Archive Pages Design$type=blogging

قناة "أر. تي" الروسية .. أداة للتأثير الإعلامي الخارجي

أنشأت روسيا منذ أكثر من 11 عاماً قناة "أر.تي" الفضائية الإخبارية، لمواجهة الهيمنة الغربية على وسائل الإعلام. وقد نجحت القناة إلى ح...

أنشأت روسيا منذ أكثر من 11 عاماً قناة "أر.تي" الفضائية الإخبارية، لمواجهة الهيمنة الغربية على وسائل الإعلام. وقد نجحت القناة إلى حد كبير في تقديم وجهات نظر مغايرة لتلك التي تنقلها وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية.

احتفلت قناة أر.تى التليفزيونية (‏روسيا اليوم سابقاً)، وهي لسان حال روسيا في العالم الخارجي، بمرور عشر سنوات على إنشائها في ديسمبر 2015، وأذاعت القناة بهذه المناسبة إعلانا ساخراً يصور رئيسة تحرير القناة الإخبارية، مارجريتا سيمونيان،. وقد ارتدت زيا سوفييتيا، وهي تستعرض موظف القناة في مقرها بشارع "بوروفايا". في موسكو: ‏"فهذه ليوبا، المكلفة بشئون التنظيف، التي تتلقى أوامرها من الكرملين رأسا، وهذه ،صحفية تقرأ موجزا باللغة العربية في الأستوديو المغلفة جدرانه بقماش أخضر، بينما ارتدى ممثلون صامتون ملابس مقاتلين سوريين يطلقون رصاصا "فشنك"، والمقدمون الأجانب يقبعون في زنزانة غمرتها الرطوبة، في حين كان البريطاني "كيفن أوبن" وهو موظف في القناة، مقيدا إلى منصة التقديم...

‏اختارت القناة هذا الأسلوب الساخر للرد على منتقديها الذين يرون فيها أداة دعاية للكرملين. وقد ذكر الرئيس فلاديمير بوتين، بمناسبة ذلك الاحتفال السنوي، بأهداف تلك القناة العابرة للحدود -وهي أهداف تقليدية في مجملها - بعد عشر سنوات من الجهود الرامية. إلى تدارك التأخر الروسي في مجال "الدبلوماسية العامة"، فقال: أمر أساسي أن يسمع صوتنا وصوتكم (...)، لا من رجال السياسة فحسب، بل، وخاصة، من المواطنين العاديين في كافة أنحاء العالم". ‏كانت "ثورة البرتقال" ‏التي جرت أحداثها سنة 2004 في أوكرانيا، والتي اعتبرها الكرملين تدخلا غربيا في دول الجوار بواسطة منظمات غير حكومية، نقطة تحول في السياسة الخارجية الروسية، التي اكتسبت الوعي بنقاط ضعفها في مجال التأثير الدولي. فأرست، موسكو، في السنة التالية، الأسس الأولى لمجموعة "روسيا اليوم". وتذكر سيمونيان أن "الفكرة في بدايتها كانت ترمى لإنشاء قناة "ناطقة باللغة الإنجليزية"، مركزة على روسيا دون غيرها، ولكن سرعان ما تبين أن تلك الفكرة مآلها الفشل، لأنه، إذا اقتصر جمهورنا على المتخصصين في شؤون الكرملين وعلى مراقبي ما يحدث في روسيا، فلن يمثل ذلك -طبعا -إلا عددا ضئيلا جدا من الناس"(1).

[caption id="attachment_4033" align="aligncenter" width="1024"] محل بيع شاشات التلفزيون في موسكو[/caption]



فكان أن اعتمدت هيئة التحرير خطئا تحريريا أكثر هجومية، زمن الحرب بين روسيا وجورجيا سنة 2008، رداً على تغطية وسائل الإعلام الغربية الكبرى لذلك النزاع، وهي تغطية اعتبرت أحادية، فشهدت قناة "أر . تي" تحولاً في مهمتها، لتصبح مهمة وسيلة إعلام "شاملة"، قادرة على النهوض بـ "رؤية أخرى" للأحداث، فتزايد تدويل الشبكة، وبعد تدشين نسختها العربية "روسيا اليوم" سنة 2007 ‏(واسمها اليوم "أر. تي" عربية)، أطلقت المجموعة نسخة باللغة الإسبانية (2009‏)، وقناة في الولايات المتحدة (2010) وفي المملكة المتحدة (2014)، ثم - آخر الأمر - منصتان إعلاميتان على الانترنت للجمهور الناطق بالألمانية وللجمهور الناطق بالفرنسية (2014). وتم الإعلان عن قناة آخرى "أر. تي" بفرنسا أثناء السنة الحالية.

