ويشاركها الرأي الدكتور يحيى جاد، الذي يؤكد أن هذا التشكك في السابق كان مستمدًّا مما حدث من فشل متكرر في الدراسات المبكرة، وسوء الاستنتاجات القائمة على معدل اضمحلال الحمض النووي بأوراق البردي [على الرغم من الاختلاف الجذري بينها وبين ما يحدث مع علاجات ما بعد الوفاة للأجساد البشرية والحيوانية]، بالإضافة إلى النظريات المتداو­لة من أن البيئة الساخنة والرطبة في المقابر تعزِّز تآكل الحمض النووي في المومياوات المدفونة.


ووفقًا للدكتور جاد فإنه تجدر الإشارة إلى أن هذه النظريات لم تكن تدعمها دراسات دقيقة عن درجات حرارة المقبرة أو مستويات الرطوبة.


ويوضح جاد: على العكس من ذلك، فإن تجربتي الشخصية للعمل لساعات طويلة داخل عدة مقا­بر في أثناء جلسات أخذ العينات من المومياوات، تشير إلى أن درجات الحرارة تحت الأرض ونسب الرطوبة كانت دائمًا في النطاق المريح، بغض النظر عن حالة الجو خارج المقبرة.


استمر هذا التشكُّك في بقاء الحمض النو­وي في المومياوات المصرية من قِبَل بعض العلماء، على الرغم من نتائج العديد من دراسات الفرق البحثية، بما في ذلك فريقنا البحثي، على البقايا الآد­مية والميكروبات القد­يمة والمومياوات الحيوانية مثل التماسيح والقطط، وفق جاد.


وأضاف: وعلى وجه التحديد، قدم فريقنا بيا­نات عن بعض أفراد الأ­سرتين الثامنة عشرة والواحدة والعشرين، فضلًا عن تطبيق التقنية الحديثة للجيل الثاني لتحديد تسلسل الدنا القديم على المومياوات المصر­ية لأول مرة.
بدوره، أشاد صالح بالدراسة، التي أضافت -وفق قوله- "معلومةً تاريخية جديدة، وأغلقت بابًا للجدل حول العلاقة بين هاتين المومياوين، وهي معلومة غير مدونة، سواء على جدران المقبرة أو على التوابيت أو في أيٍّ من المراجع العلمية".


ويستطرد: "هنا تكمن أهمية تحاليل الحمض النووي للمومياوات، التي ستسد بالتأكيد نواقص كثيرة في التاريخ المصري، وهي ميزة كل العلوم الحديثة، التي تصب فى مصلحة الآثار المصرية، وتعمل على توضيحها وإظهار الصورة الكاملة للحضارة المصرية القديمة.


ويشير صالح إلى أن تقنية تحليل الحمض النووي للمومياوات تم استخدامها فى مصر عام 2007، من خلال مشروع المومياوات الملكية الذي جرى التعاون فيه بين المجلس الأعلى للآثار، آنذاك، وكلية طب القصر العيني، والذي ثبت من خلاله أن "توت عنخ آمون" هو ابن الملك أخناتون، صاحب المقبرة 35 فى وادي الملوك.
وفي الختام يشدد صالح على أن هناك العديد من الألغاز الخاصة بالنَّسَب في الحضارة المصرية القديمة، والتي ستكشف عنها تحاليل الحمض النووي التي تطورت كثيرًا فى الآونة الأخيرة.