أصبح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان محل اهتمام من قبل الكثيرين بالعالم، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى معلمه، ولي العهد بدولة الإمارات العر...
أصبح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان محل اهتمام من قبل الكثيرين بالعالم، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى معلمه، ولي العهد بدولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان.
في الآونة الأخيرة، أطلق محمد بن سلمان خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لبلاده من خلال جعل المعركة ضد الإسلام السياسي والراديكالي في قلب هذا المشروع.
إنها الاستراتيجية التي تأثر بها عن طريق معلمه، ولي العهد الحالي لدولة الإمارات محمد بن زايد، فهل هذا التأثير حقيقي، وما هي نظرة العالم لهذا المعلم؟
الجميع يؤكد أن بن سلمان قريب جدا من معلمه، الذي يبدو أنه يملك تأثيرا حقيقا، فلدى الرجلين صفات كثيرة مشتركة: أولا، لم يتوقع أحد أن يصبحا وليي العهد، كلاهما الابن المفضل لوالده.
الاثنان طائشان وعسكريان، محمد بن زايد من اتباع دبلوماسية القوة، كما أنه وابن سلمان بارعين في استخدام هذا المنهج، وطموحان جدا ولا يمكنهما الحرب في أكثر من جهة بآن واحد.
كذلك بالنسبة للسعودية والإمارات، هناك أشياء مشركة، كلا البلدين يسعيان للتسلح بشكل كبير، كما أن السعودية والإمارات لا يحبان قطر أو إيران.
محمد بن زايد آل نهيان، قرر شن حرب شاملة ضد جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي، فهو يريد فصل الدين عن السياسة، ويرى أن الإخوان المسلمين السنة، وكذلك الشيعة أعداء.
وإن كان هذا الأمر من الصعب تطبيقه في الإمارات، فهو أكثر صعوبة في المملكة، إلا أن التأثير الحقيقي لمحمد بن زايد، أدى لاقتناع أخيه الأصغر وصديقه على رأس المملكة، بأن الرياض لا يمكنها أن تكون نموذجا للحداثة والكفاءة كالإمارات طالما أنه لم يتخلص من الظلام الديني.
افتتان بن سلمان بنظيره الإماراتي، بات ظاهرا اليوم وبوضوح، فهو أدرك أن الإسلام الراديكالي للمذهب الوهابي يقف حائلا أمام التقدم والحداثة.
ولي العهد ليس ليبراليا ديمقراطيا أو علمانيا، لكنه يدرك أن البلاد لا يمكن أن تتطور دون المرور بحد أدنى من تدجين الدين، أي الحد من سلطة الوهابيين، الذين يعترضون على السماح للمرأة بقيادة السيارة، وغيرها من السخافات، وبدون ذلك لن تشهد السعودية أي تنمية.
محمد بن زايد آل نهيان أقنعه أيضا باستخدام منهج القوة، السعودية لم تستخدم العدوانية المباشرة، لكن منذ وصول محمد بن سلمان للسلطة أصبح عسكري جدا، وبدعم من الإمارات، أعلن حربا غير عسكرية ضد قطر، وبدعمهم أيضا (يحلمون بغزو قطر).
هل يستطيع بالفعل الأمير محمد بن سلمان تكرار النموذج الإماراتي في المملكة العربية السعودية؟
هذا الأمر صعب لعدة أسباب، أولا بالنسبة للسكان، عدد السعوديين يفوق أكثر من ثلاث مرات مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، ويوجد عدد أكبر من الفقراء، فالسعوديون الأصوليون يزدادون فقرا، حيث يوجد ما لا يقل عن 30٪ من الفقراء الجدد، وثانيا الديموجرافيا المتفجرة.
الشيء الثالث، أنه منذ نشأة السعودية، تقوم مملكة الفصام على التحالف بين القبيلة البراجماتية (آل سعود) والطائفة الدينية الراديكالية، فالوهابية جزء من الدولة السعودية منذ تأسيسها.
أما في الإمارات من السهل جد محاربة الوهابية، رأينا لوحة للعذراء المقدسة في متحف "اللوفر" بأبوظبي، وهو الأمر الذي من المستحيل أن نراه في السعودية.
هناك جزء من الشباب مؤيد للغرب، الذي يدعم محمد بن سلمان، وعلى عكس الإمارات، هناك أيضا جزء كبير من الإسلاميين المتشددين الذين من المرجح أن يعارضوا معركة ولي العهد ضد الدين.