شهدت المجموعة نموا مطرداً ، وبلغ عدد موظفيها  2100، وأقامت لها مكاتب في تسعة عشر بلدا ، وذلك بفضل المخصصات المالية الضخمة التى وفرتها الدولة. ووصل عدد مشاهدي قنواتها، حسب استطلاع للرأي أجراه معهد "إيبسوس" في 38 بلدا، في مارس / آذار 2016، سبعين مليون شخص كل أسبوع، وهو عدد يأتى فى المركز التالى بعد مشاهدي القناة البريطانية "بى بى سى". إلا أنه أوفر من عدد مشاهدي قناة "دوتشي فيليه" وقناة "فرانس24"، ثم إن عدد مشاهديها أسبوعيا في الولايات المتحدة وفي أوروبا- وهما أولوية بالنسبة لروسيا - يبلغ على التوالي 8 ‏ملايين و36 مليون شخص. وتحتل القناة فيهما بذلك المرتبة الخامسة عالميا بين القنوات الأكثر مشاهدة. وقد تضاعفت ميزانيتها منذ انطلاقها من 29 مليون يورو إلى 290 مليون يورو، وهو ما يعادل حوالي ربع المنح العمومية لوسائل الإعلام. وسرعان ما تأقلمت القناة مع ما شهدته محتويات شبكة الإنترنت من تطور، وذلك بالاستخدام الكثيف للتكنولوجيات الرقمية، كما فتحت المجموعة عدة حسابات على الشبكات الاجتماعية، وعلى اليوتيوب، حيث تقدم نفسها على أنها المصدر الأول للمعلومة في العالم، بـ 4.5 مليون مشترك فى جميع قنواتها . ويظل نموذج قناة سى.أن.أن.، بما فيه من تفاعل، وأخبار آخر لحظة، والأخبار الممزوجة بالترفيه، هو المعيار في مجال الإنتاج، ويستوحي برنامج النقاش الرائد في قناة "أر . تى" الدولية وعنوانه، "حديث متقاطع"‏، بشكل مباشر من برنامج قناة سى.أن.أن.، "نيران متقاطعة" (الذي توقف سنة 2014).

[caption id="attachment_4030" align="aligncenter" width="838"] برامج القناة مستوحاة من المحطات الغربية[/caption]

إسال أكثر


‏وترى مجموعة "أر.تى"، أنها بديل عن وسائل الإعلام الغربية الطاغية، وعددها يناهز الخمسين، حسب الجرد الذي قامت به هيئة التحرير(2)، وقد أوضح بوتين ذلك عند زيارته مكاتبها في يونيو/حزيران 2013 بقوله: "‏لقد أردنا كسر هيمنة وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الأنجلوسكسونية، على التدفق العالمي للأخبار"، أما "أندريه كورتونوف"، مدير المجلس الروسي للشؤون الدولية، فيرى أن "التحدي" بالنسبة إلى مجموعة "أر.تى"،  لا يتمثل في إبراز مواقف روسيا بقدر ما يتمثل في التشكيك في الصوت الأحادي للمواقف الغربية، وفي تقديم وجهات نظر أخرى غير التفسيرات الغربية للأحداث‏، كما يشهد بذلك شعار القناة : "فلنذهب إلى ما هو أبعد". لا تولى قناة "أر.تى" ‏أهمية للتناقض الذي يعصف بالقنوات العمومية الخارجية الغربية، بين المقتضيات السياسية في بث مادة إعلامية تتماشى مع المصلحة الوطنية التي تجسدها الدولة -الطرف المساهم، :من جهة، ومبدأ مدونة السلوك من جهة أخرى، الذي يفرض حداً من ‏الاستقلال الملموس حتى لا تبدو بوق دعاية(3)، فبمناسبة توسيع قسم الأخبار الخارجية في قناة "بي ىبى سى"، في نوفمبر /تشرين الثاني 2016، أوضح مديرها "دتوني هال" رؤيته على أساس أنها "قناة واثقة الخطى، منفتحة على العالم، تقدم أفضل ما في صحافة "المملكة المتحدة"، وهى مستقلة محايدة‏. كما أكدت "ماري كريستين ساراجوس"‏، رئيسة مؤسسة "فرانس ميديا موند" لمجلة "لوبان" (5ديسمبر/كانون الأول 2016)، لأن في نفس ذلك السياق، أن قناة "فرنسا 24" التي يتم تمويلها من خلال ضرائب القطاع السمعي البصري ومن الدولة، ليست "قناة حكومية".

