منذ سنوات عديدة وبالخصوص بعد اعتداءات يناير ونوفمبر 2015 الإرهابية بباريس لازالت ظاهرة المتطرفيين الدينيين الذين ولدوا أو عاشوا في الغرب تغذ...
وهكذا وعندما نسأل عالم الاجتماع فاهراد خوسروخافار (1) حول دوافع المتطرفين الدينيين فإنه لا ينطق في المقام الأول بكلمة "إسلام" لأنه يعتقد أن ظاهرة التطرف التي تجابهها فرنسا تجد جذورها في مكامن أخري، من قبيل "الأزمة العميقة للمجتمعات الغربية والتي تمثل فرنسا نموذجاً لها فقدرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) علي الاستقطاب، ناجمة في رأيه عن أزمة يوتوبيا أي عن غياب منفذ سياسي في مجتمعات يتفاقم التفاوت داخلها باطراد.
فمجموعات مثل "الألوية الحمراء" في إيطاليا وعصابة بادر مينهوف في ألمانيا التي كانت سابقاً تعبئ أنصار اللجوء إلي الكفاح المسلح لم يعد لها وجود وتدهور العدل الاجتماعي ينتج اليوم "راديكالية مزدوجة، راديكالية شعبوية، وراديكالية تطرف ديني" أما أستاذ الجامعة لوران بوتلي (2)، الذي يشارك في دراسة ميدانية حول خصوصية ومسار المتطرفين الدينيين الفرنسيين المعتقليين فإنه يؤكد هو أيضاً علي "غياب قصة سياسية كبيرة" غير قصة ايديولجية التطرف الديني.. قصة قادرة علي اجتذاب أشخاص استبطنوا في داخلهم بصورة أو بأخري وضعية المهيمن عليهم وهو يري أن "الخطاب التطرف الديني يغفل المسألة الاجتماعية ويبرز بالمقابل وجود منظومة قمع وقهر، غير انه يربطها بثنائية غير المسلمين ضد المسلمين من جانبها تري المتخصصة في العلوم السياسية، مريم بن رعد (3)، أن التطرف الديني يتمثل "رد فعل سياسي" ضد عدم التوازن القائم في العالم العربي الإسلامي وترجمة لمشاعر سكان هذه المنطقة المناهضة للغرب، الذي ينظر إليه كمسؤول عن هذه الوضعية في جزء كبير منها وتوضح في هذا الشأن قائلة "من أجل فهم الظاهرة، يجب التعاطي مع التطرف الديني كإيديولوجية معاصرة، والتركيز علي خطاب مناصريها ورؤيتهم للعالم".
هذا أكيد ولكن اوليس المعنيين أنفسهم لا يقتلون باسم الله، ويقدمون انفسهم قبل كل شئ علي أنهم جنود العقيدة الإسلامية إيضاً ألا ترى "أديبات" التطرف الديني المزدهرة علي شبكة الأنترنت ليست محشوة باستشهادات وتبريرات قرأنية أو مرتبطة بالسنة النبوية؟ وبالنسبة لفاهراد خوسروخافار، فإن الإسلام في هذة الحالة ليس سوي اليافطة لـ "يوتيوبيا" رجعية وقمعية ترمي إلي "شرعنة العنف" تزعم "الوهابية الجديدة" أو السلفية أنها تهدف إلي العودة إلي النقاء المطلق المفترض في بدايات عصر النبوة (4).
أما المختص في العلوم السياسية حسني العبيدي (5) المقيم بسويسرا والذي يدرس أيضاً بفرنسا فإنه يشير اعتراضياً إلي حالة الحرج التي يشعر بها الخبراء الفرنسيون يقول في هذا الصدد "تجمع الأوساط الجامعية الفرنسية علي القول بأن الإسلام كدين ليس هو سبب ظاهرة التطرف الديني، لكنها تجد صعوبة في الدفاع عن هذة الفكرة لأنه بالنسبة إليها تظل الثيولوجيا الإسلامية مجهول. فهي ليست موضوع دراسة بصورة إجمالية، الشؤون الإسلامية في فرنسا وفي أوروبا، ووحدها المعرفة المعمقة والمدققة والمقارنة بهذا الدين يمكنها أن توفر أدوات مفهومية وحججا قوية تمكن من إدراك إلي أي مدي يعتبر التطرف الديني انحرافاً".
وفي نظر بعض المتخصصين لا يجب أن يتحول الربط بين الإسلام والتطرف الديني مع ما يجره من تأجيج للأفكار المسبقة المناهضة للمسلمين إلي عامل كبح وتقييد للتحليلات بشان الظاهرة وذلك هو موقف الصحفي والكاتب ببار بوشو الذي شارك في تأليف
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]فمن خلال رقم الهاتف المجاني الذي وضعته السلطات الفرنسية تحت تصرف المواطنين لكي يبلغوا عما يرونه من دلائل مقلقة بشأن الإرهاب، و أوضح الـ 13 ألف شخص الذين إتصلوا لطلب المساعدة من جانب الأسر المتخوفة من مخاطر سقوط أبنائها في التطرف خلال بضعة أشهر أن الإسلام لا يمثل "سبباً للإرهاب وإنما وسيلة يستخدمها الذين يقومون بالتجنيد ومن الأدلة علي ذلك 40 بالمائة من الأسر ليست لها أيه مرجعية إسلامية بل إن 5 بالمائة منها أسر يهودية ورغم من ذلك يقع أبناؤهم في التطرف الراديكالية "دون أن يذهبوا البتة إلي المسجد".[/mks_pullquote]
كتاب حول الموضوع(6). فبالنسبة إليه يتعين الإقرار بأن التطرف الديني بما في ذلك في فرنسا يرتكز أيضاً علي أساس علي الرغم من ان هذا التأويل يختلف عن القراءة المعتادة التي يتبعها غالبية المسلمين الكبري للقرأن ويتابع تحليله قائلاً "تملك ظاهرة التطرف الديني منذ ثلاثين عاماً منظريها، وترتكز علي مدونة ضخمة من النصوص والتفسيرات القرأنية وهنا يجب التنبه جيداً إلي أثر النظرة المجتزأة علي الداخلين الجدد إلي الإسلام أو الأشخاص الذين يسقطون في التطرف بشكل سريع دون أن يكون لهم ماض في ممارسة الشعائر الدينية أو دون أن يكونوا قد عاشوا في عائلة تمارس شعائرها فكل ذلك لايمكن أن يحصل إلا بسبب توفر نظرية تظل علي أقليتها وبفضل حبكتها المحكمة قادرة علي الإقناع والانتشار".
وترفض المختصة في الأنثروبولوجيا دنيا بوزار (7) هذا التحليل، فمن خلال رقم الهاتف المجاني الذي وضعته السلطات الفرنسية تحت تصرف المواطنين لكي يبلغوا عما يرونه من دلائل مقلقة بشأن الإرهاب، و أوضح الـ 13 ألف شخص الذين إتصلوا لطلب المساعدة من جانب الأسر المتخوفة من مخاطر سقوط أبنائها في التطرف خلال بضعة أشهر أن الإسلام لا يمثل "سبباً للإرهاب وإنما وسيلة يستخدمها الذين يقومون بالتجنيد ومن الأدلة علي ذلك 40 بالمائة من الأسر ليست لها أيه مرجعية إسلامية بل إن 5 بالمائة منها أسر يهودية ورغم من ذلك يقع أبناؤهم في التطرف الراديكالية "دون أن يذهبوا البتة إلي المسجد".
[caption id="attachment_5693" align="aligncenter" width="783"]

يمكننا القول بأن الأمر لا يتعلق بمساجد فقط. فإضافة إلي الإنصات لخطب أئمة متطرفيين يتم ترويجها عبر الشبكة العنكبوتية الا ان عدداً من الإرهابيين يبحثون أيضاً عن تبريرات لأعمالهم من خلال قراءة شخصية للقرأن، حتي وإن كانت متحيزة وعندما لا يكون هؤلاء أنفسهم يبحثون عن حجج، فإن تنظيم داعش يقوم بتلك المهمة من خلال الدعاية التي يمارسها علي شبكة الأنترنت، ولكن أيضاً عبر أشخاص مكلفين بالتجنيد وينبه ببار بوشو إلي أن "الخطر يكمن في تقديم كل المتطرفين الدينيين الفرنسيين أو الأوروبيين علي اعتبارهم جاهلين بالدين" مضيفاً "بالتأكيد" لم يقرأ بعضهم القرأن قط، ولا حتي يتكلمون اللغة العربية غير أنه هناك أخرون توقفوا إلي النهل من المدونة الجهادية المتاحة لهم، كما يسجل فضلاً عن ذلك أن التبريرات الدينية تكون غالباً باللغات الأوروبية التي تدحض نقطة بنقطة حجج التطرف الديني هي نصوص نادرة خاصة باللغة الفرنسية وبصورة عامة ينظر إذا يشبهها بالدعاية التي تستخدمها السلطات العربية أو الغربية والتي يصنفونها جميعها في خانة الأعداء.
ويشير ميشال ويفيوركا (8) الذي ألف سنة 1995 كتاباً حول قضية قلقال إلي أنه "لا يوجد عنف شديد دون إيمان، حتي إذا ما كانت معرفته بالدين ترتكز علي "تشوية وتزوير للنصوص وحتي إذا ما تدخلت عوامل أخري في عملية المرور إلي الفعل" ويعترف المتخصص في علم الاجتماع رغم ذلك بأنه توجد استثناءات ويشير في هذا الصدد إلي النرويجي أندرس برايفيك الذي قتل قرابة ثمانين شخصاً سنة 2011 "دون حافز ديني" كما يمكننا أن نورد العنف الشديد الذي مارسته الحركة النازية والتي كان "إيمانها" من طبيعة أخري. و يؤكد فاهراد خوسروخافار علي استخدام دين متخيل : يستخدم الشبان الفرنسيون المهنيون "إسلاماً متخيلا بقدر واسع من أجل إضفاء القداسة علي حقدهم علي المجتمع فهم يقرأون في القرأن ما يناسب فكرهم ويضعون في معارضة سورتين حربيتين هما سورتا "الأنفال" و"التوبة" (9) وسورا أخري جد متسامحة يتم تجاهلها قصداً من قبل المدونة الثيولوجية للحركة الجهادية.
وهنا، لا يجب أن نعجب من كل هذة التناقضات الموجودة أيضاً لدي خبراء دول أخري، لاسيما في المملكة المتحدة أو في الولايات المتحدة وتفسر هذة المقاربات في نفس الوقت بحسب مجال التخصص و"الأرض" التي تحرثها ومسارات موضوع الدرس وأيضاً بحسب مقاربتها ورؤيتها للعالم ولا يتعلق الأمر هنا بالحسم، وإنما بالسعي إلي الفهم. كما نلحظ أن الموضوع في ذاته يعسر الإحاطة به مثلما يلفت إلي ذلك المختص في العلوم السياسية والاقتصاد، أسيام الدفراوي (10)، الذي يري أن الجهادية تمثل وعاء كبيراً متعدد الأشكال وفي تحول سريع دائم وبعبارة أخري. هو موضوع على قدر كبير من التعقيد ومن العسير الإحاطة الكاملة به، خاصة فى غياب أعمال مرجعية. ويري لوران بونلي أن"نقص الدراسات المدينية، يدفع المختصين إلي استخدام منهجية التعميم، بالاستناد إلي الوقائع النادرة المتاحة، مضيفاً "يمكننا أن نؤسس لآليات تفكير وتدليل، انطلاقاً من الخصوصيات المميزة المشتركة بين بعض المتطرفين الدينييين إلا أن ذلك لا يعني أنها تفسر كل شئ ولا تعني كذلك أن كل شخص حامل لهذة الخصوصية يمكن أن ينزلق إلي العنف"، أما المتخصص في العلوم السياسية، لويس مارتينيز (11)، فقد بدا موقفه من الموضوع أكثر حسماً. يقول في هذا الصدد: "في الوقت الراهن، وعلي المستوي الجامعي، لا يمكن اعتبار تنظيم الدولة الإسلامية والمنخرطين فيه القادمين من الغرب كموضوع دراسة فالأمر يتطلب القدرة علي إنجاز تحقيق علي نطاق واسع من أجل مساءلة هؤلاء المتطرفين الدينيين، إلا أن الأمر مستحيل لأسباب أمنية جلية، وفي الغالب لم يتبق من حل سوي سؤال المتطرفين الدينيين المسجونين وفي هذا الشأن، ينبه لوران بونلي بقوله "حتي هناك أيضاً، يجب الانتباه جيداً إلي الحوافز الموضوعة مسبقاً" وفي هذا السياق يعتبر الصحفي ديفيد طومسون (12)، وكذلك الثنائي بوشو- كاييه، روادا في المجال من خلال محاورتهم المباشرة لمتطرفين دينيين "ناشطين" ولا يحول هذا النقص علي صعيد النفاذ إلي الميدان دون ازدهار النقاشات ذات الطابع النظري، علي غرار النقاش الدائر منذ زهاء عامين بين المختصين في العلوم السياسية، فرانسوا بورجا وجيل كيبيل وأوليفييه روا (13). ويمكننا الحديث في حالة النقاش بين الأخيرين (كيبال وروا) عن جدل عمومي يأسف الكثيرون لما طبعه من تجاوزات وتطرف وبالنسبة إلي بورجا، كما يقول ملخصاً ميشال ويفيوركا "فإن المسألة هي قبل كل شئ قضية الهيمنة الاستعمارية في حين أن كيبيل يعتبر أن الدين يحتل موقع القلب في الملف أما روا فإنه يرجح نظرية سقوط الشباب في النزعة الراديكالية".
[caption id="attachment_5691" align="aligncenter" width="890"]

والعبارة المشهورة التي يرددها أوليفييه روا جد معروفة ومدارها أن التطرف الديني غير ناجم عن "الطابع الراديكالي للإسلام وإنما عن عملية أسلمة للراديكالية (14)" وتفسر هذة المقولة كالأتي "هناك راديكالية في الإسلام وهذا واضح وجلي (...) وتبعاً لذلك، لماذا علي ان أميز بين الإثنين ؟ لأن الراديكالية الجهادية بالنسبة إلي لا تعتبر النتيجة الآلية للراديكالية الدينية، فغالبية الإرهابيين هم شبان من أبناء الجيل الثاني للهجرة انخرطوا في الراديكالية مؤخراً ودونما مسار تدين ذي مدي طويل (15)".
أما جيل كيبيل الذي لم يقبل الإجابة عن أسئلتنا فإنه يعطي الأولوية للبعد الديني والإيديولوجي للحركة الجهادية لكنه لا يستبعد رغم ذلك، عوامل تفسير أخري وهو يشير علي سبيل المثال في كتابة الأخير (16)إلى دخول فرنسا، مع إعتداءات 2015، ضمن"قضاء الحركة الجهادية الكونية، حيث تتداخل وتتفاعل عوامل التهميش الإجتماعي، والماضي الإستعماري، والخيبة السياسية، وتأجج المشاعر الإسلامية،. ويلفت واحد من طلبة الدكتوراة الذين أشرف عليهم كيبيل وروا. فإن المسألة هي فى المقام الأول مسألة ترتيب أولويات. فإن ما وضعتهم فى المقال الأول أسلمة الراديكالية، فإنكم بذلك تقومون بتسبب الجدل حول طبيعة الإسلام. وتطرحون المشكلة من زاوية سياسية وإجتماعية. وعلى العكس من ذلك، فإنكم إذا ما أكدتم على هيمنة البعد الديني على دوافع المتطرفين، عندها تكونون قد قاربتم مسألة العلاقة بين الإسلام والعالم الغربي والحداثة، إلخ. وفى الظروف السياسية الراهنة فى فرنسا وأوربا، يبدو الأمر غير محايد".
ويصرح فرانسوا بورجا بأنة يرفض"عكس النتائج والأسباب". ففي نظرة، تعتبر"النتائج المخيبة" للمؤسسات المكلفة برعاية العيش المشترك على الصعيدين الوطني والدولي، هي التي"تصنع المنخرطين المستقبليين، فى الحركة الجهادية، وحتي تملك الدين الإسلامي من قبل الحركة السلفية، "التي تعد نموذجاً لإيديولوجية مزدوجة ومقسمة. فإنه لا يتحمل مسؤولية العنف السياسي".
من ناحيتة، يطرح عالم الإجتماع والفيلسوف رافائيل ليوجي(17)الطريقة التي يمكن بها للسلفية، التي أضحت اليوم"عبارة جامعة بين الحركة الإسلامية والإرهابية". أن تضطلع بدور فى عملية السقوط فى الراديكالية. فالسلفية" التي كانت فى منطلقها رغبة فى"العودة إلى نمط عيش الأجداد بهدف إتباع تقاليد صحابة النبي فى القرن السابع الميلادي"، تحولت فى فرنسا إلى"ظاهرة موضة"، حيث يتمظهر الإيمان عبر اللباس وإطالة اللحية ونمط عيش يتسم بالحرص على إستهلاك المنتجات الحلال(مقابل المنتجات الحرام).
وبداية من تسعينات القرن الماضي، ظهرت على الساحة"تفسيرات متصلبة للسلفية"، يمكن أن تستخدم لتبرير العنف، ومع السنوات العشرة الأولي للألفية الثانية، أضحت أدبيات هذه الحركات السفلية"أكثر فأكثر أصولية وتشدداً". وفى حدود عام 2010، يوضح رفائيل ليوجي قائلاً ولقد إستغل عدد من شباب الإحياء الفقيرة الراغبين فى تصفية حساباتهم مع االمجتمع هذا المشهد الجديد لإسلام تم وضعة فى مقام العدو". ورغم ذلك، فإن هؤلاء"المتمردين" لا يرتبطون"لا باسلام" ولا بالحركة الإسلامية، ولا بالسلفية". فهم لا يتكلمون اللغة العربية. ولا يحفظون القرآن، ولا يتعاطفون مع الإيديولوجيا الإسلامية"إلا فى حدود كونها تمنحهم الشجاعة لتنفيذ رغبتهم فى الثأر".
وبحسب مريم بن رعد. "أن تكون سلفياً" فذلك لا يعني الإنزلاق فى العمل العنيف أو فى الراديكالية". ففي العالم العربي الإسلامي، الذي يواجة العنف المسلح للمجموعات الإسلامية. كان هناك زمن نضع فيه بمواجهة الراديكاليين، النزعات المسالمة للسلفيين. واليوم أيضاً فى فرنسا. هناك عدد من"الأسلاف"، مثلما يطلقون على أنفسهم ذلك، يعون إلى رفض كلي للعنف، ويطالبون بحقهم فى العيش بمنأي عن مجتمع يعتبرون أنه مدنس بقدر كبير، ويتحدث لوران بونلي في هذا الصدد عن "عملية انزلاق مصغرة، وعن تفاعلات متتالية" تطبع مسارات الجهادية الفرنسيين الذين أمكن له الاطلاع علي ملفاتهم، وبالنسبة إليهم فإن "قضايا التهميش والحيف الاجتماعي والمعتقدات الدينية الإيديولوجية جد مترابطة"
وفي رأي فرنسوا بورجا، الذي يرجح مفهوم القطيعة فإن المتغير الأول في "الطلب علي الجهاد" هي "الرفض المتأتي من المجموعة الأصلية" فالشاب الذي يعتقد انه لن يكون البتة "مواطناً فرنسياً الكامل" يصبح "فرنسياً منفصلاً بالكامل". ويمكننا في هذا الصدد أن نجري مقاربة مع مسار خالد قلقال، الذي قتل سنة 1995 أي 20 عاماً قبل اعتداءات يناير ونوفمبر 2015 بباريس والذي كان يقول قبل انزلاقه إلي العنف إنه "لم يجد مكانه" في المجتمع الفرنسي (18). أما الدافع الثاني وفق بورجا فيكن في جاذبية "عرض الجهاد" المبني "كإجابة علي مظاهر الحرمان التي غذت الطلب".
وتشير دنيا بوزار قائلة "كلما كان الشباب فاقدا لمكانته هنا كلما بحث عن تلك المكانة في الأخرة" وتقر رغم ذلك بـ "الطابع الاجتماعي غير المتوازن للطلبات علي رقم الهاتف المجاني" والذي يتأتي "بصورة أكبر من العائلات المنتمية إلي الطبقات الوسطي أما العائلات من الطبقات الشعبية "فإنها لا تطلب بسهولة رقم هاتفياً تعتقد أن وراءه الشرطة".
وفي إطار هذا التحقيق بدأ لنا من المفيد أن نسأل قاضي مكافحة الإرهاب السابق مارك ريفيديتش وعلي الرغم من كونه لا يعتبر باحثا أو جامعياً بالمعني المتعارف عليه، إلا أن تقييماته وما عاينه خلال القضايا التي حقق فيها ، يمكن أن تثير النقاش والجدل حول الموضوع فبالنسبة إليه ولئن كان البعد الديني "مسلماً به" علي المستوي العالمي فإن الأمر بالنسبة للمتطرفين الدينيين الفرنسيين يبدو "أقل وضوحاً" ويلاحظ في هذا الشأن أنه هناك تعايش وتداخل بين بعدين . يقول في هذا الصدد "هناك شبان تسكنهم الرغبة في التكسير والتدمير، وهناك شباب أخرون يحركهم بعمق إيمان ديني وفي خصوص الحالات التي أتيح لي التعاطي معها لم يصادف البتة أن لاقيت 100 بالمائة من هذة الحالة و100 بالمائة من الحالة الأخري. فالقاعدة تتمثل قطعاً في الحق والرغبة في الثار والبعض هم ثوريون حقيقيون، يوفر لهم الدين إطاراً جديداً مهيكل (بكسر الكاف)" ويعتبر القاضي أن الأخطر في الأمر هو أن هؤلاء "يشعرون بأن كرامتهم انتهكت، مع انطباع بأنهم يعاملون كصنف أدني من البشر في حين انهم يشعرون بأنهم من صنف أعلي فالإسلام الراديكالي ومظاهرة في الحياة اليومية (اللحية، الملبس، القواعد الغذائية، .. ) يعطي الشباب المعنيين ثقة بالذات تصل إلي حد الصلف. ووفق القاضي ديفيدتش ، يبدو حقيقيا بالخصوص أن الشبان من أصل جزائري"الذي يضاف لديهم عبء الماضي"(الإستعماري)، وبالتالي"الثأر المتوجب من فرنسا". وعلية، فإنه من المستحيل تجنب طرح مسألة التاريخ الإستعماري. ويلفت لوران يونلي إلى هذه المسألة"لا يتم التعبير عنها بصورة تلقائية، ذلك أن بعض المتطرفين الدينيين يثيرون موضوع إهانة الأب، العامل المهاجر، أو يتطرقون إلى موازين القوي بين الغرب والشرق. وحتي القضية الفلسطينية، فإنها لا تشكل، سوي بشكل نادر، جزءاً من حجج التبرير". وبالإستناد إلى تحليل مسار حياة الشبان الواقعين فى التطرف، يعتبر فرنسوا بورجا أن المكون الرئيسي قد يكون"فرنسا" أرض الإهانة". ويتم أيضاً طرح مسألة تسمية شخصية غير مسلمة(السيد جون بيار شوفتمان) فى أغسطس 2016 على رأس"مؤسسة إسلام فرنسا، فهل يمكننا للحظة ان نتصور تعيين شخصية غير يهودية رئيساً لمؤسسة تعني بالديانة اليهودية ؟ فهذا التعيين التي أعلن عنه قبل عام، قد غذت مشاعر قلق وانزعاج عديد من الفرنسيين من ذوي الديانة أو الثقافة الإسلامية، والذين يتهمون السلطات بمعاملتهم كأطفال من خلال إدارة أبوية لشؤون دينهم.
وهناك أقلية معتبرة من المتطرفين الدينيين لا تأتي من الجاليات القادمة من بلدان مسلمة، ويؤكد فرنسوا بورجا، من أجل فهم هذة الأقلية، ضرورة النهل من "حقيبة أدوات مختلفة" ولكن بأدوات محترمة بالنسبة للمسلمين أي بعبارة أخري "رفض وسط الانتماء، المذكور أنفاً، فالجهاديون، أيا كان اصلهم يتقاسمون نفس الرغبة في المغامرة ويقدم فاهراد خوسروكافار تفسيراً أخر مداره، في أعين المهمشين يمكن لتنظيم داعش أن يبدو "كفرصة للإرتقاء الأجتماعي من خلال عمل ودخول مضمونة.
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]لقد قلت منذ سنة 2015, إن كل صالات التمارين الرياضية تحتوي على عدد أكبر من المتطرفي الدينيين أكثر مما تحويه المساجد", ذلك ماصرح به رافائيل ليوجيه, وهو نفسه من هواة الفنون القتالية.[/mks_pullquote]
ويحافظ عدد من الإرهابيين بعد تجنيدهم علي نمط عيش ليس فيه شئ كثير من "الحلال" من خلال شرب الكحول وتعاطي المخدرات والانخراط في ممارسات انحرافية صغيرة وتري دنيا بوزار في هذا الأمر "سمات الأشخاص الأكثر خطورة" الذين تحكمهم نزوات إندفاعية تحملهم على الموت كشهداء، من أجل الإلتحاق بالجنة... حيث يكون كل شئ مباحاً لهم؟؟. أما مالرك تريفيديتش، فيؤكد على أن"الإسلام الجهادي لا يفرض التخلي عن المعاصي". ومن علامات"الرياء"، يذهب البعض إلى سوريا"بحثاً عن الفتيات". فالكبت الجنسي والشعور بالوحدة، وغياب الرفاه المادي الكافي للزواج، تمثل جميعاً"أحد محركات الجهاد"، وأولئك الذين يتولون عمليات التجنيد يدركون ذلك، ويقومون"بإستقطاب الكثير من النساء لإجتذاب كثير من الرجال".
ولدي التطرق إلى الإنحرافات النفسية لبعض الإرهابيين، يقول فرانسوا بورجا معانداً، "لطالما مثلت الرغبة فى النظر إلى أولئك الذين يرمزون إلى الفجوات والشروخ التي تطيع النسيج السياسي إلا من زاوية مطمئنة تتصل بأمراض فردية وجماعية، أحد أشكال رفضنا التنبه إلى الطبيعة السياسية، وإلى قسط المسؤلية الذي يقع علينا". إلا أن فاهراد خوسرو خافار يذكرنا بأن ثلث الموقوفين فى السجون، حيث يتسم التبشير الجهادي بحركية نشيطة. "يعانون من مشاكل عقلية، ويتم إيداع نصفهم بالمستشفيات النفسية". وكان وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب. قد طلب، بعد إعتداءي برشلونة وكامبريلس(17و18 أغسطس 2017). من الأطباء النفسانيين مساعدة إدارات الأمن على، إستكشاف الإرهابيين المحتملين". وقد أثار طلب المساعدة هذا، جدلاً كبيراً فى الأوساط الإستشفائية.
[caption id="attachment_5692" align="aligncenter" width="895"]

"لقد قلت منذ سنة 2015، إن كل صالات التمارين الرياضية تحتوي على عدد أكبر من المتطرفين الدينيين أكثر مما تحوية المساجد"، ذاك ما صرح به رفائيل ليوجية، وهو نفسة من هواة الفنون القتالية. وإعتبر أن التركيز المبالغ فيه على متابعة تمارين تقوية العضلات لدي منفذ الهجوم على محل"إيباركاشير" فى يناير 2015 مثلما هو الأمر لدي منفذ إعتداء نيس فى 14 يوليو 2016. يؤشر بصورة لا تقبل الشك على وجود عقدة نقص متصلة بالرجولة، ذلك أن"الرغبة فى البرهنة على القوة" يمكن أن تفضل إلى المرور نحو تنفيذ فعل عنيف. ومن ناحيتة، يضيف مارك تريفيديتش"لئن كان تنظيم االقاعدة لا يدمج داخلة مرضي نفسيين، فإن تنظيم داعش، على العكس من ذلك، يجند مجرمين عنيفين قاموا سابقاً بعمليات قتل أو مستعدين للقتل".
وعند الإنتهاء من تأويل وتحليل العوامل التي تقف وراء الحركة الجهادية، فإن السؤال الذي يطرح نفسة هو كيفية مكافحة هذه الظاهرة؟ يفضل يهار بوشو"حلولاً سياسية لمشاكل الشرق الأوسط وإنهاء التدخلات العسكرية الغربية التي تصنع الأرضية الخصبة أمام دعاية المتطرفين الدينية. فالإنتصار العسكري المعلن على تنظيم داعش لن يسوي شيئاً من الملف. فالمطلوب هو تجفيف المنتج الإيديولوجي للجهاديين". وضمن نفس الإتجاه، يقترح حسني العبيدي القيام بعملية تفكير على المستوى الدولي. ويقول في هذا الصدد
[mks_pullquote align="left" width="750" size="24" bg_color="#000000" txt_color="#ffffff"]ويحافظ عدد من الإرهابيين بعد تجنيدهم علي نمط عيش ليس فيه شئ كثير من "الحلال" من خلال شرب الكحول وتعاطي المخدرات والانخراط في ممارسات انحرافية صغيرة[/mks_pullquote]
"من المصلحة المطلقة للباحثين الغربيين أن يطلعوا علي عمال نظرائهم العرب، فالإسهامات التي يقدمها، علي سبيل المثل الباحث مروان شحاتة حول التحولات التي طرأت علي الخطاب السلفي أو محمد أبو رومان حول الفكر الإسلامي، تعتبر إضافة كبري تيسر فهم الفكر الجهادي وتالياً، دحضه ومكافحته". ومن أهم إسهامات هؤلاء الباحثين، إبراز مفهوم "القيم الغير قابلة للتفاوض أو النقاش" داخل الخطاب الجهادي، وبذلك فإن هدف علماء الدين يتمثل في دحض "القيم المقدسة" للجهاديين، وهي عبارة مستخدمة من قبل الباحث سكوت اتران، بغية إقناعهم بالعدول عن العمل العنيف.
ويعتقد فاهراد خوسروخافار أنه مباشرة بعد "تحديد الجهاديين وتحييدهم، يتعين مساعدتهم علي "القيام بعملية تفكير حول مسار حياتهم الشخصية" ويؤكد عالم الاجتماع، أن الإيديولوجيا كانت تلعب، قبل عشرين عاماً، "دوراً هامشياً"، ذلك أن البعد الطاغي يتعلق بالمشاكل الشخصية، ومن هنا تبرز أهمية العمل النفسي في "نزع التطرف" تماماً مثلما تري ذلك دنيا بوزار، يؤكد في هذا الصدد قائلاً إنها (بوزار) علي حق في اعتقادها بأن بعض الشبان هم ضحايا عمليات تضليل وتلاعب فئوية ضيقة، غير أنها مخطئة في اعتقادها بأنه يمكن تعميم هذا النموذج، لأن المسألة تتخطي مجرد النفسية الفردية، ففي أوروبـا يضيف خوسرخافار، هناك حزء كبير من الشبان المهمشين وهم من ذوي الأصول الإسلامية، يقفون علي سلوكيات تحرمهم من تساوي الحظوظ، ويرفضون تبعاً لذلك, الإنخراط فى رؤية علمانية للمجتمع المعاصر".
أما القاضي مارك تريفيديتش، فإنه يعتقد أنه يفكر فى المقام الأول فى الأشخاص الموضوعين قيد الإقامة الجبرية بمقتضي حالة الطوارئ، وتتمثل المنظومة الحالية فى"تحييد الأشخاص... دونها فعل أي شئ لاحقاً". ويخرج هؤلاء غالباً"فى حالة أسوأ" مما كانوا علية. ومن هنا. تبرز فى نظر القاضي أولوية" إستعادة قدرة التحقيق المعمق للجهاز القضائي بهدف تجميع عناصر موضوعية تمكن من معرفة ما إذا كان شخص ما خطيراً أم لا؟". ويطرح نفس المشكلة بالنسبة للأشخاص المدانين بسبب الإرهاب بعقوبات تتراوح بين ست وسبع سنوات سجناً. ويضيف فى هذا الصدد"إذا كان التعاون بين الإستخبارات والجهاز القضائي أكثر تناسقاً. فإن الأدلة والقرائن المجمعة من قبل الطرف الأول يمكن إستخدامها من قبل الطرف الثاني. لكن فى الوقت الراهن تنطلق فى كل مرة من الصفر".
كما يطرح فى الأفق رهان جسيم آخر يتمثل فى ضرورة مجابهة الدعاية الراديكالية داخل منظومة السجون. ويقدم جيل كهييل فى هذا الخصوص حلا جاهزاً فحواة أن السجن سيمثل مستقبلاً"مدرسة عليا للجهاد(21)"، فى إشارة منه إلى المدرسة الوطنية للإدارة، التي تكون النخب الفرنسية. وفى كتاب يتناول تحقيقاً تواصل لمدة خمس سنوات. يعتبر فاهراد خوسروكافار أن"ما بين 40 و60 بالمائة من الموقوفين، هم من ذوي الديانة الإسلامية(22)". ويوضح أن عديد الأنماط من الممارسات الدينية تتعايش داخل الزنازين. ولا يشمل"الإسلام الجهادي"سوي أقلية. فـ"الإسلام السلفي"، الذي يتميز بـ"الراديكالية" على المستوي الديني، يرفض العنف، بإعتبار أن"الأغلبية العظمي من السلفيين فى السجون تعيش فى حلم آخر، غير حلم الجهاد، إنه حلم الهجرة (الهجرة نحو بلد مسلم). حيث يمكنها أن تمارس بأكثر يسراً إيمانها مقارنة بفرنسا العلمانية". ويقتضي التصدي للتطرف الديني فى أوساط السجون الحيلولة دون تلاقي كلي ونهائي بين السلفية والجهادية.
أكرم بلقايد ودومينيك فيدال
صحفي ومؤرخ يدير بالتعاون مع بيرتران بادي الكتاب السنوي"وضع العالم” L Etat du monde” دار نشر لإديكاوفارت .باريس.
الهوامش:
- مدير الدراسات بمدرسة الدراسات العليا فى العلوم الإجتماعية (EHESS)، مدير مرصد الراديكالية بمؤسسة دار علوم الإنسان(FMSH).
- أستاذ محاضر فى العلوم السياسية بجامعة باريس نانتير.
- مدرسة بجامعة ليمريك في إيرلندا، وآخر كتاب صدر لها بعنوان "الدولة الإسلامية" في شراك مصطلحاتها نشر اركان كولان باريس 2017 .
- إقرا نبيل مولين "تفسير الجهادية" لوموند دبلوماتيك، ديسمبر 2015 .
- مدرس بجامعة جنيف وعضو المجموعة الدولية حول الخروج من العنف.
- "القتال مكتوب عليك" قصة الجهاد في فرنسا بالإشتراك مع رومان كاليه، نشر ستوك، باريس 2017 .
- المديرة العامة لمركز الوقاية من الانحرافات الفئوية المتعلقة بالإسلام.
- مدير دراسات بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار علوم الإنسان. لقد نظم خالد قلقال سنة 1995 لحساب الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية سلسلة من خمس اعتداءات في فرنسا من بينها تفجيرات محطة سان ميشال بقطار الضواحي، وقد قتل عند عملية القبض عليه من قبل الدرك في 29 سبتمبر.
- الأنفال (سورة رقم 8) والتوبة (السورة رقم 9) .
- مختص في العلوم السياسة، ومؤسس مؤسسة كانديد، وهي منتدي تفكير مستقل يهدف إلي تعزيز "حوار متنوع وعلمي" بين اوروبا والعالم العربي.
- مدير بحث بكلية العلوم السياسية، باريس.
- حائز علي جائزة البار – لندن 2017 عن كتابه "العائدون" منشورات سوي، باريس 2016 .
- فرانسوا بورجا هو مدير بحث بالمركز الوطني للبحث العلمي ومدير سابق للمعهد الفرنسي للشرق الأوسط. جيل كيبيل هو أستاذ بالجامعات بمعهد الدراسات السياسية بباريس وهو يشغل كرسي الامتياز حول الشرق الأوسط والمتوسط بدار المعلمين العليا، أما أوليفييه روا فهو أستاذ بالمعهد الجامعي الأوروبي بقلورنسا وهو يدير برنامج المتوسط ومشروع (Religio West) حول موضوع "تشكيل التدين" في الفضاء الغربي .
- حديث أدلي به إلي مجلة الأوبسرفاتور في 7 أبريل 2016، وللأسف لم يتمكن أوليفييه روا من الإجابة علي أسئلتنا .
- حوار بين أوليفييه روا والمختص في العلوم السياسة هواس سنيجر، صحيفة لاكروا، باريس 4 أبريل 2016 .
- "رعب في فرنسا .. قراءة تفسيريى للجهاد الفرنسي، فوليو الراهن Folio actuel باريس 2017 .
- أستاذ حامعات بمعهد الدراسات السياسية باكس أون بروفانس.
- أنظر مقال "انا خالد قلقال" جريدة لوموند 7 أكتوبر 1995، ويتعلق الأمر بنص حديث مع الشخص المعني تم يوم 3أكتوبر 1992 بضاحية فول أون فيلان من قبل الباحث الألماني ديتمار لوخ.
- وفق التصريحات المتتالية لمسؤولين فرنسيين هناك 2000 جهادي فرنسي قد يكونون ذهبوا للقتال في سوريا أو العراق، وفي أغسطس 2017 عرض وزير الداخلية رقم 270 جهادياً، 54 منهم من الأحداث عادوا إلي فرنسا وفي ذاك التاريخ بلغ عدد الأفراد المسجلين في سجل معالجة التنبيهات من أجل الوقاية من السقوط في شراك الراديكائية ذات الطابع الإرهابي 18500 شخص.
- سكوت اتران "قيم مقدسة" فضاء علم الاجتماع، 3 أبريل 2017 .
- برنامج "سيدون لار" (C dans Lair) قناة فرنسا الخامسة، 7 يناير 2017 .
- فاهراد خوسروخافار، سجون فرنسا للإنسانية: حراس وموقوفون يتحدثون، نشر روبير لافون، باريس 2016 .
المصدر: مجلة لوموند ديبلوماتيك ملحق الأهرام المصري