أما من الناحية الاقتصادية للإصلاحات يمكنها المضي قدما، فمحاربة الفساد تحظى بشعبية كبيرة، لكن الأسس الدينية الراديكالية قد تكون هي المشكلة، لأن هناك جزء من المؤيدين لابن سلمان أصوليين، وكذلك الكثير من الزعماء الدينيين يتولون مناصب رسمية.
توجد أيضا بؤرة من المتعصبين الذين قد يعتبرون ولي العهد "كافرا"، والبعض يتحدث عن أن الدعوة إلى الحداثة قد ينتج عنها ردود فعل عنيفة ضده، وهي المشكلة التي لا نجدها في الإمارات.
كيف ستبدو المملكة العربية السعودية إذا كان هذا الأمير صادقا وتمكن من إخضاع الوهابيين، ما الذي قد يتغير بشكل ملموس؟
إذا نجح في إخضاع الوهابيين، فإن أكبر ثورة ستكون بالتأكيد لصالح المؤسسات الإسلامية الدولية، والجهود الكبيرة التي تسعى لنشر الإسلام الوسطي الرسمي، عبر سيطرة أشخاص أكثر عقلانية بدلا من المتعصبين.
الوهابيون لا يعرقلون السعوديين فقط، فنفوذهم يمتد إلى العالم أجمع؛ لأنهم يسيطرون على جزء كبير من المؤسسات الإسلامية، إذا أجبروا على أن يكونوا أكثر اعتدالا، فالكثير من المسلمين سيتبعونهم.
إذا كان ولي العهد صادقا، سيكون ذلك فرصة رائعة للعالم الإسلامي، وربما عن طريق الاستبداد، يستطيع محمد بن سلمان وضع نهاية للخطر الذي تقوم به المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، من خلال نشر التعصب، وعلى أي حال ما يقترح ولي العهد القيام به شيء طموح، لكن إمكانية تطبيقه، مسألة أخرى.
ألكسندر ديل فال
موقع أتلانتكو
http://www.atlantico.fr/decryptage/mohammed-ibn-zayed-al-nahyan-prince-dont-avez-jamais-entendu-parle-mais-qui-detient-cles-moyen-orient-et-paix-mondiale-del-valle-3222695.html
في الآونة الأخيرة، أطلق محمد بن سلمان خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لبلاده من خلال جعل المعركة ضد الإسلام السياسي والراديكالي في قلب هذا المشروع.
إنها الاستراتيجية التي تأثر بها عن طريق معلمه، ولي العهد الحالي لدولة الإمارات محمد بن زايد، فهل هذا التأثير حقيقي، وما هي نظرة العالم لهذا المعلم؟
الجميع يؤكد أن بن سلمان قريب جدا من معلمه، الذي يبدو أنه يملك تأثيرا حقيقا، فلدى الرجلين صفات كثيرة مشتركة: أولا، لم يتوقع أحد أن يصبحا وليي العهد، كلاهما الابن المفضل لوالده.
الاثنان طائشان وعسكريان، محمد بن زايد من اتباع دبلوماسية القوة، كما أنه وابن سلمان بارعين في استخدام هذا المنهج، وطموحان جدا ولا يمكنهما الحرب في أكثر من جهة بآن واحد.
كذلك بالنسبة للسعودية والإمارات، هناك أشياء مشركة، كلا البلدين يسعيان للتسلح بشكل كبير، كما أن السعودية والإمارات لا يحبان قطر أو إيران.
محمد بن زايد آل نهيان، قرر شن حرب شاملة ضد جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي، فهو يريد فصل الدين عن السياسة، ويرى أن الإخوان المسلمين السنة، وكذلك الشيعة أعداء.
وإن كان هذا الأمر من الصعب تطبيقه في الإمارات، فهو أكثر صعوبة في المملكة، إلا أن التأثير الحقيقي لمحمد بن زايد، أدى لاقتناع أخيه الأصغر وصديقه على رأس المملكة، بأن الرياض لا يمكنها أن تكون نموذجا للحداثة والكفاءة كالإمارات طالما أنه لم يتخلص من الظلام الديني.
افتتان بن سلمان بنظيره الإماراتي، بات ظاهرا اليوم وبوضوح، فهو أدرك أن الإسلام الراديكالي للمذهب الوهابي يقف حائلا أمام التقدم والحداثة.
ولي العهد ليس ليبراليا ديمقراطيا أو علمانيا، لكنه يدرك أن البلاد لا يمكن أن تتطور دون المرور بحد أدنى من تدجين الدين، أي الحد من سلطة الوهابيين، الذين يعترضون على السماح للمرأة بقيادة السيارة، وغيرها من السخافات، وبدون ذلك لن تشهد السعودية أي تنمية.
محمد بن زايد آل نهيان أقنعه أيضا باستخدام منهج القوة، السعودية لم تستخدم العدوانية المباشرة، لكن منذ وصول محمد بن سلمان للسلطة أصبح عسكري جدا، وبدعم من الإمارات، أعلن حربا غير عسكرية ضد قطر، وبدعمهم أيضا (يحلمون بغزو قطر).
هل يستطيع بالفعل الأمير محمد بن سلمان تكرار النموذج الإماراتي في المملكة العربية السعودية؟
هذا الأمر صعب لعدة أسباب، أولا بالنسبة للسكان، عدد السعوديين يفوق أكثر من ثلاث مرات مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، ويوجد عدد أكبر من الفقراء، فالسعوديون الأصوليون يزدادون فقرا، حيث يوجد ما لا يقل عن 30٪ من الفقراء الجدد، وثانيا الديموجرافيا المتفجرة.
الشيء الثالث، أنه منذ نشأة السعودية، تقوم مملكة الفصام على التحالف بين القبيلة البراجماتية (آل سعود) والطائفة الدينية الراديكالية، فالوهابية جزء من الدولة السعودية منذ تأسيسها.
أما في الإمارات من السهل جد محاربة الوهابية، رأينا لوحة للعذراء المقدسة في متحف "اللوفر" بأبوظبي، وهو الأمر الذي من المستحيل أن نراه في السعودية.
هناك جزء من الشباب مؤيد للغرب، الذي يدعم محمد بن سلمان، وعلى عكس الإمارات، هناك أيضا جزء كبير من الإسلاميين المتشددين الذين من المرجح أن يعارضوا معركة ولي العهد ضد الدين.
أما من الناحية الاقتصادية للإصلاحات يمكنها المضي قدما، فمحاربة الفساد تحظى بشعبية كبيرة، لكن الأسس الدينية الراديكالية قد تكون هي المشكلة، لأن هناك جزء من المؤيدين لابن سلمان أصوليين، وكذلك الكثير من الزعماء الدينيين يتولون مناصب رسمية.
توجد أيضا بؤرة من المتعصبين الذين قد يعتبرون ولي العهد "كافرا"، والبعض يتحدث عن أن الدعوة إلى الحداثة قد ينتج عنها ردود فعل عنيفة ضده، وهي المشكلة التي لا نجدها في الإمارات.
كيف ستبدو المملكة العربية السعودية إذا كان هذا الأمير صادقا وتمكن من إخضاع الوهابيين، ما الذي قد يتغير بشكل ملموس؟
إذا نجح في إخضاع الوهابيين، فإن أكبر ثورة ستكون بالتأكيد لصالح المؤسسات الإسلامية الدولية، والجهود الكبيرة التي تسعى لنشر الإسلام الوسطي الرسمي، عبر سيطرة أشخاص أكثر عقلانية بدلا من المتعصبين.
الوهابيون لا يعرقلون السعوديين فقط، فنفوذهم يمتد إلى العالم أجمع؛ لأنهم يسيطرون على جزء كبير من المؤسسات الإسلامية، إذا أجبروا على أن يكونوا أكثر اعتدالا، فالكثير من المسلمين سيتبعونهم.
إذا كان ولي العهد صادقا، سيكون ذلك فرصة رائعة للعالم الإسلامي، وربما عن طريق الاستبداد، يستطيع محمد بن سلمان وضع نهاية للخطر الذي تقوم به المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، من خلال نشر التعصب، وعلى أي حال ما يقترح ولي العهد القيام به شيء طموح، لكن إمكانية تطبيقه، مسألة أخرى.
ألكسندر ديل فال
موقع أتلانتكو
http://www.atlantico.fr/decryptage/mohammed-ibn-zayed-al-nahyan-prince-dont-avez-jamais-entendu-parle-mais-qui-detient-cles-moyen-orient-et-paix-mondiale-del-valle-3222695.html