أما الفريق العامل في "أر.تى، في إعراضه عن الخوض في تلك المعضلة، فإنه يفضل تحمل تبعات ارتباطه بالدولة الروسية، وردا على سؤال "كريستيان أمانبور" من قناة "سى.أن.أن. عام 2014، حول استخدام قناة "أر.تى" كأداة رد حكومي على "مشكلة الصورة السلبية" لروسيا، أجابت "أنيسة ناواي"، المقدمة الأمريكية لبرنامج " في اللحظة الراهنة" بأنه "ليس لديها ما تخفيه"، وأضافت: "الناس يعلمون مصدر مخصصاتنا (...) فهل نحن نعرض الأمور من وجهة نظر روسية أكثر من سائر وجهات النظر؟ لا طبعا، لأن وجهة النظر تلك تعرض عنها سائر القنوات، غير أن هذا السؤال لا معنى له وقد أتى من وسيلة إعلام تنشر وجهة نظر وزارة الخارجية الأمريكية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً"، وفي ذلك مشاكسة للصحفية أمانبور، التي أرسلتها قناة سى.أن.أن أواخر التسعينيات لتغطية أحداث "كوسوفو"، باعتبارها كاتبة التقارير الصحفية الكبرى، في حين كان زوجها "جيمس روبين" يقوم في الوقت نفسه بوظيفة الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية. فالقائمون على " أر. تي"  يتصورون المحيط الإعلامي الدولي مجالا تتعايش فيه أنظمة سردية عديدة. "أرأيتم من قبل أمثلة كثيرة من التغطية الموضوعية؟ (..) ليس ثمة موضوعية، بل ثمة ‏مقاربات للحقيقة بعدد الأصوات الممكنة"، على حد قول "سيمونيان" لصحيفة "دير شبيجل" على الانترنت (13 أغسطس/ أب 2013) . مفضلة بقولها هذا الإشادة بالتعددية على التصريحات بالحياد . وتولي "أر. تي" ‏مكانة مميزة للأحداث التي لا تلقي إلا اهتماما قليلا في وسائل الإعلام الغربية، فالقناة الروسية تواصل - مثلا - تغطية الحرب في أفغانستان، حيث تتواصل الغارات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في ظل عدم اكتراث نسبي (فبراير/شباط)، وتخصص بانتظام برامج للحرب في اليمن، وهو صراع حجبته الأحداث في سوريا، في غيرها من القنوات.

[caption id="attachment_4035" align="aligncenter" width="1024"] بوتين في ضيافة أحد البرامج[/caption]


إدانة عقدة الروس فوبيا


‏فالسياسة التحريرية للفرع الدولي في "أر.تي" تنتظم حول عدة خطوط كبرى، وهى النهوض بفكرة عالم متعدد الأقطاب وبفكرة القيم السيادية، ونقد المنزع الأطلنطي وأطماع السيطرة والتغول الأمريكي، أو كذلك شجب "كراهية الروس"، وتدعو القناة ، لنشر تلك الأفكار والدفاع عنها، خبراء على درجة كبيرة من التباين، منهم من كانوا ينتمون إلى "نادي الساعة الحائطية" (وهو حلقة تفكير من اليمين ومن أقصى اليمين الفرنسي) أو من هم من حركة السلام الأمريكية، أما الشخصيات السياسية المدعوة في برنامج، "صوفيا وشركائها"، ‏فتعكس نفس ذلك التباين، وقد تداولت عليه الرئيسة بالشراكة لحزب "دي لينكه"، في البوندستاج، "سارة فاجينكنشت" ومايكل فلين، مستشار دونالد ترامب للامن القومي، الذي مر كسحابة صيف، ومرشح أقصى اليمين للانتخابات الرئاسية النمساوية نوربرت "ووزير الخارجية الفرنسي السابق، هوببر فيدرين، أو كذلك رئيسة "الجبهة الوطنية "مارين لوبان". كما يقدم هذا البرنامج وجهات نظر مسئولي القوى الإقليمية، مثل الوزيرة الباكستانية السابقة للشؤون الخارجية "هينا رباني خار"، والرئيس التركي السابق عبد الله جول (حزب العدالة والتنمية)، أو أحد المفاوضين ألإيرانيين بشأن برنامج طهران النووي. أما تغطية الحياة السياسية الروسية في القناة فتتجنب الرقابة الفجة، فحتى ذكرى اغتيال المعارض الروسي "‏بوريس نمتسوف" أشير إليها في شريط أنباء يوم 89 ‏فبراير/شباط.

