post-feature-image
الصفحة الرئيسيةسياسةتركيا

لماذا يستمر الوفاق بين إسرائيل وتركيا؟

بعد ثماني سنوات من تفاقمت الأزمة الإسرائيلية التركية، تمر اليوم العلاقات بين البلدين بطور التطبيع، وما تغير في تلك السنوات الثمانية هو شكل ا...

الفلافل.. وجبة مفيدة أم خطيرة؟
الفلافل.. وجبة مفيدة أم خطيرة؟
لماذا يستمر الوفاق بين إسرائيل وتركيا؟
بعد ثماني سنوات من تفاقمت الأزمة الإسرائيلية التركية، تمر اليوم العلاقات بين البلدين بطور التطبيع، وما تغير في تلك السنوات الثمانية هو شكل العلاقات بين دول المنطقة؛ حيث اجتازت كلا من إسرائيل وتركيا أزمة "مافي مرمرة"، ورغم وجود الآن خلافات عدة في وجهات النظر بين الدولتين بشأن بعض الأمور الحساسة، إلا إنهما يبحثان سبل تنظيم وإصلاح العلاقات بينهما.

لكن لايزال هناك ما يثير الاستفهام: لماذا تتصالح الدولتان الآن؟

والإجابة المشتركة لأنقرة وتل أبيب على التساؤل: هي التوازنات التي تغيرت في المنطقة، ولكن هناك فروق دقيقة بين هذه الإجابات، ففي اللقاءات التي قمنا بها في إسرائيل وجدنا أن الدولتين خضن في مجالات التعاون بينهما رغم الخلافات القائمة.

[caption id="attachment_3886" align="aligncenter" width="1024"] المرشد الإيراني يستعرض قوات الحرس الثوري[/caption]

 

إيران.. الخط الأحمر لإسرائيل

وإذا نظرنا إلى المناخ العام في إسرائيل، نجد أن هناك سبب رئيسي في تحالفها مع تركيا أكثر من سبب تعاونهما في مجال الغاز، ألا وهو "التطورات القائمة في المنطقة"، ففي عام 2011 بدء الوسط الإقليمي الجديد الذي خلقته الأزمة السورية، والذي غيَر بدوره المخاوف والأوليات الأمنية لدى دول المنطقة، حيث تنظر إسرائيل إلى تركيا كشريك هام في المنطقة ضد التهديدات الإيرانية.

وقال محرر الأخبار الخارجية لتلفزيون القناة الثانية أراد نير، مستعينًا بكلمات ديفيد بين جوريون أول رئيس إسرائيلي، والمعروف بأتاتورك إسرائيل الذي يؤيد التطبيع مع تركيا: "لابد أن تتصالح إسرائيل مع أثنين أو ثلاثة على الأقل من دولة المنطقة (إيران ومصر وتركيا)، لابد من بناء علاقات جيدة معهم، اليوم إيران تمثل أكبر تهديد لإسرائيل".

بدوره قال يعقوب أميدرور مستشار الأمن القومي الأسبق في إسرائيل "إنه وفقًا لتلك المسألة ستتغير الأولويات" ولكن لا أحد يدحض حقيقة أن إيران أكبر تهديد يواجه إسرائيل.

وأضاف أميدرور، لو سألتم أيهما يمثل تهديد على الكيان الصهيوني؟، فأن الإجابة واحدة فقط لذلك السؤال وهي إيران، إن إيران النووية ليست شيئًا يمكن تحمله، والصلة بين إيران وحزب الله قوية جدًا، ولو سألنا هذا السؤال من الناحية العسكرية، سيأتي حزب الله في المركز الثاني، ولكن التهديد الأكبر هو خضوع مدينة غزة تحت سيطرة حماس".

وهناك كابوس يؤرق إسرائيل، من وصول إيران إلى البحر الأبيض عبر الممر السوري، ومخاوفها من حزب الله الذي يعد مثابة الخط الأحمر لها في المنطقة، والخوف الذي يراودها من خضوع هضاب الجولان تحت سيطرة إيران وحزب الله، وهو ما يحدث الآن من سيطرة النظام السوري على الجولان و80% من الحدود من قبل تنظيم داعش والمنظمات المرتبطة بها.

وبالنسبة لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، فإن التهديد الإيراني واحد من الأسباب التي أدت إلى تحالف بين إسرائيل تركيا، ويصف أدميدرور الحل: "فهمت الدول السنية أن الولايات المتحدة الامريكية غير مستعدة للتدخل في الشرق الأوسط أو غير مستعدة بشكل كافٍ، ونحن أيضًا إذا عدنا ونظرنا إلى منطقتنا سنجد سؤالين، من سيساعد إيران في السيطرة عليها؟ ومن سيحارب الإسلام الرديكالي في المنطقة؟ والإجابة هي: إسرائيل.

