسبب الاضطهاد أو العدالة القاسية ، فإن واقعة ريتز قضت على منافسيه السياسيين الرئيسيين وعززت سلطته. كما يقول السفير السابق فريمان: ’’لقد كان نوعًا من الانقلاب - وهو انقلاب غير دموي – على النظام القديم‘‘. لكنه أيضًا أثارتردد المستثمرين وزعزعة ثقتهم في استقرار المملكة. ويضيف فريمان: ’’إن كل السلطة التي تم توزيعها على نطاق واسع للغاية بموجب الترتيبات الدستورية السابقة في إطار من الضوابط والموازين قد تم ضغطها وتركيزها في أيدي رجل واحد" ،
هذا أدى بدوره إلى إضعاف إضعاف قدرة بن سلمان على تجديد الاقتصاد والمجتمع السعودي, ووضعه العالمي - كل الأشياء التي جاء للترويج لها في الولايات المتحدة. تدعو رؤية بن سلمان 2030 إلى إنشاء صندوق ثروة سيادي بقيمة تريليوني دولار ، سيصبح أكبر صندوق سيادي في العالم. حيث يقول إن نصف قيمته سيتم استثماره داخل المملكة - فهو يتحدث بحماس عن مستقبل صناعة ألياف الكربون ويخطط لجعل المملكة العربية السعودية رائدة العالم في مجال الطاقة الشمسية – ونصفه الآخر في المؤسسات الخارجية. كما يرغب في خصخصة شركة أرامكو السعودية بشكل جزئي والذي قد يكون أكبر طرح عام أولي في التاريخ. لكن بعد واقعة فندق ريتز ، أصبح الطرح العام الأولي خارج جدول المواعيد ، وبدأت جولة الولايات المتحدة عوضاً عنه.
[caption id="attachment_7169" align="aligncenter" width="800"]
بن سلمان يلتقي بيل كلينتون في مدينة نيويورك وبيل غيتس وجيف بيزوس في سياتل وريتشارد برانسون في صحراء موهافي، كاليفورنيا[/caption]
في مانهاتن ، ذهب ولي العهد الى محل ستاربكس مع عمدة المدينة السابق والملياردير مايكل بلومبرغ. كان يرتدي سترة وقميص مفتوح الياقة. لقد كان حفلاً بالملابس الرسمية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، لكنه كان ببدلة أعمال في سياتل مع جيف بيزوس وبيل غيتس. قد لا تصنع الملابس الرجل ، ولكن إذا كانت رسالتك هي الحداثة والمرونة ، فإنها رسالة معناها أنه أكثر من "الإصلاحي" ، لكنها رسالة باهته المعانى من خلال عرضها من بواسطة عضو من العائلة المالكة السعودية الأكثر تقليدية.
أدار بن سلمان الروؤس بأفعاله يقول بلال صعب ، زميل كبير في معهد الشرق الأوسط "لم يقل أحد ما يقوله في تاريخ المملكة بأكمله"، "هذا أمر عظيم".
قام بن سلمان ببعض التغييرات الملموسة. ففي يونيو ، ستقوم النساء بقيادة السيارات على الطرق السعودية ، بمفردهم بدون مصاحبة الذكور. ستقام المهرجانات الموسيقية وتفتح دور العرض السينمائي ، لكن التساؤلات ستثارحول هل سيجلس الرجال والنساء منفصلين. سوف يتم كبح الشرطة الدينية في المملكة.
في بيئة عقيمة ومحافظة مثل المملكة العربية السعودية ، ولّدت هذه التغييرات المتواضعة حماسة حقيقية بين النشطاء ، فالكثير منهم كانوا متشككين في بن سلمان.
يقول ولي العهد أن المملكة يجب أن تكون مناسبة كفاية لـ"العيش" لإرضاء الشباب السعودي واجتذاب الأجانب للعمل هناك على حد سواء. كما يأمل في جذب السياح ، لذلك أعلن في 2 أبريل أن المملكة سوف تخفف إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول لهم. يقول بن سلمان: "أعتقد أن المملكة العربية السعودية قد فعلت في الثلاث سنوات الأخيرة أكثر من السنوات الثلاثين الماضية .
لكن ولي العهد يتوائم مع اتجاه عالمي أكبر: السلطوية. فقد فرض بن سلمان سيطرة أكبر على الإعلام السعودي ، ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة ، قام "بشكل تعسفي" بسجن 60 ناشطاً وصحافياً وأكاديميين ورجال دين منذ سبتمبر. فالمملكة العربية السعودية تظل ملكية مطلقة ، كما أوضح ولي العهد ، مضيفاً أنه ليس لديه خطط لتخفيف سلطته في السنوات الخمسين القادمة التي قد يبقاها في الحكم. "ما ينبغي أن نركز عليه هو الغاية ، وليس الوسيلة" ، كما يقول. "إذا كانت الوسائل تأخذنا إلى هذه الغاية ، وهذه النهاية الجيدة ، والجميع متفقون عليها ، فإن ذلك سيكون جيداً." ويضيف بن سلمان إنه يريد في النهاية حرية التعبير ، وتحسين فرص العمل ، والنمو الاقتصادي ، والأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية. ويقول كذلك أن أسلوبه المطلق هو أفضل وسيلة للوصول الى هذا الهدف هذا أفضل من الفوضى التي أعقبت الربيع العربي في أي مكان آخر في المنطقة.
المشكلة بالنسبة للمملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم هي أن الوسائل تعيث فسادا في هذه الأثناء. فباسم الوقوف في وجه إيران ، أطلق بن سلمان حربًا جوية في عام 2015 في اليمن أوقعت أكثر من 10 آلاف شخص كضحايا ، ودمر ما كان بالفعل أفقر دولة في العالم العربي. من بين 17.749 عملية قصف تم تسجيلها منذ عام 2015 بواسطة مشروع اليمن للبيانات ، وهي مجموعة مراقبة مستقلة لحقوق الإنسان ، تقريبًا ثلث الأهداف كانت غير عسكرية. "أنت تنتظر الموت إذا كنت هنا" كما تقول راضية المتوكل من المنظمة اليمنية غير الهادفة للربح ’’مواطنة‘‘ لحقوق الإنسان ، عبر الهاتف من العاصمة صنعاء. وتصف الأمم المتحدة الحرب في اليمن بأنها "أسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان في عصرنا".
يبقى بن سلمان رغم ذلك ثابت على موقفه. فقال لـ ’’التايم‘‘: على الرغم من إنه لا يستبعد إرسال قوات برية ، فإن أولويته هي أن تظل الحرب غير مؤلمة بالنسبة للسعوديين. "نريد أن نتأكد من أنه مهما حدث ، يجب ألا يعاني الشعب السعودي منها" ، كما يقول. "لا ينبغي أن يتضرر الاقتصاد أو حتى يشعر بها. لذا نحن نحاول التأكد من أننا بعيدون عن أي تصعيد يحدث".
ويسعد البيت الأبيض حتى الآن أن يلعب دورًا داعمًا في حرب اليمن ، بتقديمه لمعلومات استخباراتية ، وتزويد الطائرات بالوقود في الجو .
[caption id="attachment_7170" align="aligncenter" width="800"]
من جديد مقاتلي الحوثي يتفقد موقع غارة جوية التحالف الذي تقوده السعودية والذي استهدف القصر الرئاسي اليمني في صنعاء في 5 ديسمبر [/caption]
لعقود كان "الاستقرار" هو ما توقعت الولايات المتحدة أن توفره السعودية في الشرق الأوسط. لكن هل كان التقارب مع البيت الأبيض قد شجع النظام الجديد.
بعد وقت قصير من مغادرة ترامب الرياض في أول زيارة خارجية له شهرمايو الماضي ، فاجأ السعوديون العالم بإطلاق حصار على قطر. وفي نوفمبر، بدا أن بن سلمان قد جعل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رهينة لأكثر من أسبوعين ، بعد أن أعلن الحريري استقالته بالفيديو في وقت متأخر من الليل أثناء رحلته إلى الرياض. وفي خضم الاضطراب الإقليمي والعالمي ، عاد الزعيم اللبناني إلى بيروت وتراجع عن استقالته بعد أيام.
وكان الهدف النهائي من كل هذه المغامرات هو إيران ، التي تسلح الحوثيين الشيعة في اليمن ، ولها علاقات حميمة مع قطر وتلعب دوراً محورياً في السياسة اللبنانية. كما أنها المنافس الكبير للمملكة العربية السعودية في القوة الإقليمية وفي قيادة العالم الإسلامي. بن سلمان يروج أن إيران مصدر كل المساوئ في الشرق الأوسط ، بما في ذلك - والذي أثار دهشة العلماء - التطرف الديني في المملكة العربية السعودية. يُرجع ولي العهد بدايات هذا التطرف إلى عام 1979 ، وهو العام الذي اقتحم فيه الراديكاليون السنة أقدس موقع في الإسلام ، وهو المسجد الكبير في مكة ، ودعوا إلى الإطاحة ببيت آل سعود على أساس قلة التقوى. في قول بن سلمان الغير مقنع ، كان المتعصبون مستلهمين من الثورة الإسلامية التي أرست ثيوقراطية دينية في إيران قبل بضعة أشهر.
وأيا كان السبب ، كانت النتيجة كارثية.
وخوفاً من اتهامهم بعدم التقوى ، فإن آل سعود-الذين كانوا بالفعل يعتمدون منذ فترة طويلة على المحافظين المتدينين لفرض سلطة أخلاقية في البلاد- ، أطلقت يدهم أكثر. وكانت النتيجة هي الأصولية الإسلامية التي تزامنت مع حدث مشئوم آخر عام 1979: الغزو السوفييتي لأفغانستان. ففي مواجهة تهديدات الحرب الباردة ، قامت الولايات المتحدة بما اتضح أنه تحرك قصير النظر وهو محاربة الروس عن طريق تشجيع المسلمين على تبني فكرة الحرب ضد الكفار. في هذا الوسط ، ظهرت القاعدة إلى حيز الوجود.
ويشير المؤرخون إلى أن المملكة العربية السعودية نفسها تأسست على صفقة مماثلة. حيث أبرم الملك السعودي الأول في القرن الثامن عشر اتفاقية للحصول على خدمات المقاتلين المتعصبين الذين تبعوا محمد بن عبد الوهاب، فاتفق الحلفاء على أن آل سعود سيحكمون المملكة الدونيوية ، لكن الحياة الروحية ستكون نموذج للتعاليم المشددة للإسلام المعروفة باسم مؤسسها.
يدعي بن سلمان أن الخطورة مبالغ فيها: "ما هي الوهابية؟" ، سألها مبتسماً. الوهابية هي اختزال عالمي لنموذج الإسلام الغير متسامح ، والذي تعلمه الملايين من العمال الأجانب في مساجد الخليج ، لذلك فإن وزارة الإسلام السعودية قد نشرت في الخارج. مجادلة بن سلمان حول الوهابية. "أولا وقبل كل شيء ، السعودية لا تنشر اي ايديولوجية متطرفة" ، كما يصر على ذلك. "المملكة العربية السعودية هي الضحية الأكبر للإيديولوجيا المتطرفة." يقول بن سلمان إن حكومته عازمة على إيقاف الدروس التي يدرّسها المتطرفون ، ويقول إن لديه الفقه الإسلامي إلى جانبه. "إذا جاء شخص ما وقال إن النساء لا يمكنهن المشاركة في الرياضة ،" يرد ، "النبي ، تسابق مع زوجته. إذا جاء شخص ما ويقول إن النساء لا يستطعن القيام بأعمال تجارية ، يرد أن زوجة النبي ، كانت سيدة أعمال ، وكان الرسول يعمل من لديها. لذا فإن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانبنا ".
كما أن المملكة تعمل على تخفيف موقفها العام تجاه إسرائيل، معترفاً بالتنسيق ضد إيران والذي كان موجوداً في الخفاء لسنوات في مجالات الاستخبارات و القنوات الدبلوماسية الخلفية. "لدينا عدو مشترك ، ويبدو أن لدينا الكثير من المجالات المحتملة للتعاون الاقتصادي" ، يخبر ولي العهد التايم. ويقول: "لا يمكن أن نقيم علاقات مع إسرائيل قبل حل مشكلة السلام مع الفلسطينيين لأن كليهما لهم الحق في العيش والتعايش" ، لكنه يقول: "عندما يحدث ذلك ، بالطبع سنقيم علاقات جيدة وطبيعية في اليوم التالي مع إسرائيل وسوف لمصلحة كل الأطراف".
كل هذا يشير الى صورة مختلفة للمملكة العربية السعودية ، بطريقة أو بأخرى.
للمتابعين من الخارج ، الخطر الأكثر وضوحاً هو اندفاع بن سلمان في سياسته الخارجية. الحرب الجارية في اليمن هي النموذج المثير للقلق. يقول ستيفن سيش ، سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن: "كان هذا عملاً غير ناضج إلى حد ما ، وغير حكيم ومرتجل" ، ويضيف: "هذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان يستطيع تنفيذ خطط طموحة أخرى".
يتمثل التحدي في التوفيق بين هذه الصورة المتفتحة والقبضة الحديدية التي يلوح بها في وجه منافسيه في الداخل ، مع رفقته الساحرة التي تطير معه في جميع أنحاء الولايات المتحدة. رغم كل التناقضات ، يتضح القليل من لقاءات بن سلمان كسماته مثل قوة شخصيته وفكره وإخلاصه لفكرة التغيير.
"إنه حقاً يحاول أن يعمل على رسم صورة معينة ، ويعمل عليها بجد للغاية" يقول صعب. إنه أكثر من كاف لإعطاء الأمل لأولئك الذين يريدون رؤية إمكانية حدوث تحول إيجابي في الشرق الأوسط. يقول ميلر من مركز وودرو ويلسون: "أضمن لك أن الأشخاص الذين جلس معهم هذا الشخص يسألون أنفسهم: ما الجديد في الشرق الأوسط؟
كلمتين: المملكة العربية السعودية.
كارل فيك
بمشاركة هالي سويتلاند إدواردز ، إدوارد فيلسنتال و دبليو جي هنيغان / نيويورك وفيليب إليوت / واشنطن
المصدر: مجلة التايم الأمريكية
http://time.com/longform/mohammed-bin-salman/
إستقل بن سلمان طائرة بوينج 747 مكتوب عليها "بارك الله فيكم" ، أسفل قمرة القيادة باللغتين العربية والإنجليزية. والمملكة التي هو حاكما الحقيقي بقبضة من حديد – كولي عهد لوالده المريض الملك سلمان ، البالغ من العمر 82 عاماً – تعرف بـ "الصديق العدو".
كان تجواله في الولايات المتحدة (أطول بأسبوع من رحلة خروشوف) واسع النطاق كإرتياب الأمريكيين بمملكته ( 55٪ من الأمريكيين يستنكرون أفعال المملكة العربية السعودية ، وفقاً لاستطلاع جالوب الأخير).
في السبعينيات من القرن الماضي ، دبرت ونظمت السعودية الحظر النفطي الذي جعل الأمريكيون ينتظرون في خطوط أمام محطات البنزين. في التسعينيات، ذهبت القوات الأمريكية إلى الصحراء لإنقاذ السعوديين في حرب الخليج الأولى. وعندما وضعت العائلات الأمريكية إجراءات السلامة الطارئة في خريف عام 2001 ، كان ذلك بسبب الهجمات الإرهابية التي نظمها أحد السعوديين ، "أسامة بن لادن" ، والذي كان مواطنوه يمثلون 15 من أصل 19 شخصًا نفذوا الهجمات. أشياء كثيرة هامة تغيرت بسبب هولاء الرجال بجلباهم الأبيض وأوشحتهم بمربعاتها الحمراء والبيضاء
لذلك لا يمكن أن يكون هناك سؤال أكثر إلحاحاً من السؤال الذي أثاره تصرف بن سلمان عندما كان يجلس في جناح الفندق لكي يلتقط له صورة رسمية ، بمجرد انتهاء جلسة التصويرقال: "هل يمكنني خلع هذه الأشياء؟"
إن التحوّل الفوري الذي تلى ذلك – خلع الوشاح ، والعباءة وتسليمها لأحد المساعدين - تختزل الصورة المراد إيصالها بزيارته: تسويق خطته الجريئة الخطيرة لتحديث المملكة العربية السعودية وإعادة تأكيد أولويتها في الشرق الأوسط للأمريكيين المتشككين.
على مدار ثلاث سنوات منذ أن أصبح والده ملكاً ، قام بن سلمان بلا هوادة بتعزيز سيطرته على مراكز القوة الاقتصادية والأمنية في المملكة. لقد دعم تحرر اجتماعي معتدل وصعد حرب بالوكالة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة ، نتج عنها أزمة إنسانية في اليمن المجاورة. وهو يدعو لعدم إعتماد المملكة على صادرات النفط وتنويع اقتصادها لمستقبل ما بعد النفط.
إذا نجح ، فإن ثورة بن سلمان المفترضة يمكن أن تحول واحدة من أكثر الأنظمة الاستبدادية ورجعية في العالم من مصدر للنفط والإيديولوجية الإرهابية إلى قوة للتقدم العالمي. لكن التغيير المفاجئ غالباً ما ينتهي بشكل مأساوي في الشرق الأوسط ، وتنبه إشارات تحذيريه من تصرفات ولي العهد في الداخل والخارج. "إنه شاب طموح يرغب في التصرف بشكل حازم وحاسم لتعزيز السلطة" ، يقول تشاس دبليو فريمان جونيور ، وهو سفير أمريكي سابق في الرياض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش. "[لكن] المشكلة في التهور في الكثير مما يفعله ولي العهد - إنه تغيير جذري"
[caption id="attachment_7167" align="aligncenter" width="800"]

أثناء الـ 75 دقيقة التي قضاها مع صحفي التايم في فندق بلازا في مدينة نيويورك ، لا تزال القنابل السعودية تسقط على اليمن ، ويبقى المدونون السعوديون في السجن و 3 من كل 4 مواطنين سعوديين ما زالوا يحصلون على راتب من مملكة حيث تشغل العمالة الأجنبية الأكثر فقراً 84٪ من الوظائف الحقيقية. لكن الرجل المسؤول لا يبدو أنه يعرف ذلك العالم. جالساً في زاوية من الأريكة في ثوب بني ، يبدو وكأنه شخص تعرفه من الجامعة ، شخص كبير يدور حول شيء يبدو مهمًا بالنسبة له. شعره غير مصفف. ويحمل علبة مشروب كوكاكولا خالي من السكر.
إن الهدف الأساسي الذي حمله معه ولي العهد هو أنه يأمل بإقتناع شامل بثقته وإندفاع في افكاره التي قد تكون البداية. يبحث بن سلمان في جزء كبير منها عن المال ، والأموال الأجنبية هي عنصر حاسم في رؤية 2030 ، خطته التي تعد بالتوفيق بين المجتمع الإقطاعي والعالم من حوله. وبقدر ما كان من الصعب أن يتخيل المرء المطالب مجتمعة ، فإن انهيار أسعار النفط ، والمطالب الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تفجر الشباب ، يتطلب إصلاحًا اقتصاديًا. لكن رغم سلطانه وثروته ، يحتاج بن سلمان إلى مساعدة خارجية للقيام بذلك.
هذا جزئيا لأن السعوديين هم أنفسهم مقاومون للتغيير. فمن صحراء قاحلة فقيرة ، منذ قرابة قرن من الزمان ، أصبحت المملكة العربية السعودية تهيمن على الثروة النفطية خلال عقود من التغيير.
يقول بن سلمان عن الجيل التأسيسي: "من الصعب جداً إقناعهم أن هناك شيئاً آخر يمكن القيام به" ، لأن التطور الذي حدث في وقتهم ، خلال 50 أو 60 عاماً ، هو مثل التطور الذي حدث في آخر 300 أو 400 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية ". ولكن بن سلمان ولد في هذا العالم الحديث فسبعة من كل 10 سعوديين هم أصغر منه سناً. وعندما يرفعون نظرهم عن هواتفهم ، فإنهم أقل تأثراً بما يفعله. "فأعيننا تركز على مانفتقده" كما يقول بن سلمان.
لكن أيضاً لأن ما يقترحه ربما يزعزع الإستقرار يقصد بن سلمان يقول أيضاً لأن ما يقترحه ربما يزعزع الاستقرار. يتحدث بن سلمان عن إنكار حقيقة ليس فقط اعتماد الأمة على تصدير النفط ، ولكن أيضا تصدير المملكة لمنتج رئيسي الآخر: الأصولية الدينية ، التي غذت القاعدة وطالبان وجماعة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية الإسلامية على مدى عقود. "نحن نعتقد أن المعيشة اليومية في عدد قليل من البلدان ، من بينها المملكة العربية السعودية ، ليست المعيشة الإسلامية" ، كما يقول للتايم. "إنها ممارسة الأشخاص الذين اختطفوا الإسلام بعد عام 1979". لكن منذ شهر سبتمبر ، أرسل ولي العهد عشرات من رجال الدين المسالمين والمفكرين الإسلاميين إلى السجن ، مما دفع المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين إلى التساؤل عما إذا كان حديثه عن الإصلاح يخفي حملة على المعارضة. يقول أحد كبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض: "قد يشعر المزيد من الناس اليوم بتحسن حال بلدهم ، وخاصة الشباب". لكن الناس يعانون ، فلم يضعف القمع السياسي. هذا ليس إصلاحًا ديمقراطيًا ".
في الولايات المتحدة ، وجد بن سلمان بعض المؤيدين المهمين ، رغم ذلك ، بما في ذلك الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير. لم يقم الرئيس فقط بتحالف أكثر صرامة مع المملكة واعتنقه كحائط صد ضد قوة إيران المتصاعدة. بل روج بقوة لشخصية ولي العهد شخصياً ، حيث قام بتغريدات تطمينية حول موضوعات خلافية. لكن إذا كان دعم البيت الأبيض فقط كافياً للحصول على دعم لإصلاحاته ، لما إحتاج بن سلمان الى التنتقل من واشنطن إلى بوسطن ونيويورك وسياتل ووادي السليكون. وبيفرلي هيلز ودالاس.
السؤال هو ما إذا كان الآخرون سيشترون ما قام البيت الأبيض بالتوقيع عليه . "هل هذه صفقة ذكية من قِبل شاب يعرف أن بلده يجب أن تتغير ، ولكن من هو الذي ينوي الحفاظ على سيطرة صارمة وسلطوية في الداخل ، أم أن هذا التحول سوف يغير بشكل جذري المفهوم الأمريكي للسعودية؟" يتسأل آرون ديفيد ميلر ، مسؤول وزارة الخارجية في مركز وودرو ويلسون. "عندما كنت في وزارة الخارجية ، كنا نصلي من أجل قائد مثل هذا. [لكن] احذر من الرغبة في شيء لا تريده حقاً".
[caption id="attachment_7168" align="aligncenter" width="758"]

بوفاة أو تنازل والد بن سلمان ، سوف يتخطى العرش تخطي جيلاً كاملاً - مئات من الأمراء في منتصف العمر- ليصل إليه. ولي العهد رجل في عجلة من أمره. "أنا لا أريد أن أضيع وقتي ،" يقول. "أنا صغير السن".
إن الحالة الحرجة للمملكة تتناسب مع نفاد صبره. فبحلول عام 2015 ، عندما وصل التاج إلى والد بن سلمان ، كان الاقتصاد النفطي السعودي يعمل على تخيلات. فسعر برميل النفط ، الذي توقع السعوديون بقاءه عند 100 دولار على الأقل للبرميل ، انخفض إلى 50 دولاراً ، والاحتياطي النقدي الهائل يقف على بعد بضع سنوات من النفاذ. في نفس الوقت ، لم تعد الولايات المتحدة ، بعد أن اقتربت أكثر من استقلال الطاقة بالغاز الطبيعي والنفط الصخري ، بحاجة إلى الرياض كما كانت سابقاً ، وكانت أقل إهتماماً بما تفعله بشكل ملحوظ. وما يثير القلق أكثر من ذلك ، أن الرئيس باراك أوباما ، على عكس الرؤساء السابقين الآخرين ، كان على استعداد بإصرار للإرتباط مع إيران ، الخصم الرئيسي للسعوديين.
إيران ، على الرغم من أنها بقيت شوكة في جانب واشنطن ، فإنها تتفق مع الولايات المتحدة في رغبتها في تدمير داعش ، والمتطرفين السنة الذين أعدموا الأمريكيين أمام الكاميرا واستخدموا الكتب المدرسية السعودية في مدارسهم.
في مواجهة هذه المشهد العام ، قام الأمير الشاب بهدوء ولكن بصلابة السلطة في هذا النوع من الضربات جريئة التي من شأنها أن تجعل ميكافللي يشعر بالخجل.
في وقت ارتقاء الملك سلمان ، كان ابنه مجهولاً خارج المملكة لدرجة أن عمره كان موضع تكهنات (كان عمره 29 سنة) ، ومع ذلك فإن الملك الجديد كان يراهن عليه بكل شيء. لقد جعل بن سلمان وزير الدفاع ، والمسؤول عن ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم ، بعد الولايات المتحدة والصين ، فأطلق الأمير الشاب حربًا على الفور ، تهاوى على أثرها المتمردين المدعومين من إيران في اليمن. كما تم تعيينه رئيساً لشركة أرامكو ، شركة النفط الحكومية العملاقة ، ورئيس التنمية الاقتصادية ونائب ولي العهد.
وقد جعل هذا اللقب الأمير بن سلمان في الترتيب الثاني للتاج ، خلف ابن عمه محمد بن نايف ، البالغ من العمر 55 عاماً ، والذي نجا في وقت سابق من هجوم قام به أحد سجناء تنظيم القاعدة عن طريق تفجير إنتحاري بواسطة قنبلة مخبأة داخل المستقيم الخاص به. لكن بن نايف لم يكن متوافق مع ما يطمح اليه ابن عمه. ففي يونيو / حزيران 2017 ، عزل الملك بن نايف من ولاية العهد واستبدله بمحمد بن سلمان.
وبعد خمسة أشهر ، قام بن سلمان بمراهنة أخرى وسجن عشرات الأشخاص ، كان منهم الأمراء والمساعدين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض بتهمة الفساد ، على الرغم من عدم إتخاذ إجراءات قانونية رسمية وعدم وجود الشفافية في هذه الإتهامات. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن واحد من المحتجزين على الأقل ، توفي وقد ظهرت عليه علامات الاعتداء الجسدي. يقول روبرت مالي كبير الموظفين في البيت الأبيض في رئاسة باراك أوباما: "لقد كان أقوى بكثير من أشخاص كان المفترض أن يكونوا أقوى من ذلك فقد كانت المعارضة أضعف بكثير".
إستخدمت تهم الفساد كأداة سياسية في المملكة العربية السعودية ، حيث كان دائما ًالإختلاس من المال العام فعلا ًمرادفاً للعائلة المالكة.
في عام 2001 ، أعلن الأمير بندر السلطان أن حوالي 50 مليار دولار قد تم تحويلها إلى حسابات خاصة للعائلة المالكة منذ تأسيس المملكة. وزعمت حكومة بن سلمان أنها استعادت ضعف هذا المبلغ من الأشخاص الذين تحتجزهم ، لكن بن سلمان لم يخجل من حجم نفقاته. فقد دفع أكثر من نصف مليار دولار لشراء يخت و 300 مليون دولار ثمن قصر مرصع بالذهب بالقرب من فرساي ، بأموال يصر أنه يكسبها بمجهوده. "إذا كنت فاسداً ، فالرجاء إظهار الدليل" ، كما يقول. ’’من المعروف عن الملك سلمان وأبنائه وفريقه أنهم نظيفون للغاية الجميع في المملكة العربية السعودية يعرف ذلك‘‘.
سواء كان ذلك بسبب الاضطهاد أو العدالة القاسية ، فإن واقعة ريتز قضت على منافسيه السياسيين الرئيسيين وعززت سلطته. كما يقول السفير السابق فريمان: ’’لقد كان نوعًا من الانقلاب - وهو انقلاب غير دموي – على النظام القديم‘‘. لكنه أيضًا أثارتردد المستثمرين وزعزعة ثقتهم في استقرار المملكة. ويضيف فريمان: ’’إن كل السلطة التي تم توزيعها على نطاق واسع للغاية بموجب الترتيبات الدستورية السابقة في إطار من الضوابط والموازين قد تم ضغطها وتركيزها في أيدي رجل واحد" ،
هذا أدى بدوره إلى إضعاف إضعاف قدرة بن سلمان على تجديد الاقتصاد والمجتمع السعودي, ووضعه العالمي - كل الأشياء التي جاء للترويج لها في الولايات المتحدة. تدعو رؤية بن سلمان 2030 إلى إنشاء صندوق ثروة سيادي بقيمة تريليوني دولار ، سيصبح أكبر صندوق سيادي في العالم. حيث يقول إن نصف قيمته سيتم استثماره داخل المملكة - فهو يتحدث بحماس عن مستقبل صناعة ألياف الكربون ويخطط لجعل المملكة العربية السعودية رائدة العالم في مجال الطاقة الشمسية – ونصفه الآخر في المؤسسات الخارجية. كما يرغب في خصخصة شركة أرامكو السعودية بشكل جزئي والذي قد يكون أكبر طرح عام أولي في التاريخ. لكن بعد واقعة فندق ريتز ، أصبح الطرح العام الأولي خارج جدول المواعيد ، وبدأت جولة الولايات المتحدة عوضاً عنه.
[caption id="attachment_7169" align="aligncenter" width="800"]

في مانهاتن ، ذهب ولي العهد الى محل ستاربكس مع عمدة المدينة السابق والملياردير مايكل بلومبرغ. كان يرتدي سترة وقميص مفتوح الياقة. لقد كان حفلاً بالملابس الرسمية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، لكنه كان ببدلة أعمال في سياتل مع جيف بيزوس وبيل غيتس. قد لا تصنع الملابس الرجل ، ولكن إذا كانت رسالتك هي الحداثة والمرونة ، فإنها رسالة معناها أنه أكثر من "الإصلاحي" ، لكنها رسالة باهته المعانى من خلال عرضها من بواسطة عضو من العائلة المالكة السعودية الأكثر تقليدية.
أدار بن سلمان الروؤس بأفعاله يقول بلال صعب ، زميل كبير في معهد الشرق الأوسط "لم يقل أحد ما يقوله في تاريخ المملكة بأكمله"، "هذا أمر عظيم".
قام بن سلمان ببعض التغييرات الملموسة. ففي يونيو ، ستقوم النساء بقيادة السيارات على الطرق السعودية ، بمفردهم بدون مصاحبة الذكور. ستقام المهرجانات الموسيقية وتفتح دور العرض السينمائي ، لكن التساؤلات ستثارحول هل سيجلس الرجال والنساء منفصلين. سوف يتم كبح الشرطة الدينية في المملكة.
في بيئة عقيمة ومحافظة مثل المملكة العربية السعودية ، ولّدت هذه التغييرات المتواضعة حماسة حقيقية بين النشطاء ، فالكثير منهم كانوا متشككين في بن سلمان.
يقول ولي العهد أن المملكة يجب أن تكون مناسبة كفاية لـ"العيش" لإرضاء الشباب السعودي واجتذاب الأجانب للعمل هناك على حد سواء. كما يأمل في جذب السياح ، لذلك أعلن في 2 أبريل أن المملكة سوف تخفف إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول لهم. يقول بن سلمان: "أعتقد أن المملكة العربية السعودية قد فعلت في الثلاث سنوات الأخيرة أكثر من السنوات الثلاثين الماضية .
لكن ولي العهد يتوائم مع اتجاه عالمي أكبر: السلطوية. فقد فرض بن سلمان سيطرة أكبر على الإعلام السعودي ، ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة ، قام "بشكل تعسفي" بسجن 60 ناشطاً وصحافياً وأكاديميين ورجال دين منذ سبتمبر. فالمملكة العربية السعودية تظل ملكية مطلقة ، كما أوضح ولي العهد ، مضيفاً أنه ليس لديه خطط لتخفيف سلطته في السنوات الخمسين القادمة التي قد يبقاها في الحكم. "ما ينبغي أن نركز عليه هو الغاية ، وليس الوسيلة" ، كما يقول. "إذا كانت الوسائل تأخذنا إلى هذه الغاية ، وهذه النهاية الجيدة ، والجميع متفقون عليها ، فإن ذلك سيكون جيداً." ويضيف بن سلمان إنه يريد في النهاية حرية التعبير ، وتحسين فرص العمل ، والنمو الاقتصادي ، والأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية. ويقول كذلك أن أسلوبه المطلق هو أفضل وسيلة للوصول الى هذا الهدف هذا أفضل من الفوضى التي أعقبت الربيع العربي في أي مكان آخر في المنطقة.
المشكلة بالنسبة للمملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم هي أن الوسائل تعيث فسادا في هذه الأثناء. فباسم الوقوف في وجه إيران ، أطلق بن سلمان حربًا جوية في عام 2015 في اليمن أوقعت أكثر من 10 آلاف شخص كضحايا ، ودمر ما كان بالفعل أفقر دولة في العالم العربي. من بين 17.749 عملية قصف تم تسجيلها منذ عام 2015 بواسطة مشروع اليمن للبيانات ، وهي مجموعة مراقبة مستقلة لحقوق الإنسان ، تقريبًا ثلث الأهداف كانت غير عسكرية. "أنت تنتظر الموت إذا كنت هنا" كما تقول راضية المتوكل من المنظمة اليمنية غير الهادفة للربح ’’مواطنة‘‘ لحقوق الإنسان ، عبر الهاتف من العاصمة صنعاء. وتصف الأمم المتحدة الحرب في اليمن بأنها "أسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان في عصرنا".
يبقى بن سلمان رغم ذلك ثابت على موقفه. فقال لـ ’’التايم‘‘: على الرغم من إنه لا يستبعد إرسال قوات برية ، فإن أولويته هي أن تظل الحرب غير مؤلمة بالنسبة للسعوديين. "نريد أن نتأكد من أنه مهما حدث ، يجب ألا يعاني الشعب السعودي منها" ، كما يقول. "لا ينبغي أن يتضرر الاقتصاد أو حتى يشعر بها. لذا نحن نحاول التأكد من أننا بعيدون عن أي تصعيد يحدث".
ويسعد البيت الأبيض حتى الآن أن يلعب دورًا داعمًا في حرب اليمن ، بتقديمه لمعلومات استخباراتية ، وتزويد الطائرات بالوقود في الجو .
[caption id="attachment_7170" align="aligncenter" width="800"]

لعقود كان "الاستقرار" هو ما توقعت الولايات المتحدة أن توفره السعودية في الشرق الأوسط. لكن هل كان التقارب مع البيت الأبيض قد شجع النظام الجديد.
بعد وقت قصير من مغادرة ترامب الرياض في أول زيارة خارجية له شهرمايو الماضي ، فاجأ السعوديون العالم بإطلاق حصار على قطر. وفي نوفمبر، بدا أن بن سلمان قد جعل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رهينة لأكثر من أسبوعين ، بعد أن أعلن الحريري استقالته بالفيديو في وقت متأخر من الليل أثناء رحلته إلى الرياض. وفي خضم الاضطراب الإقليمي والعالمي ، عاد الزعيم اللبناني إلى بيروت وتراجع عن استقالته بعد أيام.
وكان الهدف النهائي من كل هذه المغامرات هو إيران ، التي تسلح الحوثيين الشيعة في اليمن ، ولها علاقات حميمة مع قطر وتلعب دوراً محورياً في السياسة اللبنانية. كما أنها المنافس الكبير للمملكة العربية السعودية في القوة الإقليمية وفي قيادة العالم الإسلامي. بن سلمان يروج أن إيران مصدر كل المساوئ في الشرق الأوسط ، بما في ذلك - والذي أثار دهشة العلماء - التطرف الديني في المملكة العربية السعودية. يُرجع ولي العهد بدايات هذا التطرف إلى عام 1979 ، وهو العام الذي اقتحم فيه الراديكاليون السنة أقدس موقع في الإسلام ، وهو المسجد الكبير في مكة ، ودعوا إلى الإطاحة ببيت آل سعود على أساس قلة التقوى. في قول بن سلمان الغير مقنع ، كان المتعصبون مستلهمين من الثورة الإسلامية التي أرست ثيوقراطية دينية في إيران قبل بضعة أشهر.
وأيا كان السبب ، كانت النتيجة كارثية.
وخوفاً من اتهامهم بعدم التقوى ، فإن آل سعود-الذين كانوا بالفعل يعتمدون منذ فترة طويلة على المحافظين المتدينين لفرض سلطة أخلاقية في البلاد- ، أطلقت يدهم أكثر. وكانت النتيجة هي الأصولية الإسلامية التي تزامنت مع حدث مشئوم آخر عام 1979: الغزو السوفييتي لأفغانستان. ففي مواجهة تهديدات الحرب الباردة ، قامت الولايات المتحدة بما اتضح أنه تحرك قصير النظر وهو محاربة الروس عن طريق تشجيع المسلمين على تبني فكرة الحرب ضد الكفار. في هذا الوسط ، ظهرت القاعدة إلى حيز الوجود.
ويشير المؤرخون إلى أن المملكة العربية السعودية نفسها تأسست على صفقة مماثلة. حيث أبرم الملك السعودي الأول في القرن الثامن عشر اتفاقية للحصول على خدمات المقاتلين المتعصبين الذين تبعوا محمد بن عبد الوهاب، فاتفق الحلفاء على أن آل سعود سيحكمون المملكة الدونيوية ، لكن الحياة الروحية ستكون نموذج للتعاليم المشددة للإسلام المعروفة باسم مؤسسها.
يدعي بن سلمان أن الخطورة مبالغ فيها: "ما هي الوهابية؟" ، سألها مبتسماً. الوهابية هي اختزال عالمي لنموذج الإسلام الغير متسامح ، والذي تعلمه الملايين من العمال الأجانب في مساجد الخليج ، لذلك فإن وزارة الإسلام السعودية قد نشرت في الخارج. مجادلة بن سلمان حول الوهابية. "أولا وقبل كل شيء ، السعودية لا تنشر اي ايديولوجية متطرفة" ، كما يصر على ذلك. "المملكة العربية السعودية هي الضحية الأكبر للإيديولوجيا المتطرفة." يقول بن سلمان إن حكومته عازمة على إيقاف الدروس التي يدرّسها المتطرفون ، ويقول إن لديه الفقه الإسلامي إلى جانبه. "إذا جاء شخص ما وقال إن النساء لا يمكنهن المشاركة في الرياضة ،" يرد ، "النبي ، تسابق مع زوجته. إذا جاء شخص ما ويقول إن النساء لا يستطعن القيام بأعمال تجارية ، يرد أن زوجة النبي ، كانت سيدة أعمال ، وكان الرسول يعمل من لديها. لذا فإن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانبنا ".
كما أن المملكة تعمل على تخفيف موقفها العام تجاه إسرائيل، معترفاً بالتنسيق ضد إيران والذي كان موجوداً في الخفاء لسنوات في مجالات الاستخبارات و القنوات الدبلوماسية الخلفية. "لدينا عدو مشترك ، ويبدو أن لدينا الكثير من المجالات المحتملة للتعاون الاقتصادي" ، يخبر ولي العهد التايم. ويقول: "لا يمكن أن نقيم علاقات مع إسرائيل قبل حل مشكلة السلام مع الفلسطينيين لأن كليهما لهم الحق في العيش والتعايش" ، لكنه يقول: "عندما يحدث ذلك ، بالطبع سنقيم علاقات جيدة وطبيعية في اليوم التالي مع إسرائيل وسوف لمصلحة كل الأطراف".
كل هذا يشير الى صورة مختلفة للمملكة العربية السعودية ، بطريقة أو بأخرى.
للمتابعين من الخارج ، الخطر الأكثر وضوحاً هو اندفاع بن سلمان في سياسته الخارجية. الحرب الجارية في اليمن هي النموذج المثير للقلق. يقول ستيفن سيش ، سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن: "كان هذا عملاً غير ناضج إلى حد ما ، وغير حكيم ومرتجل" ، ويضيف: "هذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان يستطيع تنفيذ خطط طموحة أخرى".
يتمثل التحدي في التوفيق بين هذه الصورة المتفتحة والقبضة الحديدية التي يلوح بها في وجه منافسيه في الداخل ، مع رفقته الساحرة التي تطير معه في جميع أنحاء الولايات المتحدة. رغم كل التناقضات ، يتضح القليل من لقاءات بن سلمان كسماته مثل قوة شخصيته وفكره وإخلاصه لفكرة التغيير.
"إنه حقاً يحاول أن يعمل على رسم صورة معينة ، ويعمل عليها بجد للغاية" يقول صعب. إنه أكثر من كاف لإعطاء الأمل لأولئك الذين يريدون رؤية إمكانية حدوث تحول إيجابي في الشرق الأوسط. يقول ميلر من مركز وودرو ويلسون: "أضمن لك أن الأشخاص الذين جلس معهم هذا الشخص يسألون أنفسهم: ما الجديد في الشرق الأوسط؟
كلمتين: المملكة العربية السعودية.
كارل فيك
بمشاركة هالي سويتلاند إدواردز ، إدوارد فيلسنتال و دبليو جي هنيغان / نيويورك وفيليب إليوت / واشنطن
المصدر: مجلة التايم الأمريكية
http://time.com/longform/mohammed-bin-salman/