‏غير أن الخط التحريري لقناة "أر.تى الدولية"‏لا يختلط بالخط التحريري لسائر القنوات أو المواقع المحلية، إذ أن القناة الدولية تتأقلم مع المادة الإعلامية الموجودة في البلدان التي ترغب روسيا في نشر تأثيرها فيها، وبذلك تبث قناة "أر.تى أمريكا"، نقد الليبرالية الجديدة، والمواقف الدبلوماسية للمحافظين الجدد، بعيدا عن الخطوط التحريرية لكبرى القنوات الوطنية التي تلتقط بالكابل، من قناة سى.أن.أن إلى قناة فوكس نيوز، ففي 18 ‏فبراير/شباط، شجب برنامج "كايزر ريبورت" ‏(التقرير الملكي) تعيين الرئيس الجديد دونالد ترامب، لعدد من مستشاريه من بين موظفين سابقين كانوا يعملون في مصرف الأعمال "جولدمان ساكس"، غير أن هذه النغمة المعادية لـ "وول ستريت"  لم تلفت انتباه إدارة الاستخبارات الأمريكية، التي اتهمت القناة بدعم المرشح الجمهوري أثناء  الحملة الانتخابية، وهي دعوى في حاجة ملحة إلى التعديل، إذ كانت الغاية الأولى التي سعت إليها القناة هي انتقاد هيلاري كلينتون، التي كانت مواقفها الأحادية تثير قلق الكرملين، وذلك بالإلحاح على الروابط التي كانت تجمعها بأوساط المحافظين الجُدد، أو باستعراض القناة، بالشراكة مع "ويكيليكس"، قضية الرسائل الإلكترونية المشبوهة للمرشحة ومستشارها "جون بوديستا".

[caption id="attachment_4034" align="aligncenter" width="679"] وجهات نظر معارضة للرئيس الأمريكي ترامب[/caption]


وجهات نظر ضد ترامب


‏ثم إن عديد الشخصيات المصنفة في اليسار، والتي تشارك في برامج النقاش التي تبثها قناة "أر.تى أمريكا"‏، أعلنت عن مواقف معارضة لترامب، أما الصحفي "آد شولتز"، فلم يُخف تعاطفه مع المرشح الإشتراك "بارني ساندرز" الذي مكنه من إجراء عدة حوارات معه أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وأما زميله "كريس هادجز"، وهو الفائز بجائزة "بوليتزر" سنة 2002، والقريب من المفكر "نعوم شومسكي"، فهو يعرف نفسه بأنه "اشتراكي"، وذلك في صحيفة "تروثديج"، التي هو فيها أحد كتاب الافتتاحية، وقد عمد في إحدى حلقات برنامجه "أون كونتاكت"  (على اتصال) التي أنجزها بعد فوز ترامب بأيام، وقد رأى في انتخابه علامة على "رفض جماعي لسياسات الليبرالية الجديدة التي تمارسها النخبة السياسية والمالية الحاكمة"، عمد إلى التنبيه إلى أن "‏الحريات المدنية، التي اهترأت اهتراء خطيراً، قد تترك مكانها لدولة بوليسية انفلتت كوابحها وانعدمت منها الرحمة"‏، وواصلت القناة إخلاصها لمقاربتها "المناهضة للنظام"، فأعطت الكلمة لمرشحي "الأحزاب الثالثة" (مثل الحزب الأخضر، والحزب التحرري اللبرالي..) التي قلما تدعوها وسائل الإعلام المنافسة.

أما في الشرق الأوسط الذي صار منذ بداية سنوات 2000، ميدان معركة إعلامية بين كبريات القنوات الدولية قناة "أر. تي عربية" (روسيا اليوم باللغة العربية) تستنكر زعزعة الاستقرار المتولد من أحداث "الربيع العربي" التي ساندتها قناة "الجزيرة(4)،، وتندد بالرغبة في التدخل العسكري لدى القوى الغربية في المنطقة، التي لا توليها قناة "الحرة" الممولة من الكونجرس الأمريكي، إلا قليلاً من العناية. إن إنتقاد تدخل الولايات المتحدة في الشئون الداخلية لبلدان ذات السيادة، هو واحد من المواضع المحببة لقناة "أر. تي" باللغة الأسبانية، فهي قناة نشيطة جدا في المكسيك، والأرجنتين وفنزويلا، وهي تبث خطابا مضادا للإمبرالية، ومضادا لليبرالية، متناغما مع اليسار في أمريكا اللاتينية، الذي تدعمه دون التباس. وفي هذا الصدد، يعتبر الباحث "جون أكرمان"، الذي له فيها برنامج منتظم للتعليق على الأحداث، ان النتيجة التي حققها "لنين مورينو" في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في إكوادور في شهر فبراير/ شباط 2017، وقد جاء في المرتبة الثانية بعد الرئيس رافائيل كوريرا). كانت أكثر من مشرفة. وهي الحجة على أن "حلقة الحكومات التقدمية لم تنته بعد في أمريكا اللاتينية". كما تتحدث القناة عن "حرب اقتصادية ضد الرئيس نيكولاس "مادورو" (21 فبراير/ شباط 2017)، وذلك في الإشارة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها فنزويلاً، التي يبدو أن قناة تحّمل المعارضة المسئولية عنها، ثم إن مسألة دور الحكومة في سوء التصرف المالي" بالبلد طُرحت كذلك في برنامج "زوم" (تحت المجهر)، وذلك يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول.

