على وقع خطواته سار الأمير الوليد بن طلال في طريقه ليصبح اغني المستثمرين في الشرق الأوسط وواحد من أكثر الوجوه السعودية المعروفه عالمياً. أفلس...
على وقع خطواته سار الأمير الوليد بن طلال في طريقه ليصبح اغني المستثمرين في الشرق الأوسط وواحد من أكثر الوجوه السعودية المعروفه عالمياً.
أفلس الوليد بن طلال في الثمانينات ، و في عام 2008 ، خلال ألازمه المالية ، خسر مليارات الدولارات في شركه سيتي جروب، لكن لا شيء يقارَن مع الإذلال الذي عاناه علي مدي الأشهر القليلة الماضية. في نوفمبر الماضي ، دبر عم الوليد - الملك سلمان - وابن عمه ، ولي العهد محمد بن سلمان ، تقرير حكومي عن المحتالين المزعومين والمختلسين وغاسلي الأموال والذي إحتجز على أثره الوليد في فندق ريتز كارلتون الشهير في الرياض والذي ساء سمعته الأن. ولم يغادر لمده 83 يوما
كنت قد رأيت الوليد في أواخر أكتوبر قبل ان يصبح أسيرا للدولة بأسبوع. قضينا امسيه في معسكره الصحراوي نتحدث حول الأسواق المالية والسياسة الامريكية ، ونشاهد مباراة لكره القدم علي شاشة التلفزيون ، ومشينا في جولة على الرمال ، وتناولنا العشاء في وقت متاخر في هواء منتصف الليل البارد.
بعد سبعه أسابيع من إطلاق سراحه ، في منتصف مارس، عدت إلى المملكة. فقد قرر الوليد ان يكسر صمته ويجري معي مقابله علي تلفزيون بلومبرغ.
التقينا بشكل غير رسمي في اليوم السابق للمقابلة في قصره في الرياض. انتظرت في البهو ، نزل الأمير الدرج الكبير من الطابق الثاني. كان يرتدي ملابس غير رسمية ، قيمص بيج ، وجاكت رياضي بني اللون، صندل في قدمه، وفاجأني بحالة الأسترخاء التي كان عليها. وفي خلال الساعتين القادمتين ، بين رشفات القهوة العربية والشاي الزنجبيل ، في حين كانت حفيداته الخمس تغني وترقص على أغنية كاتي بيري ’’ساخنة في البرد‘‘ في الصالة الرياضية في القصر ، روي لي محنته.
في الساعات الباكرة من يوم 4 نوفمبر ، تلقي الوليد، في معسكره الصحراوي أثناء قضاءه عطله نهاية الأسبوع ، مكالمة هاتفيه تستدعيه إلى المحكمة الملكية. غادر في الحال ، من أن يدري أنه كان يمشي الى فخ. سرعان ما سرب المسؤولون الحكوميون التفاصيل المثيرة عن حملة التطهير ومحاربة الفساد ، مع تقارير الاخباريه تشير إلى الوليد بأنه الأبرز بين المئات من الأقطاب الإقتصادية ، والوزراء الحكوميين، والأمراء الآخرين الذين كانوا محتجزين في فندق ريتز-كارلتون. نتيجة لهذه الأخبار انخفضت أسهم شركته الرئيسية ’’شركه المملكة القابضة‘‘ بنسبة 21 في المائة في ثلاثة أيام.
كان الوليد الهدف المثالي لحكومة حريصه علي الإظهار لشعبها انه لن يتم اعفاء أي سعودي من حمله مستمرة للقضاء علي الفساد والكسب غير المشروع
فثروته البالغة 17 مليار تضعه في المركز الـ 65 علي مؤشر بلومبرغ لقياس ثروة المليارديرات. وسيرته المهنية الدولية التي تم بناءها من خلال الصداقات والشراكات التجارية مع رموز عالمية مثل بيل غيتس وروبرت مردوخ منافسه للأمير محمد.
وتمتلك شركته ’’المملكة القابضة‘‘ تشمل سلسلة فنادق ومنتجعات ’’فورسيزون‘‘ ، ’’سيتي جروب‘‘ ، ’’يورو ديزني‘‘ ، و’’موقع تويتر‘‘. وتعد مجموعه ’’روتانا‘‘ التي يسيطر عليها بشكل منفصل ، أكبر شركه ترفيه في العالم العربي.
عرضت الحكومة علي المحتجزين خياراً قاسياً: الدفع ، والتوقيع علي اعتراف بالذنب ، لإطلاق السراح -أو الرفض والإهمال حتى الإعياء. ووفقا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال ، كان الثمن للإفراج عن الوليد ستة مليارات دولار.
أجريت المفاوضات في سرية ، ولم توجه الحكومة إيه اتهامات أو قدم اي دليل. وقال النقاد ان الإجراءات القانونية التي إتخذت تم رفضها واتهموا الأمير محمد بشن حمله ترهيب أو على الأقل ابتزاز تحت ستار مكافحه الفساد.
وبدات شائعات عن سوء المعاملة وحتى التعذيب في فندق ريتز كارلتون تنتشر ، ووجدت طريقها إلى تقارير موقع جريدة ’’الديلي ميل‘‘ علي الإنترنت ووسائل الإعلام في المنطقة.
حتى عندما كان الأمير ، لا يزال في الفندق ، ظهر في فيديو سجل على الهاتف في أواخر يناير ، بعد أكثر من شهرين ونصف من إحتجازه ، والتي اظهر النقص الواضح في وزنة وجسده الهزيل مما أثار التكهنات حول أسلوب المعاملة ، لكنه قال انه يعامل بإحترام. لم يصدق أحد ذلك. (الآخرون قد لا يكونوا نجحوا في ذلك. ففي الاونة الاخيرة ، أفادت صحيفة نيويورك تايمز ، مستشهدة بمصادر مجهولة ، ان بعض المحتجزين تعرضوا للإيذاء البدني وأرغموا علي الاعتراف ، وان أحد الضباط العسكريين المحتجزين مات وكان جسده يحمل علامات ضرب مبرح).
منذ إطلاق سراحه ، وبعد ساعات من إغلاق فيديو الهاتف ، استعاد الوليد بعض الوزن ، وبدا أنه إستعاد نشاطه، وتركيزه ، حيويته كما كان في السابق.
ولكن أثناء الحوار كان من الواضح أن يعاني بشدة من هذه التجربة. حتى لو كان بريئا- وهو يصر علي ذلك - فقد قامت الحكومة بجمعه مع مجموعة وسمتهم بأنهم مجموعة من المحتالين. وكان لابد من الشكوى حول هذا أو أن ينساق للحنق والغضب من الذي شاهده عن كثب.
سجلنا المقابلة بوسيلة مؤقته في شقه الوليد في الطابق 67 من برج مملكه الرياض.
دخلت الشقة وأنا أتساءل الى أي مدى يمكن ان يكون صريحا. هل ستحدث بصراحة عن حياته داخل فندق ريتز كارلتون؟ لو تعرض للأذى هل سيعترف بذلك؟ هل أجبر علي قبول صفقة مع الشيطان للفوز بحريته؟ هل سيكون ذا مصداقية؟ ماذا لو كانت الحكومة قد هددته ؟ هل سيمكنه إخباري ؟
وفيما يلي نسخه مقتبسه من محادثتنا ، أدخل عليها تحرير بسيط للتوضيح.
بدءاً من الواضح: لماذا
كان احتجاز الوليدالأكثر غموضا من بين جميع الأمراء الذين احضروا ، انه الوحيد الذي لم يخدم في الحكومة السعودية ، حيث تعتبر العمولات شيئاً معتاداً. وخلافا لغيره من رجال الاعمال لم يكن مقاولاً حكوميا، وبالتالي لا يمكن ان يكون تلاعب في تكاليف تعقداته مع الدولة. جمع معظم ثروته بشفافية ، في العقارات وكمستثمر في الأسواق العالمية.
اريك شاتسكر: لماذا اُعتقلت في المقام الأول ؟
الأمير الوليد: حسنا ، لن استخدم كلمه "اعتقال" لأننا دُعينا إلى منزل الملك ثم طلب منا الذهاب إلى فندق ريتز كارلتون. لذلك تم التحفظ علينا بشرف وكرامه، و كذلك الحفاظ علي هيبتنا. ليس فقط بالنسبة لي؛ ولكن للجميع.
حسناً تقصد ان كلمه "اعتقال" مناسبة لاستخدامها لأولئك الذين ارتكبوا جريمة ، وإعترفوا ذنبهم ؟
تماما. لقد توصلت إلى تسويه مع الحكومة. ولكن في حالتي ، كما تعلمون ، فانه الأمر يختلف كثيرا.
إذا ، لم يكن هناك اي اتهامات ؟ هل اتهمت بأي شيء ؟
لم تكن هناك اتهامات لان لدي المسؤولية الائتمانية للمساهمين في المملكة القابضة ، ولاصدقائي في المملكة العربية السعودية ، وللمجتمع العالمي ، لان لدينا استثمارات دولية في جميع انحاء العالم، لذلك من المهم جدا ان نقول انه لايوجد اتهام وبالتالي لايوجد جرم.
لقد وصفت المحنة كلها بأنها كانت سوء فهم. هل توضح سوء فهم حول ماذا ؟
عندما أقول سوء فهم هذا لأني اعتقد انه ما كان يجب ان أكون هناك. أما الآن فبعد ان غادرت ، أود ان أقول انه قد ظهرت برائتي. ومع ذلك ، يتعين علي ان اعترف لكم ، للمرة الاولي ، بان نعم ، لدينا مع الحكومة يقين بأن علينا التقدم الى الأمام.
ماذا يعني ذلك؟
أنه شيئ خاص للغاية. لا يمكنني الخوض في ذلك ولكن هناك تفاهم مؤكد بين المملكة العربية السعودية وبيني شخصياً.
هل هذا يتطلب منك ان تفعل أشياء معينه ؟
ليس بالضرورة. لا أستطيع الخوض في ذلك ، لأنه شيئ خاص وهو سري بيني وبين الحكومة. ولكن كن مطمئناً إلى ان هذا لا يقيدني حقاً.
ماذا أرادت الحكومة منك ؟
لن ادخل في المناقشات التي جرت بيني وبين ممثلي الحكومة.
لابد انهم أرادوا شيئا؟
قرات ماتم كتابته ، انهم يريدون جزء من a أو B أو C مما لدي. كل هذه كانت إشاعات
وفقا لأحد التقارير ، كان المطلوب ستة مليارات دولار.
قرأت عن الستة مليارات دولار، وقرأت أنه أكثر من أواقل من ذلك.
هل كلفك الرحيل اي شيء؟ هل كان عليك ان تدفع للحكومة اي أموال، هل كان عليك ان تسلم اي ارض، هل كان عليك ان تسلم اي أسهم ؟
عندما أقول انه اتفاق خاص وسري ، وهو ترتيب يستند إلى تفاهم مؤكد بيني وبين حكومة المملكة العربية السعودية ، عليك ان تحترم ذلك. انا مواطن سعودي ولكني أيضا عضو في العائلة المالكة. الملك هو عمي محمد بن سلمان ابن عمي. لذا اهتمامي الأول هو الحفاظ علي العلاقة بيننا دون أن يصيبها أي خدش.
أنت تصر علي براءتك وتقول انك لم توقع على أي تسويه تعترف فيها بالذنب ولذلك أنت مختلف عن الآخرين
لقد وقعنا علي شيء ، نعم ، تفاهم مشترك. بعض الآخرين قد يسمونها تسويه. انا لا اسميها تسويه ، لان التسوية بالنسبة لي هو اعتراف أنني قد فعلت شيئا خاطئا.
أنت تدرك ، بطبيعة الحال ، مدي اهمية ان تكون صريح وصادق معي حول هذا الموضوع ، لان دائرة المعرفة واسعه جدا. فإذا ظهرت قصة مختلفة، ستعاني مصداقيتك.
بالتاكيد.
إذا كل ما قلته لي هو صحيح مائة بالمائة ؟
لدي تفاهم مؤكد مع الحكومة وهو مستمر وللتوضيح أكثر انها عملية مستمرة مع الحكومة.
قضية سمعه الوليد
بالفعل ، المملكة القابضة تحدثت إلى المساهمين حول الحصول علي قدر حوالي 2 مليار دولار لتمويل تكاليف صفقته القادمة ، كما يقول الأمير.
هذه المحنة الكاملة أثرت علي سمعتك فالناس ما زالوا يصدقون - بصرف النظر عما أخبرتني - لأنك كنت في ريتز كارلتون فأنت يجب ان تكون مذنب بشيء. عليك ان تدرك ذلك
عندما كنت محتجزا ، بالتاكيد بعض من مجتمع الاعمال ، وبعض من المجتمع المصرفي سيقولون أن لديهم شكوك. هذه قضيتي الآن ، التفاعل ، والإلتقاء مع كل واحد منهم علي حده أو معا ، وأسرد قصتي.
انا اتفهم انه لن يكون من السهل علي الإطلاق ، لان بعض البنوك وبعض الناس في مجتمع الاعمال سيكونوا متشككين. سيقولون ، "ماذا يحدث ؟"
ومع ذلك ، أؤكد لهم ان كل شيء طبيعي ، كل شيء عاد إلى طبيعته ، واننا سنقوم بدورنا كما كنا من قبل.
سيساعد بالتاكيد إذا قالت الحكومة ، "الوليد لم يفعل شيئاً خاطئاً ، وأنه كان هناك سوء فهم ، وقالت انه لم يدفع شيئا لإطلاق سراحه ، وانه لا يزال مواطنا سعوديا في مكانة جيدة". لكن هذا لم يحدث
كل هذه النقاط تم تغطيتها في التفاهم المؤكد الموقع، الاتفاق بيني وبين الحكومة. حقيقة انني أتحدث اليك الآن ، و أقول كل شيء بصدق وأمانة ، والحقيقة ان الحكومة لم تقول ، "الوليد أخطا" ، هو تأكيد على ما قولته سابقاً.
لذا أنت تشعر بانك تحتاج للتحدث علانية ، لماذا، لتبرئه اسمك، لأنه تم الإفتراء عليك ؟
احتاج لتبرئه اسمي ، أولاً ، ولفضح الكثير من الأكاذيب.
علي سبيل المثال ، عندما قالوا انني تعرضت للتعذيب، وأرسلت إلى السجن، كما تعلمون، خلال فترة الـ 83 يوم التي قضيتها في فندق ريتز كارلتون. كل هذه كانت أكاذيب لقد بقيت هناك طوال الوقت ولم أعذب أبدا
[caption id="attachment_7255" align="aligncenter" width="800"]
غرفة الألعاب في قصر الوليد في الرياض.[/caption]
داخل ريتز كارلتون
خلال ثلاثه أشهر ، تم جمع 381 سعودي وحبسهم في فندق ريتز كارلتون، الذي يضم 492 غرفه ، و 52 فدان من الأرض ، و 62,000 قدم لمركز المؤتمرات. غادر كثيرون بسرعة. وكانت أقامه الوليد من بين أطولها. الأمير يقول انه تم التحفظ عليه في الغرفة 628 ، وهوالجناح الملكي الذي يبلغ مساحته 4,575 قدم مربع.
كيف قضيت وقتك ؟
الكثير من الرياضة، والكثير من المشي، والكثير من التامل، والكثير من مشاهده الاخبار، والكثير من الصلاة.
كيف كان يومك التقليدي ؟
اخلد للنوم في الساعة السادسة أو السابعة صباحا واستيقظ في الظهيرة وكنا نصلي خمس مرات في اليوم.
هل كنت تستطيع مشاهدة التلفزيون ، وقراءة الصحف ؟
كنت أستطيع فعل كل شيء ، كل شيء.
لذا لم يستطع أحد في الخارج أن يعرف ما الذي كان يحدث بالداخل لكن أولئك من كانوا في الداخل عرفوا كل شيء عما كان يحدث في الخارج ؟
تماما. لهذا السبب تمكنت من معرفة ما تم تداوله من معلومات عن هذا التعذيب المزعوم
إذا لم تتاذي أو أسيئت معاملتك بأي طريقه ؟
حتى ولو بمقدار ذرة
أنت متاكد انه لا أحد آخر كان محجوز في فندق ريتز كارلتون عانى من اي شيء مثل أساءه المعاملة أو التعذيب ، أو حتى التعامل بخشونة ؟
ربما حاول شخص ما ان يهرب أو يفعل شيئا جنونيا ربما تم إخضاعه والسيطرة عليه. ربما. ولكن بالتاكيد لم يكن هناك شيء يمكن ان نسميه التعذيب المنهجي.
هل سمح لك بالتحدث مع المعتقلين الآخرين ؟
لا. لا يوجد شخصان في فندق ريتز كارلتون يمكنهم التحدث معاً حتى في حالتي. لم اري أحدا أو أتحدث مع أحد
لقد سمح لك باجراء بعض المكالمات الهاتفية، لمن أجريت هذه المكالمات وتحت اي شروط ؟
لقد أجريت اتصالاتي بإبني وإبنتي وأحفادي وتحدثت إلى رؤساء شركاتي، المدير التنفيذي للمملكة القابضة، رئيس مكتبي الخاص، والأمين العام لمؤسستي.
هل تم رصد تلك المكالمات ؟
علي الأرجح، نعم
[caption id="attachment_7257" align="aligncenter" width="800"]
الوليد مع عائلته في قصره بالرياض.[/caption]
التعامل مع ولي العهد
ولأكثر من 70 سنة ، إنتقل العرش السعودي من أخ إلى آخر ، ولكن سلمان كسر هذا التقليد ، بداية أعطى ابنه القدرة على السيطرة علي العديد من الحقائب الحكومية، ثم صعده الى منصب ولي العهد العام الماضي. وتشمل خطط الأمير محمد في رؤية 2030، وهو برنامج اقتصادي قد يجعل أرامكو السعودية -أكبر شركه نفط في العالم- شركة يتم تداول أسهمها في البورصة. وستعود صالات سينما، المحظورة منذ أوائل الثمانينات ، وفي بعض الأماكن في العاصمة الرياض سيكون بإمكان النساء المشي دون عباءة تغطي رؤوسهم. وبداية من يونيو ، فسوف يسمح للنساء بالقيادة بمفردهم للمرة الاولي منذ 1990.
كيف كان إحساسك بأن من قام بإحتجازك هو إبن عمك؟
لم يكن الأمر سهلا يجب ان اعترف بذلك، ليس من السهل ان تحتجز ضد ارادتك ولكن عندما أطلق سراحي، كان لدي شعور غريب جدا. جمعت كل كبار المديرين في شركاتي وجميع المقربين لي وقلت لهم: "اقسم لكم أنني أشعر بالسكينة والراحة الكاملة ، ولا أحمل أي ضغينة أومشاعر سيئة لأحد علي الإطلاق".
وللتأكيد على ذلك، وفي غضون 24 ساعة كنا مرة أخرى نتواصل مع مكتب الملك، ومع ولي العهد ورجاله. هذا موقف قد يكون غريباً لكنها الحقيقة
هذا لأنك ببساطه اضطررت للمضي قدما ؟
لا. انا قومي انا وطني. أؤمن ببلدي. لذلك انا لن تكون هذه المضايقة سبباً لكي تخلق عندي رغبة في الثأر. وإنقلابي على عمي ، ابن عمي ، أمتي ، وشعبي.
كيف تصف علاقتك بالأمير محمد ؟
علاقة قوية، هذا قد يكون مفاجئاً لكثير من الناس حتى بالنسبة لمعارفي
هل سامحته ؟
لقد نسيت وغفرت له كل شئ. وأصبح كل ماحدث ورائي.
ماهو معدل تواصلك معه ؟
بالكاد لا تمر ثلاثه أيام دون ان أراسله أو اتصل به أو أتحدث معه
أنت وهو تتحدثان كل ثلاثه أيام تقريبا ؟
نتراسل كثيراً ، لكننا نتحدث بمعدل اقل. بالكاد يمر أسبوع بدون ان نتواصل
الأمير محمد لديه خطه ضخمة لتغيير الاقتصاد والمجتمع السعودي. هل لا تزال تدعمه ؟
نعم. رؤيته أخذت الكثير من أفكاري لكنه ضاعفها فقد دعوت لفكرة صندوق الثروة السيادي ، وتحدثت عن عن طرح شركة أرامكو في البورصة. حقوق المراه ، وتنافسية المرأة في المجتمع، والسماح لها بقيادة السيارة ، كل هذه الأشياء التي دعوت اليها من قبل.
انه يدشن حقبة جديدة في المملكة العربية السعودية. فاي شخص لا يدعم ما يفعله محمد بن سلمان الآن ، أقول ، إنه خائن.
قيادة المملكة العربية السعودية الجديدة
أصبح ولي العهد أيضا أكبر مستثمر سعودي ، ضخ عشرات المليارات من الدولارات من أموال الدولة في شركه اوبر للتكنولوجيا وإستثمارات أخري تديرها مجموعة بلاكستون ومجموعة سوفت بنك.
هل تريد الحكومة منك أن تبني وتحافظ علي علاقات مع رؤساء الدول والمديرين التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات ؟
عندما أطلق سراحي، كانت هناك معايير أساسية مفروضة على ، مما يعني الحياة كالمعتاد. فقد كنت علي اتصال مع العديد من رؤساء الدول، في أوروبا والشرق الأوسط. فكل شيء يسير بطريقة طبيعية
هل يمكنك السفر ؟
بالتاكيد أستطيع
هل تعرف ما إذا كانت الحكومة تراقب أماكن تواجدك؟
لست قلقا بشان ذلك
وحساباتك البنكية ؟
كل شيء عاد إلى طبيعته
أنت تبحث عن استثمارات أجنبية وكذلك صندوق الاستثمار العام ، صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية. الا يضعك هذا في المنافسة ؟
في الواقع ، نحن علي اتصال مع الحكومة لنتشارك في العديد من المشروعات. أنهم يؤسسون لمشروع كبير في البحر الأحمر على غرار منتجعات جزر المالديف. ودعيت مجموة الفورسيزون للمشاركة. لقد دعينا أيضا لنكون جزءاً من مشروع آخر في الرياض حيث سيأسس مركز ترفيه ضخم الحجم على شاكلة مدينة ديزني لاند.
نحن نعمل في مجال الفنادق ، ووسائل الاعلام والترفيه ، لذلك نحن مدعوون. لذلك لا ، لا يوجد منافسه ، نحن نكمل بعضنا البعض.
ماذا عن الاستثمار المشترك ؟ هل سيستثمر PIF مع المملكة القابضة أو ربما روتانا أو الأمير الوليد شخصيا ؟
نعم ، هذا سيحدث نحن في مناقشات الآن مع PIF بخصوص بعض المشاريع.
المشاريع المحلية أم المشروعات الدولية ؟
المحلية ، للبدء بها.
ولي العهد الأمير يزور الدول الغربية. فهو سيجتمع بالرئيس ترامب في البيت الأبيض وهو يحاول جذب رأس المال للمملكة العربية السعودية فنظراً لتجربتك في ريتز كارلتون، هل سيكون لديك شعوراً جيداً حول المشاركة في تقديم صورة طيبة للحكومة، نفس الحكومة التي إحتجزتك في الفندق ؟
انا مؤيد للمملكة العربية السعودية دعماً لحكومتي وداعماً للملك سلمان والأمير محمد بن سلمان علي طول الخط. قبل واثناء وبعد الإحتجاز.
سيجد الناس ان من الصعب فهم ذلك.
انهم لا يفهمون انك تتحدث إلى شخص عضو في العائلة المالكة نحن جميعا مجموعة واحدة هنا. طرف واحد. الاسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية.
افهم ان هذا يبدو غريبا علي الناس، سيقولون "لقد تم احتجازك من قبل الملك ومن قبل ولي العهد وأنت ما زلت تدعمهم ؟" هل هذا معقول.
عليك ان تتساءل عن مدي الارتياح الذي سيشعر به المدراء التنفيذيون المدعون للإستثمار في المملكة العربية السعودية بعد رؤيتهم طريقه ريتز كارلتون في التعامل مع النزاعات.
عليهم ان يقرروا ذلك بأنفسهم, ولكن يمكنني ان أتحدث بالاصاله عن نفسي ، وأستطيع ان أقول لكم ان الأمور تجري كالمعتاد: نحن ذاهبون للاستثمار في المملكة العربية السعودية.
اريك شاتسكر
المصدر: موقع بلومبرج الإقتصادي
https://www.bloomberg.com/news/features/2018-03-20/alwaleed-reveals-secret-deal-struck-to-exit-ritz-after-83-days
أفلس الوليد بن طلال في الثمانينات ، و في عام 2008 ، خلال ألازمه المالية ، خسر مليارات الدولارات في شركه سيتي جروب، لكن لا شيء يقارَن مع الإذلال الذي عاناه علي مدي الأشهر القليلة الماضية. في نوفمبر الماضي ، دبر عم الوليد - الملك سلمان - وابن عمه ، ولي العهد محمد بن سلمان ، تقرير حكومي عن المحتالين المزعومين والمختلسين وغاسلي الأموال والذي إحتجز على أثره الوليد في فندق ريتز كارلتون الشهير في الرياض والذي ساء سمعته الأن. ولم يغادر لمده 83 يوما
كنت قد رأيت الوليد في أواخر أكتوبر قبل ان يصبح أسيرا للدولة بأسبوع. قضينا امسيه في معسكره الصحراوي نتحدث حول الأسواق المالية والسياسة الامريكية ، ونشاهد مباراة لكره القدم علي شاشة التلفزيون ، ومشينا في جولة على الرمال ، وتناولنا العشاء في وقت متاخر في هواء منتصف الليل البارد.
بعد سبعه أسابيع من إطلاق سراحه ، في منتصف مارس، عدت إلى المملكة. فقد قرر الوليد ان يكسر صمته ويجري معي مقابله علي تلفزيون بلومبرغ.
التقينا بشكل غير رسمي في اليوم السابق للمقابلة في قصره في الرياض. انتظرت في البهو ، نزل الأمير الدرج الكبير من الطابق الثاني. كان يرتدي ملابس غير رسمية ، قيمص بيج ، وجاكت رياضي بني اللون، صندل في قدمه، وفاجأني بحالة الأسترخاء التي كان عليها. وفي خلال الساعتين القادمتين ، بين رشفات القهوة العربية والشاي الزنجبيل ، في حين كانت حفيداته الخمس تغني وترقص على أغنية كاتي بيري ’’ساخنة في البرد‘‘ في الصالة الرياضية في القصر ، روي لي محنته.
في الساعات الباكرة من يوم 4 نوفمبر ، تلقي الوليد، في معسكره الصحراوي أثناء قضاءه عطله نهاية الأسبوع ، مكالمة هاتفيه تستدعيه إلى المحكمة الملكية. غادر في الحال ، من أن يدري أنه كان يمشي الى فخ. سرعان ما سرب المسؤولون الحكوميون التفاصيل المثيرة عن حملة التطهير ومحاربة الفساد ، مع تقارير الاخباريه تشير إلى الوليد بأنه الأبرز بين المئات من الأقطاب الإقتصادية ، والوزراء الحكوميين، والأمراء الآخرين الذين كانوا محتجزين في فندق ريتز-كارلتون. نتيجة لهذه الأخبار انخفضت أسهم شركته الرئيسية ’’شركه المملكة القابضة‘‘ بنسبة 21 في المائة في ثلاثة أيام.
كان الوليد الهدف المثالي لحكومة حريصه علي الإظهار لشعبها انه لن يتم اعفاء أي سعودي من حمله مستمرة للقضاء علي الفساد والكسب غير المشروع
فثروته البالغة 17 مليار تضعه في المركز الـ 65 علي مؤشر بلومبرغ لقياس ثروة المليارديرات. وسيرته المهنية الدولية التي تم بناءها من خلال الصداقات والشراكات التجارية مع رموز عالمية مثل بيل غيتس وروبرت مردوخ منافسه للأمير محمد.
وتمتلك شركته ’’المملكة القابضة‘‘ تشمل سلسلة فنادق ومنتجعات ’’فورسيزون‘‘ ، ’’سيتي جروب‘‘ ، ’’يورو ديزني‘‘ ، و’’موقع تويتر‘‘. وتعد مجموعه ’’روتانا‘‘ التي يسيطر عليها بشكل منفصل ، أكبر شركه ترفيه في العالم العربي.
عرضت الحكومة علي المحتجزين خياراً قاسياً: الدفع ، والتوقيع علي اعتراف بالذنب ، لإطلاق السراح -أو الرفض والإهمال حتى الإعياء. ووفقا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال ، كان الثمن للإفراج عن الوليد ستة مليارات دولار.
أجريت المفاوضات في سرية ، ولم توجه الحكومة إيه اتهامات أو قدم اي دليل. وقال النقاد ان الإجراءات القانونية التي إتخذت تم رفضها واتهموا الأمير محمد بشن حمله ترهيب أو على الأقل ابتزاز تحت ستار مكافحه الفساد.
وبدات شائعات عن سوء المعاملة وحتى التعذيب في فندق ريتز كارلتون تنتشر ، ووجدت طريقها إلى تقارير موقع جريدة ’’الديلي ميل‘‘ علي الإنترنت ووسائل الإعلام في المنطقة.
حتى عندما كان الأمير ، لا يزال في الفندق ، ظهر في فيديو سجل على الهاتف في أواخر يناير ، بعد أكثر من شهرين ونصف من إحتجازه ، والتي اظهر النقص الواضح في وزنة وجسده الهزيل مما أثار التكهنات حول أسلوب المعاملة ، لكنه قال انه يعامل بإحترام. لم يصدق أحد ذلك. (الآخرون قد لا يكونوا نجحوا في ذلك. ففي الاونة الاخيرة ، أفادت صحيفة نيويورك تايمز ، مستشهدة بمصادر مجهولة ، ان بعض المحتجزين تعرضوا للإيذاء البدني وأرغموا علي الاعتراف ، وان أحد الضباط العسكريين المحتجزين مات وكان جسده يحمل علامات ضرب مبرح).
منذ إطلاق سراحه ، وبعد ساعات من إغلاق فيديو الهاتف ، استعاد الوليد بعض الوزن ، وبدا أنه إستعاد نشاطه، وتركيزه ، حيويته كما كان في السابق.
ولكن أثناء الحوار كان من الواضح أن يعاني بشدة من هذه التجربة. حتى لو كان بريئا- وهو يصر علي ذلك - فقد قامت الحكومة بجمعه مع مجموعة وسمتهم بأنهم مجموعة من المحتالين. وكان لابد من الشكوى حول هذا أو أن ينساق للحنق والغضب من الذي شاهده عن كثب.
سجلنا المقابلة بوسيلة مؤقته في شقه الوليد في الطابق 67 من برج مملكه الرياض.
دخلت الشقة وأنا أتساءل الى أي مدى يمكن ان يكون صريحا. هل ستحدث بصراحة عن حياته داخل فندق ريتز كارلتون؟ لو تعرض للأذى هل سيعترف بذلك؟ هل أجبر علي قبول صفقة مع الشيطان للفوز بحريته؟ هل سيكون ذا مصداقية؟ ماذا لو كانت الحكومة قد هددته ؟ هل سيمكنه إخباري ؟
وفيما يلي نسخه مقتبسه من محادثتنا ، أدخل عليها تحرير بسيط للتوضيح.
بدءاً من الواضح: لماذا
كان احتجاز الوليدالأكثر غموضا من بين جميع الأمراء الذين احضروا ، انه الوحيد الذي لم يخدم في الحكومة السعودية ، حيث تعتبر العمولات شيئاً معتاداً. وخلافا لغيره من رجال الاعمال لم يكن مقاولاً حكوميا، وبالتالي لا يمكن ان يكون تلاعب في تكاليف تعقداته مع الدولة. جمع معظم ثروته بشفافية ، في العقارات وكمستثمر في الأسواق العالمية.
اريك شاتسكر: لماذا اُعتقلت في المقام الأول ؟
الأمير الوليد: حسنا ، لن استخدم كلمه "اعتقال" لأننا دُعينا إلى منزل الملك ثم طلب منا الذهاب إلى فندق ريتز كارلتون. لذلك تم التحفظ علينا بشرف وكرامه، و كذلك الحفاظ علي هيبتنا. ليس فقط بالنسبة لي؛ ولكن للجميع.
حسناً تقصد ان كلمه "اعتقال" مناسبة لاستخدامها لأولئك الذين ارتكبوا جريمة ، وإعترفوا ذنبهم ؟
تماما. لقد توصلت إلى تسويه مع الحكومة. ولكن في حالتي ، كما تعلمون ، فانه الأمر يختلف كثيرا.
إذا ، لم يكن هناك اي اتهامات ؟ هل اتهمت بأي شيء ؟
لم تكن هناك اتهامات لان لدي المسؤولية الائتمانية للمساهمين في المملكة القابضة ، ولاصدقائي في المملكة العربية السعودية ، وللمجتمع العالمي ، لان لدينا استثمارات دولية في جميع انحاء العالم، لذلك من المهم جدا ان نقول انه لايوجد اتهام وبالتالي لايوجد جرم.
لقد وصفت المحنة كلها بأنها كانت سوء فهم. هل توضح سوء فهم حول ماذا ؟
عندما أقول سوء فهم هذا لأني اعتقد انه ما كان يجب ان أكون هناك. أما الآن فبعد ان غادرت ، أود ان أقول انه قد ظهرت برائتي. ومع ذلك ، يتعين علي ان اعترف لكم ، للمرة الاولي ، بان نعم ، لدينا مع الحكومة يقين بأن علينا التقدم الى الأمام.
ماذا يعني ذلك؟
أنه شيئ خاص للغاية. لا يمكنني الخوض في ذلك ولكن هناك تفاهم مؤكد بين المملكة العربية السعودية وبيني شخصياً.
هل هذا يتطلب منك ان تفعل أشياء معينه ؟
ليس بالضرورة. لا أستطيع الخوض في ذلك ، لأنه شيئ خاص وهو سري بيني وبين الحكومة. ولكن كن مطمئناً إلى ان هذا لا يقيدني حقاً.
ماذا أرادت الحكومة منك ؟
لن ادخل في المناقشات التي جرت بيني وبين ممثلي الحكومة.
لابد انهم أرادوا شيئا؟
قرات ماتم كتابته ، انهم يريدون جزء من a أو B أو C مما لدي. كل هذه كانت إشاعات
وفقا لأحد التقارير ، كان المطلوب ستة مليارات دولار.
قرأت عن الستة مليارات دولار، وقرأت أنه أكثر من أواقل من ذلك.
هل كلفك الرحيل اي شيء؟ هل كان عليك ان تدفع للحكومة اي أموال، هل كان عليك ان تسلم اي ارض، هل كان عليك ان تسلم اي أسهم ؟
عندما أقول انه اتفاق خاص وسري ، وهو ترتيب يستند إلى تفاهم مؤكد بيني وبين حكومة المملكة العربية السعودية ، عليك ان تحترم ذلك. انا مواطن سعودي ولكني أيضا عضو في العائلة المالكة. الملك هو عمي محمد بن سلمان ابن عمي. لذا اهتمامي الأول هو الحفاظ علي العلاقة بيننا دون أن يصيبها أي خدش.
أنت تصر علي براءتك وتقول انك لم توقع على أي تسويه تعترف فيها بالذنب ولذلك أنت مختلف عن الآخرين
لقد وقعنا علي شيء ، نعم ، تفاهم مشترك. بعض الآخرين قد يسمونها تسويه. انا لا اسميها تسويه ، لان التسوية بالنسبة لي هو اعتراف أنني قد فعلت شيئا خاطئا.
أنت تدرك ، بطبيعة الحال ، مدي اهمية ان تكون صريح وصادق معي حول هذا الموضوع ، لان دائرة المعرفة واسعه جدا. فإذا ظهرت قصة مختلفة، ستعاني مصداقيتك.
بالتاكيد.
إذا كل ما قلته لي هو صحيح مائة بالمائة ؟
لدي تفاهم مؤكد مع الحكومة وهو مستمر وللتوضيح أكثر انها عملية مستمرة مع الحكومة.
قضية سمعه الوليد
بالفعل ، المملكة القابضة تحدثت إلى المساهمين حول الحصول علي قدر حوالي 2 مليار دولار لتمويل تكاليف صفقته القادمة ، كما يقول الأمير.
هذه المحنة الكاملة أثرت علي سمعتك فالناس ما زالوا يصدقون - بصرف النظر عما أخبرتني - لأنك كنت في ريتز كارلتون فأنت يجب ان تكون مذنب بشيء. عليك ان تدرك ذلك
عندما كنت محتجزا ، بالتاكيد بعض من مجتمع الاعمال ، وبعض من المجتمع المصرفي سيقولون أن لديهم شكوك. هذه قضيتي الآن ، التفاعل ، والإلتقاء مع كل واحد منهم علي حده أو معا ، وأسرد قصتي.
انا اتفهم انه لن يكون من السهل علي الإطلاق ، لان بعض البنوك وبعض الناس في مجتمع الاعمال سيكونوا متشككين. سيقولون ، "ماذا يحدث ؟"
ومع ذلك ، أؤكد لهم ان كل شيء طبيعي ، كل شيء عاد إلى طبيعته ، واننا سنقوم بدورنا كما كنا من قبل.
سيساعد بالتاكيد إذا قالت الحكومة ، "الوليد لم يفعل شيئاً خاطئاً ، وأنه كان هناك سوء فهم ، وقالت انه لم يدفع شيئا لإطلاق سراحه ، وانه لا يزال مواطنا سعوديا في مكانة جيدة". لكن هذا لم يحدث
كل هذه النقاط تم تغطيتها في التفاهم المؤكد الموقع، الاتفاق بيني وبين الحكومة. حقيقة انني أتحدث اليك الآن ، و أقول كل شيء بصدق وأمانة ، والحقيقة ان الحكومة لم تقول ، "الوليد أخطا" ، هو تأكيد على ما قولته سابقاً.
لذا أنت تشعر بانك تحتاج للتحدث علانية ، لماذا، لتبرئه اسمك، لأنه تم الإفتراء عليك ؟
احتاج لتبرئه اسمي ، أولاً ، ولفضح الكثير من الأكاذيب.
علي سبيل المثال ، عندما قالوا انني تعرضت للتعذيب، وأرسلت إلى السجن، كما تعلمون، خلال فترة الـ 83 يوم التي قضيتها في فندق ريتز كارلتون. كل هذه كانت أكاذيب لقد بقيت هناك طوال الوقت ولم أعذب أبدا
[caption id="attachment_7255" align="aligncenter" width="800"]

داخل ريتز كارلتون
خلال ثلاثه أشهر ، تم جمع 381 سعودي وحبسهم في فندق ريتز كارلتون، الذي يضم 492 غرفه ، و 52 فدان من الأرض ، و 62,000 قدم لمركز المؤتمرات. غادر كثيرون بسرعة. وكانت أقامه الوليد من بين أطولها. الأمير يقول انه تم التحفظ عليه في الغرفة 628 ، وهوالجناح الملكي الذي يبلغ مساحته 4,575 قدم مربع.
كيف قضيت وقتك ؟
الكثير من الرياضة، والكثير من المشي، والكثير من التامل، والكثير من مشاهده الاخبار، والكثير من الصلاة.
كيف كان يومك التقليدي ؟
اخلد للنوم في الساعة السادسة أو السابعة صباحا واستيقظ في الظهيرة وكنا نصلي خمس مرات في اليوم.
هل كنت تستطيع مشاهدة التلفزيون ، وقراءة الصحف ؟
كنت أستطيع فعل كل شيء ، كل شيء.
لذا لم يستطع أحد في الخارج أن يعرف ما الذي كان يحدث بالداخل لكن أولئك من كانوا في الداخل عرفوا كل شيء عما كان يحدث في الخارج ؟
تماما. لهذا السبب تمكنت من معرفة ما تم تداوله من معلومات عن هذا التعذيب المزعوم
إذا لم تتاذي أو أسيئت معاملتك بأي طريقه ؟
حتى ولو بمقدار ذرة
أنت متاكد انه لا أحد آخر كان محجوز في فندق ريتز كارلتون عانى من اي شيء مثل أساءه المعاملة أو التعذيب ، أو حتى التعامل بخشونة ؟
ربما حاول شخص ما ان يهرب أو يفعل شيئا جنونيا ربما تم إخضاعه والسيطرة عليه. ربما. ولكن بالتاكيد لم يكن هناك شيء يمكن ان نسميه التعذيب المنهجي.
هل سمح لك بالتحدث مع المعتقلين الآخرين ؟
لا. لا يوجد شخصان في فندق ريتز كارلتون يمكنهم التحدث معاً حتى في حالتي. لم اري أحدا أو أتحدث مع أحد
لقد سمح لك باجراء بعض المكالمات الهاتفية، لمن أجريت هذه المكالمات وتحت اي شروط ؟
لقد أجريت اتصالاتي بإبني وإبنتي وأحفادي وتحدثت إلى رؤساء شركاتي، المدير التنفيذي للمملكة القابضة، رئيس مكتبي الخاص، والأمين العام لمؤسستي.
هل تم رصد تلك المكالمات ؟
علي الأرجح، نعم
[caption id="attachment_7257" align="aligncenter" width="800"]

التعامل مع ولي العهد
ولأكثر من 70 سنة ، إنتقل العرش السعودي من أخ إلى آخر ، ولكن سلمان كسر هذا التقليد ، بداية أعطى ابنه القدرة على السيطرة علي العديد من الحقائب الحكومية، ثم صعده الى منصب ولي العهد العام الماضي. وتشمل خطط الأمير محمد في رؤية 2030، وهو برنامج اقتصادي قد يجعل أرامكو السعودية -أكبر شركه نفط في العالم- شركة يتم تداول أسهمها في البورصة. وستعود صالات سينما، المحظورة منذ أوائل الثمانينات ، وفي بعض الأماكن في العاصمة الرياض سيكون بإمكان النساء المشي دون عباءة تغطي رؤوسهم. وبداية من يونيو ، فسوف يسمح للنساء بالقيادة بمفردهم للمرة الاولي منذ 1990.
كيف كان إحساسك بأن من قام بإحتجازك هو إبن عمك؟
لم يكن الأمر سهلا يجب ان اعترف بذلك، ليس من السهل ان تحتجز ضد ارادتك ولكن عندما أطلق سراحي، كان لدي شعور غريب جدا. جمعت كل كبار المديرين في شركاتي وجميع المقربين لي وقلت لهم: "اقسم لكم أنني أشعر بالسكينة والراحة الكاملة ، ولا أحمل أي ضغينة أومشاعر سيئة لأحد علي الإطلاق".
وللتأكيد على ذلك، وفي غضون 24 ساعة كنا مرة أخرى نتواصل مع مكتب الملك، ومع ولي العهد ورجاله. هذا موقف قد يكون غريباً لكنها الحقيقة
هذا لأنك ببساطه اضطررت للمضي قدما ؟
لا. انا قومي انا وطني. أؤمن ببلدي. لذلك انا لن تكون هذه المضايقة سبباً لكي تخلق عندي رغبة في الثأر. وإنقلابي على عمي ، ابن عمي ، أمتي ، وشعبي.
كيف تصف علاقتك بالأمير محمد ؟
علاقة قوية، هذا قد يكون مفاجئاً لكثير من الناس حتى بالنسبة لمعارفي
هل سامحته ؟
لقد نسيت وغفرت له كل شئ. وأصبح كل ماحدث ورائي.
ماهو معدل تواصلك معه ؟
بالكاد لا تمر ثلاثه أيام دون ان أراسله أو اتصل به أو أتحدث معه
أنت وهو تتحدثان كل ثلاثه أيام تقريبا ؟
نتراسل كثيراً ، لكننا نتحدث بمعدل اقل. بالكاد يمر أسبوع بدون ان نتواصل
الأمير محمد لديه خطه ضخمة لتغيير الاقتصاد والمجتمع السعودي. هل لا تزال تدعمه ؟
نعم. رؤيته أخذت الكثير من أفكاري لكنه ضاعفها فقد دعوت لفكرة صندوق الثروة السيادي ، وتحدثت عن عن طرح شركة أرامكو في البورصة. حقوق المراه ، وتنافسية المرأة في المجتمع، والسماح لها بقيادة السيارة ، كل هذه الأشياء التي دعوت اليها من قبل.
انه يدشن حقبة جديدة في المملكة العربية السعودية. فاي شخص لا يدعم ما يفعله محمد بن سلمان الآن ، أقول ، إنه خائن.
قيادة المملكة العربية السعودية الجديدة
أصبح ولي العهد أيضا أكبر مستثمر سعودي ، ضخ عشرات المليارات من الدولارات من أموال الدولة في شركه اوبر للتكنولوجيا وإستثمارات أخري تديرها مجموعة بلاكستون ومجموعة سوفت بنك.
هل تريد الحكومة منك أن تبني وتحافظ علي علاقات مع رؤساء الدول والمديرين التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات ؟
عندما أطلق سراحي، كانت هناك معايير أساسية مفروضة على ، مما يعني الحياة كالمعتاد. فقد كنت علي اتصال مع العديد من رؤساء الدول، في أوروبا والشرق الأوسط. فكل شيء يسير بطريقة طبيعية
هل يمكنك السفر ؟
بالتاكيد أستطيع
هل تعرف ما إذا كانت الحكومة تراقب أماكن تواجدك؟
لست قلقا بشان ذلك
وحساباتك البنكية ؟
كل شيء عاد إلى طبيعته
أنت تبحث عن استثمارات أجنبية وكذلك صندوق الاستثمار العام ، صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية. الا يضعك هذا في المنافسة ؟
في الواقع ، نحن علي اتصال مع الحكومة لنتشارك في العديد من المشروعات. أنهم يؤسسون لمشروع كبير في البحر الأحمر على غرار منتجعات جزر المالديف. ودعيت مجموة الفورسيزون للمشاركة. لقد دعينا أيضا لنكون جزءاً من مشروع آخر في الرياض حيث سيأسس مركز ترفيه ضخم الحجم على شاكلة مدينة ديزني لاند.
نحن نعمل في مجال الفنادق ، ووسائل الاعلام والترفيه ، لذلك نحن مدعوون. لذلك لا ، لا يوجد منافسه ، نحن نكمل بعضنا البعض.
ماذا عن الاستثمار المشترك ؟ هل سيستثمر PIF مع المملكة القابضة أو ربما روتانا أو الأمير الوليد شخصيا ؟
نعم ، هذا سيحدث نحن في مناقشات الآن مع PIF بخصوص بعض المشاريع.
المشاريع المحلية أم المشروعات الدولية ؟
المحلية ، للبدء بها.
ولي العهد الأمير يزور الدول الغربية. فهو سيجتمع بالرئيس ترامب في البيت الأبيض وهو يحاول جذب رأس المال للمملكة العربية السعودية فنظراً لتجربتك في ريتز كارلتون، هل سيكون لديك شعوراً جيداً حول المشاركة في تقديم صورة طيبة للحكومة، نفس الحكومة التي إحتجزتك في الفندق ؟
انا مؤيد للمملكة العربية السعودية دعماً لحكومتي وداعماً للملك سلمان والأمير محمد بن سلمان علي طول الخط. قبل واثناء وبعد الإحتجاز.
سيجد الناس ان من الصعب فهم ذلك.
انهم لا يفهمون انك تتحدث إلى شخص عضو في العائلة المالكة نحن جميعا مجموعة واحدة هنا. طرف واحد. الاسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية.
افهم ان هذا يبدو غريبا علي الناس، سيقولون "لقد تم احتجازك من قبل الملك ومن قبل ولي العهد وأنت ما زلت تدعمهم ؟" هل هذا معقول.
عليك ان تتساءل عن مدي الارتياح الذي سيشعر به المدراء التنفيذيون المدعون للإستثمار في المملكة العربية السعودية بعد رؤيتهم طريقه ريتز كارلتون في التعامل مع النزاعات.
عليهم ان يقرروا ذلك بأنفسهم, ولكن يمكنني ان أتحدث بالاصاله عن نفسي ، وأستطيع ان أقول لكم ان الأمور تجري كالمعتاد: نحن ذاهبون للاستثمار في المملكة العربية السعودية.
اريك شاتسكر
المصدر: موقع بلومبرج الإقتصادي
https://www.bloomberg.com/news/features/2018-03-20/alwaleed-reveals-secret-deal-struck-to-exit-ritz-after-83-days