وتابع  قائلًا: "تعاوننا مع المصريين والأردنيين ليس سرًا، فنحن نحارب نفس العدو، بل وأدركت الدول السنية أنها لابد أن تساعد هي الأخرى بشأن قمع إيران، وبهذه المسألة فإن تركيا بمثابة قوة هامة؛ ولذلك بعد أزمة "مافي مرمرة" توجب علينا إيجاد حل لكل تلك المشكلات التي ستتحسن بالتدريج، ولن يتم ذلك في يوم أو شهر ولكن بمرور الزمن، فأنا أؤمن بأن العلاقات ستتحسن في المستقبل؛ وذلك من أجل المصالح المشتركة، ولكن هذه العلاقات ليست جزءًا من العلاقات بين تركيا وإسرائيل فحسب، ولكن ستكون جزءًا من التغيير في الشرق الأوسط بأكمله".

ووفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلي إيمانيول نحشون، فإن الطرفين ينظران إلى القضية السورية بشكل مختلف ولكن ليس متناقض، وبشأن ذلك علَق نهشون بقوله تتغير طريقة تناول القضية حسب الموقع الجغرافي، فنحن ننظر إلى سوريا بشكل مختلف، وحزب الله قلق جدا من توتر العلاقات بين إيران وسوريا".

وأضاف نحشون "وبصدد القضية الكردية فليس لدينا ما نقوله، ولكننا لا نعبر عن أنفسنا فحسب، بل نريد أن تصبح سوريا بلدًا سلميه، وأما عن الجبهات السورية الأخرى فذلك يتطلب حوار قوي بين تركيا وإسرائيل، فنظرتنا إلى الأزمة السورية واحدة، لا تعارض بينهما".

السفير التركي في تل أبيب كمال أوكيم قال "ينبغي ألا نخلق مجالًا للتناقض بكلمات ناحشون، وإنه لمن المضلل أن نحاول تصنيف أي منظمة على أنها إرهابية، بالنسبة لي فالرابط المشترك هنا حماية السلام الإقليمي السوري، وضياع ذلك الرابط يخلق العديد من السيناريوهات التي يمكن أن تودي بنا إلى مواضع خاطئة، وفي تلك الحالة وفي ظل المشاكل التي لم تحل بعد، هل سيشكل كلٌ من داعش وحزب الله ضلعًا صغيرًا بمنطقة دارا السورية؟".

وأضاف أوكيم "هنا يظهر الفارق بين تركيا وإسرائيل، وتهديد حزب الله ووصول إيران إلى البحر المتوسط عن طريق إقامة ممر فوق سوريا، بمثابة الخط الأحمر لإسرائيل، وبالنسبة لتركيا فالخط الأحمر لها يتمثل في اتجاه الجيش السوري لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ومنظمة الحماية المدنية بسوريا؛ لبناء هيكل دولة مستقلة بشمال سوريا.

وتابع السفير التركي في تل أبيب قائلا: تشعر تركيا بالقلق تجاه جدول أعمال مقاتلي حزب الله الذين يدخلون سوريا للمرة الأولى، فتركيا تتحاور مع إيران محافظةً على المسافة بينهما في آن واحد، ونظرًا للدعم الذي تقدمه إيران للنظام السوري، تشهدت دمشق أزمات على مستويات مختلفة لمدة ست سنوات، فموقف أنقرة أكثر وضوحًا من إسرائيل في هذا الشأن، وهنا يمكن القول إن إسرائيل لا تظهر موقفها تجاه الحكم الذاتي للأكراد في سوريا، فهي تقف صامتة تماما.

[caption id="attachment_3874" align="aligncenter" width="747"] متظاهرون أكراد يرفعون صور عبد الله أوجلان[/caption]

 

الصمت الإسرائيلي أمام الأكراد

وفي أثناء الذكرى السنوية المائة لاتفاق سايكس بيكو الذي أُخل به تقريبًا، يتم إعادة رسم الحدود في الشرق الأوسط، ومن هنا تضع جميع البلدان في المنطقة خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل وفقًا لذلك الزلزال الجيوسياسي، ووقوف إسرائيل صامتة أمام دولة الأكراد ليس بالأمر المثير للدهشة.

وهناك قناعة مشتركة لدي المراقبين للوضع الحالي أن الرؤساء يرحبون بتكوين الكيان الكردي في منتصف دول المنطقة، حتى أنهم أيضًا يرفضون العلاقات العدائية معهم، ولكن عند إعلان أي قرار بشأن هذا الموضوع، فأن كل شخص في إسرائيل سيكن حذرًا تجاهه.

وردا على سؤال "لماذا تمتنعون عن الرد بشأن هذه القضية؟، إجاب أحد المسؤولين: "لأننا لا نريد وجع الرأس، ونحن لدينا ما يشغلنا ويقلق بالنا فلا داعي للاهتمام بقضايا بعيدة عنا، فهناك داعش وهناك حزب الله، وكلٌ منهما كاف، فلا أهمية للحديث عن القضية الكردية؛ فهي بمثابة قضية متضاربة"، بينما تعتقد السلطات أنه لا يمكن اعتبار إيران والدولة الكردية في نفس البيروقراطية.

وأحد تلك الأسماء الحذرة هو أميدرور الذي قال: "في زمن صدام حسين كانت علاقتنا قوية بالأكراد العراقيين، ولا نتدخل في شئونهم الداخلية، ولا يوجد لدينا رأي رسمي أو غير رسمي حول استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق معلقًا على ذلك بقوله: "الأكراد هم من سيكون لهم القرار".

وهناك سؤال يدور بأذهان العقلاء: هل الممر الذي ستفتحه إيران على البحر المتوسط يمكن قطعه بالهيكل الذي يريد الأكراد بناءه في شمال سوريا؟، وبحسب أميدرور فأن الجواب على هذا السؤال واضح: "بالطبع لا، فمع كامل احترامنا للأكراد فهم ليسوا أقوياء بما يكفي لوقف إيران، إنهم يعتقدون أن لا علاقة بين إيران والممر الكردي".

[caption id="attachment_3875" align="aligncenter" width="780"] الصراع في سوريا[/caption]

 

لا أمل لحل القضية السورية

وشأن الخلاف بين إسرائيل وتركيا حول القضية السورية وبشار الأسد، قال أحد المسؤولين: "إسرائيل لا ترى الأزمة السورية كمسألة الأسد، وذلك يعني أن الأزمة ليست متمثلة في شخص ولكنها أزمة نظام، ونحن مهتمون بكيفية عمل النظام، فالمناخ العام في إسرائيل يشير إلى أن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية أمر غير وارد حدوثه على المدي القريب، بل تؤمن السلطات بصعوبته، ولا يعتقدون أن الاستقرار السياسي يمكن أن يتحقق في غضون سنوات قليلة".

وحول سؤال "هل يتمكن الطرفين من تطبيع العلاقات وتغيير أي شيء في المنطقة على الرغم من الخلافات؟ يقول المسؤولون إن هذا سؤال مفتوح اليوم، ويبدو أن الإجابة على السؤال تتوقف على الحكومات، فهناك رؤى محتملة وقد تكون إيجابية، ولكن لازال في الوقت بقية للوصول إلى إجابة واضحة المعالم.

ومع تدفق الأحداث السياسية في تركيا، تابعت إسرائيل الاستفتاء التركي حول التعديلات الدستورية الجديدة عن كثب، ومن جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية سبب هذا الاهتمام بمستقبل المنطقة قائلًا: "الاستفتاء مهم؛ وذلك لأن الرئيس التركي ممثل إقليمي مهم جدًا، والمستقبل السياسي والأدوات السياسية التي تحتفظ بها مهمة أيضًا من حيث الكيفية التي ستبدو بها هذه المنطقة في المستقبل، فتركيا دولة ديمقراطية وسيعلن الشعب التركي اختياره".

[caption id="attachment_3876" align="aligncenter" width="1024"] الحرب على غزة[/caption]

 

"الرصاص المصبوب" بداية الأزمة

ورغم اختلاف وجهات النظر تجاه الأزمة السورية، وعدم وجود توافق في الآراء بشأن حماس، إلا أن الأطراف تنظر الآن إلى تعاونها المستقبلي، وعلى عكس الأزمة التي أزاحت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، فإن الأطراف تسعي اليوم إلى تطبيع العلاقات تحت شعار ما يسمي بالقوة الناعمة، ولابد من وضع تطورات الأزمة الأخيرة بعين الاعتبار قبل إقرار معايير التطبيع.

ووفقًا للكثيرين بدأت الأزمة التركية الإسرائيلية بعد أزمة "مافي مرمرة" في 31 مايو 2010، لكن الأمر لم يكن كذلك، بل كانت البداية مع عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 ديسمبر 2008.

وكانت تركيا الوسيط في المحادثات القائمة بين إسرائيل وسوريا، وكان الدبلوماسيون الأتراك يرافقون وزير الخارجية السوري وليد المعلم، واستعدت الأطراف للمباحثات المباشرة، ووفقًا لما قاله رئيس القناة الثانية بالتلفزيون التركي أراد نير فإن أردوغان طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت البقاء في أنقرة ليلة أخرى قائلًا: "نحن نبعد ساعتين فقط، إذا كان هناك أي تطورات، نركب سريعًا الطائرة ونعود إلى إسرائيل".

وفور عودة رئيس الوزراء أولمرت إلى تل أبيب، أطلقت إسرائيل عملية "الرصاص المصبوب"، وردت أنقرة على التوقيت، وعلى العملية التي بدأت مباشرةً فور عودة أولمرت، وقال نير: "إذا لم تخونني ذاكرتي، فأولمرت لم يخبرني بأي معلومات بخصوص هذه العملية، ولو علمت لما كنت أخبرت أردوغان بأي شيء".

وفي عام 2009 شهد مؤتمر دافوس تصاعد توتر بين أردوغان والرئيس الإسرائيلي بيريز جراء هذه العملية، وبعد سنوات كان "نحميا شيمون بيريز" قادرًا على إثبات ما قاله والدة قائلا: "كان والدي يشعر بالقلق إيذاء قدرته على الدخول في مباحثات هناك قبل أن يذهب إلى دافوس".

ووفقًا للتقرير المسرب، كانت قوات "الكوماندوز" تستخدم القوة المفرطة لمهاجمة سفينة مرمرة، ولكن في الوقت نفسه كان الحصار المفروض على غزة مشروعًا أيضا، وخفضت تركيا العلاقات الدبلوماسية إلى المستوى الثاني، وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور وهو أحد الأسماء التي تعمل على تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل "إن إرسال تركيا سفينة مافي مرمرة خطأ كبير".

وفقًا لمسؤول العلاقات والمعلومات الإقليمية تزاك هانيغبي، فأن "الأخطاء كانت متبادلة، وكان الرئيس أردوغان يستهدفنا كثيرًا في وقت الأزمة، أرى أننا لسنا الهدف الآن، وأعتقد أن أروغان أدرك أن استهدافنا لم يحقق له أي نفع"، مشيرًا إلى أن هناك اتصال تليفوني جمع أردوغان ونتانياهو، واتفقوا أن اوباما بمثابة مستشار العائلة في الأمور الحساسة والحذرة.
وبعد ثلاثة أشهر من توقيع المصالحة بين اسرائيل وتركيا في 28 يونيو 2016، توفي الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، دون أن يشهد سبل التعاون الجديدة.

وفي هذا الصدد، ذكر السفير التركي كمال أوكيم توقعاته للمستقبل قائلًا: "يجب أن نكون أفضل مما كنا عليه، فلن نعد إلى ما كنا عليه قبل ست سنوات، ونحن أيضًا الآن لسنا كما كنا عليه قبل ست سنوات".

وأضف أوكيم قائلا: "الآن هناك أشياء جديدة طرأت على الساحة مثل عدم وجود غاز وقادة تختلف سياستهم كثيرًا بحسب الأوضاع آنذاك، فمنذ ستة أو سبعة أعوام لم تكن هناك أزمة سورية في المنطقة، ولم تخضع العراق لعملية التجزؤ، ولم يكن هناك داعش، وأما من حيث العمق والمجال، فقل التهديد الإرهابي، والآن هناك العديد من التطورات الجديدة التي تهدد كلا البلدين، ولكننا نريد أن نصل إلى نقطة أبعد من الست سنوات، اعتمادًا على النفع المشترك بين الدولتين".

[caption id="attachment_3880" align="aligncenter" width="1023"] المناظرة الكلامية بين أردوغان وبيريز في دافوس[/caption]

[caption id="attachment_3877" align="aligncenter" width="507"] عمرو موسى يبدي إعجابه بموقف أردوغان[/caption]

 

التسعينات عصر القوة الصلبة و2017 عصر القوة الناعمة

تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل وذلك عام 1949، وكانت الأزمة الأولى هي الحرب العربية الإسرائيلية الثانية التي بدأت في عام 1956، ومع أزمة السويس  تم تخفيض مستوي التمثل الدبلوماسي بين البلدين لمستوي القائم بأعمال السفارة، كما ألتقى كلٌ من رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون سرا مع رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس بعد سنتين، وفي الاتفاق الثنائي كانت هناك أتفاق للتعاون في مجال المخابرات والدعم العسكري، بينما كانت الأزمة الثانية مع احتلال إسرائيل للقدس الشرقية، وعلى أثرها  تم تخفيض تركيا المستوي الدبلوماسي لسكرتير ثاني في 30 نوفمبر 1989.
وظلت العلاقات بين البلدين على نفس الوتيرة حتى أوائل عام 1990، وحينما تم الوصول لاتفاق بشأن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، عززت تركيا مستواها الدبلوماسي مرة أخرى على مستوى السفراء، وكانت مجالات التعاون آنذاك في المجالات العسكرية والاستراتيجية والدبلوماسية، وفتحت إسرائيل القنصلية العامة في اسطنبول في ذلك الوقت، ومع نهاية التسعينيات كان هناك العديد من الاتفاقيات المشتركة بين تركيا وإسرائيل، وبمرور السنين تطورت مجالات التعاون العسكري.

وقبل فترة وجيزة من بداية بعام 2008، تم توقيع عدد من اتفاقات صناعة الدفاع مثل طائرات F-4 وF-5 وتحديث الدبابات، فضلًا عن شراء طائرات بدون طيار، ولم ينقطع هذا التعاون حتى مع أزمة "مافي مرمرة" عام 2010 والتي تم على أثرها وقفت جميع الاتفاقات العسكرية.

اليوم وبعد التطبيع، لم تعد صناعة العسكرية في المقام الأول لكلًا من الطرفين، وتتوخى السلطات الحذر بشأن هذا الموضوع قائلةً: "عندما يحين الوقت الحديث سنتحدث".

وقال سفير إسرائيل في أنقرة إيتان نائيه: "كان لدينا تجارب مع إسرائيل من خلال المشروعات التي قمنا بها من قبل، ولكن لم تكن بالمستوى الجيد، واليوم فنحن مدينين لمشروع هيئة الطرق والمواصلات الوطنية والمحلية، وفي تلك السنتين تغيرت قدرات البلدين، وسنتعاون في مجال صناعة الدفاع إذا كانت هناك حاجة إلى إمكانيات جديدة، فنحن لسنا في مرحلة المناورات العسكرية المزدوجة، ولكن يمكننا القيام بأنشطة عسكرية مشتركة ضمن إطار حلف الناتو".

وأضاف نائيه، "هناك أولويات أخرى، ولكن لم تتسرع الدولتان في إقامة اتفاقيات عسكرية للتعاون في مجال المخابرات وأيضًا المشروعات العسكرية، وفي سنوات التسعينات عاشت المنطقة حلقة من النيران، ولكن رغم ذلك أكد المسؤولون بالبلدين على إمكانية التعاون في مجالات مختلفة، ويعتقد الطرفان أن "البلدين سيظلان في مرحلة الاختلافات السياسية، لكن لازال هناك إمكانية حبك العلاقات متخطيين القضايا العملية".

وتابع السفير الإسرائيلي في أنقرة "الأولوية لاتحاد الشعوب؛ وذلك لأننا فقدنا وسائل الاتصال في السبع سنوات الماضية، وتركيا وإسرائيل كلاهم لم يتمكن من تفسير ذلك، ووفقًا للسلطات فإن كراهية إسرائيل تحولت إلى الحقيقة، واليوم فإن الأعمار ما بين 15-16 يعتقدون أن إسرائيل سيئة، وسوف يستغرق الأمر وقتًا لتغير ذلك الاعتقاد، وستكون الأولوية لإعادة إنشاء تعاون أكاديمي بين الجامعات التي أحلت خلال سنوات الأزمة، على أن يكون التعاون في مجالات مثل الثقافة والسياحة والزراعة.

[caption id="attachment_3873" align="aligncenter" width="918"] حقول الغاز في شرق البحر المتوسط[/caption]

 

الطاقة "الموضوع الحساس"

الطاقة هي بالطبع معادلة جديدة تجمع البلدين من حيث الفرص، ووفقّا للأرقام التي ذكرها وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز، تم اكتشاف 900 مليار متر مكعب من الغاز، وتهدف أنشطة البحث والحفر الجديدة إلى الوصول إلى 2.2 تريليون متر مكعب من الغاز، ولذلك كان تطبيع العلاقات أمر لا مفر منه حتى تتمكن إسرائيل من نقل الغاز من أقصر وأرخص الطرق وهي تركيا، ولازالت المفاوضات جارية بين وزيري الطاقة للبلدين.

وفي النهاية من المتوقع توقيع اتفاق بين الحكومتين، ولكن هناك بعض البنود التي يجب الاتفاق عليها، ولازالت المفاوضات مستمرة بشأن بعض البنود مثل كمية الغاز التي تحتاجها إسرائيل للاستخدام الداخلي، وما سيتم تصديره ومسار خط الغاز الجديد، وهل سيتم منحهم الحق في تصدير الغاز من جديد أم لا، ولم يتطرق أي من الطرفين إلى التفاصيل، لكن ما اتفق عليه الطرفان أنه "موضوع حساس".

 

[caption id="attachment_3882" align="aligncenter" width="1024"] الهجوم على سفينة مرمرة التركية[/caption]

 

 

ثالث سفينة في الطريق لغزة

كان رفع الحصار على غزة أحد شروط تركيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك عقب الاعتذار والتعويضات التي قدمتها إسرائيل لتركيا بسبب واقعة مرمرة، وشهدت تركيا محاولتين رفع الحصار على غزة، حيث أرسلت سفينتين تحمل مساعدات للقطاع، لكن دخول تلك المساعدات لم يكن سريعًا، حيث يعيش مليوني فلسطيني في غزة تحت حكم حماس، ولا تزال المساعدات المقدمة إلى غزة تحت الحصار الاسرائيلي.

وهناك ثلاث معابر رئيسية لقطاع غزة، الأولي بوابة رفح في مصر، وأثنين في الجانب الإسرائيلي هما أيرز وكرم شالوم، ولكن البضاعة يمكن أن تدخل فقط من كرم شالوم، ومتوسط الشاحنات التي تعبر من معبر رفح الحدودي 300 شاحنة شهريًا، في حين أن متوسط ما يدخل من بوابة كرم شالوم 850 شاحنة.

وهناك بضائع يشتريها مسؤولون فلسطينيون في هذه الشاحنات وهم متمثلون في (رام الله، وإدارة حركة فتح وحكومة حماس في غزة) وعلى سبيل المثال الملابس التي اشترتها الإدارة الفلسطينية  من الشركات الصينية و الخضروات الفواكة  من شركات إسرائيلية والدقيق والزيت من المنظمات الدولية إلى جانب بعض الاحتياجات الأساسية مثل النفط و احتياجات المدرسة، وبعض البضائع من الشركات القطرية.

ووافقت فلسطين على هذه القائمة من البضائع، ومرت من معبر كرم شالوم بعد الفحص، ووفقًا لما أفاده المسؤولين، أن ذلك "لمنع تهريب السلع التي يمكن أن تتحول إلى معدات عسكرية لحماس مثل معدات البناء.

وينعكس تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، في الإجراءات البيروقراطية التي مرت بها السفن، وقال مسؤولون إسرائيليون؛ "تم إعطاء الأولوية لميناء أشدود عند وصول السفن، ولكن عند البوابة الحدودية لم يكن ممكنًا لأن هناك أولويات أخرى"، ومن أولوياتنا ضمان تسليم المنتجات الغذائية مثل الفواكه الطازجة والخضراوات واللحوم دون أن تفسد، لذلك لا نستطيع أن نعطي الأولوية للسلع التركية عند البوابة الحدودية "، كما أرسلت تركيا بعض الأدوات المساعدة مثل العلاج والأدوات الطبية إلى غزة.

وأضاف المسؤولون "يسر السلطات التركية أن ترى مستوى التعاون المتوقع من السلطات الإسرائيلية بشأن الشحنات، ولا يزال التعاون جاريًا، ولكننا لا ننكر وجود بعض التعنت، ونبذل قصارى جهدنا لحل ذلك التعنت، ونحن نتفاوض مع الطرف الأخر".

وجاء رد السلطات التركية على الانتقادات التي وجهت إلى أن السفينتين تم إرسالهم على غرار اتفاق التطبيع هكذا: "تعاوننا مستمر، ونحن لا نراقب هذه المسألة بحساسية"

 

[caption id="attachment_3879" align="aligncenter" width="870"] التدريب العسكري المشترك التركي الإسرائيلي[/caption]

[caption id="attachment_3872" align="aligncenter" width="719"] أردوغان يلتقي السفير الإسرائيلي الجديد[/caption]

 

خطوات بطيئة ولكن موثوقة

يتحرك كلٌ من تركيا وإسرائيل ببطء، ويرى الجانبان هذا التطبيع كعملية، وتعمل زيارات الوزراء في المقام الأول على استعادة الثقة المفقودة، ويدل على ذلك زيارة وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز منذ شهرين إلى تركيا؛ وذلك للمشاركة بمنتدى الطاقة العالمي التابع لمجلس الأطلنطي، وفي إبريل الماضي كان وزير الاقتصاد نهاد زيبكشي يستعد للذهاب الى إسرائيل مع وفد من رجال الاعمال.

ومن المتوقع أن تعقد جميع هذه الخطوات والزيارات على أعلى المستويات، وقال المسؤولون إن "قادة البلدين يجتمعان نتيجة لعملية صلح جيدة للتنمية"، وبالتالي فإن خطوات الجانبين سوف تكون بطيئة بعض الشيء ولكن موثوقة، معلقًا على ذلك بقوله " إنكم تدركون أن العملية هشة بما يكفي لعدم التسرع".

 

المصدر

https://www.ntv.com.tr/dunya/turkiye-ve-israil-nicin-uzlasiyor,RJjB58GlNk67GEW7beqbRg

 

 
الاسم

أتاتورك أحياء إختراع أدوية إذاعة أرامكو أردوغان أسبانيا إستاكوزا إسرائيل أسلحة إصابات إعلام أفريقيا أقباط إقتصاد إكتشاف أكراد الأباء الإباحية الإبتكار الأبراج الأبناء الإتحاد الأوربي الأثرياء الأجانب الإجهاض الأحزاب الأخبار الأخوان الإخوان الأديان الأردن الأرض الإرهاب الإرهابيين الأزهر الإستجمام الأسرة الإسلام الإسلامية الإسلاميين الإصطناعي الأطفال الإعتداء الأعسر الإعلام الإغتيال الإغتيالات الأغنياء الأفلام الإباحية الأقباط الإقتصاد الأكراد الألتراء الألتراس الإلحاد الألعاب الإلكترونية الألمان الأم الفردية الأمارات الإمارات الإمارات العربية الأمازيغ الأمراض الأمم المتحدة الأمن الأمواج الأمومة الأميرة دايانا الإنتاج الإنتحاريين الإنترنت الإنتفاضة الإنجليز الإنفصال الانفلونزا الأهرام الأهلي الأوسكار البترول البحر البدو البشر البصرة البناء البنك المركزي البوذية البورصة البيئة التجميل التجنيد التحديث التحرش الترفيه التشدد التطرف التغيير التقشف التليفون التهرب الضريبي الثدي الثقافة الثورة الجاذبية الجامعات الجراثيم الجزائر الجسد الجفاف الجماعات الإسلامية الجماهير الجنس الجنسي الجنود الجنيه الجهاد الجيش الحاسب الحاسوب الحب الحرارة الحرب الحرس الثوري الحزب الجمهوري الحشد الشعبي الحكومة الحوثيون الختان الخديوي الخلافة العثمانية الخليج الخليج العربي الدانمارك الدولار الدولة الديكتاتورية الديمقراطية الدين الدينية الديون الذكاء الذكاء الإصطناعي الربيع العربي الرجل الرقمي الروبوت الروبوتات الروهينجا الري الزراعة السرطان السعودية السفر السكان السلام السلة السلطان السلطة السلطة الفلسطينية السلطوية السلفية السلفيين السمنة السموم السنة السود السودان السوريون السياحة السياسة السياسي السيسي السينما السيول الشباب الشرطة الشرق الشرق الأوسط الشريعة الشمس الشيعة الصحة الصحراء الصحف الصحفيين الصخري الصدر الصواريخ الصين الضرب الطاقة الطعام الطفل الطوارئ ألعاب العاصمة العاطفة العالم العثمانيون العدالة العدالة الإجتماعية العراق العرب العربي العسكر العقل العلاج العلم العلماء العلمانية العلويون العمال العمل العملة العنصرية العنف العنف الأسري الغاز الغذاء الغرب الفراعنة الفرعونية الفساد الفضاء الفضائيات الفقر الفلسطنيين الفلك الفن القاعدة القانون القاهرة القبائل القدس القذافي القوات المسلحة القومية العربية الكبد إلكترونيات الكنيسة الكنيسة اليونانية الكهنة الكواكب الكورة الكوليرا الكويت اللاجئين الليرة المال المانيا المتشددين المتطرفين المتوسط المثالي المجتمع المجلس العسكري المحمول المدينة المنورة المذبحة المرأة المراهقين المرض المريخ المساواة المستقبل المسلسلات المسلمون المسيحية المصريين المعلومات المغرب المقاتلون المقاولون المقبرة الملائ الأمن الملك توت المليشيات المناخ المنطقة العربية المنظمات الموبايل الموساد الموضة المياه الميراث النجوم النساء النظافة النظام النفايات النفط النووي النيل الهند الهوس الهوليجنز الهوية الوالدة باشا الوراثة الولادة الوليد بن طلال الوهابية اليابان ألياف ضوئية اليمن اليهود اليهودية اليورو اليونان أمراض أمريكا امريكا أموال أميركا اميركا أميريكا إنترنت إنجلترا أهرامات الجيزة أوربا اوربا أوروبا أوسكار إيبولا إيران إيفان الرهيب أيمن الظواهري بازل باسم يوسف باكستان براكين بريطانيا بنجلاديش بوتفليقة بوتن بوتين بووليود بيراميدز بينج تاريخي تجارة تحت المجهر ترامب تركيا تشارلز تشلسي تصوير تعليم تغير مناخي تكنولوجيا تليفزيون تونس تويتر ثروات جبهة النصرة جدة جراحة جنس جوته جوجول جونسون جيرتود بيل حاسب حزب الله حفتر حفريات حماس خاشقجي خامئني خداع خليفة حفتر خيال علمي دارفور داعش دبي دراما دوري السلة الأمريكي ديانا ديمقراطية ديناصور رأس رام الله رجل ألي رسوم روبرت ماردوخ روسيا روما رياضة زراعة زرع زواج ساعة أبل سامي عنان ستراتفور سرت سرطان سفينة فضاء سكن سنيما سوء التغذية سوريا سياسة سيف الإسلام القذافي سيناء سينما شارلز شعاع شفيق شمال أفريقيا شيخ الأزهر صحافة صحة صدام حسين صندوق النقد الدولي صنعاء صوت طائرات طاقة طاقة نووية طب طبي طعمية طفيل طلاق عبد القادر الجزائري عبد الناصر عدن عرب عسكرية عصابات عقل علاج علوم وصحة عمل عنان غاز غزة فحم فرعون فرنسا فضائيات فقر فلافل فلسطين فن فن وثقافة فنزويلا فوكس نيوز فيتنام فيديو فيروس فيروس سي فيس بوك فيصل فيضان فيورينتنا قارون قبرص قتل قش الأرز قطر قمع قنصوة قواعد كائنات كاس العالم كاسيني كافاليرز كافاليير كاميرا كتالونيا كربون كرة القدم كليوباترا كوكايين كيسنجر كيفين دورانت لاجئين لبنان لغة لوحات ليبرون جيمس ليبيا ليزر ليفربول لييبا مائير كاهانا ماري كوري مال وأعمال مايكروسوفت متجددة مجتمع مجتمع وإعلام مجتمعات مجلس الأمن محمد بن سلمان محمد صلاح مختبرات مخدرات مدرسة مراهقات مرتزقة مرض مركبات الفضاء مسلسل مسلسلات مسلمين مصر مصري مطلقات معارك معدل وراثيا معدن معرض مكة ملفات مليشيا مهاجرين موبايل موسى موسيقى مي تو مينمار نتنياهو نساء نسخ نظام الفقيه نفط نفظ نقابة نيكسون هاري هوليوود وباء وعد بلفور وقود ولي العهد وليام ياهو accessories animals anxiety art artist assignment attraction aviation bag beach beautiful destinations Best Catering Best Catering Services bicycle bicylce tours bigger bitter juice Blood Pressure botox brain brazilian buildings business Business Website cannes activity career cartoon Catering Services cave cheap hotels cheap loan cigarette climbing clothing communication Control Blood Control Blood Pressure cook cosmetic coursework craziness credit cremation deppression dermal Ease Stiffness education effective Engine Optimization entrepreneur ethnic wear europan explore eyes face finance fire damage focus food food tips fruit furniture garden gardening glasses gym hand tools health herbal Herbal Treatment High Blood home home loan home tips Hypertension Naturally immune system india Joint Pain Joint Pain Relief kindle life life hack loans marriage mba meal money movie music natural Natural Joint Natural Joint Pain occassion office Orthoxil Plus outdoor Pain Relief Pain Relief Treatment paris pets photographer pumpkin quality Reduce Hypertension Reduce Hypertension Naturally relationship relaxed Relief Treatment round face runner sea Search Engine Search Engine Optimization Search Engines self help self improvements shoes Side Effects sleep smoking snowboard social spain sports stories stress Stresx Capsules style success surgery travel trees vegetable voice voyage Website Design wi-fi winter work world zodiac sign
false
rtl
item
الجيل الجديد: لماذا يستمر الوفاق بين إسرائيل وتركيا؟
لماذا يستمر الوفاق بين إسرائيل وتركيا؟
https://geel25elgaded.com/wp-content/uploads/2018/01/تركيا-وإسرائيل-والرواب-1024x691.jpg
الجيل الجديد
https://geel25elgaded.blogspot.com/2018/01/blog-post.html
https://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/2018/01/blog-post.html
true
6246319857275187510
UTF-8
لايوجد اي تدوينة المزيد المزيد الرد اغلاق الرد حذف By الصفحة الرئيسية صفحة مقالة المزيد مواضيع ذات صلة التسميات الارشيف البحث لا يوجد اي تدوينة الصعود الى الاعلى Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago