اصبحت الاصابات القوية وحالات الوفاة من المخاوف الكبرى التي تراود كل العاملين في قطاع الرياضة بشكل عام وبكرة القدم بشكل خاص، بعد تزايد نسبة و...
اصبحت الاصابات القوية وحالات الوفاة من المخاوف الكبرى التي تراود كل العاملين في قطاع الرياضة بشكل عام وبكرة القدم بشكل خاص، بعد تزايد نسبة وفاة اللاعبين منذ بداية الالفية الثانية على ارضية الميدان، ان كان في مباريات رسمية او خلال التمارين ما جعل فرق الاسعاف في اغلب ملاعب العالم في حالة استنفار تام خلال المباريات.
فيما اصبحت الاتحادات الكروية تضع قوانين مخصصة للاسعافات الاولية والحالات الطبية، حيث تُعتبر انكلترا رائدة الاسعافات الاولية من خلال تواجد طبيب ومعالج فيزيائي لكل فريق في المباريات بينما تكتفي الكثير من الدول بمعالج فيزيائي فقط قد يفشل في انقاذ حياة لاعب تعرض لذبحة قلبية او حالة بلع لسان.
لاعبون كثر فقدوا حياتهم على أرض الملعب، وآخرون أصيبوا إصابات بليغة، لعلّ اشهر تلك الحالات تعود للاعب الكاميروني مارك فيفيان فويه في مباراة منتخبه امام كولومبيا في نصف نهائي كأس القارات، إضافةً للمجري ميكولس فيهرر لاعب بنفيكا البرتغالي والاسباني بويرتا لاعب اشبيلية الاسباني!
عربياً كان أشهر من فقد حياته هو المصري محمد عبد الوهاب في تدريبات الاهلي، الهادي بن رخيصة لاعب الترجي التونسي والنيجيري الاصل السوداني الجنسية ايداهور.
اما في لبنان، فلا يزال الجميع يتذكر وفاة حارس التضامن صور محمد دخل لله خلال مباراة ودية في التسعينيات.
وعلى الرغم من فشل الطواقم الطبية في إنقاذ اللاعبين حول العالم في حالات كثيرة، إلا أن التدخل الطبي لفرق الاسعاف والاطباء المتواجدين في مباراة توتنهام وبولتون قبل سنوات انقذ لاعب الاخير باتريس موامبا بعد ان توقف قلبه على الخفقان ما اثار اعجاب الجميع نتيجة التدخل السريع والعناية المركزة التي حصل عليها اللاعب في الملعب وصولاً الى العناية المشددة.
ناهيك عن عشرات التدخلات للفرق الطبية في الملاعب لأنقاذ مسيرة لاعبين تعرضوا الى إصابات بليغة تراوحت بين كسر مزدوج او تمزق للأربطة، اضافةً الى إصابات العنق والظهر مثلما حصل مع النجم البرازيلي نيمار في كأس العالم.
فماذا عن الملاعب اللبنانية؟ هل الإسعافات الأولية قادرة على علاج الاصابات الكبرى او إنقاذ لاعب تعرض لنكسة صحية في الملعب؟ آخر امثلة على ذلك لم تكن مشجعة في المواسم الأخيرة حيث تعرض لاعب العهد أحمد زريق رلى إصابة قوية في الرقبة أفقدته وعيه، فما كان من أول الواصلين اليه محاولة انعاشه عبر رفع رأسه وهي حركة خطرة قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه!
فهل الثقافة الطبية متواجدة في لبنان؟ وهل يمتلك كل فريق في جهازه الفني طبيب ومعالج؟ بالطبع لا فجميع الأندية تعتمد فقط على معالج فيزيائي توفيراً للمال رغم أهمية تواجد طبيب مختص في التمارين والمباريات.
خصوصاً ان ملاعبنا تفتقد لأدنى المقومات الصحية المطلوبة في حال حصول أي حادث او اصابة قوية، فكثير من المباريات تجري من دون تواجد سيارة اسعاف او طاقم طبي، ناهيك عن عدم وجود غرفة اسعافات اولية في كافة الملاعب غير المطابقة اصلاً لشروط السلامة مع وجود حائط اسمنتي في اغلبها يبعد عن خط الملعب مسافة متر واحد فقط!
المطلوب اليوم إعطاء الإسعافات الأولية اهمية قصوى تعادل النشاط الرياضي نفسه، اضافةً الى اخضاع المدربين واللاعبين الى دورات تدريبية طبية، لعلها تخفف من الاصابات وتزيد نسبة الوعي في دوري ” الله الحامي “.
رواد مزهر
نيوزويك الشرق الأوسط