يرى رؤساء القناة أنها كمكان يمكن لمختلف روايات الاخبار الدولية الرئيسية ان تتعايش



أما موقع "أر. تي" الالكتروني باللغة الفرنسية، فإن يقدم- شأنه شأن سائر الفروع الأوروبية للقناة- وجها أشد محافظة. وهو لا يهتم كثيرا بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية ويركز على المواضيع الأمنية. ففي 2016، نرى مقالا واحدا يناقش مسألة البطالة مقابل سبعة عشر حول الإرهاب (مقابل مقالين بجريدة لوموند، و1.7 مقالا في جريدة "لوفيجارو"). كما تفسح "أر. تي" مجالا أكبر نسبيا من سائر وسائل الإعلام للمرشحين" الصغار" في الانتخابات الرئاسية. غير أن ذلك يخدم مصلحة المرشح "السيادي الديجولي" نيكولا ديبون آنيان" أكثر مما يخدم مصلحة مرشح "فرنسا غير الخاضعة"، جان لوك ميلنشون(6)، ونرى المنطق نفسه في المملكة المتحدة، إذ ظهر زعيم حزب " من أجل استقلال المملكة المتحدة"، نايجل فاراج، سبع عشرة مرة على قناة "أر. تي المملكة  المتحدة" في ما بين 2010 و 2014، وذلك قبل الحملة الداعية إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمدة طويلة.

في إطار الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فإن موقع القناة يتناول بإسهاب المشاكل القضائية التي يتعرض لها فرنسوا فيون مرشح الجمهوريين اليميني (التي غالباً ما يُقدم في فرنسا على أنه "مناصر روسيا") والهجوم التي يشنه عليه معارضوه. كما يتناول أيضا الشكوك المتعلقة بالوظائف البرلمانية التي تقع "مارين لوبان" تحت وطأتها، إن كان يولي مكانه مهمة لتصريحات محامييها وللبيانات الصحفية الصادرة عن حزب الجبهة الوطنية (17 و20فبراير/ شباط). ومما يعتبر مؤشرا على انخراط واضح للقناة الروسية في التوجه السياسي لمرشحه اليمين المتطرف، فإنها قامت بتغطية ندوتها الصحفية حول رؤيتها للسياسة الخارجية الفرنسية، التي ذكرت خلالها رغبتها في ربط روسيا بالقارة الأوروبية" (23 فبراير/ شباط). وطبقا للخط المناوئ لليبرالية الذي تنتهجه  القناة، فإن المرشح المستقل "إيمانويل ماكرون" لا يلقي سوى المعاملة الأقل حظا، فالموقع يسخر من الموقف الذي اعلنه بأنه "معاد للنظام"، وتنعته بأنه "احتيال مطلق"، على حد حول "عالم الاقتصاد الذي استبد به الفزع" داني لانج (3 فبراير/ شباط). وغير أننا وإن قبلنا وضاعة الانتقادات التي وجهها لـ"ماكرون" عضوان من حزب "الجمهوريون"عند ظهورهما على قناة "سبوتنيك"، هي زميلة قناة "أر. تي"، فإننا بعيدون جدا عن ضراوة الهجوم الذي يدّعى المرشح الرئاسي أنه يتعرض له والذي يفسره بأنه رمز للتهديد الروسي(8).

 

تغطية الإحتجاجات


تبدي قناة "أر.تي" ميلاً واضحاً للاعتراض، بما فيه الاعتراض الاجتماعي، وخاصة حين تقدم صورا تلفت النظر عن مواجهات مع الشرطة، أو عن زجاج مكسور أو عن حرائق يمكن أن تحصل منها على صور أو "أشرطة فيديو صادمة" (30ديسمبر/ كانون الأول 2010)، وقد غدت القناة في الولايات المتحدة ناقلة لصور الحركات الاجتماعية الكبيرة، مثل "احتلال وول ستريت"، أو قضايا حياة السود، وفي فترة أحدث، المسيرات المناهضة لترامب، وتلح تلك الصور على الانشقاقات التي تخترق المجتمعات الغربية، كما ينقل الموقع ايضا صدى معركة المزارع "سيدريك هارو" المدفع عن المهاجرين في وادي رويا، بين فرنسا وإيطاليا (10 فبراير/ شباط). وتغطي القناة الروسية بتواتر الحوادث الصناعية مع تخير ما يبعث في النفس الهلع، مثل حريق في قاعة الآلات بالمحطة النووية في "فلامانفيل"(نشرة الأنباء في 9 فبراير/ شباط)، أو حالة اختناق زهاء الخمسين شخصا بسبب غاز مهيج في مطار هامبورج (12 فبراير/ شباط). ويوضح ذلك رغبتها في إظهار أن الهوّة التكنولوجية التي تفصل مبين روسيا وأوروبا الغربية أو الولايات المتحدة. ويمثل ذلك أهمية مركزية بالنسبة إلى النخب الروسية.

لقد غدت قناة "أر. تي"، كما كانت قناة "سي. إن. إن" بالنسبة إلى الولايات المتحدة أثناء الحرب في العراق، أداة إعلام هامة إذا تعلق الأمر بتغطية نزاعات تمثل مصلحة إستراتيجية كبيرة بالنسبة إلى روسيا، فتكون حينئذ قناة تنقل بكل حماسة على الصعيد الدولي، الرؤية الرسمية للأحداث.ت أما في سوريا، حيث اضطلعت قناة "أر. تي" بدور المنبر للرئيسي بشار الأسد، فإن مآل معركة حلب قد بينت التناقض العميق في الحرب الإعلامية بين الروس والغرب. فبعد أن استعاد الجيش السوري المدينة. نقلت قنوات "أر. تي" مشاهد ابتهاج سكان حلب الغربية، بينما كانت جميع وسائل الإعلام الغربية – تقريبا- تركز على الوضع الإنساني في الأحياء الشرقية. وعلى العكس من ذلك، دعت القناة الروسية دبلوماسيا بريطانيا سابقا للتعليق على "الخسائر البشرية التي لا يمكن تجنبها" عند تحرير الموصل، التي تستعد القوات العراقية لاستعادتها بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

[caption id="attachment_4031" align="aligncenter" width="1024"] تم وضع القناة على لائحة القنوات الغير مرغوب فيها في أمريكا[/caption]

 

ومن باب سخرية القدر أن دشنت منظمة حلف شمال الأطلنطي في يناير/ كانون الثاني 2014 بمدينة "ريجا"، عاصمة لاتفيا، إحدى  جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا، مركز الامتياز في الاتصال الاستراتيجي، وهي التي- وإن لم تجعل السعي إلى الحقيقة من همومها إلا قليلاً اثناء الحرب في يوغسلافيا السابقة(9)- تطمح إلى تفكيك "الحملات الإعلامية" التي يتولاها عدوها اللدود الروسي، باستخدام تقنية تلقي اليوم رواجاً كبيراً، هي تقنية "التدقيق في حقيقة الأحداث". ويمكن لقناة "أر. تي" أن تغتبط بتلك المبادرات، التي تتيح لها تعزيز هويتها باعتبارها وسيلة إعلام "مناهضة للنظام"، وتوجيه جماهيريها المعترضة، من خلال استخدام ورقة "وحدنا ضد الجميع"، وقد غدا فريق عملها استاذا في فن قلب الانتقادات لصالحه، وقد خاطبت "سيمونيان" المشاهد، في ختام الإعلان الذي أعدته للاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء القناة، وهي تبتسم بقولها: "إذن، على هذا النحو كنتم تتصوّروننا؟ إنكم على حق، فتلك هي بالضبط الطريقة التي نعمل بها".

ماكسيم أودينيه
باحث سياسي

الهوامش:

  1. "غداء مع جريدة فاينانشيال تايمز: نجمة إعلام الكرملين، مارجريتا سيموناين"، فاينانشيال تايمز، لندن، 29 يوليو/ تموز 2016.

  2. منها "لوموند" والفيجارو" وليبراسيون" وقناة ت. ف. 1، في فرنسا، وانظر القائمة كاملة في الموقع: msm.rt.com

  3. سيريل بليت، "وسائل الإعلام، أداة للدبلوماسية العامة"، المجلة الدولية والاستراتيجية، المجلد 2، العدد 78، باريس 2010.

  4. إيف جونزالاس كويخانو، "وشحب نجم الجزيرة"، لوموند دبلوماتيكي، مايو/ أيار 2012.

  5. حسب العد الذي انجزته جريدة لوموند دبلوماتيك على أساس القاعدة المرقمنة لـ "لوموند" والفيغارو وعلى موقع "ر.ت".

  6. حسب الحصر الذي قامت به "لوموند دبلوماتيك" في ما بين 1/9/2016و 13/2/2017، فإن مرشح حركة "فلتنهض فرنسا" يظهر في ست مرات أقل في المقالات من فرانسوا فيون، مقابل عشرين مرة أقل منه في "لوفيجارو"، وفي 28 مرة أقل في لوموند"، وفي 43 مرة أقل في "ليبراسيون".

  7. باتريك فينتور وروينا ماسون، "علاقة نايجل فاراج مع الإعلام الروسي تحت المجهر"، الجارديان، 31 مارس 2014.

  8. ريشارد فيراند، "لا ندعوا روسيا تزعزع استقرار الانتخابات الرئاسية في فرنسا"، لوموند، 14 فبراير/ شباط/ 2017.

  9. سارج حليمي ودومينيك فيدال،" وسائل الإعلام والتشويه الإعلامي"، لوموند دبلوماتيك، مارس. آذار، 2000.

التعليقات

الاسم

أتاتورك أحياء إختراع أدوية إذاعة أرامكو أردوغان أسبانيا إستاكوزا إسرائيل أسلحة إصابات إعلام أفريقيا أقباط إقتصاد إكتشاف أكراد الأباء الإباحية الإبتكار الأبراج الأبناء الإتحاد الأوربي الأثرياء الأجانب الإجهاض الأحزاب الأخبار الأخوان الإخوان الأديان الأردن الأرض الإرهاب الإرهابيين الأزهر الإستجمام الأسرة الإسلام الإسلامية الإسلاميين الإصطناعي الأطفال الإعتداء الأعسر الإعلام الإغتيال الإغتيالات الأغنياء الأفلام الإباحية الأقباط الإقتصاد الأكراد الألتراء الألتراس الإلحاد الألعاب الإلكترونية الألمان الأم الفردية الأمارات الإمارات الإمارات العربية الأمازيغ الأمراض الأمم المتحدة الأمن الأمواج الأمومة الأميرة دايانا الإنتاج الإنتحاريين الإنترنت الإنتفاضة الإنجليز الإنفصال الانفلونزا الأهرام الأهلي الأوسكار البترول البحر البدو البشر البصرة البناء البنك المركزي البوذية البورصة البيئة التجميل التجنيد التحديث التحرش الترفيه التشدد التطرف التغيير التقشف التليفون التهرب الضريبي الثدي الثقافة الثورة الجاذبية الجامعات الجراثيم الجزائر الجسد الجفاف الجماعات الإسلامية الجماهير الجنس الجنسي الجنود الجنيه الجهاد الجيش الحاسب الحاسوب الحب الحرارة الحرب الحرس الثوري الحزب الجمهوري الحشد الشعبي الحكومة الحوثيون الختان الخديوي الخلافة العثمانية الخليج الخليج العربي الدانمارك الدولار الدولة الديكتاتورية الديمقراطية الدين الدينية الديون الذكاء الذكاء الإصطناعي الربيع العربي الرجل الرقمي الروبوت الروبوتات الروهينجا الري الزراعة السرطان السعودية السفر السكان السلام السلة السلطان السلطة السلطة الفلسطينية السلطوية السلفية السلفيين السمنة السموم السنة السود السودان السوريون السياحة السياسة السياسي السيسي السينما السيول الشباب الشرطة الشرق الشرق الأوسط الشريعة الشمس الشيعة الصحة الصحراء الصحف الصحفيين الصخري الصدر الصواريخ الصين الضرب الطاقة الطعام الطفل الطوارئ ألعاب العاصمة العاطفة العالم العثمانيون العدالة العدالة الإجتماعية العراق العرب العربي العسكر العقل العلاج العلم العلماء العلمانية العلويون العمال العمل العملة العنصرية العنف العنف الأسري الغاز الغذاء الغرب الفراعنة الفرعونية الفساد الفضاء الفضائيات الفقر الفلسطنيين الفلك الفن القاعدة القانون القاهرة القبائل القدس القذافي القوات المسلحة القومية العربية الكبد إلكترونيات الكنيسة الكنيسة اليونانية الكهنة الكواكب الكورة الكوليرا الكويت اللاجئين الليرة المال المانيا المتشددين المتطرفين المتوسط المثالي المجتمع المجلس العسكري المحمول المدينة المنورة المذبحة المرأة المراهقين المرض المريخ المساواة المستقبل المسلسلات المسلمون المسيحية المصريين المعلومات المغرب المقاتلون المقاولون المقبرة الملائ الأمن الملك توت المليشيات المناخ المنطقة العربية المنظمات الموبايل الموساد الموضة المياه الميراث النجوم النساء النظافة النظام النفايات النفط النووي النيل الهند الهوس الهوليجنز الهوية الوالدة باشا الوراثة الولادة الوليد بن طلال الوهابية اليابان ألياف ضوئية اليمن اليهود اليهودية اليورو اليونان أمراض أمريكا امريكا أموال أميركا اميركا أميريكا إنترنت إنجلترا أهرامات الجيزة أوربا اوربا أوروبا أوسكار إيبولا إيران إيفان الرهيب أيمن الظواهري بازل باسم يوسف باكستان براكين بريطانيا بنجلاديش بوتفليقة بوتن بوتين بووليود بيراميدز بينج تاريخي تجارة تحت المجهر ترامب تركيا تشارلز تشلسي تصوير تعليم تغير مناخي تكنولوجيا تليفزيون تونس تويتر ثروات جبهة النصرة جدة جراحة جنس جوته جوجول جونسون جيرتود بيل حاسب حزب الله حفتر حفريات حماس خاشقجي خامئني خداع خليفة حفتر خيال علمي دارفور داعش دبي دراما دوري السلة الأمريكي ديانا ديمقراطية ديناصور رأس رام الله رجل ألي رسوم روبرت ماردوخ روسيا روما رياضة زراعة زرع زواج ساعة أبل سامي عنان ستراتفور سرت سرطان سفينة فضاء سكن سنيما سوء التغذية سوريا سياسة سيف الإسلام القذافي سيناء سينما شارلز شعاع شفيق شمال أفريقيا شيخ الأزهر صحافة صحة صدام حسين صندوق النقد الدولي صنعاء صوت طائرات طاقة طاقة نووية طب طبي طعمية طفيل طلاق عبد القادر الجزائري عبد الناصر عدن عرب عسكرية عصابات عقل علاج علوم وصحة عمل عنان غاز غزة فحم فرعون فرنسا فضائيات فقر فلافل فلسطين فن فن وثقافة فنزويلا فوكس نيوز فيتنام فيديو فيروس فيروس سي فيس بوك فيصل فيضان فيورينتنا قارون قبرص قتل قش الأرز قطر قمع قنصوة قواعد كائنات كاس العالم كاسيني كافاليرز كافاليير كاميرا كتالونيا كربون كرة القدم كليوباترا كوكايين كيسنجر كيفين دورانت لاجئين لبنان لغة لوحات ليبرون جيمس ليبيا ليزر ليفربول لييبا مائير كاهانا ماري كوري مال وأعمال مايكروسوفت متجددة مجتمع مجتمع وإعلام مجتمعات مجلس الأمن محمد بن سلمان محمد صلاح مختبرات مخدرات مدرسة مراهقات مرتزقة مرض مركبات الفضاء مسلسل مسلسلات مسلمين مصر مصري مطلقات معارك معدل وراثيا معدن معرض مكة ملفات مليشيا مهاجرين موبايل موسى موسيقى مي تو مينمار نتنياهو نساء نسخ نظام الفقيه نفط نفظ نقابة نيكسون هاري هوليوود وباء وعد بلفور وقود ولي العهد وليام ياهو accessories animals anxiety art artist assignment attraction aviation bag beach beautiful destinations Best Catering Best Catering Services bicycle bicylce tours bigger bitter juice Blood Pressure botox brain brazilian buildings business Business Website cannes activity career cartoon Catering Services cave cheap hotels cheap loan cigarette climbing clothing communication Control Blood Control Blood Pressure cook cosmetic coursework craziness credit cremation deppression dermal Ease Stiffness education effective Engine Optimization entrepreneur ethnic wear europan explore eyes face finance fire damage focus food food tips fruit furniture garden gardening glasses gym hand tools health herbal Herbal Treatment High Blood home home loan home tips Hypertension Naturally immune system india Joint Pain Joint Pain Relief kindle life life hack loans marriage mba meal money movie music natural Natural Joint Natural Joint Pain occassion office Orthoxil Plus outdoor Pain Relief Pain Relief Treatment paris pets photographer pumpkin quality Reduce Hypertension Reduce Hypertension Naturally relationship relaxed Relief Treatment round face runner sea Search Engine Search Engine Optimization Search Engines self help self improvements shoes Side Effects sleep smoking snowboard social spain sports stories stress Stresx Capsules style success surgery travel trees vegetable voice voyage Website Design wi-fi winter work world zodiac sign
false
rtl
item
الجيل الجديد: قناة "أر. تي" الروسية .. أداة للتأثير الإعلامي الخارجي
قناة "أر. تي" الروسية .. أداة للتأثير الإعلامي الخارجي
https://geel25elgaded.com/wp-content/uploads/2018/01/قناة-روسيا-الآن-1-1024x581.jpg
الجيل الجديد
http://geel25elgaded.blogspot.com/2018/01/blog-post_70.html
http://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/
http://geel25elgaded.blogspot.com/2018/01/blog-post_70.html
true
6246319857275187510
UTF-8
لايوجد اي تدوينة المزيد المزيد الرد اغلاق الرد حذف By الصفحة الرئيسية صفحة مقالة المزيد مواضيع ذات صلة التسميات الارشيف البحث لا يوجد اي تدوينة الصعود الى الاعلى Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago