post-feature-image
الصفحة الرئيسيةسياسةإسرائيل

شبح مائير كاهانا: نمو اليمين المتطرف في إسرائيل

في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1990، في فندق ماريوت على الجانب الشرقي من مانهاتن، كان الحاخام مائير كاهان قد اتخذ مقعده للتوّ في مؤتم...

في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1990، في فندق ماريوت على الجانب الشرقي من مانهاتن، كان الحاخام مائير كاهان قد اتخذ مقعده للتوّ في مؤتمر صهيوني، عندما أطلق السيد نُصير، وهو أمريكي من أصل مصري يبلغ من العمر 34 عاماً، النار عليه وأصابه في عنقه. بعد ساعات، أُعلن وفاة الحاخام المولود في بروكلين والمعروف بأنه أكثر السياسيين عنصرية في التاريخ الإسرائيلي.

لم يحزن لوفاته معظم الإسرائيليين. قبل ذلك بعامين، كانت الحكومة الإسرائيلية قد حظرت حزبه السياسي، كاش، بسبب برنامجه السياسي المعادي للعرب. كان كاهان قد دعا إلى الطرد القسري لملايين العرب الذين يعيشون في إسرائيل، وغالباً ما كان يشير إليهم ب “الكلاب”. وكما يقول الكاتب الإسرائيلي يوسي كلاين هاليفي: “حوّل كاهان جدول أعماله السياسي إلى نوع من الجهاد اليهودي مع رسالة دينية صريحة كارثية”.

ومع ذلك اجتمع مئات الإسرائيليين في مساءٍ آخر من نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد 27 عاماً من مقتل كاهان، في القدس الغربية لإحياء ذكرى وفاته. كان هذا التجمع واحداً من 25 حدثاً مماثلاً أُقيم في جميع أنحاء إسرائيل ذلك الأسبوع. على المنصّة، تناوب المتشددون اليهود الحديث للإشادة بالحاخام، ووصفوه بنبي صالح كانت سياساته سابقة لعصره.

من بين هؤلاء الحضور: أعجوبة وخليفة كاهان، بن زيون (بن صهيون) “بنتزي” غوبشتاين. في 2005، أسّس غوبشتاين “ليهافا”، وهي منظمة غير ربحية، والتي يُترجم اسمها العبري إلى “منع الاندماج في الأرض المقدسة”. كانت ترسل مجموعة غوبشتاين دوريات من الشباب “للدفاع” عن السيدات اليهوديات من خطر العرب، كما تدير المجموعة خطاً ساخناً للتبليغ عن اليهود الذين لديهم علاقات مع أديان مختلفة، أو يؤجرون أو يبيعون شققاً للإسرائيليين العرب.

توسعت “ليهافا” لتصبح أكبر منظمة يمينية متطرفة في إسرائيل، وتنتشر فروعها في كل مدينة ولديها أكثر من 10,000 عضو مسجل أغلبهم من الشباب والمراهقين. تنشر المجموعة رسالتها وتجنّد أعضاء في المدارس والشوارع والمراكز. وعلى الرغم من أن غوبشتاين يعمل تحت ستار محاربة الاندماج –وهي قضية مألوفة لدى العديد من اليهود الأمريكيين – يجادل منتقدوه بأن تلك المهمة ما هي إلا واجهة. ليهافا، كما يقولون، مجموعة خطيرة بخطورة حزب كاش. وككاهان، فإن غوبشتاين يجمع الناس حول طرد الفلسطينيين من إسرائيل والضفة الغربية.

[caption id="attachment_6518" align="aligncenter" width="800"] صورة كاهان على عامود. يجادل منتقدو غوبشتاين بأنه على إسرائيل أن تعامله بالطريقة نفسها التي تعامل بها نظراءه الفلسطينيين.[/caption]

 

إلى اليمين دُر

لكن على عكس آراء كاهان، التي ظلّت على هامش المجتمع الإسرائيلي، أصبح منظور غوبشتاين اتجاهاً سائداً –أي تحوّل، كما يقول المحللون، يعكس إيمان الإسرائيليين المتضائل بإمكانية السلام مع الفلسطينيين.

يجادل المنتقدون بأن المشرعين الإسرائيليين قد مكّنوا ليهافا أيضاً، حتى عندما شوّهوا صورة جماعات حقوق الإنسان ذات الميول اليسارية. ومع ذلك ، تقول السلطات الإسرائيلية: إنه ليس لديها الكثير لتفعله لوقف غوبشتاين، فهو محميٌّ بحقه عن حرية التعبير، ولأن مجموعته منظمة غير حكومية ، فقد تجنبت القيود القانونية المفروضة على حزب كاهان السياسي. يقول تيهيلا شوارتز – ألتشولر، أستاذ القانون في الجامعة العبرية بالقدس: “ليهافا ، تقوم بهذا العمل بذكاء شديد”.

لكن منتقدي المجموعة لا يستسلمون. في الخريف الماضي، أعلن مكتب المفوض الحكومي للدولة عزمه على توجيه الاتهام لغوبشتاين بتهم التحريض على العنف والعنصرية والإرهاب، إلى جانب إعاقة سير العدالة، وتعليق جلسة الاستماع. (تتعلق جميع التهم بتصريحات أدلى بها في السنوات الأخيرة. من بينها: أن الرجال الفلسطينيين الذين يغازلون النساء اليهوديات يستحقون الضرب). لا يزال غوبشتاين في انتظار جلسة استماعه. في هذه الأثناء، هو رجل حر، مع عدد كبير ومتزايد من الأتباع.

يقول غادي غفارياهو، رئيس تاغ مائير، إحدى المنظمات التي تقاتل ليهافا: “الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن الداخلي والموساد، يعرفون كيف يتعاملون مع الإرهاب الإسلامي”. “ومع ذلك لا تعرف إسرائيل كيف تتعامل مع المتطرفين اليمينيين مثل بنتزي غوبشتاين، وهم أكثر خطورة على إسرائيل من الإرهاب الإسلامي”.

 

‘لا يمكنك التعايش مع السرطان’

قابلتُ غوبشتاين قبل عدة أشهر في ردهة فندق في القدس، وبدا شخصاً غير جدّي. الموضوع الذي يشغله يتعلق بمراهقة يهودية تركت للتوّ عشيقها العربي. كان غوبشتاين يتصل بها منذ شهور ويحثها على تركه. والآن، أخيراً فعلت، لأنها كانت حاملاً بطفله. يقول غوبشتاين: كان ذلك أمراً مهماً؛ لأن الطفل سيُربى الآن يهودياً بدلاً من أن يكون مسلماً.

يقول إنه منذ أسس ليهافا “أنقذ” ما لا يقل عن 1000 فتاة مثلها. وفي القدس، يُعرف نشطاء ليهافا بمضايقتهم – وأحياناً ضربهم – للرجال الفلسطينيين. أوقع العمل غوبشتاين في بعض الأحيان في المشاكل؛ فقد احتجزته الشرطة قبل أسابيع، مع 14 عضواً من أعضاء ليهافا، بسبب تهديدهم للعرب الذين كانوا يواعدون النساء اليهوديات.

يقول مبتسماً: “في كل مرة يعتقلونني، ينضم المزيد من الناس إلى قضيتي”. في العام 2016، استجوبته الشرطة بعد أن نعت المسيحيين بمصاصي دماء، يجب طردهم من البلاد. في العام 2014، اعتُقل بعد أن أشعل أعضاء من ليهافا النار في مدرسة يهودية وعربية مشتركة في القدس. وقامت المجموعة برش كتابات على جدران المدرسة. كتبوا فيها: “لا يمكنك التعايش مع السرطان”.

في كل قضية من هذه القضايا كان يطلق سراحه في اليوم نفسه. ولم يُوجّه له أي اتهام أبداً. وكانت آخر مرة وضعته السلطات الإسرائيلية خلف القضبان في العام 1994، عندما حظرت الحكومة حزب كاهان السياسي. (كان الحظر رداً على مذبحة ارتكبها أحد اتباع كاهان، وهو باروخ غولدشتاين، الذي فتح النار في الحرم الإبراهيمي في الخليل، فقتل 29 من المصلين المسلمين وأصاب 125 آخرين).

رفضت وزارة العدل التعليق على قضية غوبشتاين في حين أن التحقيق جارٍ. يقول إيتامار بن عفير، محامي غوبشتاين: “لقد وجدوه دائماً غير مذنب لأنهم لا يملكون شيئاً”. “ليس لديهم حتى حالة واحدة يقول فيها بنتزي للناس أن يهاجموا أحداً. إن مدح باروخ غولدشتاين (وهذا ما فعله غوبشتاين) ليس أمراً غير قانوني. يمكنك أن تعتقد أن ذلك كلام بغيض. يمكنك أن تعتقد أن ذلك كلام رائع. هذه ديمقراطية “.

[caption id="attachment_6519" align="aligncenter" width="800"] يهود متشددون (ألترا أورثوذوكس) يبكون عند قبر مئير كاهان مؤسس حزب كاش الإرهابي.[/caption]

 

ومع ذلك، تتحدث أعمال غوبشتاين، كما يقول منتقدوه، عن جدول أعماله الحقيقي الذي يشمل: الكراهية المعادية للفلسطينيين. يقول جفاريو: “يريد غوبشتاين أن نعتقد بأنه قلق فقط على مستقبل الدين اليهودي، لكنه ليس كذلك”. “لم نسمع أبداً أنه يحارب الاندماج في الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة يكون معدل الزواج المختلط أمراً تافهاً فعلاً”. في الواقع، نجد  2٪ فقط من الإسرائيليين اليهود لديهم أزواج من غير اليهود، مقارنة بـ 44٪ في الولايات المتحدة.

يوجد في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي وحدة للإرهاب اليهودي، لكن أخبرني متحدث رسمي بأن التعامل مع ليهافا هو مسؤولية الشرطة. يقول المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد: إن رجال الشرطة المحليين كانوا يحاولون منع العنف الذي يرتكبه ناشطو غوبشتاين والتصدي له، لكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن لهؤلاء الناشطين القيام به.

يقول روزنفيلد متحدثاً في أكتوبر/ تشرين الأول، بعد وقتٍ قصير من احتجاز غوبشتاين الأخير: “تحدث عمليات الشرطة فيما يتعلق بليهافا على مدار السنة “. “وأُفرج عن هؤلاء المشتبه بهم بعد تقديم أدلة مهمة ضدهم. كانت توصية الشرطة هي استمرار احتجازهم. ولكن في نهاية اليوم، فإن القرار الذي اتخذته المحكمة، للأسف، هو واقع الحال”.

يجادل منتقدو غوبشتاين بأن على إسرائيل أن تعامله بالطريقة نفسها التي تعامل بها نظراءه الفلسطينيين. لكن إسرائيل لديها تاريخ طويل في التعامل مع المتطرفين اليهود بطريقة مختلفة. في العام 1984، كشفت السلطات أن جماعة يهودية متشددة كانت تخطط لتفجير قبة الصخرة في القدس.

أدانت المحكمة 25 مستوطناً يهودياً لشن حملة عنف سرية ضد العرب في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان. سرعان ما أُفرج عنهم جميعاً، باستثناء ثلاثة ممن أدينوا بالقتل وحُكم عليهم بالسجن مدى الحياة، لكن انتهى بهم الحال إلى السجن لمدة تقل عن سبع سنوات. ابتهج المستوطنون اليهود بعودتهم إلى ديارهم. ولم يكونوا الوحيدين، فسرعان ما عاود العديد من المتطرفين اليهود الذين اُعتقلوا في الثمانينيات والتسعينيات الدخول إلى المجتمع الإسرائيلي، وأصبحوا قادة استيطان ونشطاء سياسيين.

[caption id="attachment_6520" align="aligncenter" width="800"] “لا تعرف إسرائيل كيف تتعامل مع المتطرفين اليمينيين مثل بنتزي غوبشتاين، وهم أكثر خطورة على إسرائيل من الإرهاب الإسلامي”.[/caption]

 

في العام 2005، دخل متطرف يهودي السجن بتهمة طعن المتظاهرين في مسيرة فخرية للمثليين في القدس. في العام 2015، بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق سراحه، طعن فتاة إسرائيلية تبلغ من العمر 16 عاماً حتى الموت في الحدث نفسه. واحتج ناشطو غوبشتاين وليهافا على هذه المسيرة ووصفوها بأنها “عمل بغيض”، واستمروا في الاحتجاج عليها كل عام منذ ذلك الحين. يقول جفاريو: “على إسرائيل أن تبذل المزيد لمحاربة بنتزي”. “فقد حان الوقت لذلك”.

ومع ذلك يعتقد مؤيدو غوبشتاين أن الدولة عاملته بقسوة شديدة، إنهم يقومون بحمايةً حرية التعبير بالنسبة للعرب وليس لليهود. يقول بن غفير، محامي غوبشتاين: “بماذا يتهمون بنتزي، يمكن أن تقول الشيء نفسه عن العرب”. “يشيد الآلاف من العرب بالإرهابيين، ولا يتهمهم أحد”.

تصف جماعات حقوق الإنسان هذا الجدل بأنه سخيف. سجنت إسرائيل منذ عام 2015، 470 فلسطينياً بسبب التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي. من بينهم: الشاعرة العربية الإسرائيلية، دارين طاطور، التي اعتقلت في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وحُكم عليها بالسجن لثلاثة أشهر وظلت قيد الإقامة الجبرية بسبب نشرها قصيدة وتحديثين للحالة على “فيسبوك”، يدعي محاموها أن السلطات الإسرائيلية ترجمتها بشكل غير صحيح. اتُهمت طاطور بتهمة التحريض على العنف ودعم منظمة إرهابية.

يقول البعض، مثل شوارتز – التشولير: إن هذا التفاوت لا يرجع إلى العنصرية أو التحيز بل إلى النتائج؛ لأن العرب يرتكبون هجمات إرهابية ضد اليهود أكثر من العكس، فهم أكثر عرضةً للإدانة بالتحريض. يقول أستاذ في القانون: “الخوف هو أن تحمل تلك التحريضات على فيسبوك باللغة العربية من يقرأها على أخذ سكين وطعن شخص ما”. “من ناحية أخرى، تعي السلطات الإسرائيلية جيداً المخاطر التي تشكلها حركات مثل ليهافا على المجتمع الإسرائيلي” – ومع ذلك ربما تكون أقل قلقاً من أن تؤدي إلى عنف قاتل.

ولكن هل يفعلون ما يكفي لاحتواء هذا الخطر؟ ارتكب المتطرفون اليهود بعض أبشع الجرائم في التاريخ الإسرائيلي – من مجزرة غولدشتاين إلى مقتل إسحق رابين، رئيس الوزراء الذي دافع عن السلام مع الفلسطينيين. جاء اغتياله – الذي ارتكبه ييغال عمير، وهو يهودي متشدد – بعد أشهر من التحريض اليهودي اليميني ضد رابين وجهوده السلمية.

ويبقى اغتيال رابين هو الاغتيال الوحيد لرئيس إسرائيلي في تاريخ البلاد. يقول فادي خوري، وهو محامٍ في المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل: “إن حقيقة اعتبار كاش منظمة إرهابية تعني أن أية مجموعة نابعة منها هي في الأساس مجموعة إرهابية أيضاً”.

على عكس الولايات المتحدة، فليس لدى إسرائيل دستور، وبالتالي لا يوجد حق أساسي لحرية التعبير. بدلاً من ذلك، تحمي المحاكم الإسرائيلية هذه الحرية على أساس كل حالة على حدة. يقول شوارتز – التشولير: “إن المحاكم شديدة الحذر عندما يتعلق الأمر بتوجيه تهم جنائية للأشخاص بسبب التعبير”. وعندما يتعلق الأمر بأشخاص مثل غوبشتاين، يدعي البروفيسور أن “المحكمة العليا تخاف من الرقابة الحكومية أكثر مما تقوله ليهافا للمجتمع الإسرائيلي”.

في النهاية، قد لا تمتلك إسرائيل القدرة على إيقاف غوبشتاين، لأنه ليس سياسياً،  ولم يرتكب أي هجمات معروفة. يقول هاليفي، وهو زميل بارز في معهد شالوم هارتمان وعضو سابق في رابطة كاهان للدفاع اليهودي في نيويورك: “لم يُحظر كاهان من التحدث خارج الكنيست”. “إن الديمقراطية، وخاصةً الديمقراطية التي هي تحت حصار من الحرب المستمرة والإرهاب، تحتاج لأن تتبع خطاً رفيعاً بين السماح بحرية التعبير وضمان ألا تؤدي حرية التعبير إلى العنف. تحتاج ليهافا إلى كبح جماحها عندما تتخطى هذا الخط. وقد تخطته مراراً. في الوقت نفسه، لا يمكن حظر أفكار ليهافا “.

[caption id="attachment_6521" align="aligncenter" width="800"] فلسطينيون يحملون صورة مجازية لمجزرة الحرم الخليلي التي قام بها ياروخ غولدستين.[/caption]

 

تحوّل يميني متطرف

في السنوات الأخيرة، كانت هناك جهود سياسية لعرقلة غوبشتاين، لكنها فشلت إلى حد كبير. في العام 2015، حاول وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه ياعلون تصنيف ليهافا كمجموعة إرهابية. وبعد عام، أُجبر على الخروج من الحكومة وحل محله أفيغدور ليبرمان، وهو شخصية متشددة، قال مرةً: إنه يجب قطع رؤوس المواطنين العرب الخائنين في إسرائيل. وحذر ياعلون أثناء استقالته من أن “القوات المتطرفة والخطرة، قد استولت على إسرائيل”.

تحركت إسرائيل منذ أيام كاهان إلى أقصى اليمين. اليوم، ووفقاً لاستطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن 48% من الإسرائيليين اليهود يعتقدون أن إسرائيل يجب أن تطرد مواطنيها العرب، الذين يشكلون حوالي 20% من سكانها. قبل عشرين سنة، اعتبر 32% من الإسرائيليين أنفسهم يساريين. واليوم، يصل هذا الرقم إلى 19%، وفقاً لمعهد إسرائيل ديموكراسي، وهو مركز أبحاث مقره القدس.

وقد وُجد تقرير نشره المعهد في نوفمبر/ تشرين الثاني أن 51.5% من الإسرائيليين اليهود يشعرون أنه للحفاظ على الهوية اليهودية لإسرائيل، يجب أن يعيش العرب واليهود بشكل منفصل، ويقول 58% : إن الأشخاص الذين لا يرغبون في قول إن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، يجب إبطال جنسيتهم. واليوم، تدرس الحكومة التشريع الذي يقول بعض المراقبين: إنه سيجعل وضع إسرائيل باعتبارها دولة ذات أغلبية يهودية أكثر أهمية من قيمها الديمقراطية. ستكون هذه الخطوة الأولى، كما يدعي بعض المراقبين، نحو تأسيس الدولة التي تصورها كاهان.

يقول المحللون: إن جزءاً من هذا التحول اليميني المتطرف يرتبط بصدمة الانتفاضة الثانية العنيفة. بين عامي 2000 و 2005، عاش الإسرائيليون سلسلة طويلة من التفجيرات الانتحارية شبه اليومية في مدن مثل القدس وتل أبيب. كما يعكس هذا التحول فقدان الثقة في عملية السلام.

بعد أن وقعّت إسرائيل والفلسطينيون على اتفاقيات أوسلو التاريخية في العام 1993، تأمل الكثيرون في أن ينتهي الصراع الدموي الذي دام عقوداً طويلة. بدلاً من ذلك، وصل الطرفان إلى طريق مسدود، وخاضت إسرائيل حربين مع حماس، الجماعة الإسلامية التي تسيطر على غزة.

يقول غوبشتاين: إنه يعبر فقط عما يعتقده معظم الإسرائيليين، والذي يصر على أنه ليس عنصرياً. يخبرني قائلاً: “العرب الذين يقبلون هذه الدولة باعتبارها دولة يهودية يمكنهم البقاء هنا. أما أولئك الذين لا يقبلون يجب أن يغادروا. لا نريد قتل العرب لمجرد أنهم عرب. هذه هي العنصرية. لكن العرب الذين يريدون أن يأخذوا بلادنا منا؟ لقد أعطى الله إسرائيل للشعب اليهودي، وأولئك الذين لا يؤمنون بذلك، لا ينبغي أن يكونوا هنا”.

[caption id="attachment_6522" align="aligncenter" width="800"] قبة الصخرة، التي خطط متشددون يهود لتفجيرها.[/caption]

 

يرفض غوبشتاين، وهو أحد سكان مستوطنة قرية أربع، وهي مستوطنة يهودية متطرفة داخل مدينة حبرون وهي مدينة تقطنها أغلبية فلسطينية، الادعاء بأنه يشجع أو حتى يلهم أتباعه على ارتكاب العنف. يصرّ قائلاً: “أنا ضد القيام بأشياء غير قانونية “. “الحل ليس في إحراق المدارس العربية-اليهودية. الحل هو إغلاقها “. ومع ذلك فهو لا يدين تلك الأعمال غير القانونية بل ويدافع عن مذبحة غولدشتاين في حبرون. “لا أعتقد أن ما فعله غولدشتاين كان سيئاً. أنا فقط لن أفعل ذلك بنفسي. لقد رأى العرب يقتلون أصدقاءه وعائلته، ورآهم سعداء بقتلهم. لذلك انتقم “.

يزعم غوبشتاين أنه ليس لديه أي اهتمام باتباع خطى كاهان في السياسة. ومع ذلك، فإن تأثيره محسوس، حتى دون أن يخدم في البرلمان الإسرائيلي. دعاه أعضاء الحزب الحاكم في البلاد عدة مرات للتحدث في الكنيست. سمحت بلدية القدس ل “ليهافا” بوضع لوحات إعلانية في نوفمبر/ تشرين الثاني، والإعلان عن نصب تذكاري لكاهان وشكر لغوبشتاين على عمله. في العام 2015، منعت وزارة التعليم رواية تحكي قصة حب يهودية عربية حائزة على جوائز من مناهج المدارس الثانوية الوطنية، بعد شن غوبشتاين حملة ضدها.

[caption id="attachment_6523" align="aligncenter" width="800"] ناشطون فلسطينيون يرمون القوات الإسرائيلية بالحجارة. [/caption]

 

ومثل كاهان،  فإن حلم غوبشتاين الحقيقي هو إسرائيل التي تعمل وفقاً للقانون اليهودي، أو هالاشا، حيث العرب هم الوحيدون الذين يعيشون هناك، هم أولئك الموالون للحكم الديني اليهودي. “وبهذا المعدل”، يقول عن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل: “إما نحن أو هم”.

ياردينا شوارتز

المصدر: مجلة نيوزويك الشرق الأوسط
http://ar.newsweekme.com/
الاسم

أتاتورك أحياء إختراع أدوية إذاعة أرامكو أردوغان أسبانيا إستاكوزا إسرائيل أسلحة إصابات إعلام أفريقيا أقباط إقتصاد إكتشاف أكراد الأباء الإباحية الإبتكار الأبراج الأبناء الإتحاد الأوربي الأثرياء الأجانب الإجهاض الأحزاب الأخبار الأخوان الإخوان الأديان الأردن الأرض الإرهاب الإرهابيين الأزهر الإستجمام الأسرة الإسلام الإسلامية الإسلاميين الإصطناعي الأطفال الإعتداء الأعسر الإعلام الإغتيال الإغتيالات الأغنياء الأفلام الإباحية الأقباط الإقتصاد الأكراد الألتراء الألتراس الإلحاد الألعاب الإلكترونية الألمان الأم الفردية الأمارات الإمارات الإمارات العربية الأمازيغ الأمراض الأمم المتحدة الأمن الأمواج الأمومة الأميرة دايانا الإنتاج الإنتحاريين الإنترنت الإنتفاضة الإنجليز الإنفصال الانفلونزا الأهرام الأهلي الأوسكار البترول البحر البدو البشر البصرة البناء البنك المركزي البوذية البورصة البيئة التجميل التجنيد التحديث التحرش الترفيه التشدد التطرف التغيير التقشف التليفون التهرب الضريبي الثدي الثقافة الثورة الجاذبية الجامعات الجراثيم الجزائر الجسد الجفاف الجماعات الإسلامية الجماهير الجنس الجنسي الجنود الجنيه الجهاد الجيش الحاسب الحاسوب الحب الحرارة الحرب الحرس الثوري الحزب الجمهوري الحشد الشعبي الحكومة الحوثيون الختان الخديوي الخلافة العثمانية الخليج الخليج العربي الدانمارك الدولار الدولة الديكتاتورية الديمقراطية الدين الدينية الديون الذكاء الذكاء الإصطناعي الربيع العربي الرجل الرقمي الروبوت الروبوتات الروهينجا الري الزراعة السرطان السعودية السفر السكان السلام السلة السلطان السلطة السلطة الفلسطينية السلطوية السلفية السلفيين السمنة السموم السنة السود السودان السوريون السياحة السياسة السياسي السيسي السينما السيول الشباب الشرطة الشرق الشرق الأوسط الشريعة الشمس الشيعة الصحة الصحراء الصحف الصحفيين الصخري الصدر الصواريخ الصين الضرب الطاقة الطعام الطفل الطوارئ ألعاب العاصمة العاطفة العالم العثمانيون العدالة العدالة الإجتماعية العراق العرب العربي العسكر العقل العلاج العلم العلماء العلمانية العلويون العمال العمل العملة العنصرية العنف العنف الأسري الغاز الغذاء الغرب الفراعنة الفرعونية الفساد الفضاء الفضائيات الفقر الفلسطنيين الفلك الفن القاعدة القانون القاهرة القبائل القدس القذافي القوات المسلحة القومية العربية الكبد إلكترونيات الكنيسة الكنيسة اليونانية الكهنة الكواكب الكورة الكوليرا الكويت اللاجئين الليرة المال المانيا المتشددين المتطرفين المتوسط المثالي المجتمع المجلس العسكري المحمول المدينة المنورة المذبحة المرأة المراهقين المرض المريخ المساواة المستقبل المسلسلات المسلمون المسيحية المصريين المعلومات المغرب المقاتلون المقاولون المقبرة الملائ الأمن الملك توت المليشيات المناخ المنطقة العربية المنظمات الموبايل الموساد الموضة المياه الميراث النجوم النساء النظافة النظام النفايات النفط النووي النيل الهند الهوس الهوليجنز الهوية الوالدة باشا الوراثة الولادة الوليد بن طلال الوهابية اليابان ألياف ضوئية اليمن اليهود اليهودية اليورو اليونان أمراض أمريكا امريكا أموال أميركا اميركا أميريكا إنترنت إنجلترا أهرامات الجيزة أوربا اوربا أوروبا أوسكار إيبولا إيران إيفان الرهيب أيمن الظواهري بازل باسم يوسف باكستان براكين بريطانيا بنجلاديش بوتفليقة بوتن بوتين بووليود بيراميدز بينج تاريخي تجارة تحت المجهر ترامب تركيا تشارلز تشلسي تصوير تعليم تغير مناخي تكنولوجيا تليفزيون تونس تويتر ثروات جبهة النصرة جدة جراحة جنس جوته جوجول جونسون جيرتود بيل حاسب حزب الله حفتر حفريات حماس خاشقجي خامئني خداع خليفة حفتر خيال علمي دارفور داعش دبي دراما دوري السلة الأمريكي ديانا ديمقراطية ديناصور رأس رام الله رجل ألي رسوم روبرت ماردوخ روسيا روما رياضة زراعة زرع زواج ساعة أبل سامي عنان ستراتفور سرت سرطان سفينة فضاء سكن سنيما سوء التغذية سوريا سياسة سيف الإسلام القذافي سيناء سينما شارلز شعاع شفيق شمال أفريقيا شيخ الأزهر صحافة صحة صدام حسين صندوق النقد الدولي صنعاء صوت طائرات طاقة طاقة نووية طب طبي طعمية طفيل طلاق عبد القادر الجزائري عبد الناصر عدن عرب عسكرية عصابات عقل علاج علوم وصحة عمل عنان غاز غزة فحم فرعون فرنسا فضائيات فقر فلافل فلسطين فن فن وثقافة فنزويلا فوكس نيوز فيتنام فيديو فيروس فيروس سي فيس بوك فيصل فيضان فيورينتنا قارون قبرص قتل قش الأرز قطر قمع قنصوة قواعد كائنات كاس العالم كاسيني كافاليرز كافاليير كاميرا كتالونيا كربون كرة القدم كليوباترا كوكايين كيسنجر كيفين دورانت لاجئين لبنان لغة لوحات ليبرون جيمس ليبيا ليزر ليفربول لييبا مائير كاهانا ماري كوري مال وأعمال مايكروسوفت متجددة مجتمع مجتمع وإعلام مجتمعات مجلس الأمن محمد بن سلمان محمد صلاح مختبرات مخدرات مدرسة مراهقات مرتزقة مرض مركبات الفضاء مسلسل مسلسلات مسلمين مصر مصري مطلقات معارك معدل وراثيا معدن معرض مكة ملفات مليشيا مهاجرين موبايل موسى موسيقى مي تو مينمار نتنياهو نساء نسخ نظام الفقيه نفط نفظ نقابة نيكسون هاري هوليوود وباء وعد بلفور وقود ولي العهد وليام ياهو accessories animals anxiety art artist assignment attraction aviation bag beach beautiful destinations Best Catering Best Catering Services bicycle bicylce tours bigger bitter juice Blood Pressure botox brain brazilian buildings business Business Website cannes activity career cartoon Catering Services cave cheap hotels cheap loan cigarette climbing clothing communication Control Blood Control Blood Pressure cook cosmetic coursework craziness credit cremation deppression dermal Ease Stiffness education effective Engine Optimization entrepreneur ethnic wear europan explore eyes face finance fire damage focus food food tips fruit furniture garden gardening glasses gym hand tools health herbal Herbal Treatment High Blood home home loan home tips Hypertension Naturally immune system india Joint Pain Joint Pain Relief kindle life life hack loans marriage mba meal money movie music natural Natural Joint Natural Joint Pain occassion office Orthoxil Plus outdoor Pain Relief Pain Relief Treatment paris pets photographer pumpkin quality Reduce Hypertension Reduce Hypertension Naturally relationship relaxed Relief Treatment round face runner sea Search Engine Search Engine Optimization Search Engines self help self improvements shoes Side Effects sleep smoking snowboard social spain sports stories stress Stresx Capsules style success surgery travel trees vegetable voice voyage Website Design wi-fi winter work world zodiac sign
false
rtl
item
الجيل الجديد: شبح مائير كاهانا: نمو اليمين المتطرف في إسرائيل
شبح مائير كاهانا: نمو اليمين المتطرف في إسرائيل
https://geel25elgaded.com/wp-content/uploads/2018/03/شبح-مائير-كاهانا1.jpg
الجيل الجديد
https://geel25elgaded.blogspot.com/2018/03/blog-post_35.html
https://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/2018/03/blog-post_35.html
true
6246319857275187510
UTF-8
لايوجد اي تدوينة المزيد المزيد الرد اغلاق الرد حذف By الصفحة الرئيسية صفحة مقالة المزيد مواضيع ذات صلة التسميات الارشيف البحث لا يوجد اي تدوينة الصعود الى الاعلى Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago